-->

رواية ( نسائم عشق) الفصل الثالث

 


#البارت_ الثالث
#نسائم_عشق
***************
في قاعة زفاف نوح وعشق
ابتعد يونس بصديقه عن عروسه وقال له:
نوح لو عايز نصيحتي بلاش علشان متندمش يا صاحبي ا

غامت عين نوح بضيق وعدم استيعاب وسأله بريبة:
بلاش ايه وهندم علي ايه يا يونس، انت عارف اني مليش في العلاقات ولا عمري ارتباط باي بنت،
وعشق هتكون زوجتي مش  نزوة أو واحدة اتسلي بيها، ثم كلامك ملهوش معني هي خلاص بقت مراتي وانت كنت شاهد علي عقد القران ولا نسيت

هز يونس راسه بعدم رضا وقال موضحًا:
يا عم انت فهمت ايه، انا بقصد بلاش تدخل عليها، البنت منهاره داخليا، ولو حصل علاقة بينكم وتممت جوازك بيها قبل ما تستعد ممكن تنهار نفسيًا ، وقتها ليلة جوازها منك هتبقي ذكري سيئة محفوره في وجدانها طول العمر
اسمع نصيحتي واعطيها فرصه، تقرب منك وتاخد عليكي وعلي وضعها الجديد قبل ما تلبي حقوقك كزوج وخلال شهرين ثلاثه تبقي حامل

اخذ نوح نفس عميق ووضرب أطراف أصابعه ببعضهم البعض وقال:
انا فعلا لاحظت ده، وحاسس بتوترها، بس قلت يمكن بسبب أن الفرح مفيش حد معها من اهلها بالذات بعد موت ابوها

أشار  يونس بيدها بعلامة الرفض وقال:
لا يا يونس مش حكاية خوف أو حزن بأنها وحيدة البنت مرعوبة، من فكرة الزواج نفسها
انت مشوفتش عيونها زايغة ازاي ولا جسمها اللي بينتفض او برودة أطرافها انا لاحظت ده من سلامي عليها ومباركته ليها بعد كتب الكتاب

اؤما نوح موافقًا مؤكدًا علي حديثه وقال:
لاحظت فعلا برودة أطرافها ودموع في عيونه،وانا بلبسها الدبله وخاتم الجواز  لكن ظنيت انها حزينه لعدم وجود والدها، بس كلامك قلقني بالذات انها عارفه بأن زواجنا زواج طبيعي وشرعي

ربت يونس علي كتف نوح وقال له:
عارفه شئ وخوفها من مستقبلها معاك شئ تاني يمكن محصلش بينكم التقارب اللي يحتوي رهبتها  ويمحي المسافات في ليلة زي ليلة دخلتكم
قولي يا صاحبي هو انت في لقاءتكم احتويتها وحسستها بالأمان والمودة ولا كان وضعكم ايه،
ولا كنت غشيم في اظهار رغبتك فيها وبس، قول ما تتكسفش  علشان اديلك روشته مظبوطه لاول ليلة بينكم علشان تمر بسلام بدون خسائر أو ندم

دفعه نوح بغيظ في كتفه وقال بغضب:
غشيم ايه وهبل ايه اللي بتتكلم عنه، انا اصلا مقعدتش معاها غير مرتين، مره يوم العزاء وتأتي مره يوم قراءة الفاتحه،انت عارف انها عايشه لوحدها بعد موت والدها وكان صعب أتردد عليها ايام خطوبتنا
كنت بس يزورها مع اختي رانيا ووالدتي فضلت معاها لحد يوم زفافنا، لكن مكنش في بينا اي كلام
او كنا بنقعد مع بعض ونتكلم ونتعارف زي اي اتنين مخطوبين لاني محبتش اضغط عليها باقتحامي حياتها وقت فترة الحداد
حدق فيه يونس بذهول وصدمه:
انا كده فهمت البنت قبلت الجواز منك لانها ملهاش حل غير ده علشان متتخلاش عنها وتبقي وحيدة
نوح لو عايز نصيحتي، اوعي تتمم جوازك بيها الا لما تقرب منها وتحتويها بجد وتحس انها عايزة تكمل حياتها معاك برغبتها مش لان مقدمهاش غيرك
وقتها رعبها وخوفها هيزول لانك هتكون اختيارها مش إجبار عليها في سبيل تحمل مسؤوليتها

زفر نوح بقوة ورد عليه متفهًا ما قال:
تمام يا يونس، انت كده فهمت سبب حالتها ووضحت ليا الصورة، انت عارف مليش علاقات بالجنس الناعم
رغم اني كنت بجهز نفسي لحياتي معها كزوج وزوجه واودع العزوبية، لكن فعلا حقها تختار حياتها سواء معايا أو حتي مع غيري بدون ضغوط أو خوف من اللي جاي، كده مفيش دخله الا لو كانت مستعده وده اللي هقوله ليها، علشان تطمن وتهدي

عاتقها يونس بمودة وهتف بحماس:
معلش يا صاحبي ان شاء الله تعوض ليلة دخلتك، المهم تبدٱ حياتك معاها صح، مدام متجوز للاستقرار اكيد هتقدر تحتويها بسهولها بعطفك وحنانك عليها، وقتها هتتقل ضعها الجديدة بسرعه وتقبلك كزوج

ابتسم له نوح بضيق، لخسارة ليلة عرسها التي كان يحلم بها، لكن ليس بيده حيله، فهو لن يبني سعادته وتلبية رغباته علي حطام خوفها ورهبتها من حياتها  القادمه معه، التي من الجائز أن تمم زواجه يكون هذا سبب لتدمير علاقته بها في المستقبل؛
اخذ نوح. بيد صديقه وعاد الي الكوشة ليكمل مع عروسه حفل الزفاف طالبًا من يونس أن يبلغ والدته بتاجيل إتمام زواجه منها حتي تعتاد علي حياتها معه، فليس منه داعي حضورها اليه بالصباح،
فقد أكدت عليه والدته بأنها ستأتي اليهم في الصباح الباكر للاطمئنان علي عشق تعويض عن وجود والدتها التي كانت ستقوم بذلك لو لم يتوفاها الله

جلس بجوارها واخذ يدها بين كفاه وراح يدلكهم كي يبعث فيهم الدفئ، استغربت عشق رقته وحنان فيما يفعل، ابتستم لها ببشاشة واخذ يتجاذب معها أطراف الحديث سائلًا إياها عن رأيها في حفلة زفافهم والجو العام كل هذا كي يبعث في قلبها الطمئنينه
*************
عاد يونس الي الطاولة التي يتشاركها مع رانيا ووالدتها وأخبارها بقرار نوح قائلًا:
بقولك يا خالتي نوح بلغني اقولك انه أجل دخلته علي عشق فترة، لحد ما ياخدو علي بعض وتكون انتهت من حدادها علي والدها، فبلاش زيارتك الصبح مبقاش ليها لزمه، سيبي ليهم المجال يقربو من بعض

تنهدت والدته براحه وقالت:
والله عين العقل، انا كنت هطلب منها ينتظر فترة لحد ما ياخدو علي بعض، لاني  حسا البت مرعوبة وخايفه لانها صغيرة علي الجواز ومسؤولياته ده غير حزنها ع ابوها اللي في حداد عليه،
المهم بقي يا يونس مش ناوي تفرحنا بيك انت كمان

مد يونس يده واخذ يد رانيا بين يداه وقال بتودد:
والله يا ماما لو رانيا توافق تديني أيدها انا عندي استعداد اتجوز من بكرة، ع الاقل تكون معايا في سنه التكليف بدل ما انا مرزوع لوحدى في الفلاحين

جذبت رانيا يده من بين يداه ودفعته في صدره بغيظ وغضب من الحاحه:
يا يونس انسي وبطل بقي الحاحك في موضوع منتهي، انا قولتلك مية مره، انت لو اخر واحد في الكون مش هتجوزك  عندي اعيش عانس ولا اني اتجوزك، ثم انا مش شايفك غير اخ ليا زيك زي نوح،
ده غير ماشاء الله سمعتك الزفت وعلاقاتك اللي ملهاش اول من اخر، دي لوحدها تخليني اصمم ااكثر علي رفضي ليك 

ضرب يونس الطاوله بغضب وهو ينظر إلي نوح بغيظ:
مفيش غيره نوح اللي  شوه سمعتي قدامك، والله انا برئ كل الحكاية علاقاتي دي تسالي وتضيع وقت، لحد ما استقر وبصراحه نفسي استقر معاكي انت يا ام العيون السود اللي دبحوني وقفلوو الاجزخاتات لا قالولي ازيك ولا شلامات يرضيكي كده

ضحكت رانيا بشدة ومرح ظاهر فهي تعز يونس لكن كاخ وصديق وليس كزوج تستطيع أن تشاركه حياته وتغفر له نزواته التي اشتهر بها رغم كونها مرحله ستنتهي ما ان يستقر مع زوجه، فقالت له:
بصراحه يرضيني انت ملكش امان يا مان، ثم انا خلاص كلها السنادى هخلص واشتغل مع أبيه نوح
اظن ده مش مناسب للدكتور الهمام، اللي عايزه زوجه وأسرة واستقرار واولاد كتير ولا نسيت حلمك

تنهد يونس بقوة ورد عليها بثبات وتصميم:
ايوه عايز أسرة كبير واولاد كتير، انت عارفه مليش في الدنيا غير فتنه ومن يوم ما اتجوزت نسيتني
وادي نوح كمان اتجوز وهينساني، وكلها كام شهر واخلص التكليف في الأرياف  وارجع ليكم محتاج استقر ويكون ليا انا كمان أسرة ولا عايزاني  اعيش مقطوع كده وحيد غلبان شريد حيران، تسمحي تقوليلي اعيش مع مين واغلس علي مين،  لما ارجع ،

دفعها في كتفها بغيظ واكمل برجاء:
ما توافقي يا رانيا وبطلي غلاسه انا مستعد تحطيني تحت الاختبار الفترة الجاية وشوفي هتوب عن العلاقات الفارغة واي حاجه تضايقك ولا لاء، بس توعدني اني لو نجحت تفكري في فكرة الارتباط بيا، اهو ندي نفسنا فرصه مش يمكن نكون لبعض، صدقيني انا واد مز وطيب وفرفوش، دول حتي بيقولو في المثل الشعبي الزوج الفرفوش رزق؛، والله انا رزق طيب ولذيذ وطعم قلت ايه

ضحكت رانيا بتلقائية من أسلوبه المرح وردت عليها والدته التي كانت تستمع للحوار وتمنت أن توافق ابنتها فهي تعز يونس وتعتبره ابننا لها فهي من قامت بتربيته هو وفتنه بعد وفاة والدتها انعام عشرة  عمرها فقد تربو سويا منذ والدتهم في نفس الحي
فنظرت الي ابنتها وقال بحماس:
ما توافقي يا رانيا علي طلبه واديله فرصه علي الاقل يونس منا وعارفين أصله وفصله، وكمان دكتور قد الدنيا واخته صحبتك ومرتبية معاكي، مش يمكن ينصلح حاله علي ايدك الموكوس دم

هز رانيا راسها بالرفض وقالت مبرر موقفها:
يا ماما يونس مش عايز يتجوزنا  لشخصي، يونس عايز يقوي الصلة بينا، زي ما انت قبل كده فكرتي أن نوح يتجوز فتنه، يعني جوازنا لزيادة الروابط بس
علشان كده انا برفض لان علاقتنا اقوي من روابط الزواج اللي قايم علي التودد والعشرة وبس
مش الحب المتبادل والإختيار المناسب للطرفين، فهمتي سبب رفضي ثم انا مشاعري ليه اخوية بحته

ثم نظرت إلي يونس وقالت بحكمه وهدوء:
صدقني يا يونس انت غالي عندى جدًا لدرجة اني مستخسره المعزه دي تضيع في مشاكل ومسؤوليات الجواز، خلينا كده احسن وفكر بعقلانية، مش علشان حبك لنوح بتفكر تشاركه باي طريقه، حتي لو جوازي هيكون السبيل لكده، مش علشاني علشان صداقتكم،

وضحكت بمرح تهدأ الأجواء بينهم بمزاح:
انا بقيت خايفه تفكر تشاركه  في مراته علشان يبقي بينكم قاسم مشترك ليك وليه

ضحك يونس بقوة ونظر الي رانيا بامتنان فصداقتهم جعلت العلاقه بينهم شفافه لدرجة أنهم يفهمون بعضهم البعض بدون كلام فرد عليها بمرح:
تصدقي جه في بالي وقولته سيبني اتجوزها وبعد كده يتجوزها بعدي ويبقي كده اتشاركنا فيها، اخوكي اتحول عليا وكان هيقتلتي وينسا صداقتنا،

تنهد بقوة وزفر بحدة وهو ينظر إليها بهيام زائف:
بس بردك مهما تقولي مش هفقد الأمل في انك توافقي ندعم عشرتنا بالارتباط والجواز، وانا هفضل وراكي لحد ما ترفعي الراية البيضاء وتستسلمي
ضحكت رانيا وكذلك والدتها فهم يعرفون يونس جيدًا إن أراد شئ سعي اليه دون ملل أو كلل
********
مر  الوقت بهم وكان الحفله رائعه تليق بمكانة نوح التي اكتسبها من الشغل مع والده في سن صغير،
وبعد مضي بعض الوقت طلب نوح من يونس أن يطلب من منظم الحفل أن ينتهي من الحفلة فقد تأخر بهم الوقت،
ذهب يونس الي المنظم وطلب منها إنهاء الحفلة بناء علي طلب من العريس شخصيا، لبي المنظم طلبه وطلب من العروسان أن يرقصا رقصة الختام
فأخذ نوح يد عشق وذهب الي وسط القاعة وضمها اليه بحنان وجعلها تميل علي صدره بتملك،
كان هذه اول مره يضم نوح عشق الي صدره وهو يراقصها علي اغنية ( تامر حسني )

حبيبي تعالى بنادي لك
تطمني تريحني
ماتسبش إيدي من إيدك


ما تبعدش عني ولا ثانية
أحضني نسيني الدنيا
واوعدني طول ما إنت معايا
ما تسبش إيدي من إيدك
ما تبعدش عني ولا ثانية
أحضني نسيني الدنيا
واوعدني طول ما إنت معايا
ما تسبش إيدي من إيدك
يا نور عيني) ضميني حسيني)
يا نور عيني) ضميني حسيني)
(حبيبي (حبيبي، حبيبي


معك هقدر أمشي وأكمل
ولو مين جرحني هتحمل
علشان عيونك يا حبيبي
ده أنا أموت بجد ولا أسيبك
معك هقدر أمشي وأكمل
ولو مين جرحني هتحمل
علشان عيونك يا حبيبي
ده أنا أموت بجد ولا أسيبك
يا نور عيني) ضميني حسيني)
يا نور عيني) آه حسيني)
يا نور، يا نور عيني، نور عيني
لم تشعر عشق بمن حولها وهي بين أحضانه، فقد استطاع بتردديه للاغنيه أن يسلب لبها ويتغلل داخل قلبها النابض بمشاعر متضاربة بين الاحساس بالراحه والأمان والطمائنينة وبين الرهبة من القادم
حتي انها لم تشعر بنهاية الحفله وزفافهم  الي ان صارت بالخارج ووالدته نوح تودعها هي واخته، بعد إصرارها علي ترك الفيلا لهم بعض الوقت  حتي  تتأقلم  عشق علي حياتها الجديد وتاخد راحتها مع زوجها، دون إزعاج منهم
وكذلك ودعه يونس وشد علي يده مؤكدًا عليه  التعامل معها برفق وحنان حتي يكسر بداخلها حاجز الخوف والرهبة من حياتها معه
وصل نوح وعشق الي الفيلا وواصر علي حملها إلي الداخل وهناك استقبله من يقومان بالعمل في الفيلا،
بالزغاريد والفرحه تتجللي علي وجههم سعداء بزواج رب عملهم،متمنين له السعادة والذرية الصالحه  غادروا جميعًا بعد تقدم التهاني والمباركة، بعدما  أعطاهم نوح إجازة مفتوحه الي حين عودة والدته


عاد نوح وحمل عشق وصعد بها الي جناحه، ودلف بها إلي الداخل والسعادة تتراقص في عيناه التي تشع بالرغبة واللهفه لحياته معها
وبدون مقدمات تقدم منها ونزع عنها .....؟!
*******""""
يتبع......
الفصل الرابع من هنا

   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : رواية( نسائم عشق)

إرسال تعليق