-->

رواية المؤامرة( الفصل الثاني والعشرون) رهينة فراشه/ الجزء الثاني

 


#المؤامرة

#رهينة_فراشه(الجزء_الثاني)

#ملك_روحي

#البارت_الثاني_والعشرون

. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆

من دخل دار الشيخ مقداد

وضع نضال راس سمير المصاب علي اقدامه والدم السائل منه يغرق ملابسه ،واخذ يضمه بهستريا ويصرخ:

مش هتموت يا سمير، مش هتموت وتفارقني، مش ده اللي اتفقنا عليه يا صاحبي،

قوم وحياة اغلي ما عندك، قوم لاولادك وحبيبتك اللي منتظراك ترجعلها بعد شهور من الالم والفراق

قوم يا اخويا وصديقي ورفيق دربي، الدنيا مش هيبقي ليها لزمة من غيرك قوم يا سمير


اتي رجال الاسعاف وحمالوه علي النقالة، ولم يتركه نضال ورافقه الي داخل العربية لكي تنقلهم الي المستشفي


بعد ان غادر سمير جلست هند بوضع القرفصاء واخذت تبكي بحرقة، جلس بجوارها عماد وربت علي كتفها بحنان:

قومي معانا علشان نسلمك لاهلك، مش وحشوكي


طالعته هند بعيون باكية ودموع لا توقف وملامح بريئة كساها الالم والحزن وقالت بانتحاب:

اهل إيه انا مليش حد في الدنيا غير خالتو، وبابا سمير اللي رباني مع اولاده، لو عايزين ترجعوني لحد ودوني ليه مش عايز غير افضل معاه لانه كان احن عليا من اهلي اللي كانو عايز يظلموني ويجوزوني وانا لسه طفله، لواحد اكبر مني بثلاثين سنه، ارجوكم رجعولي بابا انا عايزة بابا سمير


دخل عليهم القائد ومن خلفه مجموعة من رجال القوات الخاصة بعدما قامو بتصفيت كل الارهابين، نظر اليهم بقلق من كمية الدماء المراقة علي الارض سالهم:

فين اميركم والعميل فادى، وليه لم انقذتو البنت لم تقوم بتسلمها بدل ما تصاب لرصاصة طايشة


رد عليه صلاح بصدمة لم يفق منها للان:

الامير اصيب اصابة مميته،والعميل فادى اصر يرافقه،والبنت كانت منهارة لم شافت ولي امرها بيموت قدامها


هز القائد راسه بحزن وفهم مغزي حديث صلاح بان الامير ما هو الا المسؤول عن الطفله ووليها، لهذا كانت المهمة في حكم الشخصية لأمير، لولا تداخلها مع عوامل اخري خارجية تضرب بمصالح البلد وامنها، تنهد القائد واخذ نفس عميق ورد عليه:

الموضوع مش ان الامير هو ولي امر الطفلة او لاء، او العملية لمصلحة شخصية،

المهمة ليها ابعاد اشد خطورة ،وللاسف الامير كان يحاك عليه مؤامرة كبيرة كادت تؤدي بحياته كضابط شريف ومحنك في المخابرات الحربية ومقاتل مقدام ومخلص بالعمليات الخاصة والبنت دي كانت اساس المؤامرة واسترددها هيكون سبب في اظهار برأته، وده سبب انه كان بيتعامل معاكم كمتخفي، لانه كان مطلوب للمحاكمة، هو ده اللي مكنش لازم تعرفوه اثناء المهمه، لانكم كنتم ممكن تخافو تتورطو معاه في قضية الخيانة المتهم فيها ظلم،

عرفتوا ليه كانت المهمة سرية وخطيرة، وانت كنتم بتقاتلو معاه لحسابه الشخصي لوقت معين قبل تدخلنا كجهة مختصه


اشرأب عماد براسه وواخذ بيد هند وضمها اليه بحنان وقال:

لو كنا عرفنا بموقف الامير الحقيقي ، انا عن نفسي كنت ضحيت بنفسي وتطوعت للمغامرة بالتسلل لهنا واحضارها،لان اخر حاجه اتوقعها من القيادة هي الشك في الامير اللي علمنا يعني إيه الولاء والوفاء والتضحية في سبيل الوطن،

بس الواضح ان المؤامرة كانت مكتملة الاركان، لدرجة ان شخصية زي الامير وقعت فيها وكانت موضع شك 

لكن بشكرك يا فندم لأيمانك بيه و ببرأته ودعمه انت والعميل فادى اللي كان علي علم بكل حاجه 


ابتسم القائد براحة سعيد بشيم رجاله المخلصين، ثم ربت علي كتفه وشد عليه وقال بأمتنان:

الامير استعان بيكم في المهمه لثقته فيكم، و لانكم اول فرقه اشرف علي تدريبها وتجهيزها للعمليات الخاصة السرية،

وتقريبا كنتم اكثر فرقة تنفيذ للمهام الصعبة والانتحارية، ونحاجها جميعًا بدون كشف هواية عميل واحد منكم، علشان كده انتم من الصفوة المميزين في المجال،وحازتم علي نوط الشجاعة والاستحقاق اكثر من مرة وبجدارة 


توجة عماد له بالشكر وكذلك صلاح الذي شعر بضئلتة امام موقف صديقه من محنة معلمه وقدوته وقال اسفًا:

حضرت القائد انا مستحقش أي تقدير او ثناء علي مشاركتي معاكم في المهمة، لاني فكرة في نفسي وقست مدي ولائي بخدمة الوطن، لكن بعد محنة معلمي واميري عرفت ان الولاء بيكون لمبدائي وقدسية العمل القتالي والفدائي

انا فعلًا في اول المهمة كنت متردد بقبولها لان الامير والقائد فادى فهمنا ان المهمة شخصية، وارتاحت لما عرفت انها تبع العمليات الخاصة، كنت بظن ان كده صح

لكن لو انا اتعرضت لمحنة الامير وكنت بتفكيري الضيق ده، مستحيل كنت هخرج منها او الاقي اللي يساعدني زيه، خدمة الوطن والفداء من اجله واجب وشرف، لكن الوقوف مع الحق ونصرته واجب اكبر وشرف اعظم انا كنت غافل عنه

علشان كده انا مستحقش التحية والتقدير لاني في وقت كنت عاقد النية في التخلي عن المهمة وعن اميري وقدوتي، رغم قناعتي بان يستحق الافتداء 


ابتسم القائد برحابة صدر بعد شعوره بالاسي والحزن الذي يعاني منهم صلاح، لفكرة انه تخلي عن معلمه وقال:

هون عليك يا صلاح، انت جندى مقاتل ممتاز وعقيدتك لا يشوبها شائبة لكن محتاج تكون عندك مرونه مثل عماد

عمتنا انتم قمتم بعملكم علي خير وجه،وتقدرو تذهبو لمكانكم المعتاد بالشقة الاميِنه، لتسليم كل ما يخص المهمة واستلام متعلقاتكم الشخصية واوراق هويتكم الاصلية، المقدم فادى هيقوم بالعمل ده مكان الامير نظر لاصابته 

ومكافاتكم هتكون كالمعتاد ، اما انا فمضطر انصرف حالًا للأطمئنان علي الأمير، وبنفس الوقت هاخذ هند معايا، علشان هنفوم بعمل بعض التحاليل عليها قبل تسلميها لذويها


قبل ان ينصرف اوقفها عماد وصلاح وقالولو برجاء:

لو سمحت سيادة القائد اسمح لينا نطمن علي الامير،سواء بصفتنا الحالية، او كأفراد بالقوات الخاصة واسمائنا الحقيقية

ارجوك متحرمناش من الاطمئنان عليه


اؤما له القائد بالموافقة وقال:

تمام غادرو الموقع حاليا واذهبو للشقة وسلمو كل ما يتعلق لكم بالمهمة، وبعدها هتواصل معكم كضباط بالقوات الخاصة، 

وافقو الشباب مرحبين،، وانصرفو وكذلك القائد الذي اخذ معهم هند لكي يقوم بعمل التحاليل عليها ليتاكد من صلتها بسمير وهل هي ابنتة ام لا

. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆

وصل القائد الي المستشفي لكي يطمئن علي سمير ومدي خطورة اصابته فقال لها الطبيب المسؤول عن حالتة:

للاسف الرصاصة اخترقت الراس وساكنه في عظام الجمجمة ومحتاح تدخل سريع قبل الدم ما يتثخر، 


طالع القائد نضال الذي كان في احالة انهيار تام حوفًا وقلقًا علي صديقة فسال الطبيب بأيجاز:

طيب انت شايف إيه الحل دلوقت،المستشفي مجهزه لعمل جراحة دقيقة بالمخ ولا لاء 


هز الطبيب راسه بالنفي وقال:

للاسف مفيش هنا اللي يساعدنا نجري العملية،الافضل نقله فورًا للمستشفي العسكري،والافضل ينقل في طائرة طبية


استدعي القائد احد مساعدية وقال لها بالامر:

قوم باجراءات نقل المقدم سمير لمصر علي طائرة طبية في اسرع وقت لازم تتم الجراحة النهاردة باي شكل اتفضل


اعطاه الضابط التمام وذهب لكي ينفذ ما امر به،، دنا القائد من نضال واحتضنه بقوة وقال:

هيقوم يا نضال باذن الله سمير مقاتل وبيعشق الحياة، 


طالعها نضال والدموع تجري في مقلاته بيأبأ ورد عليه:

انا خونته وخونت عهدى معاه لوجراله حاجه مش هسامح نفسي طول العمر، انا خاين مستاهلش صداقته 


ربت القائد علي كتفه وواساه قائلًا بحزم:

اللي بينكم وفاء وحب اخوي نادر مستحيل حد منكم يخون التاني ، ممكن يتخاذل يضعف لكن يخون لاء

اهدى علي نفسك يا نضال وسامحها لان التفس بطبعها امارة بالسوء، واحنا بشر والخطأ وارد وببكون خارج ارداتنا

يلا روح اغسل وشك وغير هدومك وصلي ركعتين وادعي ليه

علي ما نجهز الطيارة للنقلها للقاهرة

اؤما له نضال بالموافقة وشكرا علي مواساته له وانصرف 

__________

بعد اقل من ساعة تجهزت الطائرة وتم نقله الي احد اكبر المستشفيات بالقاهرة، وتم اجراء الجراحة وايقاف النزيف

ومن حسن الحظ اتت الاصابة بعيد عن المناطق العصبية والحساسية بالمخ، 

لكن حالته كان ماتزال خطرة خوفا من تثخر الدم الذي من الممكن يؤدى الي تجمع دموى وجلطات شديدة الخطورة علي المناطق الحسية والحركية فتصيبها بالشلل التام


بعد اطمئنانه علي سمير طلب القائد عمل تحاليل شاملة علي هند لاثبات صحة اذ كانت هند ابنة سمير ام لا


كان نضال علي اعصابة الي ان انتهت العملية وتم اخراج الرصاصة بسلام وتم وضعه بغرفة الانعاش مع منع الزيارة

وكان دكتور فهمي مشاركًا بالجراحة،

وما ان خرج من غرفة العمليات اتصل بنوهير ابلغه بعودة سمير مع اصابة خطيرة بالرأس

هرع نوهير الي المستشفي والتقي بالقائد محمود الشهاوى 

وطلب معرفة التفاصيل عن كيفية الوصول الي سمير وكيف اصيب، وماهو موقفه الحالي 


طلب منه القائد ان يحدثه في غرفة ابيه لكي يوضح له بعض الحقائق الغائبة عنه ،وبعد ان دلف ثلاثتهم الي مكتب دكتور فهمي بدا القائد الحديث:

اولا نتائج التحاليل الاولية لهند ظهرت والحمد لله نسبة التطايق بينهم كاذبة وخادعةوحاليا المعمل الطبي والجنائي بيسعي لمعرفة السر وراء هذه النتائج

ام سمير كان فين وعثرنا عليه ازاي دي شئ يطول شرحه اللي يهمنا حاليا موقفه وده هيتحدد بناء،علي التقرير اللي هيرفعه القسم الطبي عن نتائج التحاليل 

اثناء حديثهم طرق الباب وطلب احدهم الدخول،فسمحو له دخل الطارق وسلم مظروف الي القائد وانصرف،

فتح القائد المظروف وتنهد براحة وارتسمت ابتسامة علي محياة تعبر عن سعادته وقال:

الحمد لله سمير برئ، فعلا هند كانت هي المؤامرة اللي ارتسمت عليه،

التقرير ده بيثبت ان البنت تعرضت لتلاعب جيني وتغير البصمة الوراثية، وبسبب الهجين اللي بيحدثوه في جسمها بيعرضها للمرض زي الفترة السابقة لاختطافه، وبيرجع الكروسومات تعيد تكوين نفسها وبتطرد الحين المستحدث في خلال ٤٠ يوم

وده اللي حصل مع هند هجنوها بالبصمة الوراثية لسمير علشان تكون بنته وبعد كده خطفوها علشان محدش يكشفهم

وزي ما توقع سمير انهم كانو هيموتوها ليخلصو من دليل براته، لكن يمكرون ويمكر الله ومكر الله هو الاعلي، الحمد لله انقذناها وانقذنت سمير من توصمة بتهمة بالخيانة 


اخذ منه فهمي التقرير وقراه وقد اتي فية الطرق التي تم استخدامها علي هند لتؤدى الي انتسابها لسمير، وكان التقرير يحمل الاتي( حقائق علمية)


طرق التلاعب بالجينات

هناك 3 طرق للتلاعب بالجينات يعتمدها العلماء في الوقت الحاضر، وهي طرق تسمح لهم بتغيير الخلايا الحية،

طريقة CRISPR-Cas9

وهي الطريقة الأكثر شيوعا في الوقت الحاضر، وتعتمد على استخدام protein Cas9 الذي يهاجم الحامض النووي للفيروسات كما لو انه مقص، ويشيع عن هذه الطريقة أن protein Cas9 قد يقطع الجزء الخطأ من الحمض النووي ما يثير مخاوف بشأن سلامته. لكنه رخيص نسبيا وسهل الاستخدام حتى في عمليات التلاعب الجيني المتعدد.

طريقة Zinc-finger nuclease

وتستخدم هذه الطريقة على وجه الخصوص لحذف خلايا الدم البيضاء، ويؤمّل أنها بهذا الشكل ستفتح الباب للقضاء على فايروسات مرض نقص المناعة المكتسبة ، من خلال الدخول إلى جهاز المناعة. وكانت هذه التقنية أول أداة لتحرير الجينوم بما يوفر إمكانية تفحصه وعزله، لكنها بقية محدودة القدرة لاعتمادها بروتينات صعبة التكيف مع الجينات المستهدفة الجديدة، ولذا تزل أحيانا، وتقطع هي الأخرى في المكان غير الصحيح.

طريقة TALENs

وهي انزيمات تستخدم في قطع الحامض النووي ومناطق التصاقه، ويمكن في العادة برمجتها للتلاعب في جينات محددة. هي أسهل من حيث التطبيق من الطريقة الثانية كما أنها أقل كلفة، لكنها هي الأخرى تفتقد إلى عنصر الدقة في القطع واللصق كما قال الأطباء في مستشفى "غريت ارموند ستريت" بلندن، وكان تطبيقها الناجح الأول قد جرى على رضيعة تبلغ عاما من العمر وتعاني من اللوكيميا.

هذا ويعتبر التلاعب الجيني احد الطرق لمحاربة بعض الأمراض الوراثية او امراض الدم والسرطان(حقيقة مؤكدة)


انهي الدكتور فهمي التقرير والقاه علي المكتب بذهول وقال:

الابالسة الشياطين دول دمرو البنت جسديا والخلل الجيني اللي اصابوه بيها ممكن يجعلها عرضه لكل الامراض المناعية


صدق نوهير والقائد علي كلامه وقال:

دي حقيقة وعلشان كده هتفضل تحت الملاحظة والرعاية، وباذن الله هنقدر نعالجها وتكون انسانه طبيعية 

المهم طمني علي حالة سمير، وتداعيات اصابته، وياتري هنبلغ اسرته ولا ننتظر افاقته من الغيبوبة الاول


تنهد دكتور فهمي بالم:

وضع سمير صعب لكن مدرك لكل حاجه بتحصل حواليه، لو عايز رأي كطبيب من الافضل زوجته تكون بجواره، الفترة دي

هتكون حافز وهتساعده يحارب علي الحياة علشانها 


تفهم القائد وجهة نظره د/ فهمؤ والق نظرة علي نوهير وقال:

انا عارف ان فضولك هيقتلك وتفهم كل اللي حصل،لكن حاليا اللي يهمنا ان سمير يقوم بالسلامه

علشان كده انا هكلفك بتبليغ زوجته بالعثور عليه وتصرح ليها عن حالته، ام والديه وذويه، هناجل معرفتهم باللي حصله لحد ما تستقر حالتها، وياريت تستفسر من زوجته عن امكانية تقبلها بأن للبنت ترجع تعيش معاهم ، هيكون افضل ليها لانها هتبقي تحت عينا ونتابع تطور حالتها اول باول

وافق نوهير مضطر وما اصعب عليه ان يبلغ فدوى بان زوجها حي لكنه يصارع الموت وفي شدة الاحتياج اليها

____________

وصل نوهير الي الفيلا قرب المساء ، دخل اليهم وسال عنه المربية فاجابته :

الهانم مع الاولاد علي السفرة بيتعشو اتفضل معاهم


تركها وذهب الي غرفة الطعام ،راته فدوى استغربت حضوره وتركه مشيرة وطفله في هذه الوقت المتاخر فسالته قائلة:

نوهير خير إيه جابك دلوقتي طمني مشيرة بخير والنونو


أمسك يدها واخذها بعيدًا عن الاولاد وقال مباشرة:

كلهم بخير انا جاي ليكي اقولك انت صح،احساسك عمره ما كذب وحبك لسمير كان بوصلتك لوجوده في الحياة


جذبت يده من يداه وسالته بحيرة:

مش فاهمه اية الداعي للكلام ده كله، او إيه اتغير ايوه انا واثفة ومتاكدة ان سمير حي وهيرجع باذن الله،اية الجديد


ابتلع نوهير ريقة ورد عليها بايجاز:

فعلا سمير حي ورجع، لكنه اصيب اصابة خطيرة وهو بينقذ هند دليل براءته، وهو حاليا في الانعاش بين الحياة والموت، ومحتاجلك انت بالذات اكثر من اي وقت فات


وقع خبر أصابة سمير علي فدوى كالصاعقة، لم تستوعب ان يموت وهو ينقذ ابنة عدوه، هل يوجد في زماننا هذا من يتسم باخلاق وشيم الفرسان مثل زوجها ،

توقع نوهير الذي ابلغها بانه حي رغم خطورة اصابتة وانه بين الحياة والموت بسبب أصابتة في راسه، إن تسعد بعودتة وقبل إن يزف اليه بشري براءته من تهمة الخيانة تنهار امامه مغشيًا عليها:


حملها ومددها علي الأريكة وطلب من مالك ان يظل بجوارها علي إن ياتي لها بالطبيب لكي يطمئنه بعد إن تملكه القلق عليها لانه حاول كثيرًا افاقتها ولم تستجيب له

عاد نوهير بعد قليل ومعه الطبيب الذي قام بفحصها واعطاها حقنه مهدا للأعصاب وقال لنوهير باهتمام:

المدام شكلها اتعرضت لصدمة قوية، مع الحمل سبب ليها الاغماء،

انا كتبت ليها علي مجموعة فيتامبنات والمهدأ اللي خدته مجرد ما يبدا مفعوله هترتاح نسبيًا وتخف حدة توترها

لكني بحذركم ممنوع عليها التوتر او الاضطربات النفسية لان حملها غير مستقر، وممكن تجهض لو اتعرضت لصدمة تانية


أستاذن الطبيب وانصرف شكره نوهير بامتنان، ثم نظر الي فدوى وابتسم بسعادة وجلس جوارها بعد إن لاحظ بداية افاقتها وقال:

سمير لما يفوق هينتظره احلي مفاجاتين حملك وبراءته، بجد دي احلي مكافاءة من ربنا ليه علي وفائه ومثابرته علي البلاء


حدقت به فدوى بأنزعاج وامسكت يدها برجاء:

بلاش يا نوهير تبلغ سمير بحملي، خايفه اجهض بسبب التوتر والقلق عليها زي ايام حملي بعد مالك ويحزن ويحمل نفسه الذنب، ، خليه لما يخرج بالسلام والحمل يستقر، وازف ليه انا الخبر بنفسي، المهم طمني عليه الدكاترة قالو ايه عن حالته وممكن ازوه ولا ممنوع


ربت نوهير علي يدها بحنان وقال:

متقلقيش انا جمبك وعمك فهمي وعمتك دولت ، كلنا معاكي هنساعدك تعدي الفترة ده بسلام وحملك يكمل علي خير، لو علي الزيارة اكيد هتكون مسموحه ليكي حتي لو خمس دقائق،لانه لسه تحت الملاحظة بغرفة الانعاش


ثم القي نظرة علي الاولاد الذي يلهون سويا وقال بخفوت:

بفضل الاولاد ميعرفوش حاجه عن عودة والدهم لحد ما يفوق، وكمان هند تفضلي ترجع تعيش،هنا معاكم ولا نسلمها لخالتها زبيدة 


اخذت فدوى نفس عميق وحزين لقلب مكبل بالعشق والألم وقالت بحسم :

لا خليها عند خالتها دلوقتي،علشان حضورها هيخلي الاولاد يسالو عن سمير ،

ويقولو مدام هند رجعت ليه ابوهم مرجعش، وياريت لو ينفع الزيارة دلوقتي اروح ازوره لاني محتاجه اشوفه واطمن عليه


شد نوهير علي يدها بقوة وقال:

طيب قومي جهزي نفسك وانا هشوف الوضع إيه وهرد عليكي وان شاء الله خير


غيرت فدوى ثيابها علي عجل ، كانت توليفه كئيبة من الثياب جيب اسود علي جاكت رمادى، تعكس مودها السئ وحزنها الحبيس قلقًا وحزنًا علي عشيق روحها :


استغرب نوهير ثيابها تلك التي لا تعبر عنها ولا عن براءتها وتلقائيتها كأن الحزن حفر بوجدانها سنوات كثيرة فوق عمرها فاصبحت كالمرأة العجوز الذي جار عليه الزمان ،فصارت كئيبة حزيته ووحيدة لكنه لم يعلق وقال:

تمام كلمت بابا وقال اه هيساعدك تشوفه، رغم انه رفض زيارة نضال ليه وبلغني انه عمل معاه مشكلة كبيرة بسبب عدم دخوله لسمير ،واصراره الكبير علي مرافقته ليه في الانعاش،

حتي ان الدكتورة مايسة مراته ادخلت وحاولت كتير تقنعه أنه ممنوع المرافق بالانعاش لكن مفيش فايدة معاه وحاليا 

هو مرابط امام غرفته باستماتة، 


ترقرت عيناها بالدمع لكنها ظلت حبيسة عيناها وقالت:

اعذره اللي بينهم مش قليل واسالني انا يلا بينا انا جاهزة


استغرب نوهير عدم بكاءها وهي من كانت تنهار باكية حزن عليه من مجرد ذكر اسمه فقط،كان تبلد مشاعرها شئ غريب عليه لم يعهده فيها


وصل الي المستشفي وساقها نوهير مباشرة الي غرفة الانعاش التي كان بداخلها ابيها ومن الخارج كان نضال يقف امامها بتحفز، وعلي محياه يتجلي الحزن والاجهاد،وقفت امامه تتطالعه بريبة وكذلك هو فاغمض عيناها مع اماءة بسيطه

من راسه تعبر عن عمق حزنه ومواساته لها في مصابها،.

ثم ابتعد عن الباب بدون أي كلمة معها 


راها عمها من خلال الزجاج خرج مسرعا اليها واخذ،بيدها بعد ان شعر بان ساقاها ستخونها وادخلها غرفة الانعاش واجلسها امام سريره وقال بتحذير:

خمس دقايق يا فدوى لا غير مش عايز مشاكل مع حد سمير حالته حارجه جدا ومحتاج للراحة والسلام


ما ان تركها نزلت دموعها تجري علي وجنتاها كالشلال وقالت:

مش عارفه اقولك ايه،لكني عمري ما شوفتك كده ضعيف ومستسلم، كنت نفسي اكون زيك وابقي قوية واشجعك علي انك ترجعلنا،،لكني معاك بكون اضعف ما يكون،ارجع با سمير قبل ما افارق الدنيا واسيبها لاني مستاهلش اعيش فيها .....


لاحظت نشاط غريب بالجهاز الموصول بها واصدر ازيز عالي ، دخل دكتور فهمي اليه مسرعًا وسحبها من جوارها وابعدها عنه وقال لها معنفًا:

مش هينفع با فدوى انت كده بتضيعيه مننا قولتيله ايه خفزه خلاياه العصبية، لو زيارتك ليه هتضره همنعها، اوعي تنسي انه بيسمعك فاهمه

اتفضلي كفاية كده عليه النهاردة وبكرة هخليكي تدخلي ليه، 


هزت راسه برفض وحزن عميق وقالت:

طيب دقيقة واوعدك مش هنطق ولا كلمه همسك ايده بس


جذبها الي الخارج بصعوبة فنظر اليه نضال بغضب واشاح بنظره بعيدا عنها وجلس علي احد المقاعد وجلست بجواره مايسة وقالت:

ملكش تغضب منها دي مراته وليه حق تزوره ،واظنك شايف مكملتش عنظه دقيقة قوم واسيها وبلاش تتتعامل معاها كانها عدوتك


هز نضال راسه بالىفض واطرقها ارضا ليبعد نظريه عنه، اقتربت منهم فدوى وقالت له:

شكرا يا حضرت المقدم، عمي قالي انك اتبرعت ليه بالدم، ايه معقول كنت بترد ليه جزء من حقه عليك


زفر نضال بخنق ونظر اليه بتحفز فلمحت لمعان بعيناه يشبه الدموع، لكنها عاد وانكس راسه ولم يرد عليه، كانه لا يوجد.ما يستطيع قوله لهة فاجابتها مايسة بود:

متقوليش كده يا مدام فدوى نضال وسمير اخوات وفعلا تبرع نضال ليه بالدم، اقل حاجه يقدمها ليه اتفضلي اقعد وارتاحي 


هزت فدوى راسها بالرفض وقالت بحزن يقتلها وحسرة تمزقها اشلاء مبعثرة لم تستطيع ان تجمعها او تجمع شتات نفسها :

للاسف يا دكتورة مايسة مبقاش في راحه ، استاذنكم انا

واكملت حديثها الموجه الي نضال وقالت:

وشكرا ليك يا حضرت المفدم علي حاجه قدمتها وعملتها ليا ولسمير، واكيد لما يقوم لينا بالسلامة هو كفيلة يردهولك بالطريقة اللي تناسب صداقتكم واخوتكم


قبض نضال علي يده بعنف وطالعها بنظرات مريبة جعلته تخاف من النظر اليه وابتعدت عنه فلحقها نوهير مسرعا الذي استغرب تصرف نضال الجاف معها وسالها بحيرة وريبة:

هو ماله نضال بيعملك كده ليه ده مكنش طايق يبص في وشك، انسان غريب وكل يوم بتاكد لي ان وراها حاجه مش طبيعية وسر كبير لازم اعرفه


لم ترد عليه ولكنها وضعت يدها علي بطنها وزفرة بحده وقالت بغموض:

لا بيعاملني ولا اعامله خلاص، هو كان عنده مهمة محددة واتمها علي اكمل وجه، و اظن كده انتهي دوره في حياتنا 


ظل نوهير ينظر اليها والي ملامحها التي تبدلت الاف المرات وهي تتحدث عن نضال، الي ان وصلا الي السيارة واستقلاها وانطلقا عائدان الي الفيلا،

ام من داخل المستشفي ، اقترب الدكتور فهمي من نضال وصاح فيه ثائرًا بحدة وغضب:

مالك يا حضرت المقدم فيك ايه، ازاي تعامل بنت اخويا بالشكل ده، مهما كان اللي بينك وبين سمير هي ملهاش دخل فيه، وكفاية اللي حصلها وبيحصلها ، هتتحمل المسكينة كل ده ازاي علشان تجي انت كمان تعاملها بالفظاظة


ابتلع نضال ريقة بخجل وقال الي الدكتور فهمي بحزن عميق:

ندمان يا دكتور ومش قادر اوجهها مش فظاظة والله علي قد ما هو شعور بالندم والحسرة ارجوك اعذرني، واسمحلي ادخل لصاحبي اطلب منه السماح ارجوك، يظمكن ارتاح


امسكت مايسة يده دكتور فهمي وقالت لها برحاء:

ارجوك يا دكتور سيبه نضال نفسيته مدمرة،انا جوزي بيضيع مني ولو علي فدوى انا هعتذر منها واكيد هي مقدرة اللي هو فيه صح


اخذ فهمي نفس عميق وقال باستسلام:

اتفضل يا نضال وبلاش تزعجه سمير واعي ليكم ولكلامكم كويس، ربنا بعدي اليومين الجايين علي خير


تهللت اسارير نضال بفرحه وجري مسرعا الي غرفة الانعاش لكي يزور صديقة ويطلب منه السماح علي......؟!

. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆

دلف نضال الغرفة علي سمير ورأ جسدة المتصل بالاجهزة هربت من عيناه دموعها التي ظلت حبيسة مقلاتاه ، دنا منه الي ان شعر بهسيس انفاسه الخافتة وقال :

أه يا صاحبي واخويا وصديقي، صعب عليا اشوفك كده يارتني مكانك انا فداك،

انا مش هسامح نفسي لو جرالك حاجه،سامحني يا سمير لاني خنت عهدى معاك، وسمحت لنفسي احرمك من ملاكك الجميل زوجتك فدوى، معرفش عملت كده ازاي ،لكنها كانت انانية مني وندالة، بس اوعدك اعيش عمري كله اعوضك عن ظلمي ليك، لكن ارجع وسامحني لاني الذنب بيموتني


دخل فهمي وربت عىي كتفه بشدة وقال:

كفاية كده يا نضال، سمير سمعك ومستوعبك تضحيتك واكيد هيسامحك لان اللي حصل شئ خارج عن ارادتك 


تنهد.نضال بأسي وقبل يد صديقه وخرج والذنب يتاكله مما جعله لا يرتاح او يهدأ له بال،

وكان انتظار افاقتة نوع من انواع عقاب النفس التي تجلد نفسها تكفير عن ذنبها، فاقسم الا يغادر المستشفي ويعود.الي زوجته واولاد الا بعد.افاقتة


ومر اسبوع وحالته لم تتبدل وزاه عماد وصلاح ، وكانت فدوي زائرة يوميا له تدخل تجلس بجواره وتحدثه وتخرج

في صباح اليوم السابع دخلت كالعادة الي ممر غرفة الانعاش وقبل ان تدلف داخلها القت نظرة علي مكان نضال الذي لم يغادره منذ اصابته زوجها، لكنها لم تراه في مكانه ورغم عدم وجود اي حديث بينهم طوال الاسبوع، الا انها استغربت عدم وجوده وشعرت بالقلق علي سمير،

دخلت مسرعا اليه، راتها الممرضه المرافقة له القت عليها التحية وخرجت وتركته معه كالعادة ، 

تنهدت براحه وجلست بجواره واخذت يده تقبلها كم تفعل الا انها صدمته من ضغطت يده علي يدها

فنظرت اليه بذهول فرات ينظر اليه بابتسامه حانية ووجه شاحب وقال بصوت خافت ضعيف:

وحشتيني يا فدوتي ودنيتي الحلوة وحشتيني


انتفضت فدوى وهبت واقفة من علي مقعدها والقت نفسها علي صدره واخذت تبكي بحرقة وقالت بتاثر وحرارة:

سمير انت رجعتيلي اخير فقت وردت فيا الروح من جديد 

خلاص مفيش فراق تاتي ولا بعد تاني اوعدني يا سمير واخذت تردد بفرحة احمدك يا رب انك رديته ليا بخير 


امسك يدها وقبلها ثم وضع يداه علي بطنها وقال بثقة:

مدام ابني اللي في بطنك بخير يبقي انا بخير صح يا فدوى انت حامل قوليلي انك حامل انا سمعتك وانت بتاكدي عليا كل يوم حملك وانه بخير 


هزت راسها بالموافقة وقالت مؤكدة:

ايوة يا قلب وروح وحياة فدوى انا حامل في ابنا 


قطع حديثها سماعها صوت قوى اتي من خلفها جعلها جفلت بشدة وانتفضت بهلع من حدة نبراته يقول:

اللي سمعته ده صحيح يا مدام فدوى انت حامل من سمير

اسف لتطفلي بس ممكن اعرف انت حامل في كام شهر يعني مدة حملك كام اسبوع او شهر بالتقريب ،


ثم نظر اليهم نضال بعمق وتحدى غاضب واكمل :

وده حقي ولا إيه يا......؟!

. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆

يتبع.. 

البارت الثالث والعشرون من هنا


   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : رواية رهينة فراشه

إرسال تعليق