-->

رواية المؤامرة( الفصل الثالث والعشرون) رهينة فراشه/ الجزء الثاني

 


#المؤامرة 

#رهينة_فراشه (الجزء الثانى)

#أخوة_الدم

#البارت_الثالث_والعشرين      

. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. ..

كان سؤال نضال المباغت عن حمل فدوى  سبب مباشرا لعصبية سمير وغضبه عليه فقال بحدة:

نضال انت اتجننت انت مين ادلك الحق تتسال عن حاجة تخصنى انا ومراتى  وبس 


رد عليه نضال بتحدي وعناد:

الي ادانى الحق وعدك ليا وحقى عليك كصديق


هنا تدخلت مايسة في الحديث الدائر بينهم بغضب بعد ان لحقت نضال واتت خلفه، وعلقت على حديث زوجها بتريث:

اى حق بتتكلم عنه يا نضال، فعلًا دى حاجة خاصة بين راجل ومراته ملكش فيها مهما كانت قوة الصداقة بينك وبينه انا مع سمير فى عصبيته عليك، وياريت تحافظ علي حدود الصداقه بينكم ، ومتتعداش علي خصوصيات صديقك


هز نضال رأسه بالرفض واصرار على موقفه وعنف زوجته قائلًا بغضب:

مين سمح ليكى اصلًا  تدخل بينى وبين صاحبي دا شئ ميخصكيش من اساسه وسمير عارف كويس بتكلم عن ايه،


عاد واكمال حديثه متوجها بها إلى سمير وفدوى قائلا:

هسأل تانى لو سمحتي يا مدام فدوى، مدة حملك كام ،

شهر  ولا شهرين ولا اسابيع 


زفر سمير بضيق واعياء واضح وقال:

انا فاهم دماغك يا نضال، فعلا الحمل مجرد اسابيع بس مش زي ما انت مفكر،  انا منقضتش عهدى معاك واقسمت ليك


غامت عين نضال بحدة وساله بحيرة:

ازاي الحمل من  اسابيع وتقول مخونتش عهدي وقسمي معاك

انت بتخدعني يا سمير


طالعته فدوى باستغراب وقالت:

حضرت المقدم هو ده وقت عتاب سمير لسه فايق، ده غير انا مش فاهمة وجه اعتراضك علي حملي، فعلا إيه يخصك


ضغط سمير علي يدها برفق واجابة هو بثقة وهدوء:

هو مش بيتكلم عن حملك يا فدوى، نضال بيقصد قسمي وعهدى معاه،  الا هو مقابل حرمانه من زوجته واولاده، تكون علاقاتي معاكي مهنية بحته، وحملك بيثبت ليه اني نقضت العهد وكنت معاكي الزوج وليس الحارس،

في حين هو بيعاني الفراق والبعد حتي عن رؤية اولاده والقسم وده كان بناء علي طلب مايسة نفسها ، لما اتصدمت بعودة زوجها من مهمة خارجية، 

بضلوعه في مهمة انقاذي واظهار براتي، ومكنش قدامنا غير حل من حلين ليكون نضال فعلا المسؤول عن امنك بالفيلا، واشتغل انا بالخفاء مع المجموعة، 

لأما احل مكان نضال متنكرفي هيئته وأامنك بنفسي ويشتغل هو مع المجموعة بصفتة الحركية، وبردك بشكل متخفي حتي لا يكون في اتنين نضال بنفس الوقت.


اؤما نضال مصدقًا علي حديث صديقه، ليكمل سمير توضيح الصورة ووجه حديثه الي نضال مفسرًا:

بسس يا صديقي رغم حمل فدوى اثناء المهمة،.دم مش معناه اني نقضتي عهدى بالعكس انا التزمت بيه وتشهد عليا فدوى، اثناء مرضك  بعزوفي عنها رغم شوقي ليها


هز نضال راسه بتعجب وساله مستفسرًا:

ازاي بقي يا صاحبي، معني ان زوجتك حملت اثناء المهمة،كده انت نقضت العهد وخدعتني  واقسمت ليا كذب انك لم تكشف عن شخصيتك كحارس ليها 


ضحك سمير بصعوبة واغمض عيناه لشعوره ببعض الالم والارهاق بنفس الوقت وقال بتمهل:

عايز اقولك ان فدوى حامل تقريبا في٥٠ يوما، تقدر تقولي 

من ٥٠ يوم كنت فين

اسال مايسة هتفيدك في الموضوع ده، وقتها هتفهم اني منقضتش العهد، يمكن بعد لقائي بيها شعرت بالذنب والخيانة 

ليك، لكن رسالتك ردت فيا الروح ومحت احساسي بالذنب


غمغم نضال بعدم فهم وسال مايسة بحيرة:

من ٥٠ يوم كنت فين يا مايسة، اظن بالمهمة اللي بدأت من شهرين ونص، استني افتكرت كنت بسينا مع الشيخ فياض


هزت مايسة راسها بخجل وضحكت ساخرة من ذاكرة زوجها التي توزي ذاكرة السمكة فيما يخص حياتهم الشخصية وقالت بنزق من عدم تذكره:

لا يا زوجي العزيز، من ٥٠ يوم كنت فعلا بسينا الصبح ورجعت علي عشنا السعيد للأحتفال بعيد جوزنا، الليلة الوحيدة اللي اتفقت مع سمير عليها، انه يعتبرها استثناء ويتركك ليا علشان نحتفل بذكرة سنه جديدة بينا، مقابل موافقتي علي تركك تقوم بالمهمة ومساعدته افتكرت


غامت عيناه بتذكر وابتسم بمكر ثم نكزها بمرح:

هو لازم الفضايح دى، طيب سمير منا وعلينا  لكني تقول إيه عني مدام فدوى دلوقتي، 


لكنه انتبه فجاة وقال سأئلًا:

استني هنا انت قولت ان بنفس اليوم كان بينكم اللقاء، وحصل منه الحمل طيب ازاي بقي ،معني كلامك انك كنت معاها متنكر بشخصيتي يعني كشفت نفسك وبردك خدعتني


اشار سمير بيدها بالنفي وقال موضحًا:

لاء طبعا، وهفكرك بحاجه تاكد ليك كلامي، فاكر سؤالك ليا   لما جيتلك سينا انقذك، انا لية حزين ورافض ارجع لتامين مراتي وانت تكمل المهمه زي اتفقنا قولتلك ايه


رد عليه نضال بثقة:

قولتلي انك كشفت شخصيتك لفدوى بسبب انها كانت هتموت نفسها، ورفضت توضح ليا السبب، واكدت عليا ان عهدنا انتهي بعد ما قضيت مع مايسة واولادي اسبوع وقت اصابتي

وبكده من حقك تقضي اسبوع زيها معاها،لكن محصلش كده  غير من يومين، ولانك صعب تكون مع مراتك وتقدر تسيطر علي رغبتك فيها وان استمرار العلاقة بينكم هيخليك تكره فراقها وانت الي الان في حكم الخائن والميت 

فانت قررت تبعد علشان تقدر تركز في اظهار براءتك، ووقتها هتقدر  ترجعلها ومتبعدش عنها تاني ابدا  


اشار اليه بيده مصدقا علي كل ما قال، موضحًا اكثر قائلًا:

ده يوضحلك ان فدوى كانت تجهل انا مين لحد يومين قبل التحاقي بيكم في سينا، بعد ما كان المشد وسعدان هيقبضو عليك وابن الشيخ فياض هربك من الأنفاق وتركك في الصحرا

بلا دليل، ولجا ليا بعد ما احتجز المشد ابوه وحدد اقامتهم، لحد فرح هند، ولاني عشت بينهم سنين طويله حفظت الصحرا ودروبها، جيت انقذك بدون الرجوع للقائد، لانها كانت فرصتي للهروب من عشق فدوى اللي  نساني مستقبل اللي في بطنها لو مظهرتش برائتي باقرب فرصة،بسبب فرق غيابي وتوقيت حملها وده اللي حذرني منه دكتور فهمي وكان مصر علي اجهاضها، خوفًا من كلام الناس عنها في عدم وجودي،

فهمت انا ليه كشفت نفسي لفدوى ورفضت اقولك  لانك كنت هتظن أن بحمل فدوى اثناء المهمة نقضت عهدى معاك والواقع عكس كده خالص،


رفع نضال يده باحتجاج وسال بتعجب:

استني يا صاحبي، انت قلت انك كنت معاها ليلة عيد جوزنا وده اعتبرته حقك، ماشي موافق لكن ازاي كنت مع مراتك من غير ما تعرف انك سمير وانت مبدلتش الماسك غير بعد اصابتي ، ايه كنت معاها بشخصية نضال وده سبب انها كانت هتنزل الحمل ظنن بانها خانتك، انا مش فاهم حاجه


ابتسمت فدوى بحياء ونكست راسها ارضا فاكمل سمير بارهاق حتي ان نضال طلب منه الا يكمل لكنه اصر وقال:

لاه يا نضال مدام وصلنا لنقطة دي لازم تفهم اللي حصل، انا كنت مع فدوى من غير ما تعرف اني كنت معاها اصلا، وسبب انها كانت عايزة تنزل الحمل لانها تصورت انها اغتصبت، وده سبب عتابي ولومي لنفسي واحساسي بالذنب

انا هفهمك حصل ازاي لقائي بيها بدون كشف شخصيتي ، فدوى اتعرضت لحالة اكتئاب شديدة بعد اللي حصل بالفيوم،  ولانها مكنتش بتقدر تنام كويس بسبب الكوابيش، الدكتور كتب ليها علي علاج تاخده وقت النوم، لكن لو حصل وخدته وعمل مفعول قبل ما تنام كانت بتتعرض لهلاوس سمعية وبصريىة كنت انا ووالدها اساسها

وكتير كنت بكون موجود معاها لحد ما تنام

لكن باليوم ده وبسبب زيارة مؤمن ليه كانت مدمرة حرفيا كنت نفسي اوسيها واخدها بحضني

لما خدت البرشام كالعادة ومنمتش هلوست وشافتني بحلمها

لكني كنت جمبها واحتياجها ليا غلب تعقلي، واتمديت معاها

رغم اني حاولت اسيطر علي نفسي حافظًا علي قسمي معاك لكن حزنها ووالمها حطموا عزيمتي، وقضيت معاها الليلة

وبعدها لومت نفسي لاني عرفت اني خلاص هستسلم وانهار  وصعب ابعد عنها تاني، ده غير شعوري بالذنب نحوك،

لكن لما بعت رسالتك بتبديل مواقعنا لزيارة زوجتك واحتفالك بعيد جوازك معاها،حمدت ربنا اني لقأئي بيها كان مكافائة علي صبري، واقسمت اني اضع مسافة امانة  بينا علشان اقدر اعيد التوازن لنفسي ومنغمسش معاها في علاقة تانية

وهي كالعادة صحيت وظنت ان اللي كان بينا مجرد هلاوس

صحيح كانت بتشعر بانه حقيقي في اوقات لدرجة لما ظهرت ليه وقت اصابتك حكت ليا عن الحلم ده، وبقيت عايز اقنعها اني عمر الحلم ما يكون اجمل من الحقيقة ، 

كنت مكسوف من نفسي جدا لخداع زوجتي وتعرضها بأنها تشعر بالم الخيانه وهي اوفي زوجة بالوجود 


اخذ نضال نفس عميق وربت علي كتف صديقه وقال:

انا اسف لتطفلي،  وعلي فكرة انا طلبت منك السماح لو فعلا كنت بتسمعنا لاني حرمتك من مراتك بسبب غيرة زوجتي

وصدقني كنت هسامحك حتي لو كشفت نفسك لزوجتك، ده حقك وكفاية ٤ سنين بعدت فيها عنه بالاجبار فداء لخدمة الوطن، ولو حد نقض العهد وخانه هو انا لاني وعدتك افديك بروحي واكون ملازم ليك واحميك، لان لو جرالي حاجه فانت موجود هتعوضني ولا ناسي عهدى ده


ثم نظر للي فدوى  اكمل:

مدام فدوى انا بتاسف ليكي عن طريقتي معاكي اليومين اللي  فاتو وغضبي منك ، لكن صدقيني كان هروب من عهدى اللي نقضته وغضب علي نفسي لاني هكون سبب لحرمانك من جوزك لو جراله حاجه وانا وعدت ارجعهولك واحافظ علي حياته، وفجاة ياخد رصاصه قدام عيني ومقدرش انقذه، زي ما انقذته يوم هجوم عجمان علي الفيلا  

ياريت تسامحيني وتعتبريني اخ ليكي وصديق رغم ان واثق من رفض سمير لصداقتنا خوفا عليكي وغيرة ولا إيه


ابتسم سمير برحابة صدر  ورد عليه :

خلاص يا نضال انا وعدتك في سينا اننا هنرجع اصحاب زي الاول واولادنا كمان يكون اصدقاء لبعض، مدام كل حاجه اتكشفت وانت عارف سبب خوفي علي فدوى من الناس


مد نضال يده الي فدوى وقال برسمية:

مدام فدوى احب اقدملك نفسي نضال الرفاعي ضابط برتبة عقيد في المخابرات الحربية والعمليات  الخاصة، 


ضحكت فدوى ومدت اليه يده تصافحه وقالت بخجل:

اتشرفت بحضرتك رغم انك خضتني اول ما دخلت، صوت قوي جدا واجش يمكن لان اول مره اسمعه


نظرت اليه مايسة باستغراب وسالتها :

ماله صوت جوزي صحيح قوى يدل عن شخصيته القوية، ثم سمير بردك نبراته حادة وقوية ولا ايه يا حضرت المقدم


رد عليها سمير بابتسامة ثقة وقال:

مش ده قصد فدوى يا مايسة، متنسيش ان فدوى عمرها ما سمعت نضال، وكانت بتظن صوته هو صوته بالتنكر فعلشان كده اتخضت، ولا ناسية اللي عملتيه لما جت تزوره علشان متكتشفش ان نضال جوزك مش هو نضال اللي معاها


ضحكت مايسة وقالت تعليقًا علي هذا الموقف:

فعلا حصل بس انا اتصرفت كده خوفًا من معرفتها انه مش نضال بالذات بعد ما سمعت صوتك البعيد كل البعد عن صوت جوزي في زيارتي ليكم قبلها بيوم، 

حتي نضال غضب من تصرفي، وفهمني انه كان يقدر يتمارض ومكنش في داعي اظهر اني غيرانه او بداري حاجه، كانت هتسبب في كشفكم او الشك فيه من العقيد نوهير المتحفز 

بسانا عايزة افهم حاجه دلوقتي، انت ليه بتقدم ليها نفسك كأنها اول مرة تشوفك

  علي ما اظن انت حضرت فرحها علي سمير بما انكم كنتم اصحاب قبل جوزاه،

وكمان انت اكدت ليا  لما جت تزورك رغم صدمتك برؤيتها وده لاحظته من نظراتك ليها،

لكن لما سالتك قلت انك شوفتها قبل كده وليها حكاية تانية ممكن اعرفها ايه هي الحكاية التانية دي، مدام  بتعرفها عليك 


ضحك نضال وغمز لسمير بدهاء وقال:

اقولها شفت المدام فين وليه زعلت من عدم ثقتك بيا وفهمت من رؤيتها بالمستشفي سبب قطع علاقاتنا ولا تقول انت


شد سمير علي يد فدوى وقال بفخر:

انت غبي يا نضال ما فهمنك سبب قطع علاقاتنا واقتصرها علي الاطمئنان بدون زيارات او تجميع اسري 

انا بغير علي فدوى من فطرتها اللي حماك بنفسه اشرف علي عمل دراسة  عن حالتها، واتاكد من وجودها  مش بسبب رؤيتك ليه اول مره،لان فدوى تشرف اي رجل بانتسابها ليه


رفعت فدوى حاجبها بدهسة وسالت سمير بريبة:

مش فاهمه هو وحضرت الضابط نضال شاف مني ايه او عليا إيه، يخليني موضع شبهه علشان تدافع عني قدامة كده


نكس نضال راسه باسف وقال:

انتسابك كزوجة لسمير وابنة لعائلة المنشاوى وحده فخر يا مدام فدوى، بس العيب كان من جوزك اللي موضحش ليا لما شوفتك اول مره انك تبقي زوجته رغم اني فاكر كلامي لية كويس يومها، بس هو معملش حساب يوم زي ده  

عودة بالاحداث الي يوم رؤية سمير لفدوى بالاسنكدرية منذ ٥ سنوات، وبعد مرور ٨ شهور من اختفاءها والبحث عنها،


كان يجلس مع فرقته عماد وصلاح وفادى الذين اصرو علي الخروج لقضاء بعض الوقت المرح قبل العملية الانتحارية

فدلفوا الي احد الملاهي الليلية،وكان سمير يدرس الكاميرات 

ولم ينتبه للفتاة التي كانت عالي وشك الدخول الي الصالة، وقد راها صلاح وطلب من عماد ان يطلب منها الجلوس معهم

لم يراها سمير لكن رأي  نظرة الرغبة في عيون الشباب فتاكد بان ما يثير قلب هؤلاء الوحوش ليس الجمال بل شئ اخر يشعل بهم الرغبة، فنظر الي فادى الذي  كانت الفتاة  امامه مباشرة واستطاع ان يقراء تعبير جسدها قال :

البنت دي مغصوبه، ودا اول مره ليها هتتعامل مع الناس من العينة دي، وبرعبها ده هتكون لقمة صايغة وهينهشو لحمها،

بفكر اتدخل وانقذها لان الوضح في حد بيهددها بحاجه


انتفض سمير ما ان رأها بطرف عيناه وطلب المغادرة فورًا ورغم اعتراض الشباب الا انهم اطاعو الامير، ما ان خرجو طلب منهم سمير الانصراف علي ان يعود اليهم بعد إن تهدأ اعصابه، ويوف يلحق بهم لكن اقترب منه نضال وقال:

سمير تعبير جسدك بتوحي انك غضبان وفي بركان جواك، انت تعرف البنت دي قولي يا صاحبي لو في حاجه اقدر اساعدك فيها مش هتاخر وسرك في بير، احنا اخوات،و الدم اللي في عروقنا واحد وانا قولتلك افديك بروحي بس فاهمني 


تنهد سمير بقوة وررد عليه بريبة:

وبعدين معاك يا نضال قولتلك بطل تستخدم موهبتك معايا، انا مخنوق شويا خد الشباب وارجع وانا شويا وهحصلك


وبعد اكثر من ساعة عاد سمير الي مقر الشباب فكان نضال بانتظاره وما ان دخل لاحظ بخبرته تغير جذري في تعبيرات جسده من الغضب والالم ، الي الراحة والهدوء والنفسي، 

حاول ان يستدرجه ليعلم ما سبب ما طرأ عليه من تغير، 

الا ان غموضه ومعرفته بموهبتة نضال جعلها يستطيع ان يخفي  عنه مشاعره جيدًا ولا يبوح بها لاحد حتي له


عاد نضال من سرد الماضي وقال:

عرفتي ليه فدوى حكاية تانية يا مايسة،وانت يا مدام فدوى مين عليه الملامة في الحكاية وموقفي منك،  اظن صديقي واخويا اللي موثقش بيا وامني علي سرها هو الغلطان، 

بس لما اتقابلنا مع القائد وعاتبته وضح ليا كل حاجه والحمد لله اتصافينا،علشان كده لما شوفتك يوم زيارتك ليا اتصدمت

من انك زوجته، رغم ان تعبيرات جسدك كانت تنم عن الراحة والسلام وده اكد ليا ظهور سمير في حياتك، عكس اول مره شوفتك فيها كنتي مرتبكة وخايفه ومقهورة او مجبورة 


غمغمت مايسة وسالته بحيرة:

افهم من كلامك انك محضرتش فرح سمير، علشان كده معرفتهاش  لما شفتها بالملهي الليلي،وصدمتك كانت حقيفية  بوم زبارتها ليك لكن مش لجمالها اللي كان رأئع في اليوم دي


ابتسم سمير ورد عليها لكي يوضح لها:

لا طبعا نضال كان اول مره يتعرف علي فدوى  كزوجة ليا كان يوم زيارتها ليه بالمستشفي، ولو كنت اعرف انها هتزوره كنت رفضت لكن هي طلبت تزورك لمساندك وشكرك

ام موضوع فرحي ، فعلا كنت انا ونضال اصدقاء، بس زفافي علي فدوى جه في ظروف صعب ومكنش في فرح بسبب موت والدها ولان معندهاش حد تعيش معاه

عجلنا بالزفاف علشان تكون تحت رعاية والدى ووالدتي اثناء  غيابي في خدمتي بالجيش 

اظن كده كفاية عليكم وخدي جوزك وامشي انا تعبان ومحتاج اطمن علي زوجتي واولادى مش عليكم يا رخمين


ضحك نضال ودنا منه وشد علي يده وقال مازحًا:

تصدق انا غلطان اللي حرمت نفسي الراحه او النوم الا لما اطمن عليك، وما صدقت بلغني الدكتور بانك فوقت جت جري ليك، بس جت زيارتي بفايدة علي الاقل اتاكدت اننا صداقتنا هتفضل موصوله بما ان زوجتك وزوجتي اصبحو اصدقاء ومبقاش في اي قلق علي المدام مني بعدم ما عرفت ان ملهاش أي تاثير عليا لاني بقدر اقراء تعبير جسدها  اللي بتاكد  نفورها من اي رجل غيرك،  وده يعكس ان فطرتها  عكس طبيعتها النقية، فرغبتي فيها  بتموت قبل ما تاثر عليا 


اغمض سمير عيناه ردًا علي صدق حديثه وقال:

انا ثقتي فيك يا نضال ملهاش حدود والا مكنتش امنتك علي برائتي وحياتي ،ربنا ما يحرمني منك يا صاحبي


شكرته فدوي كذلك وفجاة سالت :

طيب في حاجه انا لحد دلوقتي مش فهماها، ازاي كنت انت اللي معايا طول الوقت بالفيلا، ويوم الهجوم اللي اتصاب وحالتة كانت سيئة كان نضال وانت مجرد اصابة في كتفك


ضحك نضال وقال :

لاه انا بقالي اسبوع من يوم نهاية المهمة منمتش عندك جوزك يوضح ليكي الحقيقة دي وكل اللي انت عايزاه ، ام انا فمن حقي اخد زوجتي واعوضها  اللي فاتت  سلام

وان شاء الله يومين كده واجي ازورك تكون اتحسنت ونكمل بافي التفاصيل االي عايزة توضيح  

غادر نضال بصحبة زوجته التي سعدت اخيرًا بعودة زوجها اليه بدون التقيد بعمليات اخرى


بعد.مغادرة نضال جلست فدوى بقرب سمير وقالت له:

في حاجات كتير عايزه افهمها منك،بس انا مش هضغط عليك  لكي دلوقتي محتاجه منك  توضيح بسيط عن سبب سؤالك والحاحك  بعد عودتك بشخصية نضال اني قمت معاك علاقة ولا لاء كنت بحسك غيران وكأن نضال اللي كان معايا مش أنت،  ياربت تفهمني لاني متلخبطه، ياتري لما كنت بسمير كنت انت فعلا ولا كان نضال وده سبب عزوفك عني، ممكن تطمني


ضحك سمير بقوة حتي شعر بحالة من الاعياء فتعرق جبينه بشدة وسرعت انفاسه، فتريث قليلًا حتي عاد الي وضعه وقال  لها موضحًا:

عارفه يا فدوى مشكلتي معاكي ايه وعذابي ، طول المهمة 


ابتسمت له وسالته بحنان:

ايه يا حضرت الزوج الغالي والحبيب 


ابتسم ابتسامة حنونه زينة وجهه الاسمر ومحت قليلًا من الشحوب البادى عليه وقال برقه:

مشكلتي معاكي احساسك بيا وانجذاب جسدى الدائما ليا، عيونك نكرتني لكن جسدك عرفني واستسلم ليا، من اول يوم عرفتك عن نفسي بالمستشفي، وجسدك بيستجيب للمساتي كانه بيقولي لو كل الوجود محسش بيك انا عارفك  كويس

كنت بهرب منك قبل ما اضعف واستجيب لنداء جسدك، 

عارفه من فوائد  معرفتي بنضال انه علمني قراءة لغة الجسد

مفيش مره قربت منك غير ولقيت جسدك بيطلب مني املكه

كانه بيتمرد علي بعدي عنه و بيتحداني اقاومه

وده سبب استسلامي ليكي، وبنفس الوقت معاملتك بنفور علشان تنفريني لكن مكنش في فايدة جسدك عرفني اكثر من نفسي، وده سبب انهيار مقاومتي  لما رجعت بصفتي نضال تاني ،اول ما دخلتي عليا حسيت شوقك وعذابك شوقك لاني غبت ثلاث ايام عنك، وعذابك لانك اتحرمتي مني برجوع نضال، هزرت معاكي و حملتك بذراع واحدة

وياريتني ما عملته استجابتك ليا اثارتني وبقيت نفسي اضمك واهرب بيكي عن عيون الناس، قلت الشعر فيكي واستسلمت لقلبي اللي كان بيتلوع من شوقي ليكي وبالذات بعد ما كنت معاكي وبعدت عنك بارداتي 

ومكنش السبب عهدى مع نضال بس لانه برجوعه للبيت مع مايسة اكيد كان بينهم لقاءات وده سبب اني قلت اعوضك 

لكن السبب ان لو حصل بينا لقاء مش هتحمل فراقك تاني والبعد عنك كانه الموت 

وبسبب استسلام جسدك اللي عارفني كويس اتماديت وانت فوقتي لنفسك بالوقت المناسب مكنش قدامي اي تبرير عني جرأتي معاكي، غير اني اسالك عن علاقتك بزوجك كذريعة للهروب من ضعفي نحوك وابرر فعلتي وتعدي حدودي معاكي  بانه ضغط عليكي للاعتراف باني ظهرت بحياتك زي ما نضال نفسه شك لما قابلك ووجه ليا نفس السؤال عندزبارتي ليه  

فهمتي ليه  كنت بسالك عني نفسي، لان انا اللي كنت معاكي طول فترة غيابي عنك،

وكمان عابزه اقولك حاجه  لازم تفهمي عن نفسك

جسدك وروحك ملكي وليوم ماماتك هتظلي رهينة فراشي


تنهدت فدوى براحة وارحت راسها علي صدره فملس علي شعرها بحنان وقال بارهاق:

تعبان اووي يا فدوى ونفسي ارتاح بين احضانك، بس قبلها في حاجات كتير لازم تعرفيه ازاي اللي اصيب في الهجوم علي الفيلا كان انا لكن اللي كان بالمستشفي كان نضال

وليه الماسك بوجه نضال مكنش ينفع ابدله، وليه هربت منك وسافرت سينا بحجة انقذ نضال وفضلت معاهم لحد ما انتهت المهمة حاجات كتير عايز اقولهالك لكني حاليا مجهد جدا ومحتاج ارتاح، وانام حاسس بارهاق شديد بيستنزف قوتي


وبدا يغمض عيناه فرفعت فدوى راسها  عن صدره بعد ان بدات انفاسه تنتظم وقالت بتردد:

سمير معلش سؤال اخير قبل ما تنام وحياتي عندك


فتح عيناه بصعوبة ووقال بصوت خافت:

قولي يا فدوتي سؤال إيه ،


اخذت نفس عميق وسالته:

انت ليه لما فقت سالتني انا حامل بجد وكنت متحفز كانك لسه اول مره تعرف اني حامل مع انك سافرت وعارف بحملي


تنهد بقوة وابتسم قائلًا:

خفت يكون خبر اصابتي وخطورة حالتي عرضوكي للضغط والتوتر واتسببت بصدمة ليكي و الحمل نزل،  زي ما حصل في حملك  بعد طلاقنا، 

اتصورت ان  الجنين نزل ، وده سبب انك بتطميني باستمرار بس كله كذب علشان ماتحملنيش الذنب لاني اصريت اسافر للسيناء واشارك بالمهمة واسببك رغم انك اترجتيني ماسفرش وافضل جمبك  لان فراقي عنك  فيها موتك،


اخذ يدها وقبلها بشغف وندم وقال بحزن:

ياريت تسامحيني يا فدوي بس غصب عني، قربي منك بدون ما اظهرلك مشاعري عذاب، وبعدي عنك عذاب لكن في وسط كل ده كان سعيا لأظهار برأتي السبيل للرجوعي ليكي وعدم فراقي عنك تاني هو اللي مصبرني علي البعاد


ابتسمت له فدوى بتلقائيتها وعشقها الجارف له، وجذب يده الي فمها ولثمتها بقوة وقالت:

مدام رجعت ليا انا مسامحك وهفضل عمري كله اتمني رضاك، بس اوعدني متبعدش عني تاني لاني بموت من غيرك


هنا دخل عليهم الدكتور فهمي وطلب من فدوى المغادرة ختي ينال سمير قسط من الراحه وانه من الغد سيتم نقله الي غرفة عادية حاولت فدوى ان تطيل زيارته له الا ان نوم سمير وهما يتحدثان جعلها تستسلم لطلب عمها وغادرت المستشفي،

وقبل ان تستقل سيارتها  لكي تعود الي الفيلا جذبتها يد قوية 

كادت ان توقعها ارضًا، فرفعت عيناها الي من جذبها فرات بعيناه غضب عارم جعلها ترتجف بشده وقبل ان ت.......؟!

. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆

يتبع......

الفصل الرابع والعشرون من هنا







   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : رواية رهينة فراشه

إرسال تعليق