#صراع_داخلي
#البارت التاسع عشر
#المؤامرة
#رهبنة_فراشة(الجزء_الثاني)
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. ..
في غرفة فدوى
تستفيق فدوى علي صوت مالك وروح التي تبكي وتحتضنها بكفاها الصغيرتان وتردد:
ماما ماما حبيبتي يا ماما قومي يا ماما
فتحت عيناها بصعوبة وجالت بنظرها فيما حولها، لترى نفسها بغرفة نومها ونضال يرتكز علي احد العمدان وينظر اليه بغموض، وريبة
انتفضت من علي فراشها وجلست باستقامه ونظرت الي هندامها لكي تتاكد بأن جسدها لم يكشف منه شئ امامه وحين اطمئنت ضمة أولادها الي حضها وقالت بحنان:
في أيه يا حبايب قلبي أنا بخير، يلا زمان جودي جت تحت
ومش عايزاها تعرف اللي حصلي علشان متبلغش تيتة دولت وجدو فهمي ويقلقو عليا اتفقنا روح ليها وانا شويا ونازله
هز مالك راسه بتفهم وعناقها بقوة وقبل راسها واخذ اخته وخرج كل ذلك ونضال ينظر اليها بهدوء مريب دون ان بتحرك
من مكان نظرت اليه فدوى بغضب وقالت تعنفه بعصبيه:
ممكن افهم انت هنا بتعمل إيه اتفضل اطلع بره، ياريت تحترم رغبتي في عدم قبولك في بيتي تاني، وتنهي تكليفك بحمايتي، اكيد في غيرك يقدر يقوم بالمهمة علي اكمل وجه
اخذ نضال نفس عميق واقترب منها علي مهل الي إن وصل الي حافة الفراش ونظر اليها بحدة جعلت اوصالها ترتعد خوفًا
منه وما قد يقبل علي فعله لرفضها وجوده وقال:
هرجع اقولك تاني يا مدام فدوى، خروجي من الفيلا شئ مش هيحصل وانهائي للمهمة من رابع المستحيلات
ولو علي اللي حصل، تقدري تحاسبي جوزك عليه مش انا لأنه خان ميثاق الشرف اللي بينا، وده كان أسلوبي لمعرفة الحقيقة
يمكن يكون أسلوب رخيص لكن نتايجه مضمونه
ثارت فدوى وقالت له بحدة :
انت انسان مستفز وحقير، ازاي تحضني بالشكل ده، ازاي هتحط عينك في عبن صاحبك وانت اتعديت علي حرمة بيته وتخطيت حدودك مع مراته
واوعي تحسب اني هداري عليها انا هقوله كل حاجه حصلت
ضحك نضال ببرود مستفز جعل الغضب يزداد بداخلها اضعاف
ثم مال عليها فجاة وقال:
محصلش، دراعي مقدرش احركه علشان اقدر اضمك، كل اللي عملته اني قربتك مني، انت اللي ميلتي علي صدري، بمزاجك
وكمان مكنش غرضي سيئ، ولم اتحرش بيكي، بالعكس ابعدتك لما عدتي من شرودك اللي كان مخليكي في عالم غير العالم، والحمد لله وصلت لاعترافك بان سمير كشف ليكي نفسه، اللي عايز افهمه بقي ليه خبي عليا
تقدري تجاوبي علي سؤالي لان بعد لقائي معاه بالمستشفي حصل بينا خلاف ومفيش بينا اي حوار من يومها
ارتبكت فدوى من نظراته الحادة اليه وخافت ان يضره سمير باكتشافه انه اظهر له نفسه وقالت بخنوع:
سمير كان مغصوب يظهر ،بعد اصابتك قلق عليا، وانا فعلا نفسيا كنت متدمرة بعد تضحيتك، مكنش حد قادر يرجعنا لحالتي الطبيعية، غير وجوده هو الوحيد اللي يقدر يحسسني بالامان اللي محتجاه،
اخذ نضال نفس غاضب ورد عليها:
تمام يعني كان بيجي ويزورك، ياتري حصل بينكم علاقة
حدقت به فدوي وشعرت بالخجل واحمرت وجنتاها بشدة مما جعل نضال يضغط علي فكه بغيظ من نضارتها التي تجلت في احمرار وجنتاها وقالت بصوت خافت ممزوج بالحياء:
انت ازاي تسمح لنفسك تسال سؤال زي ده ، محدش ليه يتكلم معايا في حاجه خاصة بيني وبين جوزي ابدًا فاهم
اقترب منها علي حين غفله وضغط بيده علي وجنتاه الذي جعلهم الخجل مشتعلان وصاح فبها بغل لا تعرف سببه:
انا سالت سؤال تجاوبي عليه وبس، حصل بينك وبينه علاقه
ولا لاء ولما تجاوبي هتفهي سبب السؤال
جف حلقها وابتلعت ارياقها بصعوبة وقالت بارتباك وخجل:
لاء محصلش هو كان بيطمن عليا وبس وكان بعدها بيمشي، كل يومين او ثلاثه يجي زيارة سريعة ، خلاص ارتحت
اخذ نفس عميق جعل الهواء النقي يتغلل بقوة داخل صدره وزفره بهدوء مريب وقال:
ايوه ارتحت، مدام صديقي لم يكسر قسمه معايا يبقي باقي علي صداقتنا رغم خلافنا،
اسف لتطفلي علي خصوصياتك، بس اظن انت اتطفلتي علي خصوصياتي مع زوجتي قبل كده ،وربنا ارد ردها في سؤالي ليكي، خوفي كان بسبب لو كان حصل علاقة ونتج عنها حمل كانت هتبقي مشكله، وهيعتبر تقصير مني في عملي
ارجوك انك تسامحيني وتغفرلي ليا افعالي، لكني بكره الخيانة والخداع وكان صعب استمر في مهمتي وانا حاسس بان صديقي خان ثقتي فيه
ابتعد عنها وعاد الي بروده واختفت ملامحه التي تعبر عن مكنون ما يختلج في صدره وحل مكانها الصرامة والجدية وقال باسف :
صدقيني يا مدام فدوى انا هكون عند حسن ظنك، وبعد ما المهمة تنتهي هتقدري كل حاجه عملتها علشانك وليكي،
ياريت تنسي كل اللي حصل من وقت عودتي، واتاكدي اني هكون ليكي الاخ والصديق والحارس الامين وبس عن اذنك ، واتمني تخلي بالك من نفسك ومن مشاعرك
ونصحية اخوية،حاولي تكبح كباح مشاعرك اكثر من كده، لانها كاشفا احتياجاتك جدا كانك كتتب مفتوح للعيان، او يمكن انا شايف كده لاني بعرف اقراءك كويس سلام
خرج وتركها الي مشاعرها التي اصبحت تكرهها لانها ضعفت أمام هذا الشخص الغريب، الذي للحظة شعرت منه لوهلة باته يغير من زوجها وكأنه خائف من اقامتها علاقة مع سمير، ليس بسبب خوفه من التقصير ،ولكن لكره وغيرته عليها بأن يمسها زوجها ،كانها ملك له هو ،وليس لزوجها حبيب قلبها فتسالت مع نفسها بذعر،:
هل يرغبها ويغير من زوجها، اما فعلًا كما قال يكره الخيانه
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. ..
مر باقي اليوم بسلام لكن ما شغل بال فدوى هو فكرت غياب سمير، بسبب عوودة نضال الذي من المؤكد سيحرمها من زيارة زوجها لانه يوجد معها من يحميها فشعرت بالضيق
في المساء بعد العشاء،طلب منه نضال ان يتكلم معها علي انفراد وسبقها الي غرفة المكتب،
وافقت علي مضض وهي بتتحين الفرصه لتخلص منه
ولن يستطيع احد التخلص منه غير نوهير،
هذا ما فكرت به إن تلجاء اليه حتي يننهي خدمته
بعد.خروجة طلبت من المربية اصطحاب الاولاد الي غرفتهم، ووعدتهم بالذهاب إليهم بعد قليل، لتلقي عليهم تحية المساء، بعد انتهائها حديثها مع نضال الذي كان بنتظرها
نهضت وعدلت من هندامها واخذت نفس عميقًا تشجيعًا لنفسها كي تصده بقوة اذ تطاول عليها مرة اخري
دلفت الي غرفة المكتب وتذكر اخر لقاء جمعهم سويًا، والذي كان في الصباح،وفيها حطم نضال كل الحدود التي بينهم وتجاوزها بجراءة لم تتوقعها منه،
لكن بسرعة مر طيف ذكري سابقه بخيالها،
حين تلقي رصاصة غادره كادت ان تصيبها بمقتل وكانت هي السبب فيها لانها لم تلتزم بتعليماته، وبعدها السكين الذي غرسه عجمان حتي نصله في قلبه وارق دمه فداء لابنها ..
هزت راسها بعنف تريد ان تبعد تلك الذكرة السيئة عن مخيلتها تلك الذكري التي حطمت اعصابها وبنفس الوقت اعادت اليها زوجها ، غمغمت بصوت خافت حينها شعر بها لتفت اليها نضال ناظرًا له بغموض وقال بعد إن لاحظ انزعاجها:
في إيه يا مدام فدوى حصل حاجه ازعجتك
ابتلعت أرياقها وقالت بارتباك وفتور بنفس الوقت:
لاء مفيش حاجه بس مخنوقه من وجودك، وبحاول اقتنع بمبراراتك علشان اتسامح في اللي عملته مش قادرة
ابتسم نضال بخيلاء وقال بثقة:
ثواني وهخليكي تقتنعي وتسامحي، هعمل مكالمة سريعة وبعدها هتفهمي قصدى إيه
اخرج هاتف من جيب بنطاله واتصل بشخص ما، وسمعته يقول بمرح ردًا علي من يحدثه:
ايوه معايا حاولت كتير اطلب السماح لكنها رفضت، شكلها خلاص قررت تستغني عن خدماتي، اتفضل هي معاك
مد يده بالهاتف الي فدوى التي رفضت بشدة الرد علي المتحدث، وقررت الانصراف ليوقفها نضال قائلًا بخبث:
بس دا سمير مش عايزة تكلميه وتطمني عليه
حدقت به واحتطفت منه الهاتف ووضعته علي اذنها وقالت بتردد وريبة من إن يكون هو، إلم يقل لها أنهم علي خلاف كيف الان يقول انه يحادثه بكل هذا المودة:
الو مين معايا، ثم صمتت بتوتر و انتظرت قليل
اتاها صوت زوجهة الحنون المرح قائلًا:
فدوتي اسف يا حبي، عارف اني مش هقدر ازورك الفترة الجاية، بس اعتمدى علي نضال هو فسر ليا كل حاجه، وانا معنديش حد اقدر اثق فيه قده
سامحيني لو كنت عرضتك لاختبار مستفز منه، لكن ليا حساب معاه بعدين، بس دلوقتي انت في حمايته لحد ما اظهر براتي وارجعلك، فدوى فدوى انت معايا
ردت عليه بصوت مخنوق وشعور حزين بالأستسلام وقالت:
حاضر يا سمير هسمع كلامك، وانا واثفه بعد اللي قولته مش هيتعدى حدوده معايا، بس ارجوك يا سمير ارجعلي بسرعة
انا محتجالك، خلاص مبقاش عندى قدرة علي فراقك والبعد عنك اكثر من كده
اتاه صمت تام من الطرف الاخر وسمعت بعدها تنهيده قوية اعقبها رده بايجاز:
هانت يا فدوى خلاص قربت كل حاجه تنتهي وارجعلك تاني واعوضك كل اللي فات
معلش يا حبي مش هقدر اطول معاكي المكالمة اكثر من كده،لان ده فيه مخالفة كبيرة هتضرني وتضر نضال سلام
اغلق معها الاتصال دون انتظار سماعه توديعها ،نظرت طويلًا الي الهاتف كانها كان امامها واحتفي وبكت بانهيار وحرقة غير عادية، وهي تعطي لها الهاتف وتقول:
مدام سمير مطمن ليك لدرجة دي،يبقي انت وهو صح، وهكذب نفسي واحساسي بان افعالك مقصوده، وهقول إن كل اللي عملته كان مجرد اختبار وضغط عليا للأقرار بالحقيقة ،اتفضل التليفون وياريت تفكر الف مره قبل ما تقرب مني لان المرة الجاية مش هتطردك لكن هتصرف معاك صح
تناول منها نضال الهاتف وأبتسم بتهكم وسالها قائلًا بلؤم:
بجد هتتصرفي معايا،ياتري ممكن اعرف ازاي،إيه هتقتليني مثلا ولا يمكن تصوريني وتفضحيني
ضغطت علي اسنانها بغيظ من برودة وتهكمه وقالت :
ايوة حاجه زي كده يا حضرت المقدم فاحذرني، يمكن تشوفني طيبه وهادية،لكن اللي يمس شرفي وسمعة جوزي مستحيل اتهون معاه فاهم، واديني حذرتك
ضحك نضال بقهقة عالية مستفزة ورد عليها بسخرية:
خسارة كنت نفسي اشوف هتعمليها ازاي، لكني مش ناوي اقرب منك اطلاقًا تاني، مش خوف منك ومن تهديدك، لكن لاني راجل عسكري وبلتزم بكلمتي ومثياق الشرف اللي قطعته بيني وبين جوزك، واللي حصل كان اختبار مش تعدي عليكي
ياريت تفهمي ده نفسيتك هتهدى وترتاحي جدا
اخذ نفس عميق ونظر اليه باحترام واكمل:
عن اذنك يا مدام هعمل جولة سريعة واطمئن علي الاولاد
خرج من الغرفة، اخذت عيناها تتابعه الي إن غاب عن نظرها ، فهوي جسدها علي اقرب مقعد وقالت ببكاء ونحيب:
ارجع بقي با سمير حياتي من غيرك مرار وعذاب وحرمان ارجع واخطفني من كل الوجود وابعدني عن كل الناس
انت صح كان ليك حق تحدد علافتي لان الناس شر حتي لو كانو اقرب الناس ليك،
اخذت نفس وكفكفت دموعها والقت نظرة علي الخارج لتلاحظ طيف نضال يراقبها من بعيد، فشعرت بالخوف منه ومن القادم معه لا تعرف لماذا.؟!
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
عادت الحياة الي طبيعتها كم هي في المعتاد، جودي ابنة نوهير ومشيرة ضيفه دائما لديهم
ومن الحين والاخر يزورها نوهير الذي اولي اهتمام اكبر بزوجته التي اصبحت علي وشك الوضع، واستغرب كثيرا عودة نضال الي حمايتها وقال لها بحيرة:
ازاي يستلم مهمام مهمته بالسرعة دي تاني،انا لسه شايفه امبارح بالمستشفي،رغم انه خرج من اسبوع زي ما بابا قال
ردت عليه فدوى مبررا:
يمكن كان بيطمن علي جرحه ولما اتاكد انه في طور الشفا طلب يرجع للمهمة واظن مش هيجي هنا قبل ما يرجع للقادة واكيد وافقو علي عودته
زفر نوهير بضيق لعدم استطاعته العناية بها في الوقت الحالي وترك الامر لنضال الذي اصبح يطمئن لوجوده معها
اما عمها فهمي فكان ياتي اليها تقرييًا يوميا للأطمئنان علبها ،
هذا وقد اصبح نضال الحاضر الغائب، منذ مكالمة سمير لها، فاعطاها غيابه عن عيناها بعض الراحة، لعلمها بوجوده وحمايته لها لكن بدون ما يفرض نفسه عليها
_______
ام هناك في شقة الشباب
جلس الثلاثة علي طاولة يناقشون خطة الهجوم، اول من تحدث عماد وسال قائده:
انت هنا طالب الهجوم علي حفل زفاف البنت الصغيرة هند قبل الدخول، ممكن اسال مين سمير اللي في النص ده
ضرب علي نقطة ما بقبضة يده:
ده اهم عنصر في المهمة، انقاذه هو اساس الهجوم، عماد انا معتمد عليك اعتماد كلي ، انت وصلاح وانا هكون معاكم خطوة بخطوة، وفي قوات هتقوم بالدعم بالوقت المناسب اتفقنا ، يبقي كده باقي علي ميعاد العملية وهنرمز له بصفر
اسبوع، قبل العملية ٤٨ ساعة هنشغل ميقاتي لعد التوقيت
جهزو كل المتفجرات والسلاح اللي هيتم استخدامه للعملية من النهاردة عايزين نكون علي اهبة الاستعداد،
نهض وارتدي جاكت بدلته واللثام علي وجهه وقال بجدية:
انا هخرج دلوقتي لمقابلة القائد الاعلي لترتيب خطة الهجوم، واعرفو كويس ان العملية هتندرج تحت الامن القومي
يعني كل تحركاتنا من دلوقتي هتكون مرصودة، وتحت حماية العمليات الخاصة الحربية
وربت علي كت فصلاح المتحمس للعملية:
اظن كده نفسيتك ارتاحت ، لانك بتقوم بعمليه فداء للوطن
ارتبكت صلاح من ملاحظته وتذكر حين سمع حديثه السابق مع عماد ،بانه قلق بقيامه بعمل انتحاري لعملية شخصية وليس للوطن، رد عليه باسف قائلًا:
انتِ قائدى وثقتك فيا موضع فخري، وحديثي عن الافتداء في عملية شخصية ليس معني بها حد معين او غرض ما، غير ان شعوري بخدمة الوطن هو دائما هدفي بدون تباهي او تفاخر بولائي فياريت تعذرني وتغفر لي زلة لساني
ضحك عماد ومسد علي كتف صديقه واردف قائلًا:
مفيش داعي لكل ده يا صلاح اميرنا سامحك والا كان رفض اكمالك لمهمة، لكن سعيه الي ان القادة يقدرونا علي عملنا
كان سبب مباشر في كشف خليه نائمة كادت تنفذ عمليات ضد الوطن وابناء الشعب ،
ده شئ يشكر عليه وليس ملامه منه ليك لكن تقدير ليك، اظن ده اللي يقصده القائد
ضحك من خلف ليثامه وقال بجدية:
تمام يا عماد كلامك في الصميم، اتفضلو ادرسو خطة الهجوم وانا هعرضها علي القائد وارجعلكم بالموافقة باذن الله سلام
خرج وتركهم يتحادثون، نظر صلاح الي عماد وساله بقلق:
حاسس ان الامير مغفرش ليا، ومن الواضح ان دي هتكون اخر عملية تجمعنا معاه
تافف عماد زافرًا انفاسه بضيق:
من كلام فادى ، إن دي اخر عملية ليه في العمليات الخاصة،
يعني مش انت المقصود، وانت عارف لما طلبًا نكون معاه بالعملية لثقته فينا لانها تخصه هو شخصيًا، وفادى ساعدنا علي فهم ملابساتها وخطورتها احنا قبلنا احترامنا ليه ولمجهودها معانا اثناء تدربنا ولثقته فينا
فاكيد.هو عارف وفاهم كويس تفكيرنا،ومظنش هيلومنا علي ولاءنا للوطن، ومدام هو هيعتزل العمل ، يبقي احنا لازم يكون ولاءنا لقائدنا الجديد أي كان،
مع اني واثق ومتاكد انه هيكون فادى، لثقة اميرنا فيه الي ابعد الحدود وكمان لتامبنه علي اسرار العملية
اؤما صلاح بالموافقة علي حديث تماما وتنهد براحة قائلًا:
الحمد لله طمنتني من ناحية الامير،اما ان فادى بكون قائدنا والمسؤول عن العمليات اللي هنقوم بيها بعد كده، ياريت علي الاقل فادى واحد مني وسلس في التعامل معانا عن الامير
ضحك عماد ولكزه في كتفه بمزاح:
بس اوعي تتسي انه اعلي منا رتبة ،والغريب انه اعلي من الامير نفسه، لكنه هو اختار بنفسه يكون تحت قيادته لحبه الشخصي بيه ولعلاقتهم وصداقتهم الوثيقه
وغامت عيناه فجاة وقال بعد برهه من التفكير:
اكيد فادى يعرف حكاية سمير وهند ويقربو إيه للامير صح
اؤما لها صلاح علي ذلك وانهو الحديث علي هذا وجلسو يدرسون خطة الهجوم جيدًا من اجل التدريب علي تنفيذها
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. ..
في الفيلا ياتي اتصال لنضال وكان المتصل اللواء محمود المنشاوى، تافف بضيق ونظر الي اولاد فدوى الذين بنتظرونه ليجلس معهم مثل كل يوم
لاحظت فدوى توتره وتغير ملامحه فسالته بتكلف:
في ايه يا حضرت المقدم حصل حاجه
تنهد بحيرة ورد عليها بحسم:
الظاهر اتحدد ساعة الهجوم، القائد طلبنا، انا مضطر انصرف دلوقتي وان شاء الله مش هتاخر عن اذنك
اوقفته فدوى وقالت برجاء:
لو قابلت سمير ارجوك سلم عليه وطمنا علينا، ولما ترجع طمني هيرجع لينا امتي اولاده اشتاقو ليه
ابتسم اليها نضال ببرود وقال:
ان شاء الله هطمنك، لاني انا كمان اشتقت لاولادى اخدهم في حضني انا كمان
اسمعي بالمرة همر علي المستشفي افك الغرز عن اذنك
خرج وظلت فدوى بانتظاره علي احر من الجمر لكي يطمئنها علي سمير وعلي موعود عودتها الي حياتهم
وبسبب توترها الزائد شعرت فجاة بهبوط حاد وغثيان في معدتها وكاد.يغشي عليها فتمددت علي الاريكة حتي تستعيد بعض توازنها، لاحظ مالك حالتها تلك وسالها عما بها
فابتسمت في وجهه وطمئنته قائلة:
متقلقش يا قلب ماما بس انا مفطرتش كويس وده سبب الهبوط اللي حصلي، شويا كده وهقوم اكل
بعد اكثر من ساعة عاد نضال الي الفيلا وهرع اليه مالك وبلغه بما حدث لامه قائلًا:
الحق يا اونكل نضال بعد ما خرجت ماما كانت هتقع وهيغمي عليها ومن ساعتها وهي نايمه
دخل نضال اليها مسرعا ورائها نائمة بخمول نادي عليها :
مدام فدوى مدام فدوى حضرتك تعباته تحبي اجيب ليكي دكتور ولا نروح المستشفي افضل
فتحت عيناها بتكاسل غريب مع شعور طفيف بالدوار وقالت:
لا متقلقش انا بخير ده ارهاق وقلة اكل، ممكن تتطمني
نظر الي مالك القلق علي امه وقال له:
روح انت يا ومالك واطلب من نعمة تعمل ليها عصير فواكه فرش، وبعد كده خليك مع اختك انا هفضل معاهم لحد ما تتحسن وتفوق متقلقش
واافق مالك علي مساعدة نضال لامه وذهب ينفذ ماطلب منه
ام نضال فجلس في المقعد المجاور لها وامسك يدها لقياس نبضها فلاحظ اعتدال حرارة جسدها فسالها باهتمام:
غريب النبض شبه طبيعي وحرارة جسمك كويسه، ليه الهبوط
جذبت يده منها بعنف ونظرت اليه شزرًا:
هو حضرتك دكتورر وانا مش عارفه بقولتلك شوية ارهاق وقلة اكل مش اكثر،ممكن تطمني علي سمير
ولاحظت ان ذراعه بلا حامل قالت ؛
الف مبروك أن فكت السلك يارب يكون جرحك احسن
ضحك نضال بسماجه وتهكم من نفورها منه ونفس الوقت احتياجها له ورد عليها باقتضاب:
سمير بخير والحمد لله كانت فرصة لتصفية الخلاف اللي كان بينا، وان شاء الله قريبا هيبدا تنفيذ المهم وهيرجع ليكم
وبالنسبة لمعرفتي بالطب من عاشر القوم وانا زوجتي طبيبة
ولا نسيتي مايسة ، وشكرا تهنئتك بشفائي
تنهدت براحه وحاولت ان تنهض الا انها شعرت بدوار كثيف يحيط براسها وكادت تقع ، ساعدها نضال واعادها الي وضعها وقال بضيق من تهورها:
يعني انت بتعاني من دوار تقومي بسرعه كده تروي يا مدام
هزت رايها باستسلام وارحت راسها لبرها حتي ينقشع احساسها بالدوار واثناء ذلك دخل عليها مالك مهرولا وهو يصيح بتوتر وهلع :
الحقي يا ماما طنط مشيرة بتولد وعمتو وعمو راحو معاها وطلبو من الداداة تخلي بالها من جودي
حدقت فدوى به وقالت بتعجل وقلق:
انا لازم اكون معاها، اكيد محتاجة ليا ، مالك خليك مع اختك وجودي وانا هطمن عليها وارجعلكم بسرعة
وقامت بهدوء حتي لا تصاب مرة اخري بالدوار وقبل ان تصعد الي غرفتها لتغير ثيابها قال لها نضال بجفاء:
اسف يا مدام فدوى مقدرش اسمح ليكي بالخروج من الفيلا
نزلت الدرجتان التي تسلقتهم ودنت منه غاضبه بشدة وقالت:
يعني إيه هتمنعي اخرج، اختي بتولد ومحتاجاني جمبها وانت عايزني اقعد هنا استني الاخبار طبعا لاء،
طالعها نضال ببرود وولاها ظهرها بقلة اهتمام ورد عليها:
اسف مفيش اوامر ليا بخروجك، وبالذات في الوقت الحالي لان الخطر كبير عليكي قرب تنفيذ العملية ، بيكون درجة تامبنك اعلي ودي مهمتي
ضغطت علي اسنانها بغيظ من تحكمه وقالت:
بس أنا هخرج يعني هخرج فاهم، ومش هتقدر تمنعي حتي
لو وصلت فيها ان الادارة تتخلي عن حمايتي
عن اذنك يا حضرت الضابط واوعي تفكر تعترضني
ضحك نضال بسخرية من تحديها له وقال بتصميم:
مش هتخرجي غير هنا غير بموافقتي ، وقبلها موافقة الادارة لتامين الفيلا في غيابي بما اني هكون معاكي
هدأت ملامحها وسالته بامل:
بعني تقدر تستأذن ليا في الخروج،طيب ليه العناد
غمغم ببرود وطالعها بطريقة مريبة ورد عليها قائلًا:
ممكن بس العناد كان منك، مش مني اسلوبك هو اللي خلاني افرض عليكي الأوامر ، اتفضلي،غيري هدومك علي ما اتصل واخذ ليكي اذن واتاكد من الوحدة الامنية الخارجية
تنهدت فدوى براحه وابتسمت له برقة وهرعت الي غرفته لكي تبدل ثيابها، ارتدت بدلة بيضاء اظهرت جمال قوامه ورقتة ملامحها واطلقت شعرها الحريري بانسيابيه ونزلت اليه
فرأته بانتظارها ، تبسمت وقالت بسعادة:
انا جاهزة ها اخذت ليا الاذن ولا لاء وياتري الادارة وافقت
اؤما له وفي عيناه نظرة غريبة تخترقها حتي انها شعرت بحراره في داخلها كأن نظراته اليه سهام حارقة:
ثم تحاشي النظر اليها واشار لها لتتقدم امامه واستدعي احد ضباط الامن المكلف بتامين الفيلا من الخارج وقال بحدة:
مش عايز نمله تعدى من قدامك فاهم الاولاد في امانتك لحد ما ارجع واسمع، خلي واحد من رجالتك يكون معاهم بدون ما يحسو بيه ،تحسبًا لتسلل احد الي الداخل
اعطاه الضابط التمام وانصرف نضال بصحبة فدوى في احد السيارة الخاصة المخصصه لرجال الأمن
ظل طول الطريق لا ينظر اليها وكانها يتحاشاها استغربت فدوى موقفه، وبالذات انه لم بتجاذب معها اطراف الحديث
الي إن وصل الي المستشفي ترجلت من السيارة حتي قبل ان يفتح لها نضال السيارة كم فعل اثناء استقلالها من الفيلا
دخلت مسرعا الي المستشفي لتلتقي عمتها وعمها ونوهير القلق الذي كان يجادل الطبيب المسؤول عن زوجته، بضرورة حضوره ولادتها باي طريقة
وبعد تدخل دكتور فهمي اقتنع الطبيب وسمح له بالحضور
دخل وظلت فدوى وعمتها وعمها بالخارج، ونضال يترقبهم من بعيد، وفجاة دون ان تشعر فدوى بنفسها،
رات الارض تميد بها وفقدت توازنها وقبل ان تقع مغشيًا عليها شعرت بيد نضال تتطوقها وتحملها، فتظرت اليه بابتسامة امتنانا وغابت عن الدنيا
بعد قليل في احد غرفة المستشفي استفاقت علي بد عمها الذي كان الوجوم يكسي ملامحه فسالته بذعر وجسدها ينتفض بشدة:
عمي هو حصل ايه، ومالك كده حزين لية ، هو جري حاجه لمشيرة طمني يا عموووو بليز
جلس بجوارها وامسك يدها لكي يهدا من انتفاضة جسدها وقال بحزن :
مشيرة بخير الحمد لله ولدت بالسلامة ولد، وهي حاليا في غرفتها معاها نوهير وعمتك
اخذت نفس عميق وتنهدت براحة وعادت وسالته:
الف مبروك يا عمو، بس ليه الحزن اللي علي ملامحك طيب
اغمض عيناه بالم وقال:
فدوى احنا عرفنا سبب الاغماء ، أنت حامل
حدقت به بقوة وتهللت الفرحه علي ملامحها بسعادة وقالت:
بجد يا عمو انا حامل، ياه اكيد سمير هيفرح بحملي ، لما يرجع لينا بالسلامة مش كده
ثم وضعت يدها علي بطنها وقالت :
اكيد الحمل حصل وقت احتفالنا بعيد جوازنا يوم اختفاء سمير يعني تقريبا دلوقتي حامل في شهرين وزيادة صح يا عمو بس غريبة انا محستش بالحمل غير من ايام رغم
اني في الشهر الثالث تقريبا
نهض عمها من جوارها ونظر اليها بحسرة والم وقال:
لا يا فدوى انت مش حامل في شهرين ولا ثلاثه، انت حامل في الاسبوع السادس يعني اربعين يوم بس
حدقت فيه فدوى بذهول وصاحت بهلع:
ازاي يا عمو سمير غايب عني من٦٥ يوم ازاي حامل في ٤٠ يوم بس ، عمو هو انا حامل من مين ؟!
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
يتبع...
تعليقات: 0
إرسال تعليق