#انتقام_غاشم
#البارت الثامن عشر
****************
علمتني حياة الكتابة أن أرتاب من الكلمات، فأكثرها شفافيةً غالباً ما يكون أكثر خيانة.فلا تبكي على كأس انكسر. ولا تَيأس عَلى قلب. من حجر.. ولا تشفع لمن خان يوماً أو غدر. ولا تقل رحل حبيبي. بل قل رحل من كَان ملاكاً في عيني، وعَاد إلي طباع البشر.
عاد فريد الي مصر بعد مرور شهر من غدر فرحه به وهروبها منه بعد أن سامحها علي هروبها منه اول مره وفسر لها سبب اضطراره في بعدها عنها، وقضي معها ليلة عشق طويلة اشتاقت لها نفسه
عاد الي فيلته وبداخله غضب عارم وحقد كبير عليها متوعدًا بالانتقام منها وعدم العفو عنها،
بعدما حرمته لثاني مره من ابنها يوسف الذي لم يراه او يحمله بين يداه الي هذه اللحظه،
دلف الي داخل الفيلا فالتقي بوالدتها التي سألته بلهفه وشوق وهي تنظر خلفه:
فين مراتك وابنك يا فريد، مش قولت هترجع بيهم
علي اخر الاسبوع عدا شهر ومرجعتش بيهم بردك،
هما فين وحصل ايه وليه مرجعتش بفرحه ويوسف
غامت عيناه بضيق والقي جسده بتهالك علي احد المقاعد، وشبك يداه أمام وجهه وقال:
هربت مني مراتي خدت ابني وهربت، ايه رايك في العروسة اللي جوزتهالي وسلمتها اسمي وشرفي،
ياتري يا امتثال هانم التصرف معاها يكون ازاي،
سمع صوت من خلفه يرد عليه. بغضب وحسرة:
طلقها لانها مستاهلش تحمل اسمك، فرحه غبية وانت كنت معاها ابن اصوال، حقك عليا يا بيه، لكن بنتي ناقصه ربابة ومحناجه تتربي من جديد،
ضحك فريد يتهكم ورد علي زينب بهدوء حذر:
مين قال اني مش هطلقها، لكن مش هسمح لحد يربيها اويعلمها ازاي تحترم جوزها غيري،
اوعدك يا خالتي بعد ما ترجع مصر و ترجع ابني وتعترف بغلطها وقتها هرحمها من جحيمي واطلقها
لكن قبل ما يحصل ده ، انا حاليا بادبها وهخليها تلف حوالين نفسها، لحد ما تنزل مصر غصب عنها،
وضعت زينب يدها علي راسها واخذت تردد بالم ووعويل وتندد حسرة علي ابنتها وما ينتظرها:
اه يا مراري ويا حزن الحزن عليكي يا ضنايا، ضيعني نفسك وضيعتينا معاكي، ياخسارة تربيتي فيكي ليه منك لله يا فرحه ،خطيتي راس ابوكي في الطين ولبستينا العار،
ربتت امتثال علي زينب تواسيها والحزن يقطر الم بداخلها، ثم رمقت ابنها بحيرة وسألته:
كلامك بيقول انك عارف مكانها طيب ليه مرجعتهاش معاك وكنت حاسبتها في بيتك زي ما انت عايز ، او حتي كنت رجعت حفيدى، مشتاقه اشوف يوسف مش كفاية اتحرمت من حافظ؛
نهض فريد وضم والدته وحماته تحت جناحه وقال:
ايوه عارف مكانه وعارف راحت فين وعايشه مع مين وبتعمل ايه،
لكني قفلت كل حاجه في وشها، مش هسمح ليها تعيش حياتها زي ما كانت في انجلترا، لما عاشت بشخصيه غير شخصيتها، واتصورت انها خدعتني لكني سبتها بمزاجي
لكن دلوقتي غير لازم ادبها واخليها تعرف أن الله حق الهانم سافرت النمسا وعايشة مع صاحبتها جاكلين
بس هانت كلها ايام ومش هتلاقي ليها مهرب من الرجوع لمصر، وقتها هتجي هنا وهتعرف قيمة الحياة اللي منحتها ليها ورفضتها بغباء
ربتت زينب علي كتفه وقالت بحزن وانكسار:
انت ليك حق في اي حاجه عملها، بنتي كسرتنا وضيعت اي حق ليها بهروبها منك،
بس ياريت تسامحني يا ابني انا هاخد ولادي وارجع بيتي اقفل عليا باب ، خلاص مبقاش ليا عين احطها في وشكم ولا اقعد في بيتك أو اعيش من كرمك عليا وعلي اولادى بعد عملة بنتي السودة معاك،
ضحك فريد وضمها اليه من جديد:
لا طبعا انت مش هتتحركي من هنا، ثم انت مش ضيفه ده بيت حفيدك،
لان لو حتي بنتك غلطت في انت جدة يوسف وليكي حق عليا علشان خاطره ده غير انت والدة مراتي لحد الان؛ وزي ما قولتلك بنتك هتتادب ولو مينفعش معاها الادب هطلقها،
ادعي بس ترجع لعقلها قبل ما قلبي يقفل منها وقتها مش هيكون ليها مكان في الحياة كلها، وهيبقي حقي لانها غدرت وخانت ثقتي فيها
لطمت زينب خدها بذعر وحدقت فيه سأله:
معقول هتموتها يا بيه ياسواد السواد، دي غلبانه والله وعمايلها كلها خايبه وحياة ابنك اسمع منها الاول يمكن يكون ليها عذرها وياريت تسامحها ، دي فرحه والله اغلب من الغلب
اخذ فريد نفس عميق وقبل راسها بمودة وقال باسمًا يتهكم وغموض يحيط بمغزي كلامه:
متقلقيش عليها، بنتك مامنه وحاميه نفسها كويس، بس هي عندها تهور وغباء، محتاجه تفوق لنفسها وافعالها، لاما اكسر دماغها وافرمطها يمكن تستوعب هي بقت مرات مين ومكانتها ايه
تركهم وعدل من هندامه. واستعاد بعض هدوءه بعدما استفاض بما يجيش به صدره من غضب عليها وعلي افعاله، اخذ نفس ونظر حوله بساؤول:
هي فين سوسن مش شايفها، ايه سابت الفيلا تاتي
ردت عليه امتثال بحيرة :
لا في اوضتها حبسا نفسها فيها من يوم سفرك،
رمق والدته بريبة وعاد وسألها:
ماما اوعي تكوني زعلتها او جرحتها بالكلام انا وصيتك عليها دي ملهاش حد غيرنا،
ضربت كف يداها في بعضهم البعض وردت عليه بتاكيد قاطع أن تكون سبب عزلتها:
والله أبدًا دا انا بشفق عليها بسبب حزنها علي حافظ رغم أنه حفيدى وحزني عليه واجع قلبي
لكن هي مش قادرة تتخطاه وكل يوم اسمعها بتعيط عليها كانها بتلوم نفسها علي موته،
قطب ما بين حجباه بضيق ونادى علي احد الخدمات التي أتت إليه ملبيا:
امرك يا فريد بيه حمدلله بالسلامه
رد عليها فريد ببشاشة وحنو يمتاز به في معاملاته:
الله يسلمك يا صباح،عايزه منك تطلعي لستك سوسن
بلغيها بوصولي وخليها تحصلني علي اوضتي يلا
أسرعت من امامه الخادمة تنفذ امره ونظر هو الي والدته وحماته وقال:
هطلع اريح جسمي من السفر، وباذن الله لما اصحي هحكي ليكم اللي حصل بيني وبين فرحه بالتفصيل،
بس مش عايز حد يزعجني عن اذنكم
صعد فريد الي غرفته وبعد قليل رأو سوسن في طريقها اليه، نظرت اليهم رمقتهم بحيرة وعيون ذبلة من الحزن، دنت من غرفته طرقت الباب عليه فتح لها فريد مرحبًا بها:
ادخلي يا سوسن مال عينك انت كنت بتبكي ولا ايه
كفكف دموعها وجذبها كي تجلس بجواره علي الفراش وقال لها:
ممكن تفهميني حابسه نفسك في اوضتك ليه، ماما او حماتي حد منهم زعلك أو وجهه ليكي كلمه ضايقتك
هزت راسها بنفي تام وقالت بعد تنهيدة طويله:
أبدًا بالعكس كلهم بيعملوني بحب محدش بيحسسني بتقصيري في حق حافظ، بس انا مش قادرة اسامح نفسي، انا سب موت ابني باهمالي انا استاهل الموت مش هو، ياريتني موت بداله
ضم فريد راسها الي صدره بحنان وربت عليها مواسيًا كي يحتوي حزنها والمها الداخلي:
أهدى يا سوسن انا وانت عارفين كويس ان حتي حافظ لو عاش كان هيفضل يعاني من مشاكل ذهنيه وبالجهاز التنفسي، والله واعلم ايه تاني
غير التبرع الدائم بالدم اللي كان ممكن ينقل ليه الأمراض مع ضعف مناعته هيقضي عليه
صدقيني يا سوسن حافظ ارتاح من مرضه بعد ما ترك لينا ذكره حلوة بوجوده بينا،
رفعت وجهه عن صدره وكفكفت دموعها التي اغرقت عيناها وتكبدها قلبها الم وحسرة وسألته:
قولي انت جيت امتي وفين فرحه وابنك يوسف
مش قولتي هتسافر وهترجع بيهم ولا حصل ايه تاني
نهض فريد من جوارها وأخرج من حقيبة سفره مجموعة صور فوتوغرافيه واعطاها لها قائلًا:
شوية صور هو ده كل علاقتي بيوسف ابني، للاسف فرحه هربت بيه، بس هانت كلها ايام وهتكون في مصر وده سبب رجوعي علشان اكون في استقبالها
تناولت منه الصور واخذت تطالعهم بشوق ولهفه:
ماشاء الله الولد شبهك خالص يمكن اكثر من حافظ رغم أنه مش ابنك البكري، ربنا يباركلك فيه ويردهولك بالسلامه ان شاء الله
امسك يدها وضغط عليها بقوة:
ان شاء الله يوسف هيرجع وهتكوني انت المسؤوله عن تربيته لثقتي فيكي ....
قطعت كلامه سأله بهلع:
انت بتقول ايه معقول مش خايف عليه مني، وأمه هتقبل تسيبلي ابنها اربيه، لا لاء انا مقدرش
ضغط علي يدها بقوة يحمسها ويشجعها بتايد قوى:
لا يا سوسن مش خايف منك وواثق فيكي انك هتحبيه اكثر من نفسك وهتعوضي بيه خسارتك لحافظ، ولعلمك أمه مش هتدخل في قراري، لانه سبق وسأبته لصديقتها تربيه
ارتجف جسدها بخوف من ثقل هذه المسؤولية علي عاتقها فهي الي الان لم تبرأ من خسارها لحافظ،
كيف ستستطيع أن تكون مسؤوله عن تربية هذا الصغير؟! فعادت وسألته بقلق ورهبه:
يا فري........
قاطع حديثها وصول اتصال الي فريد فرد عليها بسرعه حين راي اسم المتصل وسأله:
ها طمني جيمس هل يوجد لديك جديد
رد المتصل بصوت واثق :
اكيد مستر فريد، المدام حجزت تذاكر سفر لمصر هي وصديقتها بكره علي طائرة السادسه مساءًا، ومعاها طلفين، الطفل يوسف والطفلة..
قاطع فريد حديثها بتنهيدة قوية وراحه تابعها من قلبها لنجاح مخططه وايضا لانها ستحضر تلك الصغيرة سامنتا أو فرحه التي سرقت قلبها وتمني أن يتبناها فحدث نفسه:
اكيد لازم تكون معاها بنت كاثرين هتسيبها لمين، جميل يبقي هتبناها وتتربي مع يوسف
رد علي جيمس الذي كان مازال يتحدث:
تمام جيمس جيد جدًا، بس المال من اين اتت به، وهل تم حجز فندق بمصر للإقامة ام لا
رد عليه جيمس بمهنية احترافيه:
تم حجز فندق باسم جاكلين موريس، وتم إرسال كل البيانات علي الميل الخاص بك
ام المال تم رهن عقد من الالماظ وكم طلبت اي شى تقدم علي بيعه يتم التعامل معه فورًا
ثم سداد الرهن وإرسال العقد اليك في طرد خاص
تعالت اساريره بالفرح فقد استطاع أن يسيطر علي كافة الأمور كم يجب ليس كم حدث في السابق،
رد علي جيمس بشكره علي حسن التعامل معه وقال:
سعيد جدًا بالتعامل معاك، وسيتم دفع العمولة مع مكافأة للإجادة عن طريق مكتبكم في مصر، وشكرا
مرة تانية وبانتظار بيانات الإقامة
اغلق معه الاتصال ونظر الي سوسن بسعادة:
كده اقدر اقولك حان وقت الانتقام، فرحه نزله مصر بكرة، اوعدك مع وجود والدتها تحت ايدى هتكون هنا بعد بكرة، وقتها هعاقبها وانتقم منها للخبانته
حدقت به سوسن بعدم تصديق:
خيانه معقول فرحه قدرت تخونك مش ممكن، من كلامك عنها ومعاشرتي لوالدتها حسيتها ان اخلاقها عالية جدا وطيبه وحنونه ازاي قدرت تخونك وتغدر بيك، اكيد في حاجه غلط وانت مش طبعك الانتقام
ابتسم وقال وعيناها تغيم بالشر:
لا يا سوسن بنت الوادي قدرت تخون وتغدر بابن الهانم وتربية العز تصدقي دي، اقعدى احكيلك
وبدا فريد يقص علي سوسن كيف يري فرحه خائنه؟!
**************
في وقت سابق اسبوع عن الوقت الحاضر
بمدينة كابرون بالنمسا
دلفت جاكلين الي غرفة فرحه قراتها تبكي بحرقه
جلست بجوارها وسألته بحيرة:
ممكن افهم لما انت بتحبيه اوي كده سبتيه ليه وبهدلتينا وجينا علي النمسا من غير ترتيب
واهو من وقت ما وصلنا مش عارفين نلاقي شغل
وكل مدخراتي ومدخراتك خلصت، ومبقاش قدامنا غير أننا نبيع هدايا جوزك
رمقتها فرحه بضيق وضغطت علي عقدها الالماظ وخاتمها الذي ألبسها إياه فريد وقالت:
مستحيل أفرط فيهم، انا لازم ارجعهم ليه لكن ابيعهم لاء مستحيل، المشكلة دلوقتي اني لازم أطلق من فريد وباسرع وقت، ونفس الوقت عايزه ازور اهلي واطمن عليهم،
نهضت جاكلين ونظرت الي الخارج بضيق وهي تري الثلوج تهطل بغزارة تنهدت بحدة وسألته:
بردك مفهمتش سبتيه ليه وانت بتعشقيه، ولا قادرة استوعب عايزه تطلقي منه ليه، بعد ما خلاص وصل ليكي وعرف انك عايشه، وعنده ابن منك
انت متخيله ان واحد في ثراء فريد مش هيقدر يوصلك وينتزع ابنك منك، تبقي بتحلمي
لا وكمان بعد ما غدرتي بيها عايزه تطلقي منه، انت ناوية علي ايه يا فرحه، شكلك بترسمي علي موتنا
فتحت فرحه أحد الإدراج بجوارها وأخرجت منه اختبار حمل وأعطته لها وقالت بحرقه:
انا حامل يا جاكلين، كنت بهرب بطفل منه ومسبنيس
متخيله مع طفل تاني هيسيبني
لازم أطلق من فريد قبل ما يعرف بحملي فهمتي ناوية علي ايه، عايزه أخرجه من حياتي يمكن أنساه
تناولت منه جاكلين الاختبار وثارت عليها بحدة:
حصل امتي ده، وانت بكاثرين ولا يوم ما كشفك وخدرتيه علشان تهربي منه،
ارتبكت فرحه وردت عليه:
ليلة ما كشفني، مقدرتش اصده او ارفضه كنت مشتاقه ليه ولكل حاجه معاه، استسلمت ليه لكن مقدرتش اتحمل فكرة أن حد يشاركني فيه،
علشان كده هربت ومش هرجع لاني هكون خدامه
امسكتها من كتفها وهزتها بقوة وعنف:
يعني حصل بينكم علاقة، كذبتي وضحكتي عليا يا فرحه، وكنتي معاه برضاكي، وجاية تورطيني معاه تاتي بعد ما خدعتيه، انت خربتي الدنيا بعملتك دي، نفس افهم ليه هربتي بعد ما سلمت نفسك ليه،
للاسف فريد مش هيقدر يسامحك يمكن لو رفضيته كان يبقي ليكي حق تهربي، لكن دلوقتي انت خونتي ثقته فيكي، وظلمتي نفسك، وابنك والا في بطنك
تركتها وجلست تأخذ بعض انفاسها المتسارعه وقالت:
اسفه يا فرحه انا مش قد فريد كفاية وقفت قدامه مره علشان احميكي منه واحافظ علي وجود جوزيف معايا، ولولا كان فاهم اللعبة كان دمرني
دلوقتي لو عرف اني بتستر عليكي واحرمه من ابن تاتي ليه، صدقيني مش بعيد يسجني أو يقتلني،
اسمعي نصيحتي وارجعي ليه، يمكن هتعيشي خدامه لمراته، بس اولادك هيتربو كويس وهينعمو بالرفاهية، ثم ما انت خدامه هو جديد عليكي،
كانت كلمات جاكلين اللاذعه حقيقه لا جدال فيها، لكن ماذا يرغمها علي العودة لتلك الحباة من جديد؟! بان تكون خادمة وليس لمن تعشق بل لشريكته فيها
هي لم تهرب من فريد.كرهًا له، بل عشقًا وغيرة وامتلاك، لانثي عاشقة فضلت حياتها معه علي العودة إلي اهلها، بعد أن استطاع بطيب عشرته امتلاك قلبها
فهو حين تزوجها كان لها وحدها وتزوج سوسن عليها هذا حقه يتزوج من يشاء؛ لكن من حقها ايضًا أن يكون لها بكيانه ولا تشحذ منه حقها في اهتمامه بها
دمعت عيناها وقالت بحسره:
لا يا جاكلين، ميهمنيش ماله ولا أن اولادى يعيشون معاها في عزه، صح حقهم لكن حقي انا كمان أحافظ علي كرامتي، ازاي بتقولي اقبل اكون خدامه لمراته
مقابل أن اولادى يعيشون حياة هنيه، طيب وانا اعيش مقهورة ومكسور نفسي، متخيله هقدر اربيهم وانا مغصوبه، ولا اتحرم منهم لما يجيلي اكتئاب
انا هطلق من فريد علشان مقدرش اعيش معاهم وانا مذلوله ونفسي مكسورة
لو علي ابنه حقه يربيه ويرعايه ويهتم بيه لكن انا لاء هعيش حياتي من كدي حتي لو هجوع ومش هرجع ليه، خلاص يا جاكلين حياتي انتهت معاه لحد كده
هو هيعيش لمراته اللي اكيد هتخلف ليه بدل الولد عشرة وانا كفاية عليا اللي في بطني ارعاه
هزت جاكلين راسها بحيرة وسألته:
براحتك يا فرحه، شوفي عايزة تعملي ايه وانا معاكي وربنا يستر من اللي جاي
نظرت فرحه الي طفلها القابع في حضنها وقالت:
لازم ننزل مصر هرفع عليه قضية طلاق أو خلع المهم اخلص منه قبل ما يكتشف حملي، وانا عارفه مين هيطلقني منه وبسهولة،
طالعتها جاكلين بقلق وقالت وهي تنظر الي سامنتا ويوسف واستفسارات منها:
طيب يوسف معاكي جواز سفر ليه، لكن سامنتا بقي هنعمل معاها ايه، لازم نعملها ليها جواز سفر باسمها الاصلي اللي في شهادة الميلاد منقدرش تسببها هنا لوحدها انت عارفه مليش حد هنا من أهل بابا،
وكمان محتاجين فلوس نخلص كل إجراءات السفر ونحجز من هنا فندق الإقامة قوليلي هنجيب كل ده منين واحنا مش لقين شغل من يوم ما وصلنا
نظرت فرحه الي العقد الذي يزين جيدها بحسرة وخلعته وأعطته لها كارها:
خدي ارهنيه العقد لحد ما تدبر فلوس نفك الرهنية، وشوفي إجراءات السفر واحجزي لينا الفندق،
بس قبل كل ده محتاجه اروح لدكتور يكتبلي علي نظام للحمل مش عايزه اعيش اللي عيشته في حمل يوسف، اظن تقدري تحجزي ليا ميعاد
اخذت منها العقد ونظرت الي الخاتم وقالت لها:
طيب ما تجيبي الخاتم سعره اقل من العقد علشان لو مقدرناش نفك الرهينه ميضيعش علينا
أمسكت الخاتم بقوة وضغطت علي اصبعها كانها روحها فيه واحتضنه بين اصبعها بعشق :
لاء مقدرش اقلعه ده فريد لبسهولي بايده، صعب اتخلي عنه الا لو هو خلع من ايدي بنفسه،
المهم هنروح امتي نكشف، نفسي اطمن علي البيبي
لانه هيكون احلي ذكرة بعد ليلة عشق عشتها معاه
تنهدت جاكلين بقله حيله وردت عليه:
حاضر يا فرح هتصل احجز ليكي ميعاد في مركز طبي، واشوف إجراءات عمل جواز سفر لسامنتا، بس اعملي حسابك هما اسبوعين او شهر بالكتير ونرجع محدش هيقبل بالرهن لأكثر من كده،
اؤمات لها فرحه بالموافقة علي ذلك الترتيب:
وبعد مرور يومين ذهبت فرحه برفقة جاكلين الي الطبيب الذي أكد الحمل وكتب لها علي مجموعه من الفيتامينات، وطلب منها المتابعه،
عادت الي البيت وهي تضع يدها علي بطنها سعيدة بحملها الذي سيزيد من ارتباطها بفريد
تمددت علي الفراش واخذت تتذكر كل كلمات العشق التي اشجي بها اذناها ويدها التي إثارة الرغبة فيها
وقبلاته التي دغدغت مشاعرها المرهفه، الي ان اتي اليها يوسف وقال لها بعفوية:
ماما انا بحبك اوي وبحب بابا اوي بس نفسي اشوفه،
نهضت من الفراش وحملته اليها وضمته الي صدرها
ودمعت عيناها لتسمع صوت سامتنا تحدثها :
ماما هو انت بتحبي يوسف وانا لاء
مدت يدها اليها وضمتها هي الآخرة الي صدرها بحنان وقالت لها:
مين قال اني مش بحبك انت ويوسف احلي حاجه في دنيتي، يوسف هدية ابوه وانت هدية الايام
دلفت عليها جاكلين وراتها تحتضن الطفلين فقالت:
افرحي خلصت ورق سامنتا فعلا الفلوس بتخلص كل حاجه، هنزل بكرة احجز الطيران لمصر واحجز فندق لاقامتنا هناك، بس خلي بالك هو شهر مفيش غيره
***************
عودة للوقت الحالي
من داخل فيلا فريد الديميري/ في غرفته الخاصه
سألته سوسن بخوف من سعيه للأنتقام بعدما قص عليها ما كان بينه وبين فرحه منذ سافر :
فريد هو انت ممكن نتقم من فرحه بجد وأولها حرمانها من ابنها انا مستحيل اصدق انك تعمل كده
ضحك بتهكم ورد عليها بعيون تحمل آلاف المعاني المخيفه والتهديد بالويل والثبور:
هو انا كنت انتقمت من عمي لما كان عايز يقتلني ويسرقني عن طريق تعطيل جوازي
بس الغريب أن اللي عمله عمي ماذنيش لكن فرحه اذيتني وخدعتني وخانتني
علشان كده لازم اوجعها واسرق فرحته واجرح قلبها
ومفيش اكبر من ضناها يوجعها
حدقت فيه سوسن بعدم تصديق:
مش ممكن فريد أبو قلب كبير وروح دافيه وإحساس مرهف يفكر بالانتقام ، مستحيل انت تعمل كده'
غامت عيناه بغموض ورد عليها بابهام:
خانتيني يا سوسن خانتيني، ومش كده وبس هربت مع حبيبها وسابيتني اعاني فرقها
كانت في حضني عاشقة حالمه معطاءه، طوال الفراق خلاها تعطيني بسخاء، دخلتني جنتها وغدرت بيا لما رمتني في جحيمها بهروبها مني
كانت ليه معايا كده تعطي وتعيشني معاها اللي عمري ما كنت اتخيل أعيشه، كانت كالرحيق الصافي والنبع الزاخر، والعطر والنفاذ، اللي يملاء النفس بالراحه والسلام، منحتني احاسيس كتيرة صعب اعيشها مع حد تاني او التمسها بنفس الشعور
اخذ نفس عميق وزفره بحدة:
عارفه لو كانت رفضتني أو باردة معايا، يمكن كنت عذرتها لكنها أتقنت عملها شوقتني ليها واصابت رجولتي وكبريائي بالغرور من جمال وقوة عشقها وهربت مني وغدرت بيا في ثانية
لاحت لمعت الدموع في عين سوسن، فصمت فريد شاعرًا بانه تمادى بوصف ما كان بينهم من فيضان مشاعر وأحاسيس جياشة لا تستطيع بضع كلمات أن تصيغها بسهولة، غمغم فريد وابتسم لها:
سامحيني سرحت بس حقي في الانتقام من فرحه مش هتنزل عنه لانها خانت بسبب عشقها
جفلت سوسن من أن كره لفرحه ليس بسبب خيانتها بل بسبب عشقها وهذا ما لم تفهمه فسألته:
يعني ايه خانتك بسبب عشقها، معقول هربت منك علشان حد تاني في حياتها هو ده قصدك
اغمض عيناها كي يخفي ما يجول في تفكيره ويتجسد في عيناه غضب وحقد وقال:
ايوه يا سوسن فرحه هربت مني لانها عاشقة..؟!
************
يتبع......
تعليقات: 0
إرسال تعليق