#تضحية_ذو_ثمن
#البارت_الحادي_والعشرون
#المؤامرة
#رهينة_فراشه(جزء_ثاني)
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .
من داخل فيلا سمير
في الصباح دخل الدكتور فهمي الي الفيلا فهرع اليه الاطفال ومنهم حفيدته جودي التي سالته:
جدو هو انت رايح لماما خدني معاك نفسي اشوف النونو
احتضنها جدها وقبل وجنتيها وقال:
لا يا حبيبتي عندى عملية في مستشفي بره، وبعدها هعدي علي ماما واجيبها مع النونو خليكي هنا مع ولاد عمتك فدوى علي ماتجي،صحيح هي فين
رد عليه مالك :
ماما لسه نايمة يا جدو من امبارح انا هطلع اصحيها واطمن عليها، واقولها ان حضرتك تحت
رفض فهمي ان يصعد مالك الي فدوى ، خائفًا ان تكون مغمي عليها او بتبكي ويصاب ابنها بالخوف والفزع عليها فقال لها:
لا يا مالك خلي الدادة تطلع تصحيها وتعالي معايا نفطر احنا سوا علي ما تنزل اتفقنا
اطاع مالك جده وسبقه الي السفرة وكذلك جودي وروح،نادى فهمي علي المربية وطلب منها ان تصعد الي فدوي وتبلغ سيدتها بحضوره وقبل ان تنصرف سالها عن نضال فقالت:
استاذ نضال من ساعة ما رجع امبارح من المستشفي واطمن علي الاولاد من وقتها محدش شافه تاني
تدخل مالك في الحديث بعد إن عاد لكي يستعجل جده وقال:
فعلا يا جدو اونكل نضال مش عارف راح فين، ده منزلش يفطر معانا ولا حتي في اوضته هو مشي ولا إيه
غامت عين الدكتور فهمي وضاقت حدقتاه بغضب وحدث نفسه قائلًا بضيق:
شكله عرف بحمل فدوى وبيتهرب من مواجهتي ماشي يا حضرت المقدم حسابي معاك بعدين
ثم نظر الي مالك وابتسم بهدوء:
لا يا حبيبي مش معقول يمشي من غير ما يقول لحد اكيد عنده شغل وهيخلصه ويرجع، يلا بينا احنا نفطر،
واخذه وذهبا ليجلس علي سفرة الطعام، واثناء افطارهم نزلت المربية من عند فدوى ووقالت للدكتور فهمي:
الست هانم صاحية قالتلي ابلغك انها هتغير وهتنزل لحضرتك
تنهد قهمي براحه بعد ان اطمئن انها بخير، لكن مالك ما ان تاكد بان والدته مستيقظه ، استاذن من جده من اجل ان يصعد اليها ويطمئن علبها بنفسه
سمح لها جده بذلك، هرعا مالك الي الاعلي وطرق باب غرفتها ولم ترد عليها ففتح الباب بهدوء وسمع صوت المياه داخل
المرحاض فظن للوهلة الاولي انها تغتسل فارتدت للخلف لكي يغادر الغرفة ، الا انه سمع صوت همهمات وضحكة مرحا منها
فعاد واقترب من المرحاض وقبل ان يفتح الباب ليعرف من بالداخل وما سبب هذه الهمهمات والضحك
خرجت فدوى و نظرت اليه بارتباك وسالتها قائلة:
مالك انت هنا بتعمل ايه ، وليه سبت جدو فهمي وطلعت
طالعها مالك باستغراب ولم يرد علي سؤالها بل باغتها بسؤاله:
هو انت كنت بتضحكي ليه في الحمام، وبتكلمي مين، وليه هدومك متغرقه كده هو في حد معاكي جوه
ارتبكت فدوى واصابها الهلع، فابتلعت ريقها بصعوبة وردت:
لا با حبيبي ، انا كنت بدندن مع نفسي وبظبط المياة فالدش ساب وغرق هدومي فكنت بضحك هو ده اللي حصل، مش مصدق الحمام قدامك ادخل شوف
اقترب منها مالك واغمض عيناه برهه وفتحهم بابتسامه بريئة وجذبها من يدها، واجلسها علي الفراش واخذ منشفه ودثرها بها وقال بقلق:
خدي يا ماما نشفي نفسك وغيري هدومك، وانا هنزل لجدو اعرفه انك بخير وهتغيري هدومك وهتحصليني
ثم لثمها بقبله حنونه علي خدها وقال بمودة:
انا بحبك اووي يا ماما ربنا ما يحرمني منك ويرجع لينا بابا علي خير لانه وحشني اووي
خرج واغلق الباب خلفه لكي يتركها تغير ثيابها المبتلة علي راحتها، نهضت فدوي ونزعت عنها ملابسها التي تبللت بسبب جذبه اليه تحت الدش، وقفت امام الدولاب بملابسها التحتية تخرج له طقم اخر لكي ترتديه،
لتتفاجاء به يحضنها من الخلف وبضمها الي صدره المبلل ويهمس في اذنها بهسيس ساخن:
مثيرة وتسحري فدوي بعشقك يا عمري، مش قادر افارقك نفسي يقفلو علينا الف باب وباب ونكون لوحدنا انا وانتِ بس واوعدك اذيقك العشق بكل انواعه وامتص من رحيق شفتاكي انغامه وحلاوته
ضحكت بدلال واستدارت اليها لتنعم بحضنه ودفئ صدره
واخذت تدلك شعر راسها في شعيرات صدره المبلله وقالت:
حبي عمو تحت، ولازم انزل ليه ارحمني من ذنب تركك واطلق صراحي قبل ما مالك يقفشنا المرادي
حكت انفها بانفه وقالت وهي تشاكسه :
يلا يا بطل اختفي قبل بطلي الصغير ما يخلص عليك وقولي لو فعلا دخل عليك الحمام كنت حتعمل ايه
ضحك بصخب وشدها اليه اكثر وقال برغبة وهو يلثم ثغرها :
ولاحاجه كنت هقولها بحب امك وعاشقها وهي اللي شديتي للرذيلة وحبستني جوا قلبها وثمرة عشقنا بتكبر في حشاها اساله مين سرق التاني من نفسه
ضربته في كتفه فجفل وارتدت جسده بتشنج فنظرت اليه والي ظهره فرات جرحه الدامي فقالت بحزن:
اسفه يا حبي مقصدتش والله هو كتفك لسه بيالمك
هز راسه واشار الي قلبه وقال:
اللي بيالمني ده، لانه مكبل بعشقك وهائم في جمال عيناكي
الذي ان رائ نيوتن جمالهم لعرف ان ليس للجاذبية قانون،
تنهدت بقوة فلثم ثغرها ثم دفعها برفق بعيدا عنها وقال:
لو فضلت جمبك اكثر من كده هحبسك في السرير ،وهتلاقي عمك وابنك علي راسنا بيضربوني بالنار
انا بحمد ربنا اني شعرت بيه ونبهتك علشان تخرجي قبل ما يشوفنا سوا،، يلا ياحبي البسي انت وانا شويا واحصلك ويارب تقنعي عمك انك اجهضتي علشان ميلزمكيش تنزلي ثمرة ليلة عشقًا الجامح
هزت راسها بالموافقة وارتدت ملابسها علي عجل وتركته في الغرفة ونزلت، الي عمها لكي تقنعه بما اتفقو عليه
اما هو فاخذ منشفه وجفف جسدة وملس علي علامات يدها المحتقنه علي صدره وابتسم قائلًا:
فدوتي الجميلة البريئة شرسة ومثيرة حد اللعنة في الفراش، علاماتك اتحفرت جوه قلبي مش علي جسمي بس يا نور عيني بعشقك يا فدوتي
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
نزلت فدوي الي عمها والارتباك واضح علي وجهه وهذا ما جعل فهمي لا يشك في امرها ظنًا بأن سبب ارتباكها اكتشاف حملها، القت عليه تحية الصباح وابتسمت له نصف ابتسامة، فدنا منها وجذبها الي حضنه وسالها:
واضح انك نمتي كويس رغم توترك بس وشك رايق وهادي
اتسعت ابتسامتها المرسومة بصعوبة علي ثغرها واجابته:
الحمد لله با عمو المهدئ نفعني جدًا،وبالذات بعد ما اتخلصت من الحمل، الحمد لله
رمقها عمها بحيرة وقلق وسالها :
اتخلصتي من الحمل ازاي وامتي، انا سايبك منهارة وقلت لما نتكلم الصبح هتفهي بب طلبي انك تجهضي بسرعة، وهتقدري موقفك الصعب اللي انت فيه، اخر حاجه اتوقعتها انك تكوني اجهضتي ، وبدون مساعدة وحالتك تكون ممتازة كدة
ابتلعت ريقها وهربت بعيناها من تحديقه بها وقالت :
تعبت جدا بليل ومن غير محس شعرت بمغص شديد والم وبعدها نزيف قوى، والحمد لله لما صحيت لقيت النزيف قل
ولو سالتتي عرفت منين ان الحمل نزل،
متنساش اني اجهضت مره قبل ما احمل روح ولا ناسي يا عمو، ده غير انها كانت نفس الاعراض بالظبط
تنهد عمها براحه وضمها اكثر في حضنه وربت علبها برفق وحنان وقال باهتمام:
كل ده تمام بس بردك لازم تجي معايا نتاكد من نزول الحمل،
ونعملك عملية تنظيف علشان متتعبيش بعدين
ارتبكت بشدة وتركت حضنه وقالت بتوتر واضح:
انا متاكدة يا عمو ،وبصراحه حسا بارهاق وعايزة ارتاح، خليها يومين ثلاثة اكون استرديت عافيتي
ضاقت حدقتاه ورمقها بنظرات غريبة، بعد.ا إن استغرب تصرفها هذا غير نضرتها التي تنم عن راحه وسعادة داخلية علي عكس حالتها بالامس وسالها بحدة وعصبية قائلًا:
لا يا فدوي انتِ مش غريبة عليا علشان معرفش امتي مرتاحه وامتي تعبانه، في حاجة غيرتك خلال وقت رجوعنا من المستشفي لسواد الليل إيه يا فدوى اللي حصل فيهمنا وغيرك كده ازاي وبالسرعة دي، وفين نضال مختفي ليه
غضت فدوى نظرها عن عمها هاربة من تساؤلاته كي لا يكشف سرها،وابتسمت علي مضض وقالت:
مال نضال بحملي يا عمو او اجهاضي، مش فاهمه انت ازاي تتهمه اصلًا وهو دايما خايف عليا وعلي اولادى
امسكها من ذراعها وادخلها الي غرفة المكتب حتي يستطيع ان يتناقش معها بحرية وبعيد عن سمع الاولاد وقال لها بحدة:
فين نضال يا فدوى، كلامك وقبولك لحملك وراه سر كبير ولازم افهمه وكله في اتجاه واحد اسمه نضال
اخذت فدوى نفس عميق وزفرته بضيق ونظرت الي عمها باضطراب لا تعرف بماذا تجيبه ، حتي انه ضغط علي ذراعها بشدة فصدرة منه انات ألم ،فتركها وقال ثائرًا عليها:
قالك ايه المجنون ده واقنعك بيه،وازاي تسمحي ليه يسيطر عليكي بالشكل وبشل تفكيرك،الحمل ده عار ولازم تخلصي منه
لم تاتيها الجراءة لترد عليه الا انه التفت الي مصدر الصوت الاتي من خلفه والذي كان يقول بحسم وجدية مفرطه :
الحمل مش هينزل وفدوى خرجها بره الموضوع واتكلم معايا انا يادكتور فهمي،
حدق به فهمي بغضب وغيظ، ابتسم نضال له بثقة وربت علي ظهر فدوى وقال بحنان:
اخرجي انت وخليكي مع الاولاد وانا هتكلم مع عمك وافهمه
بس قبل ما تخرجي اكدي ليه، انا إيه بالنسبالك
نكست فدوى راسه وهتفت بعذوبة وصوت حالم:
انت حياتي وعمري واللي هتقوله هنفذه لو علي روحي ،
ابتسم بطرف ثغره وقبل يدها ودفعها لتخرج ونظر الي عمها وقال بثق وغموض:
قبل ما تفكر انها اذنبت اتاكد انها واقعه تحت سحري، ومش هتسمع لحد غيري من الاخر كده ما تحاولش تفنعه ، لان فدوى ملكي وطوعا ليا انا وبس،
اقتنعت بكلامي يبقي ارتحت وريحت بنت اخوك،اتخيلت انك تقدر تحاربني وتحاول تقنعها تتنازل عني وعن طفلي، يبقي بتحلم ووقتها هتخسرها لان بكلمة واحدة هقضي عليها، وهيكون بسببك، انا بعزك وبحترمك جدا، لكن عند فدوى مش هسمح لحد يقرب منها ويحرمني منها حتي لو كنت انت
ضرب فهمي كف يده بالاخري وقال بحزن:
كل ده جنون اكيد بحلم مش معقول ضابط مخابرات زيك ليه كاريزماتك تكون عبد لرغباتك، قبل ما تفكر في نفسك فكر في اولادك ومراتك هتواجههم ازاي بحمل خارج اطار الشرعية
ضرب نضال بقبضة يده سطح المكتب بعنف وصاح فيه بغضب:
اسكت يا دكتور فهمي متقولش كده مش هسمحلك، اللي بينا وبين فدوى مش مجرد رغبة ولا نزوة، ده عشق وتؤامة روح
وده بيكون خارج اطار المنطق مش الشرعية،
رمقه فهمي بحدة وامسكها من كتفه الذي يعلم جيد مكان اصابته وضغط عليه حتي يؤالمه وقال:
اتوجعت هو ده نفس احساسي وانا موجوع علي بنت اخوبا واللي صابها منك،اللي عملته معها ملهوش غير مسمي واحد الخيانة وثمرة عشقكم بذرة حرام ولازم تنزل فاهم لا....
صاح فيه نضال بحدة ردًا عليه :
لاء يا دكتور مش هتنزل واسمعني بقي علشان تريح نفسك وتريحني، فدوى ملكى انا وبس صاحب القرار الاول والاخير في حياتها هو انا ولو مش مصدق اقدر اثبت ليك ....
استمر الجدال بينهم متواصل الي ان ارهق دكتور فهمي من عدم التفاهم معه وتاكد ان فدوى سلمت امرها اليه ولن تتنازل عن حملها مهما قابلها من مشاكل هي في غني عنها،
غادر فهمي الفيلا وهو ساخطًا وناقمًا علي نضال المتسلط في تملكها علي ابنة اخيه، وغاضب علي فدوى بسبب خنوعها له
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .
عاد نضال اليها فرأئها جالسة مع الاولاد تبتسم بسعادة علي غير عادتها، دنا منها وقال بهمس:
وش الجميل نور من ليلة قضيتها في حضني اومال هتعملي ايه في باقي عمرك اللي مش هيفارق دفي احضاني ابدا، إيه هتنوري في الضلمة ولا هتضئ الكون بابتسامتك المشرقة
عضة علي شفتاها بخجل وقالت:
بلاش كلامك ده بيخليني اتكسف ووشي بيولع نار وربنا
غامت عيناه ،ودن نفسه من اذناها، وبدون ان يلاحظ احد ما يفعل، لمس بطرف لسانه صفحة وجهه لكي يشعر بسخونة وجنتاها فهتف بهمس مثير:
الليل ليكي من اولها هشبعك حب وعشق ورومانسية ،وامتص خجلك اللي هيجنني، لولاوضعي كنت خطفتك الي اوضتك وعرفتك ازاي تظهري جمالك واثارتك بدون اذني
ضحكت بخفوت حتي لا يلاحظ الاولاد الا ان عين مالك كانت تترصدها ولم ييستوعب نظرات امه الحالمة وهمساتها الي نضال مستغربًا تصرفاتها الغير مسؤولة فقال بحدة :
ماما لو سمحتي كلامك مع اونكل نضال يكون بحدود، واتفضلي اطلعي اوضتك ارتاحي جدو كان قايل انك تعبانه ومحتاجه للراحة، وممكن افهم ليه مروحتيش معاه تعملي التحاليل اللي قال عليها وتطمني علي نفسك،
ابتسمت لها بخجل شاعر بالاحراج من ولدها، فرمقة نضال بنظرة حادة غاضبة، فابتسم في وجهه ببرود وثقة كأنه لم يفعل شئ مما تسبب بايغاظتها فقالت له:
عاتب اونكل نضال اصله قالي حاجه فرحتني مش هتقوله لمالك عليها يا حضرت المقدم علشان يفرح زيا
رفع نضال حاجبه بتحدى وقال لمالك بهدوء:
حصل يا مالك انا سبب سعادة والدتك، لاني بلغتها ان في عملية خلال يومين هتم وبيها هننقذ بابا وهند، علشان كده لازم اجهز نفسي للسفر بكرة الي سينا
كان مجرد.طرح فكرة سفره الي سيناء مرفوض بحد ذاته، لكن حديثه يؤكد انها حسم امره ولن يتراجع فيه، نظرت اليه ومقلاتاها تتلالاء بالدموع وسالته بحزن:
هو انت لازم تروح سينا ، اومال مين هيقوم علي حمايتنا
ثم انت لسه راجع من الاصابة زمحتاج للراحة،
اغمض عيناها لكي يخفي األمها علي فرافها وقال:
للاسف يا مدام فدوى لازم اتواجد هناك، التعليمات صدرت
بالالتحاق بالمجموعات المقاتلة في اقرب فرصة
والحمد لله جرحي طاب والتئم وياما خرجنا معارك بالاصابة
قال ذلك ثم ابتسم الي مالك العابس بحزن،:
ثم حماية ايه اللي عايزاها مني وانت معاكي راجل زي مالك هيخلي باله عليكي وعلي اخته كويس جدا، مش كده يا مالك
اؤما له مالك بابتسامة رضا، ذلك بعد استعادة بعض ثقته فيه وفي امه، نهض بعدها نضال واستاذن منهم لكي يكمل مهمام عمله قبل سفره الي سيناء وتركهم وحدهم بلا حماية
شردت فدوى فيه بحزن واخذت تتابعه بعيناها الي ان ولج للحديقة الفيلا، وانتبهة علي صوت مالك يقول:
ماما أنا بحب اونكل نضال اووي لانه بحينا وبيخاف عليكي وبيحميكي زي ما بابا كان بيعمل بالظبط،
لكن مش ما هحبه زي بابا لانه عمره ما هيكون بابا سمير
سرقت فدوى نصف ابتسامة حزينه وقالت له ردًا علي حديثه:
محدش طلب منك تحبه زي بابا سمير، لان مفيش،حد زي بابا سمير ولا هيكون، كفاية عليك انك بتحبه وبس
واخذت بعد الاقلام وطلبت منه ان يرسم ما يشعر به،حتي يستطيع ان يخرج ما بداخله بسهوله ودون ان يؤلم نفسه اويجرح غيره بدون قصدوكان هذا نوع من العلاج النفسي الذي تعرضت البه في فترة سابقة من حياتها
منذ ذلك الحديث اختفي نضال من امام ناظرها،الي ان حل الليل ودخلت غرفتها حزينه متالمه لفكرة فراقه، ما إن وضعت يدها لكي تنير القابس، الا ووضع يده علي يدها وسحبها الي حضنه بقوة واخذ يلثمها ويقبلها سلسلة لا تنتهي من القبلات
انتهت بحمله لها وتمددها علي الفراش وقال:
وعدتك بليله عمرك ما هتنسيها،امسحي الحزن عن عيونك وخلينا نعيش ايامنا اللي بنملكها بحب وهنا، ومنفكرش في اللي جاي لانه ملك ربنا وحده وفي علم الغيب
كانت كلماته كفيلة بأن تذيب الحزن الذي سكن قلبها لفكرة سفرها وعاشت بين يداها لحظات بل ساعات من العشق والنشوة التي ليس لها مثيل
لتستيقظ في صباح اليوم التالي علي صوته الهامس يهتف
لها بعشق وحنان:
حبيبة قلبي انا مسافر واوعدك مش هرجع غير بهند وسمير
وعودة الحق لاصحابه، ووعد قبل الهجوم هاتصل اطمنك
ولثم ثغرها ورحل قبل ان تفتح عيناه ويري الحزن فيهم
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
بعد مرور يومان علي سفره المفاجئ
بأحد القواعد العسكرية للقوات المسلحة في سيناء
دلف نضال بلباسه العسكري علي قائده واعطاه التمام فنظر اليه القائد بابتسامه حادة وقال:
اقعد يا حضرة المقاتل فادى، بما انك بقالك يومين هنا في سينا عايز منك تضع كل احتمالات الهجوم المتاحه والاهم نخرج من العملية بالمختطفين علي قيد الحياة
جلس نضال ونظر الي المقاتلين معه في العملية واللذان لم يكونا غير صلاح وعماد الذي ابتسما لها بثقة واحترام، فقال وهو يضع يده علي بعض النقط المحددة علي الخريطة الموضوعه امامهم:
انا قدررت احدد مكان احتجاز سمير وهو هنا، اما هند فوضعها هيكون اسهل وايسر في فك اسرها لانها في مداربهم ووقت الزفاف هيكون الوقت الماسب لانقاذها
وضع عماد يده علي احد النقط وقال:
اظن ده احسن مدخل لموقع احتجاز الرهينة المسمي ( سمير)
وانا اقدر اقوم بالمهمة علي اكمل وجه
اؤما القائد قائلًا:
فعلا الامير قال عنك انك اكثر واحد تقدر تقوم بالمهمة دي، لكن صلاح هيكون مرافق ليك ودليلك بنفس الوقت
ام الهجوم الكامل هنتظر اخد منك اشارة البدء لما يتم تحرير الطفلة
حتي لو وصل الامر نصفي كل من سيحضر وامهم اكبر اللمموالين للعمليات الارهابية، ودي فرصتنا نخلص منهم جميعا في ضربة واحدة
واوعي حد يعطيهم فرصه للهرب حتي لو كان الحال انك تدمر العنصر الارهابي وانت معاه المهم ميفلتش منا
اؤما الشباب بالموافقة واعطو التمام علي كلام قائدهم الاكبر،
الا ان عماد سال بتردد:
اسف يا فندم بس فين الامير وهو ماكد علينا ان العماية تخصه هو شخصيًا حتي لو اصبحت تحت اشراف القيادة العامة، فا الطبيعي يكون متواجد معانا وقت الهجوم ولا ايه
داقت حدقتا القائد الاعلي وقال بغصب:
انت ليك دور محدد لا تحيد عنه او تسال يا حضرة الرائد اتفضل اتجهز للمهمة ومتسالش عن حاجه هتضرك اكثر ما هتفيدك
نكس عماد راسه ارضا خجلًا من مخالفته القواعد العسكرية وامام قائدهم الاعلي ، الذي يثبت اشتراكه في المهمة علي مكانة سمير لديه مع حرصه علي ادراج المهمه داخل الاطار الشرعي للعمليات الخاصة
رفع هامته بندم وقال:
اسف وعلم يا فندم جاهزة لساعة الصفر ووقت الهجوم
اشار اليه القائد وقال بعصبيه:
انصراف
خرج الاثنان وظل فادى مع قائده الذي ساله بقلق:
عرفت تتواصل مع سمير ولا لا،، لازم نتاكد انه بخير قبل الهجوم، انت عارف انه اهم عنصر بالعملية كلها
هز نضال راسه بالنفي وقال بضيق:
عنبد واصراره علي انقاذ هند بنفسه ضيع كل ترتيبتنا،
بس انا عندى يقين انه بخير المهم ممكن اطلب طلب قبل ما اروح اجهز للمهمة
غامت عين القائد وابتسم بدهاء:
الواضح من استاذنك انك هتطلب حاجه خارج المهمة وتقريبا عرفتها قول يا حضرت المقاتل
ضحك نضال لذكاء قائده وحماه بنفس الوقت وقال:
هو كده بالظبط ممكن اكلم مايسة عايز اطمن عليها قبل العملية، انتوعارف قلقها غلط علي حملها
تنهد القائد بقوة واخرج هاتفه الخاص واعطاه له قائلًا بمودة:
خلص بسرعة علي ما اتفقد استعداد قوات التدخل السريع
اخذ منها نضال الهاتف واتصل بزوجته التي ردت علي الاتصال بلهفه تظنه ابيها:
الو يا بابا طمني علي نضال المهمة خلصت ولا لسه،
لياتيها صوته القوى الحاد :
نضال كله معاكي يا قلب نضال طمنيني عليكي وعلي الاولاد وعلي حملك وسامحيني يا عمري لغيابي عنك،كلها ايام وارجعلك باذن الله بس ادعيلنا
لم ترد لكنها سمع صوت بكاءها فقال :
مايسة وبعدين معاكي انت كل عملية كده ،مش حال كنت معاكي قبل ما اسافر واكدت عليكي اني هعوضك باجازة طويلة بعدها
ابتلعت ريقها وكفكفت دموعه وقالت بصوت ممزوج ببعض الامل والرجاء :
بجد يا نضال يعني هتفضل معايا لحد ما اولد، ولا ما هتصدق من تاني اسبوع تخرج لمهمة جديدة
ضحك بصخب وا٠ابة ردًا عليها استفسرها :
مظنش في حاجات كتير هتتغير في حياتنا بعد انتهاء المهمة دي، المهم خلي بالك من نفسك وسامحيني لو كنت عملت حاجه زعلتك مني في يوممن الايام ، عابز ادخل العملية وانت مسامحاني وراضية عني
ويلا علشان والدك راجع وشكلي هتعاقب سلام يا حبي، ونظر الي الخارج والقي نظره سريعه علي قائده فراها مازل بعيدًا
عمه ومشغول مع القوات اتصل برقم سريع وانتظر الرد.....
اما مايسة بعدما اغلق الاتصال قبلت الهاتف وقالت:
مسامحك با عشقي وروح قلبي وربنا يرجعك ليا بالسلامه
_________/
في فيلا سمير لنفس ءات الليلة
كانت تجوب غرفتها بقلق وتنظر الي نفسها في المرآه بحزن ثم تحسست لمساته علي جسدها وحدثت روحها بحزن
يومين من غير ما تكلمني او تطمني عليك بكلمه، ليه اصريت تروح سينا دلوقتي وتسيبني حتي لو هتخلص سمير وهند انا محتجالك اكثر منهم،
اثناء ذلك يرن هاتفها برقم غريب ، ترددت كثيرا في الرد عليه وبعد عدة رنات اضطرت ان ترد ما ان اتاها صوته القوي الرجولي شهقة بقوة وقالت بلهفه ممزوجة بفرحه:
حبيب قلبي وحشتتي اووي كنت لسه بلومك لغيابك عني من يوم سافرت سينا من غير ما تطمني عليك لكن قلبك دليلك
وحس بعشق روحك واتصلت بيا في الوقت المناسب
ضحك ورد علبها بصوت خافت كانه خائف ان يسمعه احدً وهتف بعشق الهب قلبه شوق واشتياق :
وحشتيني يا فدوتي طمنيني عليكي وعلي ابني اللي في حشاكي اخباركم ايه من غيري....؟!
ضحكت بحزن يغلف قلبها وظهر في نبرات صوتها :
ابنك محتاج ليكي وحبيبتك في شوق اكبر الي حنانك وحبك واحضانك الدافية اللي بتحتويني وتشعرني بالامان والسلام، المهم طمني عليك عامل ايه وهترجع امتي
رد عليها بايجاز :
سامحيني يا فدوى مقدرش اقولك حاجه بس عابزة اطمنك قريبا جدا كل حاجه هتنتهي، المهم لازم اقفل معاكي حالًا لان القائد علي وصول وبالعافية لما عرفت اقدر اكلمك سلام وادعيلي يا فدوى ارجعلك بالسلامة ومعايا للحقيقة
اغلق معها الاتصال واخذت هي تبكي بحرق لخوفها عليه
،وكان ابنها مالك يراقبها كالعادة من بعيد دون ان تشعر، كانه يكمل عمل نضال في الاهتمام بها ورعايتها من بعيد لبعيد لكن ما حيرة من امر امه التي تغيرت كثيرا في وجود نضال
عن وقت حزنها لفراق ابيه الحبيب
وظل يتسال عن سر تغيرها هذا و مع من كانت تتحدث؟!
ولماذا بعد سفر نضال عادت الي حالتها النفسية السيئة؟! وفقدت نضارتها وبريق عيناها اللامع الذي يشع بالحياة والامل
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
في صباح اليوم التالي، ومن مدارب عائلة الشيخ مقداد كانت تقام الولائم والذبائح لزواج ابنه الكبير سعدان من الطفلة هند ابنة الهلال،والتي اثبتت التحاليل قبل اختفاءها انتسابها الي سمير المقاتل الذي عاش وسطهم طوال اربع سنوات كمتنكر لكي يكشف خططهم الارهابية وقد نجح في ذلك
وعلي الجانب الاخر كان القائد يضع امام مقاتلي العمليات الخاصة خطة الهجوم ، ونظر الي نضال بجدية:
فادى مهمتك مزدوجة، التواصل مع الامير بعد عملية الانقاذ
وتدمير كل الكاميرات التي تم زرعها بواسطته تمام
اعطي له نضال التام وانصراف جميعا الي تنفيذ خطة الهجوم
وكانت الفرصة سانحة للتخلص من كل الارهابين والاعداء في ضربة واحدة وهنا كان مكمن الخطورة
لان من حضرو الزفاف تقديرًا للشيخ مقداد الساعد الايمين للارهابين لم يحضرون وحدهم بدل حضرو بالعدة والعتاد ذوتامين عالي وحرص شديد من جانبهم ولما اتو به
بدات خطة الهجوم بتسلل عماد وبرفقته صلاح الي مكان احتجاز سمير والذي كان داخل قبو تحت الارض في مكان عفن وردى التهوية مظلم
وصل الاثنان بهدوء وسلاسة كم هو معروف عنهم، الي مقر احتجازة وارتبك عماد حين رائ جسده هزيلا وملقي علي وجهه ارضًا بلا حرك ظل لوهلة انها مات
فتح الباب بهدوء وقاس نبضه الذي كان ضعيف بعض الشئ وطلب من عماد حمله بسرعه والخروج به والقيام هو بتامينه
ما ان خرج من الممر الذي يفصل بين القبو والقوات المتمركزة
هناك هرع اليه احد الجنود واخذه من صلاح ودخل به الي احدي سيارة الاسعاف لانقاذه ،
راهم القاىد قد انهو المهمة الاولي بسلام فاثني عليهم وطلب منهم الانضمام الي قوات الهجوم الي حين اسعاف المختطف
لم يترددا لحظه في تنفيذ الاوامر وانضما الي القوات التي بدات التعامل مع الارهابين بالسلاح لتصفيتهم في محاولة لانقاذ الطفلة التي اخذها المشد كرهينة حتي لا يقومون بقتله
اخذ يقتربان روايدًا روايدًا من مقر البنت والمشد الذي كان بعض رجال القبيلة يتبادلون اطلاق النار مع القوات الخاصة
انزل فادى اللثام عن وجهه ونظر الي عماد وصلاح وقال:
ادخلو من جهة الشمال وانا من اليمين لازم نغلق كل المخارج
لكن قبل ان يتحركا اوقفهم الامير وعيناه مجهدة بشدة
انتظر يا فادى انا وانت اعلم الناس بمداربهم، خد معاك صلاح وانا هاخد معايا عماد من الاتجاة الاخر، وكده هنفسح المجال للقوات الخاصه لاقتناصهم في الوسط بسهوله
طالعها نضال الملقب بالاسم الحركي فادى وقال:
بلاش انت تشارك في الهجوم يا امير الاجهاد واضح علبك ومحتاج الراحة، متقلقش انا كفيل بالمشد والا معاه، ومعايا صلاح وعماد قدها وقدود ولا اية يا رجالة
اجابه الاثنان بنفس الحماس والقوة:
تمام يا فندم
رمقه الامير الذي لم يكن غير سمير بأجهاد جلي علي محياة الوسيم، وهز راسه بالرفض وقال:
ده وعدى يا فادى ولازم انفذه، ثم يا صاحبي مش مشتاق للعمل معايا ولا خلاص نسيت ايامنا الخوالي
ضرب نضال قبضته بقضبة سمير وقال بحماس وجدية:
اشتقت يا صديقي لاحلي ايام قضناها سوا، ولقوة الصلة اللي ربطتني بيك طول العمر يلا بينا يا صاحبي ننقذك ونكشف خداعهم وننقذ البنت ونظهر الحقيقة
اخذ الامير نفسه وقال بجدية وحماس:
مدام جاهزين للهجوم يلا رجالة، اتوكلنا علي بركة الله
افترق علي ان يقوم كل واحد مع احدهم بالهجوم من اتجاه
وما هي الا دقائق واقتحم نضال وصلاح جهة الغرب،وتقدم سمير وعماد من جهة الشرق ، لكنه وقف حبن رأي هند بين يد المشد ووضع المسدس علي صدغها في وضع الاطلاق
طلب سمير من عماد ان يهدأ ويتسلل بهدوء لكي يشل حركة المشد من الخلف ويطوق ذراعة لينقذ هو البنت منه
تقدم عماد بخفية الي ان وصل علي مقربة من المشد، لكن ولسوء الحظ لمح نضال وصلاح فاستدار بهند لكي يواجههم
فوقعت عيناه علي سمير فصرخت برجاء:
الحقني يا بابا سمير الحقني يا بابا سمير
كان نطق اسم سمير امام المشد سبب في عصبيته واقدامه علي عمل مجنون لاحساسه بانهم خدعو جميعًا بموته، فضغط الزناد لتخرج الرصاص وتستقر بجسد سمير الذي جري مسرعا والقي نفسه امامه لياخد عنه الطلقة القاتلة
وقبل ان يستوعب المشد الموقف كان نضال صرعه برصاصه في راسه انهت حباته وخلصنا من شره وشر من معه
وقع سمير علي الارض مضرج الدماء وجرت عليه هند واخذت تصرخ بلوعه والم:
بابا متسبنيش يا بابا، بابا سمير فوق وحياة مالك وروح عندك فوق علشان خاطرنا كلنا واخذت تبكي بحرق وانتحاب
نظر عماد باستغراب الي صلاح وفادى الذي جثا بجوار جسد صديقة لكي يقيس نبضة الذي بدا يخبو بسرعة رهيبة
فصرخ فيها بهلع وارتباك وذعر :
استدعو الاسعاف بسرعه الامير بيموت اخويا بالدم بيموت
اخذ عماد اللاسلكي وطلب التدخل السريع مع عربة الاسعاف
وبعدها سال نضال بتعجب:
هو الامير يبقي هو نفسه سمير ......؟!
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
يتبع......
تعليقات: 0
إرسال تعليق