#شقاء_قلب
#البارت_السابع_عشر
***************
قمة الألم ان اهبك ثقتي فتضيعها، أن أنشد في ظلك الأمان فتسلب مني أماني واستقراري،ثم تتركني هائمه على وجهي وقد فقدت ثقتي بكِ وبنفسي وبكل من حولي، فأي حزن هذا الذي ألبستيني إياه، حتى صار الحزن والانكسار لباسي ووسادتي وغطائي
وقفت فرحه أمام المرآة بعدما استعادت وجهه طبيعته الربانية، ملست علي محياها بتحبب كانها اشتاقت الي ملامحها التي هجرتها بارداتها، ونزلت دموعها حزنًا علي ما وصل إليها حاله حتي تتنكر في هيئة غيرها، فجأة ارتجفت علي صوت فريد الساخر وهو يقول لها بلوم:
اظن طبيعتك اللي خلقك الله عليها اجمل يا فرحه،
ابتلعت ارياقها بخوف وحاولت الهرب منه بفتح الباب لكنه كان مغلق بأحكام كم توقعت،
فمن المؤكد انه اتي بها الي هنا بعدما رتب كل شئ كي يكشف سرها فاكتشف حقيقتها
الا أن تفكيرها شابه الخطأ فاعادت التفكير وسالت نفسها بحيرة وذعر:
معقول كان عارف انا مين علشان كده كان بيفرض نفسه عليا مستحيل طيب ليه مواجهنيش
رفعت عيناها التي تهرب بها من النظر اليه ومواجهته، فراته يشير إليه قائلًا بهدوء:
تعالي يا فرحه جمبي هنا، الشئ الوحيد اللي ممكن يحميكي من غضبي انك تلجأي لحضني تهرب فيه
فكرت أن تعارضه خوفًا مما سيفعله معها أن سيطر عليه، لكن نظرته الحانية اليها جعلتها تثق به بانها لن ياذيها، لانه لو ارد كان اذاها دون انتظار استيقاظها:
دنت منه بتردد وهي تتحسس خطواتها اليه خائفه من القادم معه، لهذا كان أقدامها علي اطاعته سبب ابتسامه ساحرة ارتسمت علي وجهه المجهد الحزين،
رفع نصف جسده وجذبها اليه فوقعت علي صدره
فحملها وهو يمعن النظر الي عيناها البريئة التي اشتاق بالنظر اليها،
رفعها عنه وممدها بجواره ولم يتركها الا بعد أن التهم شفتاها بقبله قوية انعشت روحه، تنهد وقال:
شاطرة وناصحه انك لجأتي لحضني ملاذك وامانك، لان عنادك وتحديكي ليا كان هيبقي وابل عليكي
ضمها اليه ودفن راسها في جوف صدره وقال:
يلابقي زي الشاطره كده عايز منك تحكيلي كل حاجه ليه هربتي مني، واتخليتي عن ابني لجاكلين، والأهم من كل ده ليه انتحلتي شخصية كاثرين وهي فين، وبعد ما هربتي كنتي فين اول شهرين، كل ده عايزك تجاوبي عليه وبالتفصيل،
صمتت وهي تتأمل ملامحه الوسيمة التي تعشقه لا تستطيع إنكار هذا وهروبها كان هروب من عشقها له بعد أن خذله بزواجه من غيرها،بعد أن وعدها بسعادة وهناء لا بنتهي، هربت كي تثأر لكرامتها منه،
طال صمتها فرفع فريد راسها بيدها وقال بهدوء:
اتكلمي يا فرحه، ليه عملتي كل ده وحرمتيني منك ومن فرحتي بولادتك لابننا، ليه صعبتبها عليا وانت كنت السكن لروحي الهائمه في الحياة بلا هدف
لم تستوعب حديثها اليه هل هذا اعتراف منه بعشقها لكن كيف يعشقها ويتزوج عليها فصاحت بحنق؟!
كذاب ومنافق لو كنت السكن لروحك ليه عذبت روحي واتجوزت عليا، قولي سبب يخليك تقهرني بعد ما ضحيت بكل دنيتي وحياتي علشانك وليك
دفعته بقسوة وهمت لتنهض من جواره جذبها فقال بلهجة أمره ومحذرا:
خليكي هنا في حضني ملكيش مهرب منا لحد ما اخلص كلامي معاكي بعدها هشوف هنكمل حياتنا تاتي ازاي مع بعض
اظن كده خلصتي اللي عندك ولا لسه في إضافة
اخذ تضربه علي صدره العاري بانهيار وبكت بحرقه:
لا يا فريد بيه مخلصتش، بتسالني كنت فين اول شهرين مش دول اللي دورت عليا فيهم ولما ملقتنيش خدت مراتك وسافرت علي مصر من غير ما تعرف حصلي ايه او جرالي ايه بعدك
راجع ليه تدور عليا وعايز مني ايه، كنت فين وانا مريضه بين الحياة والموت شهور، جاي تطالب بابنك،
ابنك اللي حافظت عليه رغم مرضي وخطورة حملي علي صحتي، ايه عايزه يعوضك عن ابنك اللي مات
لا يا فريد انا لا هقبل اكون ليك مجرد ام لأبنك ولا ابني هيكون بديل لفقدك ابنك حافظ فاهم
غامت عيناه بشر وشعرت أن غضبه وصل الي منتهاه، فخشيت علي نفسها منه، وهربت من النظر اليه لكنها تشجعت وعادت تكمل ما بدأته فصاحت فيه بحدة وأخرجت كل الحزن والمرارة التي كانت بسببها وشعرت بها كانها ثقل جاثم علي قلبها بخنقها ويزهق روحها ويفقدها الحياة فقالت له باندفاع:
عايزه اعرف راجع ليه يا فريد بعد ما سبتني سنتين، مكنتش تعرف حالي ايه وعايشه ازاي،معقول اشتقت لحضني بعد ما فرضت نفسك عليا وانا بشخصية كاثرين،قول راجع ليه وعايز مني ايه اللي بينا خلاص انتهي من يوم جوزك عليا فاهم انتهي ودلوقتي هتكون النهاية بطلاقي منك طلقني يا فريد بيه
امسكها من كتفها وراح يهزها بقوة وقال بسخط:
مش هطلقك يا فرحه فاهمه مش هطلقك وهتفضلي علي ذمتي ليوم الدين، شئ الوحيد اللي كان ممكن اطلقك بسببه ، انك تكوني سافرة، لكن الحمد لله، كنت زي ما اتوقعت حره ومتدينه
دفعته في صدره بكلتا يداها وثارت عليه بغضب تأثر لكرامتها المجروحه من الشك في اخلاقها:
ايوه حره غصب عنك، بس انت ظالم وكل اللي يهمك جسمي ما صدقت بقيت بين ايدك وخدت مني اللي يرضيك ويشبع رجولتك حتي مهنش عليك تسترني
امسك فريد فكها بيده وضغط عليه بغضب ورد عليها مفسرًا موقفه منها بعزة نفس وكبرياء:
مش انا يا فرحه مش فريد الديميري اللي ياخد.حقه الشرعي من زوجه مغيبه وفاقدة الاحساس
يا غبية دا انا كنت بكره نفسي لما بقيم معاكي علاقه وانت رفضاها وغير متجاوبة وبعدت عنك وحرمت نفسي منك،لما حسيت اني باخد حقي منك بالغصب،
متخيله يا بلهاء اني ممكن المسك وارضي نفسي علي حسابك حتي لو مشتاق ليكي.وهموت عليكي لا طبعا
ترك فكها بضيق واكمل بحدة:
ولعلمك المرة الوحيدة اللي فقدت فيها السيطرة علي نفسي معاكي، كان يوم ما رجعنا من عند جيسي فاكرة، لكن لو كان حصل كنت رجعت بيكي علي هنا لحد ما اخلص اوراقك ونسافر، لكن ربنا ستر
شعرت فرحه بالخجل من نفسها لاتهامها الجائر لها، لكن سوء ظنها فيه كان بسبب ما فعله معها أثناء تنكرها بشخصية كاثرين، من اشتهاءه لها وتجراءه الدائم عليها فسألته بحيرة:
طيب ايه معني كلامك انك كنت ممكن تطلقني لو لقيتني سافرة، انا عمري ما كنت ولا هكون سافره او منحله اخلاقيًا، انا ولله الحمد متدينه
رمفها فريد بضيق وقال:
عارفه يا فرحه أكثر حاجه كانت مكرهاني فيكي وانت بشخصية كاثرين واستعجلت ارجعك ليا كان ايه، لبسك، رغم انك كنت محتشمه بعض الشى في ملابسك الا uniform اللي كان بيصل الجيب فيه لفوق الركبه كان معصبني وخلاني كذبت التحريين ونفسي لما شوفتك،
كنت بكذب نفسي وانكر أنه انتي لكن كل ما كنت بلمسك واحس روحك العن تنكرك وافكر اخطفك وأقطع هدومك السافرة من عليكي
هو ده سبب اني خلصتك من هدومك اول ما وصلت بيكي هنا لاني كرهت لبسك واقسمت احاسبك علي تعريكي لجسمك لكن لما لقيتك ازاي حافظتي علي تدينك رغم انك هتحملي ذنب الحرمانيه لان الناظر ليكي ميعرفش خدعتك، هديت عليكي واخدتك في حضني ونمت بس،
ثم أشار الي ملابسها الممزقه وابتسم من خدعتها التي مكنتها تظهر كمسحيه رغم تدينها وقال بارتياح:
البنطلون اللي كنت بتلبسيه سترتي بيه جسمك، كان تحت شاربك اللي بيماثل لون بشرة الجسم خدعه بصراحه متوقعتهاش، بس منها فهمت سبب نحافتك، علشان تقدري تلبسي البنطلون مع الشراب بدون ما يظهرك انك بدينه،
أما الهبل اللي كان علي وشك اللاصاقات اللي نحفتي بيها بشرتك، والميك اب الثابت اللي غلبني علي ما اتخلصت منه، وشعرك الجميل اللي دارتيه تحت بروكه كل ده كان ممكن يخدعني لو مكنتش اعرف انت مين قبل ما اقابلك
بس فضلت روحك اللي حسيتها من اول لقاء بينا سبب في عدم خداعي بمظهرك المغري بس مش ليا
عرفتي ليها كنت بنحرف معاكي، كنت بحاول اتأكد ان روحك النقية موجودة ولا لاء والحمد لله لقيته بعدها هديت روحي واطمن قلبها الي ان كله مجرد مساءلة وقت وهترجعي لحضني لكن بعد ما اجهز اوراقك وأوراق ابني منك اللي خلصت في مصر وكملتها هنا، بعد ما طلعت شهادة ابني علي اسمي
ترك حضنها ومد يده أخرج من الدرج بجوار الفراش ظرف واعطاها إياه:
اتفضلي ده جواز سفر باسمك فرحه عويس ابراهيم
وده جواز مميكن باسم يوسف فريد حافظ الديميري،
**********
طالعت فرحه الاوراق بدهشه، فقد أعطاها فريد ما تستطيع به أن تعود إلي وطنها دون اللجوء اليه،
فجأة انتبهت الي أن حديثه يؤكد انه كان يعرفها من اول يوم وكل ما كان يفعله معها مقصود، لكن كيف ولماذا سايرها في خدعتها حتي اتي بها الي هنا، فسألته بحيرة؟!
فريد من كلامك انك لما قابلتني كنت عارفني طيب ازاي وانت سافرت مع مراتك ونسيتني سنتين
ابتسم يتهكم فقد اتي بها لكي يعرف أسرارها فانقلب الوضع وأصبحت هي السائلة عن ما يعرفه عنه،
نظر اليه مطولًا يتأمل ملامحها البريئة كانه لا يصدق بعودته اليه، فضمها الي صدره بقوة وقال:
مع أن الواجب افهم سبب أفعالك من تنكرك وتخليك عن ابني لوحده حقودة تربية لكن هجاولك يا فرحه
تنهد بقوة كي يستعيد ليقص عليها كل ما حدث من يوم هروبها منه الي اليوموقال بهدوء واتزان:
بعد كلام سوسن معاكي سبتها وخرجت ادور عليكي زي المجنون واصلت الليل بالنهار في البحت، لحد ما عرفت انت فين لكن ظهورك كان مريب وغريب،
حامل في الشهر الرابع بشخصيه إنجليزية لا تماثل شخصيتك البريئة، مع اثباتات تؤكد انك كاثرين
وقتها كان خطر عليا اطالب بيكي كزوج ليكي
بسبب مخالفة الجمع بين زوجتين
مكنش في حل غير انزل بسوسن مصر وبالذات ان حملها كان في خطر، سافرت وكان عليك الف عين بتراقب تحركاتك بعد ما عينت ثلاث مكاتب للتحري عنك، مكتفتش بواحد وكانت تقرير الثلاثه بتأكد اختفاء كاثرين تمامًا بسبب علاقتها المشبوهه بأحد الرجال المسجلين خطر، وظهورك اتت بشخصيتها ومكنتش اعرف السبب ولا حد منهم اتوصل لسبب
علشان كده اضطريت انزل بسوسن وقلت ارجعلك بعدها اشوف حل معاكي،
نزلت واتعقدت معايا الظروف جدا، دخلت سوسن المستشفي وحالتها ساءت والحمل بقي خطر عليها، كتير طلبت منها تنزله البيبي لكنها اتمسكت بيه بسبب عشقها ليا
كان صعب وقتها اتخلي عنها في مرضها وبالذات ان وضعك كان مستقر عنها كتير رغم حملك
فضلت جمبها ارعيها وعمي نزل وزوجته وطلبو منا السماح عن اللي فات ونبداء صفحه جديدة
زفرة فجأة بقوة واكمل:
كتير حاولت اسافر ليكي وارجعك مصر علشان تكوني تحت عيني ، وفعلا سافرت لكن تاني يوم نزلت قبل ما اوصل ليكي بسبب تدهور حالتها الصحية، وبعد ولادة حافظ في الشهر السادس
كل ده لغي فكرة رجوعي لانجلترا تاني
وبدأت دومه جديد في رحلة فراقي عنك، بسبب ولادة حافظ في الشهر السادس، كان دائما محتاج لوجودي علشان التبرع بالدم ليه لإصابة بأنيميا البحر الاحمر المتوسط وحظي كان حلو بوجود سوسن وان فصيلتها نفس قصيلته واتبرعت ليه هي كمان
وده أعطاه قبله الحياة وبدأت حالته تتحسن اخيرا، واستجاب جسمها للعلاج وبعد سنه من المعاناة خرج
حافظ من المستشفي، وبدا تركبزى يعود بالتفكير فيكي وفي ابني اللي اتنازلتي عنه لجاكلين بمزاجك
لكن الغريب كان تكفلك بطفله،عرفت من مكتب التحري انها بنت كاثرين اللي كانت حامل معاكي بنفس الوقت لكن اختفاءها كان مريب ومازال
رفع راسها ونظر الي عيناها فراي بهم الدموع كفكفهم واكمل حديثها:
مجرد ما اطمنت علي حافظ رجعت انجلترا لسببين انت اولهم، والتاني هتعرفيه بعدين
اول ما وصلت انجلترا واتاكدت من السجلات انك ولدتي ابني وقتها شفتك وبقيت زي المجنون مش قادر اتقبل وضعك وتنكرك
لكن فكرت أي خطوة غلط هتضرك وتضرني، قدمت علي رسالة تكمليها للدكتوراة، ومن ضمنها اختيار أحد المستشفيات للبحث والدراسة
كل ده علشان اقرب منك واقدر ارجعك لشخصيتك وحياتي من غير ما ااذيك أو أضر نفسي
كتير كنت بستفزك وانكلم عن عشقي لزوجتي قلت يمكن تغيري أو تظهري حقدك عليا لكن للاسف كان انتقامك مني هو اللي بيحركك
لحد ما مات حافظ واخدت قراري انك هترجعي معايا مصر لان خلاص مبقاش عندى استعداد أفقد حد تاتي غالي علي قلبي وهو بعيد عني،
وفعلا بدأت في تجهيز اوراقك مجرد ما خلصتها رجعتلك علشان ارجع بيكي ونبطل لعبة القط والفار
اول ما وصلت عرفت باللي عمله اليو، وكانت فرصه انك لوحدك عزمتك وطلبت منك ترجعي معايا لكن عنادك وغباءك وصلني اني اخدرك علشان اجيبك هنا وامحي تنكرك لشخصية كاثرين واستعيد فرحه زوجتي بدون اي شوسرة أو قلق
امسك زجاجه واعطاها له:
كل اللي كلفني لوقف مسرحيتك السخيفه والاعيبك انت وجاكلين زجاجة مخدر فهمتي يا مدام
اظن وضحت جانبي من الحكاية ممكن افهم بقي جانبك وتوضحي ليا كل حاجه وبالتفصيل،
تململت بين أحضانه وقالت بارتباك:
بس في حاجه مش قادرة افهمها، ليه مدام عارفني وكنت بتراقبني زي ما بتقول
مفكرتش تواجهني وتحاول ترجعني ليك ليه لعبت لعبتك وعملت اللي عملته معايا وشككتني فيك
ضغط علي فكه بغيظ وقال:
لانك غبية واللي نصحتك تتنكري في شخصية اختها اغبي منك، وكانت هتوديكي وتوديني في داهية
تعرفي ايه انت عن القانون بانجلترا يا فرحه،
هقولك انجلترا من اقوى واشد الدول اللي بتطبق القانون بحذافيرها دون مجابهه،
لدرجة أن اسم الشرطة عندهم من اشهر مكاتب الشرطة علي مستوي العالم أجمع وأقواها علي الاطلاق سكوتلاند يارد(وهي قوة شرطة إقليمية مسؤولة عن حفظ الأمن)
كنت متخيله يا مدام لو جيت وطالبت منك ترجعي معايا وتم اتهامي بالتحرش بيكي او خطفك هيكون مصيري ايه ، هيكون السجن وللسنين،
ولو دافعت عن نفسي وقدرت اثبت انك زوجتي ومصرية هيكون انت وضعك ايه السجن أو الإعدام
مش بقولك صعبتيها عليا، كنت لازم اجيبك هنا وامحي تنكرك قبل ما اواجهك زي ما حصل دلوقتي
ده السبب اللي كان بيخليني اعرض عليكي العلاقه وانك تجي شقتي ورفضت ادخل شقتك لانه بديني لو انكشف اختفائك بعد كده، ممكن بتوجه ليا الأتهام
بخطفك او قتلك واروح بردك في داهيه،
عرفتي بقي بغباءك انت وجاكي كنتم هتوصل لفين
كتمت شهقه قوية كادت تخرج منها، فهي فعليا كانت ستفعل ذلك أن حاول استرجاعها، كان هذا انتقامها منه دون النظر الي العواقب المترتبة علي ذلك،
ارتجفت بين أحضانه فضمها اليه بقوة وطمئنها انها بأمان ولا يوجد ما تخشاه وهي معه وقال:
أهدى يا فرحه انا نفوذي كبير فعلا لكن مع القانون صعب، لكن مدام رجعتي الباقي كله سهل،
ممكن بقي تفهميني حكايتك مع جاكلين وكاثرين
وليه ابني معاها مش معاكي وبنت كاثرين لبه تحت وصايتك مش تحت وصاية امها او خالتها
ابتلعت فرحه ارياقها وردت عليه بخوف كامن:
هقولك انا بعد ما شوفتك في حضن سوسن صعب عليا نفسي اوي بالذات اني كنت جاية افرحك بحملي
يومها جاكلين وصلتني للشقة أصرت تنتظرني لحد ما تخرج انت تطمنها اني بخير،
لكنها اتصدمت برجوعي ليها وكنت في حالة انهيار تام، خدتني معاها ومعرفش حصلي ايه بعدها
اللي عرفته اني دخلت في غيبوبة ومافوقتش الا بعد شهر تقريبا، يومها كنت بعاني من إصابة خطيرة،
نتيجة ارتطام راسي بالأرض فحصل ليا ارتجاج عنيف ونزيف داخلي
وزي ما الدكتور قالي اني حظي كان كويس والإصابة متركتش اي اثر علي الذاكرة
لكن فضلت في الرعاية لثلاث شهور، وقتها اليو كان بيتطارد كاثرين اللي بدا حملها بظهر، واحتاجت تختفي عن الانظار،
يومها ماتيلدا صديقتها وزميلاتها في العمل بسبب اني تقريبا في نفس طولها ولون بشرتها، طلبت مني انقذها بان احل محلها لحد ما تولد وترجع تاخد مكانها وبكده هتستفاد من مرتبها ووظيفتها مش هتخسرها
واستعانا بسام اللي كان بيخلص كل شغل الادارة
وسهل عليها يدعم وجودى ، وفعلا قدر يخفي شخصيتي لما طلع ليا كارتية باسمها
والكل بدأ يساعدني في تعليم اللغة مع مهمام الشغل،
كانت كاثرين وماتيلد وجاكي بيذاكرو معايا ليل نهار
لدرجة بقيت بحلم بيها وقدرت إتقانها كاهلها،
ومرت الشهور وكاثرين ولدت قبلي باسبوع وماتت يوم ما ولدت انا
فاكرة يومها دخلت عليا جاكلين وهي بتبكي وقالتلي:
اختي ماتت بعد ما لقيتها، خسرتها خلاص ومبقاش ليا غيرك يا فرحه انت وبابا وبنتها
وبعدها دخل سام وطلب مني اكمل مكانها علشان اقدر اصرف علي ابني وبنتها ، وكمان هيبقي صعب يطلع ليها شهادة وفاة وبنفس الوقت الكل عارف اني موجودة واغلبهم يعرفني بكاثرين
ولأن شغل المستشفي كان مجهد وانا محتاجه استغل علشان اعيل بنتها وابني
اضطريت ادي ابني لجاكلين وطلبت منها ترعاه وانا هصرف عليه لأن مرتب كاثرين كان كبير ومجزي،
ام سامنتا عرضتها للكفالة في بيت سيف بسبب مرض بنتهم واحتياجها لطفل يخرجها من التوحد
من يومها عشت بشخصية كاثرين كانها شخصيتي فعلا وبقيت كل اسبوع ازور ابني مره وسامنتا مره،
لحد ما سام بلغني أنك رجعت انجلترا، و قدمت علي اكمال رسالة الدكتورة واختارت المستشفي اللي بشتغل بيها لتطبيق بحثك العملي
يومها وعدني يساعدني انتقم منك، مقابل انه بتجوزني طبعا مكنش يعرف انك زوجي
علشان كده خلاك تتراهن عليا وكان عنده ثقه فيا بانك مش هتقدر تاخدني عشيقة ليك، وكان ده السبب في افشاء سر رهانكم،
ااتمني انه بخليك تخسر وترجع مصر وبنفس الوقت يكسب ثقتي فيه وباخد فرصته معايا
لكن بعد فترة اتأكد ان قلبي عمره ما هيسكنه غيرك
فسلم أمره لله ويأس مني نهائي
هي دي كل حكايتي مع كاثرين وجاكلين وابنك اللي اتصورت اني اتنازلت عنه مع انا حافظت عليه بعمري
***********
أنهت فرحه حديثها وطال صمت فريد دون تعقيب
فجأة نهض واغلق روبه وفتح الباب المغلق، نظرت اليه فرحه بحيرة وسألته:
فريد رايح فين
ابتسم بتهالك بعد أن اضناها التفكير وقال:
هروح اخد شور افوق بيه نفسي من صدمتي فيكي، وارجع اذيقك حلوة العشق اللي حرمتني منه احتفالا بتوديع مدينة الضباب وعودتنًا لمصر يا بنت الوادي
لم ترد علي حديثه الخميمي وسألته بانزعاج:
انا مش فهماك، لما انت مشتاق ليا ومتمسك اوي كده بيا ليه اتجوزت عليا فهمتي يمكن ارتاح
دنا منها ووحضن وجهه بين كفاها وقال بهدوء:
والله سوسن غير ما انت متخيله خالص، بس علشان نقفل الموضوع ده للابد ومنتكلمش فيه تاني
انا كنت ملزم اتجوز سوسن، من قبل ظهورك في حياتي ولو كنت صبرتي ومهربتيش كنت عرفتي وضعك ووضعها بالنسبالي، بس خلاص لما تنزلي مصر الصورة هتوضح قدامك وهترتاحي وتريحيني،
طالعته بريئه وسألته بصدمه من فكرة أن يكون الزم نفسه بالزواج بها لانه اقامه معها علاقه:
معقول اتجوزتها علشان تصلح غلطتك معاها
ضحك فريد بقوة ومرح ثم تفحص ملامحها المذهولة من اكتشافها الخطأ به وسوء ظنها فيه وقال:
للاسف يا فرحه انت لسه معرفتنيش،لله الحمد انا عمري ما عملت شئ غلط في حياتي الا ما خفي عني
ودائما استغفري ولجوئي الي الله بهذا الدعاء
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ))
(والمراد بالشرك هنا الرياء والسمعة والعجب، وهذه الذمائم لا تذهب عن الرجل ما لم يعترف بها)
ابتسم بحنان وهو يلثم ثغرها المثير وقال:
تعرفي أن اصحابي بيلقبوني بالشيخ فريد، الحمد لله عمري ما عملت شئ اخجل منه غير اني خذلتك
لكني لا عمري لمست بنت ولا حتي اغوتني بالنظر ليها رغم أن عشت بانجلترا أكثر من عشر سنين،
واظن موقفي معاكي ليلة زفافنا ياكد ليكي كده، حتي أن اصدقائي استغربو عدم تقبلي ليكي، رغم عيشتي بين الأجانب لسنين،
يعني من الاخر كده زواجي بسوسن ملوش اي صله باني اصلح غلطتي معها لانه محصلش بينا حاجه اخجل من الاعتراف بيها ليكي،
لكن كان السبب وعد قطعته علي نفسي ووعد الحر دين عليه يحاسب به أمام الله
تنهدت فرحه بعدم راحه، وسالته:
يعني فكرت بوعدك ليها ووفقته ومفكرتش بوعدك ليا بانك هتسعدتي وتعوضني وفي الاخر قهرتني وكسرة قلبي ، ولا علشان هي من دمك وبنت أكابر زيك
هز راسها بالنفي وقال'
لو سمعتي كلامي واستوعبتيه هتشوفي باني اقريت بخطئ في حقك واعترف اني خذلتك،
انت الوحيدة اللي ظلمته وعلشان كده نفسي تديني الفرصه اعوضك، وهنبدا من دلوقتي
تركها وغادر الغرفه بعد أن قبلها بشوق ورغبه إيذانا
بعودة اليها كي ينال منها كافة حقوقه الشرعية
عاد فريد والبسمه تتسجد علي محياه، دنا منها علي حين غره، واقنص منها قبلات لا تنتهي وقال لها بحرارة ألهبت قلبها بالشوق اليه :
فرحه عايزك زي اخر ليلة كانت بنا، مشتاق لعشقك
لم يهملها كي ترد عليها بل سرقها الي عالمه الخاص وعاش بين ثنايا جسدها ليلة عشق لا تنتهي
أما فرحه فقد تغلب عليها شوقها وانهزم جسدها أمام عشقه لها واستلمت له بخنوع كي تنالحب وتصل معه الي ذروة عشقه الجامح برقه وعذوبه أرهقت روحها المعذبه ، بالوعة الفراق، لهذا بادلته العشق بالعشق ، فتحولت ليلتهم الي معركه عشق متعددة الجولات،
استيقظت فرحه علي ثقل جاثم علي صدرها، فتحت عيناها فرات راس فريد تتوسده باريحيه
رفعتها بهدوء كي تعيدها الي الوسادة فابتسم وقال:
علي فين يا شقية يا مثيرة، احنا لسه في البداية
ارتجفت من حديثه اليها وشوقه الذي تغلب علي حزنه لفراق ابنه وقالت بضيق:
يوه يا فريد كفاية أنا تعبت طول الليل وانا بين احضانك، ايه مزهقتش من العشق
هز راسه بالنفي وقال:
اولًا كنت مشتاق وجعان ليكي بجنون، وثانيا محدش قالك تبقي لذيذة ومثيرة كده، وثالثا دفاكي جنتي وناري اللي بيكويني بحرارة العشق
ممكن بقي ترجعي لشقاوتك وتخليني اكمل التهامي للعشقك ولا عندك اعتراض
دفعته بعيدًا عنه كي تنهض :
اه عندى الف اعتراض انا جعانه واظن مكملتش العشا لا أنا ولا انت امبارح هقوم اجهز الفطار تستمد بيه بعض قوتك وبعدها هكون تحت امرك اتفقنا
زفر بحده وابتسم بحنان فهو الآخر يشعر بالجوع بعد المجهود الذي بذله معها طوال الليلة فقال:
موافق بس اعملي حسابك أننا كمان ساعتين هنسافر نجيب يوسف، وبفكر نتبني بنت كاثرين لاني اتعلقت بيها اوي ودخلت قلبي وبالمرة نرد جميلها معاكي رغم انها حرمتني منك اتفقنا يا فرحتي
اؤمات له بالموافقة ونهضت مسرعه من جواره واخذت روبه كي تستر نفسها وخرجت مسرعا الي المطبخ، وأجرت اتصال سريع علي جاكلين،
التي ردت عليه بقلق:
فرحه انت فين قلقتيني عليكي، طمنيني عامله ايه
ردت عليها بصوت خافت ومتردد:
جاكلين ساعه زمن وهكون عندك لازم نسافر بره انجلترا النهاردة، مش انت معاكي تأشيرة مفتوحه للنمسا، يبقي نروح هناك وبعدها نشوف هنستفر فين
تملك القلق من جاكلين وسألته:
في ايه يا فرحه وكل ده ليه، مش خلاص ارتحتي من فريد ومطاردته ليكي، ايه الداعي للهروب
هزت راسها برفض وقالت:
لاء فريد رجع انجلترا وعارف كل حاجه عنا وعن ابنه وعايزني ارجع معاه مصر واقبل اعيش خدمه للست مراته سوسن هانم بنت الحسب والنسب
اخذت نفس عميق ونظرت الي الخارج خوفًا من أن يسمعها ويعاقبها واكملت:
اسمعي انا هخدره واخذ الجوازات واجيبك جهزي نفسك ارجوكي يا جاكي
وافقتها جاكي بترحاب مقابل ألا يأخذ منها يوسف
بعد قليل حملت اليه طعام الإفطار ودلفت عليه الغرفه فاستغربت قيامه بتجهيز الشنط لهم فسألته:
ايه ده يا فريد هو انت هتفضي الشقه بجد
ضمها اليه من خصرها وقبل ارنبة أنفها:
ايوه خلاص بعدك انت وابني مبقاش ليا حاجه في انجلترا، يلا ورينا الجميل هيفطرني ايه يعوضني عن تعبي معاها وشقاوته اللي جننتني
ابتسمت علي مضض وقربت منه الطعام فأكل فريد بشهيه مفتوحه وهو يحاورها في الحديث،
وفجأة وضع يده علي جبهته واخذ يحاول فتح عيناها بصعوبة فسألها بريبة:
انت انت عملتي ايه انطقي يا فرحه
ضحكت بشماته وقلبها يتمزق المًا لفراقهم الوشيك:
عملت زيك خدرتك بنفس طريقتك، الف خسارة يافريد كان نفسي اكمل معاك لكني خلاص اتعلمت الاستقاليه ومستحيل اقبل ابقي خدامه ليك ولزوجتك سوسن هانم عشق عمرك اللي ياما اتغنيت بيه قدامي مش الهانم زوجتك التانيه اختيارك
امسك طرف الروب وحاول أن يقربها منه وقال بصعوبه وهو يشعر بالدور يكتنف راسه:
ليه كده يا فرحه ليه تخوني ثقتي فيكي، اول مره سامحتك وعذرتي لكن المرادى مستحيل اسامحك لو ايدى طالتك ه.....
ووقعت راسه علي الوسادة نظرت إليه فرحه بحسرة، لكنها لم تترك قلبها يتحكم بها أكثر من ذلك
فأخذت كل ما يخصها من أوراق وارتدت ثيابها وطرحتها التي عادت تتزين بها وغادر الشقه دون قلبها الذي تركته طوعيا لمعشوقها فريد
بعد مضي اكثر من ثلاث ساعات فاق فريد وانتفض. من نومه يبحث عنها في الشقة وحين لم يعثر عليها صاح بصرخه موجعه ادمت قلبه:
فرحه لاءءءءءءءء!!!
*******
يتبع ....
تعليقات: 0
إرسال تعليق