-->

رواية ( بنت الوادي) البارت السادس عشر

 


#انكشف_الغيم

البارت السادس عشر

**************

مضى الكثير من الوقت و لم نلتقي في هذه الحياة، بينما أجلس أتأمل الهواء الطلق هل ستأتي لكي نجتمع صدفة و نقول ما أجمل هذه اللخظات التي جمعتنا ربما لن يحدث ذلك و لكن ما زالَت اتخيل مشاعر هذا الشعور الجميل، الذي رسم على قلبي و شفتاي الأبتسامة ليتنا نلتقي الأن لكي ننسى ما حولنا و نتأمل عيون بعضنا فقط، من كانَ يتصور أن حتى تخيل تلك اللحظات الجميلة قادرة على أن تُشعر روحنا بالسعادة هكذا،


تناست كاثرين نفسها بين أحضان فريد الذي قال لها وبدون مقدمات عن رغبته في إقامة علاقه معها


لم تصدق انه يشتاق اليها الي هذه الدرجة هل غيابه عنها  جعله يتمني ان يتملكها لهذا عرض عليه عن  رغبته فيها فسألته:

فريد انت عايز تقيم معايا علاقة حميمية بس ياتري ده انتقام ولا فعلا رغبة ليك فيا


غامت عيناه وشدها اليه وقال بجدية وتحدى:

تعالي في حضني وانت هتعرفي انتقام ولا رغبة


واخذ يقبلها بشغف وإثارة حتي اذابها بين يداه وتذوقت معه حلاوة العشق، 

فتحت عيناها علي صوت طرق متواصل علي باب شقتها، نظرت حولها فلم تجده واخذت تناديه بلوعه،


أعادها الي رشدها وصوته يرد عليها  بحزن مكتوم:

ايوه يا كاثى انا فريد بتصرخي ليه عليا افتحي


عدلت من هندامها ونظرت الي نفسها في المرٱة كي تتأكد بان ما حدث كان مجرد حلم ليس الا،

تقدمت نحو الباب بخطوات ثقيله وسالت:

مين بره  انت بجد فريد 


رد عليها فريد بقلق:

ايوة يا كاثى افتحي في ايه، وكنت بنصرخي ليه


فتحت الباب والقت نفسها عليه كم وده خخخخ واخذت تبكي بحرقه وخوف:

فريد ليه سبتني، انت وحشتني اوي اوي اسفه لاني زعلتك بس جاكلين طبعها جاف طول عمرها


ربت فريد علي كتفها بهدوء وقال:

أهدى يا كاثى انا لا زعلان منك ولا من جاكي، المهم طمنيني عليكي روحت المستشفي قالو أن في. واحد اتهجم عليكي، ومن يومها اخذتي إجازة وبعدتي عن المستشفي، قوليلي  مين ده وكان عايز منك ايه


هزت راسها بعدم فهم وقالت:

معرفهوش كان اول مره اشوفه يومها كان بيدور علي صديقته ولما ملقهاش عرض عليا اكون مكانه طبعا ضربته، هو اتجنن وطلع سلاح عايز يقتلني بيه


انتفضت فجأة علي تذكر ما حدث فضمها اليه وقال:

طيب ادخلي البسي وتعالي معايا نتعشي بره، اوعي تخافي أبدًا وانت معايا انا هعرف الكلب ازاي يتجراء عليكي وهاخد معاه إجراء يوفر ليكي الامان


تنهدت كاثرين براحه فوجوده وحده أعطاها شعور  الامان، افسحت له باب شقتها وطلبت منه الدخول:

ادخل يا فريد وقولي مالك كده شكلك حزين ومهموم ووشك خاسس هو انت مريض وليه غبت في مصر كل ده معقول كنت مشتاق لمرأتك اوي كده 


ضحك فريد ودفعها الي الداخل وقال:

بصراحه انا مشتاق ليها وبجنون، بس مكنش في مجال اكون معاها، انا نزلت مصر مش علشانها لكن علشان ابني حافظ مات


حدقت فيها بصدمه ووضعت يدها علي فمها تكتم شهقتها التي تعبر عن شدة المها لمصابة:

اه علي الوجع ربنا يرحمك بيه، الطفل الصغير لما يموت بيكون رحمه لوالديه، 


عادت ووقفت امامه ووضعت يدها علي كتفها تربت عليها وتواسيها قائلة::

حسا قد ايه قلبك وجعك علي فراقه و مامته اكيد هتموت من القهرة عليها ، ربنا يصبرها وينزل السلوى علي قلبها، كده فهمت سبب غيابك كان ليك حق تفضل معاها،الباقية في حياتك ربنا يصبرك انت كمان


هز فريد راسها متفهمًا حزنها  ومواساته له وقال:

ممكن بقي تدخلي تغيري وتجي معايا نتعشا سويا محتاج اقعد معاكي واقفل كل حاجه قبل ما اسافر كمان يومين لمصر 


جفلت بصدمه غير مصدقه تخليه عن رسالته بسبب حزنه علي ابنه ربما لكي يظل بجوار زوجته يواسيها

فسألته بحيرة:

يعني ايه تقفل كل حاجه قبل ماتسافر ،معقول يا فريد هتنازل عن إكمال دراستك وعلمك اللي بتعشقه دي كلها شهر وهتنال الدكتوراة


افتر ثغرة عن ابتسامه صغيرة لا تعبر عن مكنون نفسه والصرع الدائرة فيها  بين رغبته بها وشوقه اليه وقال بهدوء مريب:

مش فريد الديميري اللي يراهن علي قلب بنت علشان ينال درجة علميه، الرسالة ممكن اعوضها لكن اخلاقياتي ومبادئ غير قابله للتعويض لو خسرتها يبقي خسرت نفسي وذاتي، اظن سام بلغك بالرهان،


فجأة غير مجري الحديث وقال:

اسمعي الكلام كأثي  وتعالي نخرج لان لو فضلت معاكي  هنا مش هكون مسؤول عن عدم سيطرتي في التعبير عن مشاعري نحوك

ثم لازم الكلب اللي فكر ياذيكي  والتسبب في رعبك وانعزالك ياخد جزاءه ودي حاجه بسيطه بقدمهالك


كان حديثه عن اخذ حقها من ماتيو سبب لاطاعته فهي أرادت أن تكون معه علي سجيتها في شقتها لكنه يرفض الدخول كانه فاقد السيطرة علي نفسه 

تركته امام الباب ينتظرها ودخلت الي غرفتها ارتدت ثيابها والكوليه الالماظ الذي أهداها ايه فهي لا ترتديه الا عند لقاءها لكن الخاتم لا ببارح اصبعها من يوم ألبسها اياه، كانها تخاف أن تفقده تلك الذاكرة الجميلة  إذا نزعته :

خرجت اليه بعدما تهيأت جيدًا فراته مكانه لم يتحرك

دنت منه وسألته عن رايه في ثيابها، فنظر إليها باشمئزاز وضيق:

حلو بس مش مناسب ليكي، يلا بينا الحجز هينتظرنا لحد ٨ بعد كده هيسحبوه


نظرت الي ساعتها وقالت بتعجب:

بس احنا  لسه الساعه ٦ يعني بدري اوي هنلحق


اخذ بيدها ودلف الي المصعد وقال:

ما قولتلك اللي غلط في حقك لازم يتادب الاول، احنا هنروح المركز وبعدها هنتعشي سوا، يلا يا قمر*************

وصلت كاثرين بصحبة فريد الي مركز الشرطه وقابله المسؤول بحفاوة بالغه وقال له:

دكتور فريد شرفت ، احب اطمنك انه تم مع المجرم كل اللي طلبته بالتمام، اتفضل 


دلف الثلاثه الي احد الغرف ورأت كاثرين ماتيو معلق في السقف والجروح تغطي وجهه وجسده فسألته:

انت عملت في  ايه بالظبط وازاي مواطن انجليزى يتهان  من غريب بالشكل ده اي كان سطوة مالك 


ابتسم فريد بتهكم ورد عليها:

ماتيو مش مواطن انجليزى، ده مهاجر تشيكي عليه أحكام بالسجن بالتعدى والاغتصاب،  أما أنا فامواطن انجليزى لان حصلت علي الجنسية من خمس سينين، وبسبب التبرعات الخيرية والمساهمات في بعض المشروعات الخاصه بالطب ،وتم  تقديم أكثر من هيئة طلب  لمنحي لقب سير ده غير مكانتي العلمية المعروفه ده كله غير ثرائي فهمتي 


ارتبكت فقد دافعت عن مجرم كاد يفتك بها وعنفت من يحاول رد كرامتها، لكن من سيسطيع أن يرد لها حقها منه وهو بكل ذلك النفوذ خارج بلده إذا ظلمها وأخطأ في حقها كم يفعل معها دائما ، فقالت باسف:

اسفه يا فريد انا عارفه انك عملت فيه كده علشان  تتنقم لي منه بس انا مش بحب التحكم والظلم


ثم نظرت الي ماتيو الذي استنجد بها برجاء:

ارجوكي خليهم يسبوني واوعدك مش هتشوفي وشي تاني، انا. اسف ليكي ارجوكي خليه يرحمني


ارتبكت من طلب للعفو منها وتوسلت   الي  فريد كي  يتركه، ضحك فريد من طيبتها،  دون الحذر من نوايا البشر وقال:

انت غلبانه اوي يا كاترين ده لو خرج من هنا، مش هيهمه حاجه في الدنيا غير أنه يقتلك،لو فيها موته

سبيه للسلطات تتصرف معاه وترحله ده اسلم حل،

يلا بينا مبقاش في وقت كده هنتاخر علي الحجز


اخذ بيدها وأخرجه خارج مركر الشرطه، جلس علي  مقعد القيادة وجلست بجواره وظل طول الطريق صامتًا، شاردًا بهدوء مريب

استغربت كاثرين هدوء فريد بشكل غريب، هذا غير كل تصرفاته التي كانت توحي بالغموض والريبة فقد كانت نظراته اليه تحمل الكثير من  اللوم تارة والشوق والرغبة تارة اخري غير  الحزن الساكن عيناه 


اخرجها من شرودها والتأمل في ملامحه ايقاف السيارة فجأة  أمام إحدى المطاعم الكبري، وكان هو نفسه المطعم الذي تناولت فيها أول عشاء معه وكان فيه سويا وأهداها يومها الخاتم،


ترجل من السيارة وفتح لها الباب نزلت منه فمد يده واخذ بيدها كي تتباطا ذراعه، ودلف الي الداخل دون كلمه معها، رحب به المشرف علي المكان وقال:

في الميعاد مسار مستر فريد اتفضل طاولتك جاهزة


أؤما له فريد بامتنان ودخل الي القاعة برفقتها جذب لكاترين مقعدها ثم لفريد وقال:

تحبو مشروب الاول ولا العشاء


امسك فريد المينو وقال:

خلي المشروب بعدين هات العشاء الأول، وأشار الي الوجبات التي طلبها له ولكاثرين دون الرجوع لها،


استغربت كاثرين عدم اخذ رأيها فيما اختار وسألته:

هو انت عازمني ولا بتعاقبني ، ممكن افهم سبب فرضك اختياراتك للاكل عليا، هو الاكل مش اذواق، 

ولاعندك مفيش غير ذوقك، مش فاهمه مالك النهاردة

من وقت ما خرجنا من القسم وانت ساكت كانك زعلان مني، طيب ممكن افهم ليه عزمتني مدام مش قادر تسامحني، وتغفر ليا سوء تصرف اختي معاك


تنهد فريد بقوة ثم رد عليها بهدوء مقيت:

انا سامحتك من زمان وغفرت ليكي، بس انا فكري مشغول بكذا حاجه ومحتاج اصفي ذهني علشان احسم بعض الأمور  أهمهم انت

اما بالنسبه للاكل فانا اختارت ليا وليكي احسن ماكولات في المطعم، لان عارف بتحبي ايه كويس


لم تري مناص من أن تصدق حجته وتقتنع بما يقول فهو من وقت عودته، يتعامل معاها بشكل غريب، فربما يكون حزنه علي طفله هو السبب لهذا اعرضت عن الجدال معه وافقت، وقالت  بقلة حيله:

مقبوله منك يا فريد، بس ياتري اخترت ليا ايه


ابتسم فريد بغموض وقال:

اخترتك  انت ومفيش احلي منك ، يكفيكي الرد ده


لم تستطيع كاثرين الرد علي عذوبة كلماته التي مست قلبها وجعلته يطير كورقة شجرة مع نسمة الصيف،

تنهدت بقوة ورفعت عيناها اليه فهالها ما رأت فيهم من مشاعر متداخله لم تعد تفهمها قبل أن تسأله

اتي الطعام وكانت اختيارته ممتازة، فأقبلت علي الطعام بشهية مفتوحه لدرجة استغربتها  هي في نفسها وتسالت بتعجب 

اهي تهرب منه بالاكل، ام أن كلامه جعل الحياة في عيناها وردية فاقبلت عليها تأخذ منها ملذاتها، 


فجأة وضع فريد يده علي يدها وجذبها الي فمه وقبلها برومانسية وعذوبة لم تراها منه قبل اليوم،

ثم منحها ابتسامه حانية وقال بجدية:

كاثرين انا عايز منك تجي تعيشي معايا في مصر،

انا مش قادر ابعد عنك أكثر من كده  وحياة الغربة بقت صعبه عليا، بعد موت حافظ خايف من  الموت يخطف مني حد تاني غالي وانا بعيد، قولت ايه


ارتبكت كاثرين وسحبت يدها من بين احضان يده بلطف حتي لا تضيع منها تلك اللحظات الرومانسية:

اجي معاك مصر اعمل ايه وبأي صفه، ومراتك اللي بتحبها هيكون الوضع بينا ايه 


رد عليها بهدوء حذر:

هتجي معايا بصفتك مراتي، ولو علي الحب فأنا بحبك واكتر منها، لانك ساكنه قلبي وروحي

وافقي يا كاثرين ووفري عليا مشقة وتعب كبيره من الجري ورا أمور هتتبعلك معايا 

ولو علي بنتك انا هديها اسمي متقلقيش انت معايا في امان ها يا كاثي 


ارتبكت بشدة فهو يحدثها بهدوء ورقه تخطفها من نفسها، وترجف قلبها لهفه وشوق، هل توافق وتخسر كل محاولتها لإثبات نفسها ام ترفض وتخسره هو للابد، تنهد بقوة واعقبها زفير طويل وقالت:

فريد انت كده بتظلمتي اديني فترة افكر واشوف هقدر اتكيف مع وضعي الجديد  معاك ولا لاء


قبض فجأة علي يدها المرتجفه وسألها بجدية:

جسمك بيرتجف ليه، مالك كاثرين خايفه من ايه، معقول خايفه مني، ولا خايفه من نفسك في انك تضعفي وتسلمي حتي بدون جواز، 

أهدى واطمني محدش هيخاف عليكي ويحفظك زيا، اما بالنسبة للوقت، للاسف معنديش وقت انا مليت البعد عنك ورجعت انجلترا، ورتبت كل اوضاعي علي انك ترجعي معايا، علشان كده جبتك هنا فرصه نتكلم  وتاخدي قرارك، لاخده انا بالنيابة عنك

انا بقالي يومين بخلص كل حاجه تخصك وتخصني  من ضمنها عقابي للندل اللي اتهجم عليكي، ودلوفتي محتاج ردك، علشان احسم امري


لا تعرف كاثرين للحظة شعرت أنه يجبرها لا يخيرها

فسألته بارتباك:

هو انت عرفت اللي عمله ماتيو منين ووصلت ليه ازاي، وليه عاقبته بعنف كده 


رد عليها فريد بجبروت لم تصدق انها يتعامل به مع حد فقد كانت تراه شخصية هادئة الطباع حليم:

عرفت لما روحت سالت عنك بالمستشفي، ولما دخلت علي الكاميرات شفت اللي عمله معاكي وبدأت اخذ اجراءتي في عاقبه

علشان يتعلم أن اللي يفكر يمس انسانه تخص فريد الديميري يكون الموت افضل ليه

بس الغريب انك عملتي متعرفهوش لما نادي عليكي واكدتي لما سألت عنه انك اول مره تشوفيه، بصراحه انا استغربت،  اومال حملتي منه ازاي ولا انت فقدتي الذاكرة، أو يمكن كل كلامك عنه كذب وبنتك مش بنتك اصلا،  ودي تمثيلها بتعمليها عليا انت واختك جاكلين بتنتقمو بيها مني يا مدام كاثرين


لم تفهم سر اتهاماته لها فقد صدقته القول في انها لم تري ماتيو قبل ذلك اليوم فسألته بحيرة:

وانا هكذب عليك ليه، اليو كان صديقي وابو بنتي، وانا والله عمري ما شوفت ماتيو ده قبل كده


صفق فريد بإعجاب لكن تحت إطار السخرية وقال:

ما هي دي الكارثة،  انك بتأكدي انك صديقة اليو ونفسي الوقت بتقسمي انك متعرفهوش

يا مدام  كاثرين اليو هو ماتيو، لان  اسمه بالكامل اليوماتيو فهمتي ولا تحب أوضح اكثر


ارتجفت أوصالها بشدة فقد انكشف امرها امامه لا تعرف الي اي مدي قد عرف عن شخصيتها وحياتها  نهضت فجأة وقالت بتردد وارتباك :

انا عايزه اروح وشكرا علي العزومه يا فريد بيه،


امسك فريد يدها وضغط عليها بقوة وحاول أن يجعلها تجلس مره اخري وقال:

اقعدي لسه مخلصتش كلامي، ومسمعتش ردك يا مدام، كاثي عايزك تفكري كويس تعالي  معايا مصر، واوعدك نبدأ  من جديد وهنسي كل اللي فات اظن  بكده هيكون افضل للجميع 


رفضت بشدة أن تجلس وردت عليه بحدة وخوف:

لاء يا فريد بيه مش هسافر معاك، انا حياتي هنا مع بنتي، وانت حياتك هناك مع مراتك، روح ليها خليها تعوضك ابنك اللي مات وإنساني فاهم انساني


لم يعبأ لرفضها وحديثها الحاقد والممزوج بالغيرة وأشار الي مسؤول القاعه وقال له:

هات المشروب ليا وللمدام علشان تروق دمها


انصرف المسؤول لتنفيذ الطلب ونظر هو إليها بتحدى قائلًا بهدوء مريب يشوبه الحذر:

اقعدي ياكاثي نشرب المشروب بعدها اوصلك للبيت مش هقبل رفضك لاني وصيت عليه خصوصي ليكي كوكتيل جميل ومتنوع من الفواكه الآسيوية


فكرت ترفض وتنصرف لكن فريد لن يتركها في سلام فوافقت حتي تخلص منه بعدها،جلست واتي المتر دوتيل بالمشروب وأعطاه المسؤول شئ في يده لم تميزه كاثرين جيدًا  وبسرعه وضعه فريد في جيبه،

ثم بتسم لها بتهكم وغموض:

اتفضلي يا مدام اشربي علشان اوصلك للبيت ترتاحي


اخذت منه كاثرين المشروب وجسدها يرتعد خوفًا منه ويتعرف بشدة، لم تشك لحظه في نواياه كل ما أردته ان تنتهي هذه الليلة بسلام، 

لهذا شربت المشروب دفعه واحدة فشعرت بلذعه حارقه في فمها وسألته بضيق :

هو المشروب ده طعمه لاذع  كده ليه، اوعي يكون خمرا انا عمري ما شربتها


ضحك فريد بسخرية ورد عليها يتهكم :

لا مش خمرا بس غريب امرك مسيحية وفي بلد أجنبي وعمرك ما شربتي خمرا، ايه مسلمه ومتنكره

قومي قومي خليني اوصلك 


اخذ بيدها وخرج من القاعه بعد أن دفع الحساب، واعطاه اكرمية كبيرة الي المسؤول،

فتح لها باب السيارة اجلسها وجلس هو خلف  المقود وقال بجدية اربكتها:

احنا هنروح علي شقتي وبدون اعتراض كلامي لسه مخلصتش معاكي ولازم احسم كل شئ الليلة،

انا مش فاضي للعب العيال بتاعك انت وجاكلين خلاص اسكتفيت من اللعابكم 


  نظرت اليه بعدم تصديق فامامه شخص آخر غير فريد الذي تعرفه شخصيه عاقله ورزينه وحديثه جدي وبحساب اصابها الهلع والخوف منه وصاحت:

نزلي بقولك نزلتي  أو روحتي شقتي يا فرييييد


انطلق فريد بالسيارة غير عابئ بصياحها، اخذت راسها تترنحي بعدم اتزان وهتفت بذعر:

انت شربتني ايه انطق انا انا اناااااااا


ضغط علي فكه بغيظ:

شربتك اللي هيرغمك ترجعي بيتي وتكوني ملكي وحدى، ياما كان في نفسي توفري كل ده علي نفسك  وتوافقي تنزلي معايا مصر بهدوء  وهناك نتحاسب،

لكنك عنيدة، خلاص يا كاثي من اليوم هتبقي ملكة وهتقضي الليلة في حضني،


وقعت راسها علي كتفه فتأكد بانها نامت ابتسم بزهو وقاد سييارته علي الطريق السريع، 

وقف فجأة في مكان منعزل ترجل من السيارة، وفتح الباب المجاور لها أخرجها منه ووضعها علي المقعد الخلفي وجلس بجوارها ومال عليها يقبلها بنهم  وشوق جارف حتي شعر بالارتواء

ابتسم حين لاحظ تخريب زينتها  بعد قبلاته الشغوفه لها، اخرج عدة محارم  ورقية واخذ بمسح وجهه جيدًا حتي لمعت بشرتها البيضاء من جديد  حين تخلص من كل زينتها الصارخه

تلمس ووجها الجميل ونزع بعض اللصاقات فصار وجهه هادى وبرئ ومرتاح 

تنهد بارتياح وقبلها برقه علي ثغرها، ثم أراح راسها

علي المقعد الخلفي حتي تأخذ راحتي،

تركها وعاد الي مقعد القيادة وانطلق بالسيارة الي البناية التي يسكن فيها 

وصل الي مقر سكنه ترجل من السيارة وحملها بين يداه أتاه حارس البناية مسرعا وسأله:

مالها المدام يا فريد بيه تحب اتصل بالاسعاف،


اجابه فريد وهو يعطيه  مفتاح سيارته بعد أن اخرجها من ميدلية المفاتيح  وقال له:

خد يا إبرام دخل السيارة الجراج وخلي  المفتاح معاك الصبح استلمه منك، واطمن المدام بخير بس شعرت. ببعض الدوار عن اذنك


دلف بها الي البناية ومنه الي المصعد الي ان وصل لشقته فتحها ودخل بها وهو يحملها وقال بسعادة:

نورتي مملكتي ودنيتي يا مليكة القلب،


دلف بها الي غرفة النوم ومددها علي الفراش، فكانت نائمة كالملاك تشمم عطرها ولثم ثغرها برقة وقال:

اه يا حبي وحشتيني اووي اووي

اخذ ينثر عليها قبلات خاطفه صغيرة ومتفرقه علي وجهه وجيدها ووجنتاها بشوق جارف


نهض من جوارها مرغمًا وقال:

هروح اخد شاور سريع  علشان افوق ليكي ولليلتي معاكي لسه قدامك ساعه علي ما تفوقي ،اكون فيها ظبطت نفسي وجهزتك 


تركها ودلف الي المرحاض اخذ شاور انعشه ووعاد 

اليها وهو يرتدى الروب فقط

تمدد بجوارها وطالع ثيابها بغيظ، وبلا تردد  اخذ يمزقها من عليها بحدة وغل، ثم ابتسم بسعادة بعد أن خلصها من جميع ملابسها فأصبحت كم ولدتها امها، ثم أطلق شعرها الحريري كي ينساب بانسيابيه

نزع عنه روبه وضمها اليه فتلاحمت أجسادهم ...


بعد وقت ليس بالقليل تملمت كاثرين بين أحضانه القابضة عليه بشوق، لم تستوعب وضعها جيدًا فمازالت تحت تأثير المخدر

وفجأة انتبهت حواسها جميعًا ورأت جسده العاري يطوقها، دفعتها بقوة وصرخت به:

اه يا مجرم يا حق ....

قطع كلامها بقبله قوية اخرستها، حاولت تخليص نفسها لكنه لم يترك شفتاها الا عندما انتهي وقال:

اي كلمة تاتي هيكون العقاب اشد، اهدي كده واعقلي

هي خلصت خلاص واصبحتي داخل مملكتي وانا بس اللي ليا كامل السيطرة عليكي  


هزت راسها برفض وقالت بحدة:

انت انسان ق

سكتت خائفة من أن يقبلها بعنف كم حدث منذ قليل فقالت بالم وحسرة:

ليه كده يا فريد ضيعت كل حاجه كانت حلوه بينا  بغبائك ورغباتك الحسية اللي بتتحكم فيك

انا مستحيل استسلم ليك تاتي كفاية انك علشان تعمل معايا علاقة خدرتني وخطفتني واجبرتتي، انا عمري ما هسامحك 


عقد يداه أمام صدره وقال:

بس انا ياما سامحتك وهسامحك تاني لانك قدري ومحدش يقدر يعاند قدره أو يختار بالعكس هو اللي بيختارنا، ممكن بقي تهدى ونتكلم بعقلانيه شويا


رفضت بحدة ونهضت من جواره فصدمت بانها عارية تمامًا صرخت فيه وجذبت الغطاء تستر جسدها به من عيونه المتلصصه، وقبل ان تخرج من الغرفة قال لها فريد بتهكم:

قبل ما تخرجي شوفي نفسك في المرايا، وبعدها بدون جدال تجي جنبي هنا علشان بنا كلام كتير عايزين ننهيه يا مدام وضحك


حدقت فيه بهلع وجرت علي المرآه فصدمت حين رأت نفسها وقد عادت الي شكلها الاصلي الذي تنكر فيه كي تهرب منه فارتبكت وخافت من النظر اليه


غامت عين فريد بغضب مستعير وقال:

اظن جمالك الرباني اجمل واحلي  يا مدام فرحه؟!

***********

يتبع ....

الفصل السابع عشر من هنا


   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : رواية ( بنت الوادي)

إرسال تعليق