-->

رواية( بنت الوادي) الفصل الخامس والعشرون

 



#خداع_ وذكاء

البارت الخامس والعشرون

*****************

أتُحبها ؟

لا أدري ..ولكن غيابها يجعل وجوه الناس شاحبة ..

ورائحة الهواء مُغبرة .. 

إذاً فأنت تُحبها !

دعك من تضخيم الأمر .. فقط غيبتها تبدو كثقب أسود يبتلع ألوان الكون حين يطل عليّ ، ثم يعيد ما اختلسه من البهجة حين تعود !

بالتأكيد أنت تُحبها !

دعنا لا نتسرع في الحكم ، رجاءاً ..كل ما في الأمر أن غيابُها .. غربتي ! - أحمد خالد توفيق


انتفضت فرحه عند ذكر فريد أن تلك الفتاة التي عشقها منذ تسع سنوات قبل معرفته بها صارت زوجته، فقد تملكت منها الغيرة، وشعرت انها عادت الي نقطة الصفر، فهو زوج لغيرها وستشاركها فيه، تعلم أنها ليست جديرة به، ولا  من مقامه ومكانته العالية اجتماعيا وعلميًا، لكن تعشقه وانانيه فيه الي نفسها، فهي ام أولاده وحامل في اخر،

فمن إذا حق به غيرها، فسألت نفسها بالم يعتصر قلبها العاشق الي تلك الرجل الغامض :

طيب هو و اتجوز الا حبها انا بقي هكون بالنسباله ايه، ام ولاده وبس ولا وضعي معاه ايه بالظبط


رمقته بنظرات غيظ وغضب وقالت:

اتجوزتني ليه يا فريد بدل كان علي ذمتك بدل الوحدة اتنين، والهانم دي ياتري اتجوزتها بعدي ولا قبلي ولا قبل الكل، اه باحزنك يا فرحه

ملكيش من اسمك نصيب، والحزن والألم قدرك وقسمتك، اه يا قليلة البخت يانا


ضحك فريد علي نواحها ونحيبها وقال:

الجميل زعلان علشان في واحدة تانية هتشاركتها فيا، معقول لدرجة دي بتغيري عليا، طيب ممكن تجي تقعد مكانك بدل ما اجيلك واطلع علي عينك شوقي ليكي، وساعته هتبقي الجانية علي روحك،


هزت راسها برفض ورت عليه بحدة وغضب:

سيبني يا فريد، ولا اقول يافريد بيه، ما  انا هفضل بنت الخدامه اللي متلقش بمقامك ولا تتشرف بيها


زفر فريد بحده ونهض وتقدم  اليها بغضب، فجأة ضمها الي صدره بقوة وحنان لا يقوم بهم الا عاشق يخشي علي محبوبه من قوة عشقه لها؛

رفع راسها وقال لها بتودد :

يا خايبة كل ده ومش عارفه انت بالنسبالي ايه، لا يا فرحه انا بتشرف بيكي وفخور انك زوحتي، ومستعد انزل اعلان في الصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون واقول فيهم اني بحبك وبعشقك يا بنت الوادي، الجميلة الغيورة ام طبع حامي وحمئية زيادة عن اللزوم، وفوق كل ده ام اولادى  


رفعت راسها عن صدره ونظرت إليه بعيناه الباكية وقالت من خلف دموعه بغيرة واضحه:

اومال مراتك سونسن دي تبقي ايه، مش قولت انك بتحبها واتجوزتها 


هز  فريد راسها بالايجاب وضحك قائلًا:

حصل اتجوزتها لاني بموت فيها وبحبها وبعشقها كمان، بس مش لما تعرفي هي مين وازاي اتجوزتها بعدها،تبقي تزعلي وتلوميني


لانت ملامحها الحزينه وسألته علي امل ان بجيبها بما يريح قلبها الملتاع عشقًا :

اتفضل قول هي مين سونسن هانم دي، واتجوزتها امتي، بس اسمع، لو هتكمل معاها انا مش هقول اعيش انا وهي في مكان واحد اتفقنا


قطب ما بين حجباه وقال بغموض ومكر :

مقدرش اوعدك انتو مكانكم جمبي وجوه قلبي ومبنفعش اقسم بينكم الايام، محتاج لحضنك انت وهي كل يوم، بس ممكن ابقي في النص بينكم ايه رايك، تحبي تبقي علي اليمين ولا الشمال


قال ذلك وانفجر ضاحكًا دفعته فرحه في صدره بغيظ وانهارت باكية وردت عليه:

لا شكرًا انا مستغنيه عنك،انا مليش حق اقولك طلقها لان كده بغضب ربنا، لكن اقدر اطلب منك تطلقني وخليك ليها، انا مش هقدر اتحمل تشاركني فيك

قول انانية غيورة مش بتحب الا نفسها لكن العاشق بجد مش بيتحمل حبيبه يشاركه مع حد

وانا بحب يا فريد، مهربتش منك غير لاني متحملتش سوسن تشاركني فيك، معقول يعني تخرج من حياتي

علشان يكون في غيرها ينغص عليا حياتي

هو ايه الحزن والغم اللي مكتوب عليا ده ياربي 


ضمها فريد الي صدره بحنان ولثم راسها بفخر، فعشقها له قد اجهد قلبها الصغير، وصار الالم هو من يحركها وينطق عنها، ليجسد وجعها في طلبها للطلاق فقد أصبح البعد عنه كالموت وهو اهون عليها من أن تراه في حضن امرأة اخري تنال عشقه واهتمامه،

تنهد بقوة وأخذها علي ساقه كطفلته المدلله وقال:

طيب هوني علي نفسك وانا هعرفك من سونسن اللي وجعت قلبك وبكت عيونك يا قدري الجميل


هزت راسها بالموافقه فليس امامها الا أن تسمع له لعلها تجد في حديثه ما يطفئ نار غيرتها عليه:

ضمها فريد الي حضنه بحنان وبدأ يقص عليها حكايته مع من سرقت قلبه وسكنت روحه

كنت قولتلك أن اول مره اشوف كان وقت سفري لانجلترا اول مره، وبعدها بقيت انا ادور عليها وكتير فكرت اكلمها لكن تديني منعني

لحد ما ظهرت سوسن في حياتي واختفت هي،  الغريب في الأمر مع كل غياب لسوسن كانت بتظهر هي لحد ما صرحت لسوسن اني مش هقدر ابادلها مشاعرها والافضل نبعد عن بعض

وفعلا سافرت سوسن لألمانيا وفي نفس اليوم وانا بودعها شفتها بالمطار واتشجعت اني اكلمها وسألته:

ليه بتبعدى عني، انت متعرفيش بعدك بيعمل فيا ايه

انت مين واسمك ايه، وليه ملامحك مش بتتغير كأن الزمن وقف عندك


أشارت الفتاة الي قلبه وابتسمت،رد فريد علي حركتها بابسامه صافية  وقال:

قصدك أن قلبي هو اللي شايفك كده، طيب ده تسميه ايه غير حب، ممكن تسمحيلي اتعرف عليكي ولو عايزه ترتبط الاول انا موافق


أشارت إلي يدها وبحركه الدبله في يدها كانها تقول له لن أرتبط الا بك لكن ليس الان

تفهم فريد حركاتها يدها وتقبلها رغم ضيقه من عدم حديثها معه، ذلك لثقته من قدرتها علي الكلام

ومنذ ذلك اليوم أصبحا لا يتفارقا كان يري حياته القادمه  معها ومستقبله ودنيته وزاد تعلق قلبه بها وعشقها بشغف الحب 

الي إن عادت سوسن وعرضت عليه الزواج بعدما اخبارته بمؤامرة أبيه مع المحامي سعيد عليه

رفض فريد أن يكون الزواج سبيلهم، لكن بعدما تأكد من صحة ما قالت، ومع اختفاء معشوقته

رضخ للزواج  من سوسن فوالدته له عليه حق ومن الواجب عليه أن يجعلها تعيش حياة مستقرة بعدما تعبت في تربيته، وعانت الكثر مع جده أثناء مرضه 

قال لها باسي:

زي ما قولتلك اتجوزتها زواج اسلامي غير موثق، علشان أطلقها مجرد.ما تظهر حبيبتي

عمري ما وعدتها بالحب أو ان جوازنا يكمل، لحد ما حصل بينا اللي حصل وتممت جوازي منها، ومن يومها فقدت الامل في ارتباطي بحبيبتي، الا من المؤكد هترفض تجوز راجل متجوز،

ومرت الست شهور واتي الوقت الذي سيتم فيه تنفيذ الوصية، وزي ما انت عارفه سفرت سوسن المانيا لإقناع عمي بزواجنا بعد ما ودعتها،

لقيتها قدامي كانت عيونها كلها عتاب ولوم وحزن

قربت منها وحاولت امسك أيده بعدت عني وصدمتني لما اتكلمت وقالت:

ليه يا فريد، ليه كتبت علي نفسك الوجع والألم والفراق، ليه وانت انسان نقي بالفطرة وعندك بصيرة مقدرتش تفهم أن انا وسوسن كالتضاد في حياتك

استحالة نجتمع، للاسف وجودها يعني بعدي عنك 


وقتها بس قدرت افهم سبب اختفاءها كل ما سوسن تظهر، يمكن كان غباء مني وجوزي من سوسن كان اكبر غلطه لكن الغلطة الا مستحيل أكررها ان اتنازل عنها أو اسمح ليها تحتفي تاتي من حياتي،

انهرت علي اول مقعد وقلت لها:

فعلا كلامك سليم، بس لما انت عارفه كده ليه مفهمتنيش وايه السبب في اختفاءك

انت كنت الاول في حياتي من قبل ظهور سوسن ليه بتتخلي عني وتبعدى


ابتسمت بجزع:

للاسف هي ليه سلطان الوجود لكن انا لاء علشان كده حدودها معاك اعلي

المهم دلوقتي أن انا كمان هيكون ليا سلطان الوجود في حياتك جاهز ليه ولا هتتخلي عني وعن قدرك معايا اللي ربنا قسمه ليك


لم يفهم فريد ماذا تعني بسلطان الوجود لكنها تغافل عنه للرد علي سؤالها:

استحالة اتخلي عنك، انت مش قدري بس انا قولتلك كتير اني بحبك انت اللي قلبي بينبض بعشقك


ابتسمت وردت عليه بجدية

انا قدرك اللي لو ضاع منك، حياتك هتضيع، عايزه اقولك انت من الناس اللي ربنا اكرمهم برؤية اقدارهم، وحياتي عندك يا فريد حافظ عليا، لان لا أنا ولا انت هنعرف نعيش  واحنا بعاد عن بعض


نهض فريد ودنا منها فاوقفت بيدها فقال:

طيب يا قدري وحبي وعشقي، ممكن تقوليلي اسمك ايه واقدر اطلبك من مين، انا خلاص قررت اتجوزك والنهاردة، علشان احافظ علي قدري معاكي


ضحكت وردت عليه بغموض اربكه:

هتتجوزني بس مش النهاردة ولا بكرة، نفس ليلة عيد ميلادك هي أول ليلة ليا معاك

بس قبلها لازم تعرف أن قدامك معوقات صعبه لو مقدرتش تتغلب عليها مش هكون ليك


تملكت الحيرة منه علي اثر حديثها الغامض وقال:

علي ايه ده كله، انا جاهز نتجوز دلوقتي وكمان انا من حقي اعرف اسم حبيبتي


ابتسمت ابتسامة جميلة زينه ثغرها وسرقت قلبها وقالت :

زي ما انا قدرك انا فرحتك، مش مهم الاسم ، اي اسم ناديني بيه، لكن المهم اني اكمل نصيبي معاك 


تافف فريد بضيق:

يعني اقولك ايه مثلا  ادلعك  سونسن


مطت شفتاها بعدم اهتمام وقالت:

وماله سونسن مش وحش لو يريحك قولي سونسن لكن  بالنسبة للجواز، للاسف مش هينفع نتجوز هنا معادنا ولقاءنا في مصر،

تحب اقولك حاجه تسعد قلبك، بكرة الصبح هتفح عينك عليا وانا في حضنك


حجظت عين فريد من صدمة ما قالت ورد عليه:

في حضني الا هو ازاي، افهم من كلامك انك عارفاني

ايه معقول ماما بعتتك ورايا

لاء لاء مكنتش وافقت علي قرب سوسن مني، انت مين ، وقوليلي ازاي هتكوني في حضني بكرة، وايه هي المعوقات ارجوكي ريحيني


تنهدت بقوة وردت عليه:

انا قدرك اللي أن الاون يرسم حياتك ويكون أساس مستقبلك، سافر يافريد ومع اول اشراقه ليوم جديد هكون بين ايدك، حافظ عليا اوعي تضيعني منك

ونصيحه ابعد سوسن عن حياتك قربها منك بيحكم عليا بالبعد والفراق عنك سلام يافريد علي لقاء


فجأة جريت من قدامي قبل ما افكر الحقها أعلن المذياع الداخلي عن اقلاع رحلتي للمصر 


ركبت الطيارة وفكري مكنش غير فيها ازاي هصحي وتكون في حضني، طيب هي تعرف بيتي منين

وهتدخل اوضتي ازاي اسئلة كتير تعباني


وصلت الفيلا وماما كانت سعيدة بوصولي واني هنفذ وصية جدى، لكني كنت عايز أهرب من الكل علشان انام واصحي والقيها في حضني زي ما وعدتني

عدا اليوم طويل مش عايز يخلص ، واخير نمت وانتظرت الصبح بفارغ صبر

لكنها ظهرت في احلامي بتضحك سألته في الحلم:

ايه ده انت حلم مش حقيقي وانا اللي كنت بتمني نفسي باني اضمك لصدري


قربت مني وقالتلي افتح ايدك خدني في حضنك وفتح عينك هتلاقيني واقع بين ايدك

فتحت ايدي زي ما قالتلي وضمتها لصدره حسيت بحرارة جسمها بين يدها وانفاسها بثيرني مبقتش مصدق أنه حقيقي مش حلم

خفت افتح عيني الفيه حلم فقولت ليه اخيرًا بقيتي في حضني يا سونسن،

لكن واحدة بنت حلال ضربتتي في صدري، فتحت عيني لقيته حقيقه قدامي وكانت انت يا فرحه


جفلت فرحه بانزعاج لم تصدق انها هي من طاردته طوال سبع  سنوات، وأنها هي من عشقها قلبه وطالبت منه أن بحافظ عليها

كان كتير عليها أن تستوعب ما يقول، فكيف يفسر أنه رآها في انجلترا وهي لما تسافر اليها قط إلا معه؟

كيف يراها منذ سبع سنوات شابه وهي كانت طفله لا تعرفه أو تراه قبل ذلك اليوم الذي اخذها بحضنه؟!

اسئلة كتيرة تحير بالها ولم تجد له إجابة الا عنده فسألته:

ازاي يا فريد هي انا حبيبتك وقدرك، وانا عمري ما شفتك ولا عرفتك قبل ما خدتني في حضنك


اخذ بيدها وضمها الي صدره يحتوي انتفاضة جسدها المصدوم مما قال ورد عليها:

ده اللي سالت فيه أهل الخبرة والمشورة، بعد ما قابلتك خرجت ابحث عن حقيقية لقائي بيكي بنفس شكلك بس قبلها بسنين

بس الاول هخليكي تجاوبي انت علي سؤال يفهمك, عارفه سني لما سافرت انجلترا وقابلت كان كام


هزت راسها بنفي لكنها عادت وقالت:

ايوه انا فاكرة انت قلت سافرت وعمرك ١٨ سنه


أما فريد برئاسة مؤيدًا لكنه اضافه:

فعلًا كان ١٨ سنه الا ثلاث شهور وخمس ايام ده يفكرك بأية، 


لم تفهم الي ماذا يرمي لكنها جارته وحاولت تتذكر الي ماذا يرمز عمر الثامن عشر عاما الا ثلاث شهور وخمس من الايام فشهقت فجأة من هول ما اكتشفت  فهذا تاريخ لا بنسي لها قالت:

ده نفس سني في اليوم اللي نزلت فيها مع ابويا مصر علشان بعملي شهادة التسنين

بس انت تقصد ايه من كده انا مش فاهمه بردك


امسك بيدها واجلسها حتي يوضح لها ما وصل له:

اسمعي يا قلبي، ربنا لما بيحب عبده بيرسل ليه إشارات تدله علي طريقه

ولا أن ربنا اعلم بعبادة علق قلبي بيكي لانك قدري قبل ما تظهر سوسن في حياتي رغم انها نصيبي، لكن انت قدري الجميل اللي معاها سعادتي ، علشان كده ظهر لي طيفك في كل مكان لحد ما اتعلقت بيكي

كان  سني  وقتها هو نفس سنك اللي هقابلك فيه علشان كده كنت بشوف طيفك قبل جوازي من سوسن في كل امكان، والحمد لله بقيتي مراتي وام اولادى، وحبيبتي وروحي وعشقي المجنون


ابتعدت فرحه عنه بصدمه وعدم استيعاب وقالت:

ازاي انا قدرك وأظهر ليك قبل الأوان بسنين


تنهد فريد بقوة واردف قائلًا:

ما قولتلك دي نوع من أنواع البصيرة، ربنا بيختص بيها بعض عبادة الصالحين،

يمكن اكون انا من هولاء الصالحين وهذا ما ارجوه من الله أن أكون عبد صالح, 

قال الله سبحانه وتعالؤ (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)

هفهمك ربنا من رحمته ببعض عبادة بيرسل ليهم رسالة قدرية علي هيئة إشارات  بتكون سببا للهداية، أو منعا من الغواية، او انتهاج طريق مقسوم ليك


(فتوي حقيقة)

مثل هذه الإشارات، قد تقع لبعض الناس، منهم من  من يسمع هاتفا، أو يرى آية، أو يرى رؤيا في منامه ، فتكون سببا في هدايته الي طريق يسلكه، او حياة ربنا قسمه له، ( هذا ما حدث مع فريد) 

ولو سميت هذه بإشارات القدر : فلا حرج أيضا في هذه التسمية ، فإن كل شيء عند الله بقدر، وهي إشارات يسوقها الله تعالى بقدره لمن يشاء من عباده.

________

شردت فرحه وتاملت ملامحه بعشق والقت راسها في صدرها وأخذت تبكي وقالت من بين دموعها:

افهم من كلامك لو  طيفي مظهرش في حياتك وكنت إشارة من القدر المستقبلي معاك، مكنش في حاجه هتجمعني بيك ولا كنت هبقي مراتك


هز فريد راسه مؤيدًا تفكيره وقال مؤكدًا:

ايوه يا فرحه، انا شخص بخاف الله  في كل افعالي، 

لو حصل حبيت واتجوزت سوسن كان مستحيل اقبل اقهرها بيكي، لكن انا حبيتك انت 

وخذلت سوسن، مره برفضي ليه، ومره بجوازي منها بدون رغبتي، حتي علاقتي بيها كانت لحظه ضعف مني ومنها بدون رغبة حقيقيه مني ليها

فهمتي ليه كنت بقولك خذلت مراتي الاولي وعشقت مراتي التانية، انت اللي عشقتها وخليتها ومحبتش غيرها وعلشان عملت خدع والعيب لحد ما بقيتي من نصيبي يا اجمل واحلى نصيب في الدنيا،


دفنت راسها في صدره وحكت شعرها فيه فاثرت رغبته فيها، رفع وجهه وقبلها بقوه واخذ يلثمها بعدها برقة ورومانسية ساخنه

وحملها الي الفراش وتمدد بجوارها وقال:

ممكن بقي ترضي جوزك المحروم ولا لسه في خوف جواكي من حياتك معايا


ابتسم بدلال وقبلت خده، فضمعا اليه لينتهل من رحيق شفتاها عسلهم، أوقفته فرحه فجأة وسألته:

استني انت قولت عملت خدع والعيب علشان ابقي مراتك، يعني انت اللي خططت لجوازنا،

افهم من كلامك بقي ان ووالدتك كانت عارفه برغبتك في الجواز مني علشان كده غصبتني علي الجواز مقابل ما تعمل عملية ابويا،


هز راسها بالنفي ونهض من علي الفراش وقال:

طيب نخلص كل الكلام قبل العشق والوئام، اولًا ماما مكنتش تعرف اي حاجه عنك، لكنها صدمتني لما عرفتني عليكي وقالت انك عروسه وهتتجوزي اخر الاسبوع من ابن عمك

وقتها افتكرت كلمتك لما قولتيلي أن في معوقات 

هتقف بين جوازنا، ورجاءك باني متخلاش عنك لانك مش هتكوني سعيدة غير معايا


من هنا بدأت معركتي لزواجي منك الا لزم يتم خلال يومين وهقولك اللي خطت ليه حصل ازاي 

علشان تعرفي ازاي انت اختياري واتجوزتك برغبتي


انا اول ما خرجت من الفيلا روحت لعادل وكان بينا الحوار التالي:

فريد حبيبي حمدلله بالسلامه نورت مصر يا عريس

اظن بكرة هتعلن جوازك من سوسن


جلس فريد بضيق وقال له:

خرج سوسن من دماغك، انا هتجوز واحدة تانية، وانت هتساعدني في أن ماما تختارها ليا دون غيرها


استغرب عادل حدة فريد ورغبة في الزواج باخرة رغم انها بزواجه من سوسن نفذ وصية جده وأصبح الميراث كامل من حقه، لكن ما زاد حيرته أن فريد ليس رجل يهوي النساء لماذا إذا زوجة ثانية؟! فسأله:

ممكن تفهمني ليه تتجوز واحدة تانية، وهي مين دي

وعايزني اقنع والدتك بأية


اخذ فريد قلم من علي مكتبه وكتب علي ورقه بياناتها وقال له:

ده هتجوز دي وبكرة فاهم، الاول عايز تجيب ليا كل الأوراق الرسمية اللي تخصها علشان الحق اعمل ليها جوز سفر، شهادة ميلاد  وبطاقه للرقم القومي، هتقدر تخلص الشغل ده  النهاردة. ولا لاء


تناول عادل الورقة وقراءها:

فرحه عويس ابراهيم، محل الإقامة الوادى الجديد

اسم الام زينب حسن صبيح، السن تقريبا ١٨


رفع عادل عيناه عن الورقه وسأله فريد بريبة:

ايه دي عمرها ١٨ سنه دي عيله بالنسبالك، هتجوزها تعمل بيها ايه يا فريد، ومين فرحه دي اصلا


ابتسم بغموض وقال:

حبيبتي وعشيقة قلبي، فاكر البنت اللي حكيتلك عنها من أن عيونها بتطاردني هي دي فرحه قدرى


صدم عادل من طريقة كلام فريد عنها، فاقتنع بان صديقي عثر علي تؤام روحي ومعشوقته، لها وجب عليه مؤازرته ومساعدته للزواج بها

اجري اتصال سريع بأحد اصدقاءه وطلب منه نسخه من شهادة الميلاد علي أن يقوم بعدها بعمل بطاقة الهواية، نظر الي فريد وقال:

عايز ليها صورة معاك ولا الوضع هيكون ايه


زفر فريد بحدة وقال:

تمام خلي البطاقه لبكرة المهم شهادة الميلاد، علشان الجواز، وفي حاجه كمان عايز من خالك يكون وكيلها لان انا هتجوزها  من غير ما ابوها يعرف


ضرب عادل يده كف بكف وثار عليه:

فريد هو في ايه انت عمرك ما كنت كده ممكن افهم ايه سبب تسرعك في جوازك منها بالشكل ده


ارجع فريد راسها الي الخلف وقال:

فرحه مخطوبة وكتب كتابة علي ابن عمها كمان يومين، ودخلتها اخر الاسبوع، انا بقي عايز الحق اتجوزها ويكون ارتباطي بيها أمر واقع قبل ما تضيع مني وبفكر  كمان اخذها معايا انجلترا


هز عادل راسه بحيرة وتعجب:

لا انت اكيد في حاجه حصلتلك، انت ازاي تفكر تتجوز واحدة مقسومه لغيرك

فين تدينك اللي بيمنع انك تخطب علي خطبة اخيك


نهض فريد ونظر إليه شزرًا::

فرحه مش خطيبة حد، فرحه قدري هي نفسها طلبت مني متخلاش عنها، عارف معني كده ايه،انها موافقه علي الحوازه لإرضاء ابوها وبس ،فاهم


اقتنع عادل بوجهة نظر وطلب منه يقول له ماهو المطلوب كي يتزوجها 

قال لها فريد بمكر لا يخرج إلا عن داهية في التفكير:

فاكر الورق اللي صورته من مكتب سعيد اللي كشفت بيه المؤامرة بين عمي والمحامي

بكرة الصبح تجي الفيلا وتكشف كل ده لماما  بس بطريقة تانية  مش أن سوسن هي اللي كشفتهم،

هتالف موضوع مثلا اني طلبت منك اوراق، وأما جيت المكتب سمعت سعيد بيكلم عمي علي خطتهم للاستيلاء علي الميرات بعد ما غيرو الوصية وكدم


وافق عادل علي ذلك التريبت وسأله:

طيب ده علشان والدتك تعرف أن عدم جوزاك معناه ضيع الميراث منك ومنها، وكله بتخطيط من عمك مع سوسن،  سؤال  مش خايف والدتك تكره سوسن الا بقيت مراتك فعلا وكانت السبب الرئيسي  في كشف ابوها والمحامي قدامك وإنقاذ ثروتك


هز فريد راسه بإنكار وقال:

اتجوز فرحه وبعد كده هوضح لماما كل حاجه المهم انقذ حبيبتي من جوازة هتدمرها وتدمرني،


هز عادل راسًا مواغقًا ومساندة لصديقه وسأله:

طيب بعد ما اقنعنا والدتك بحتمية جوازك، علي أساس أن سوسن نفذت مخطط والدها

ممكن اعرف دور انا هيكون ايه علشان اقنع والدتك تجوزك فرحه بالذات دون عن اي بنت تانية، تضمن ليك ثروتك مش شرط زواج قائم


ضحك فريد وقال بمكر موضحًا:

انت لما هتجي الفيلا همثل عليها الاكتئاب، لان سوسن مش عارفه تجي والكلام ده

وانت بحرفيه هتكشف ليها سر عدم حضور سوسن

وان ده كله متخطط ليه

طبعا ماما مش هتتنازل عن الميراث لانها شايفاه حقي من بابا اللي عمل كل الثروة دي في الأساس

طبعا هتطلب منك عروسة تقضي الليلة وتاخد مبلغ

كبير بالمقابل

انت بقي بصنعة لطافه تخوفها من أن أي واحدة مش موثوق منها وعلي معرفه ممكن تغدر بيا للمحامي

ولو بنت ناس واستقراطبة هتطلب زواج كامل او نصيب من الثروة

وقتها مش هيكون قدامها غير فرحه، اللي بتثق فيها وفي أهلها ، ومن حسن الحظ معاها شهادة تسنين للزواج، يعني كل  المطلوب  منك وكيل ليها،

وهبكون خالك باذن الله انت تعرضه عليه

أما فرحه هتوافق ليه، فأنا عارف ماما هتصغط عليها باية، والدها قلبه مريض جدا ومحتاج تدخل جراحي

وبما أن فرحه ولاءها الاول والاخير لابوها هتوافق


صفق عادل علي تكفير فريد الجهنمية وقال له:

ممكن اعرف حضرتك دكتور في ايه، انا بشك انك عقلية إجرامية مش دكتورة هندسة وراثية

علي العموم الموضوع كده تمام، بس اعمل حسابك أن البنت ممكن ترفض، او تصر تطلق بعد كتب الكتاب مباشرة وقتها مش هتقدر تقنعنا بالاستمرار معاك لا او انك تسافرها معاك


ربتت فريد علي كتفه وقال:

لا يا صاحبي ما انت مش هتتخلي عني، دي قائمة باصدقائي اعزمهم أغلبهم بره مصر في دراسته

عرفهم انك هتعملها مفاجأة ليه ومتكفل بتذاكرهم

انا واثق أنهم هبحصرو دول عشرة العمر

بعد الفرح وزفاف العروسه، زي الشاطر كده اعزمنا كلنا علي سهرة شبابي

هخرج معاكم وارجع علي ميعاد  الطيارة وهرغمها تسافر معايا علشان اقدر أطلقها،

او حتي اسيبها مع ماما لحد ما تواجهه والدها، ومجرد ما تهدي الأمور وتتقبل انها زوجتي اكون انا  قدمت رسالتي وارجع اخدها فهمت


صفق لها عادل اعجاب بتخطيه، ليطمئنه بانه سيساعده في أن ينال حبه حتي ان خطفه له،


ودعه فريد وعاد الي الفيلا لترتيب الي يوم الغد 

الفارق في حياته، واول خطوة هو عدم حضور سوسن الزفاف حتي لا يدمر حضورها كل ترتيباته:؟!

**************

يتبع........

الفصل السادس والعشرون اضغط هنا 


   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : رواية ( بنت الوادي)

إرسال تعليق