حرق أعصاب
المؤامرة
البارت السادس عشر
.................... ...................
عاد سمير إلى الشقة الآمنة التي يسكنها الشباب المشارك معه في عملية البحث عن الحقيقة واستعادة هند
وأثناء حوارهم معه سألاه من يكونون هؤلاء الذين يقومون بحمايتهم والدفاع عنهم، هل ينتمي إليهم، بما أنه قال في بدأ الأمر إن العملية شخصية:
ليتفاجأ الاثنين بأميرهم كم يلقب باسمه الحركي يسدد مسدسه إلى رأس أحدهم ويطلق صمام الأمان كي يعلن استعداده لإطلاق رصاصته، ثم قال بإصرار وحزم:
- معنديش مانع اكشف ليكم أسرار العملية بس ساعتهم لازم تتخلوا عن حياتكم لأن عملياتنا الخاصة كالقبر يدفن فيه كل التفاصيل، ومهما كان صلتها بعميل من العمليات الخاصة تندرج تحت بند السرية، وناتو بسؤالكم بتخالفو التعليمات، ولازم السر يدفن معكم أو أي معلمو عنه لا تخصكم
عاد وارجع صمام الأمان إلى مسدسه وقال بنبرة حازمة:
في حد منكم مستعد يتخلى عن حياته مقابل معرفة تفاصيل لا تهمه أو تخصه، ولا نعقل ونركز في شغلنا بس
ابتسما الاثنين بارتباك وقال أحدهم بتوتر:
اسفين للتطفلنا يا امير، ونوعدك ده يكون اخر مره نتجاوز او نتخطي حدودنا في الحديث فيما لا يخصنا
ابتسم لهم سمير بسماحه وقال بهدوء:
- طيب اتفضلو ادخلو ارتاحو يومين وهنرجع نجمع معلومات
لحد ما فادى يرجع للعملية، لازم نكون متأهبين لاي هجوم جديد، والأهم نرجع الأ اتخطفو
اؤما الشباب الي سمير بالموافقة باحترام جم وقال عماد:
- أنا هستاذن من حضرتك اعالج جرح صلاح قبل ما ننام، تامرني بحاجه تانية، يا اميرنا
هز سمير راسه بالرفض وربت علي ظهرها قائلًا:
- متزعلوش مني لو شديت عليكم، حياتنا مش سهله زي الناس الطبيعيين، احنا الحرف في شغلنا لو اتعرف بيفرق معانا حياة
اتفضلو انتو خدو يومين راحة اللي جاية صعب لانه هيمثل المواجهة الحاسمة للعملية كلها، بالتوفيق يا شباب
ارتكز صلاح علي صديقة عماد ودخلو غرفتهم، وكذلك فعل سمير دخل احد الغرف الموجودة بالشقة ونزع ملابسه والقي جسده المنهك علي الفراش وتحسس جرحه، فشعر ببعض الألم لالتهابه بشدة،
اخذ نفس عميق ونزع الضمادة بصعوبة وحاول ان يداويه وبعد محاولات مضنية انتهي من معالجته، فعاد ووضع ضمادة جديدة ووضغط عليه بأحكام وعاد الي تمدده وابتسم فجاة لذكرة عابرة مرت علي مخيلته، وقال بعذوبة:
وحشني حضنك يا فدوتي، الله وما بعدني عنك غير الشديد القوى يا رب صبرني لحد ما يرجع نضال، قلقي عليك هيقتلني
وفتح حافظته واخرج صورتهم هي واولادهم، كانت اخر ما اخذو من صور اثناء ما كانوا بالفيوم، وقبلها بقوة:
- عارفه لولا تعب نضال ان كنت قضيت معاكي ليلة عشق لا تنسي يا رهينتي الجميلة المثيرة اشتقت الي لياليا في احضانك الدافئة الحنونه اه يا غشق الروح بحبك بجنون
ويغمض جفناه ويتخيلها امامه لكي تتسع ابتسامته ياخذ احد الوسائد ويحتصنها كي يعوض شوقه لها في احتضانه لخيالها المتجسد امامه في وسادته وينعم علي رؤية ملامحها الهادئة
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
في فيلا سمير
تحاول أن تائي فدوى إلى للفراش لكن فرحتها بعودة سمير جعلتها تطير من الفرحة ولم تستطيع النوم،
ارتدى ثيابها وخرجت من غرفتها قاصدة فيلته عمها فهمي
حتى تطمئن على أولادها، ما أنا خرجت من الفيلا أوقفها أحدهم وسألها بجدية وحزم:
- علي فين يا مدام عندي تعليمات بعدم خروجك من الفيلا
ابتسمت في وجهه بعفوية وقالت:
طيب ممكن تتصل بالعقيد ونوهير هو ابن عمي، وساكن في الكمبوند المجاورة، أنا راحه ليهم أتمن علي أولادي ممكن
طالعها الضابط المكلف بحراسته وقال:
أنا معنديش تعليمات بكده لكن تقدير للعقيد نوهير هتصل بيه ممكن تنتظريني بالداخل لحد ما اكلمه، وده تأمين علي حياتك
هزت راسها بالموافقة ودخلت الي هول الفيلا لكي تنتظر كم طلب منها، لم تمر دقيقة وأتي اليه الضابط قائلًا بمهنيه:
- كلمت المسؤول عن تامينك وهو بلغني إن العقيد نوهير في الطريق، ولما يجي هو هيتصرف مع حضرتك ممكن تنتظريه
تنهدت فدوى بقلة حيلة وردت عليه:
اوك مفيش مشكلة هنتظر العقيد نوهير، وانا هتصل بعمتو اعرفها اني في انتظاره لو وصل لفيلته الاول شكرا ليك
انصرف الضابط بعدما تاكد من تنفيذها للااوامر الصادرة له، ظلت فدوى تجول في الفيلا كالطير السعيد وهي تتخيل حياتها بعد. عودة سمير واستقرارهم، بعد كشف المؤامرة وأبعادها التي جعلت من هند ابنه له،
وفجأة مر بخيلها لحظه ما كنت بحضنه وتذكرت حلمها الجامح معه وشعرت بغصة في حلقها كأن هذا الحلم سيكون سبب لتعاسة قادمة لا تعرف سببها،
هزت رأسها بقوة ورفضت استسلامها لفكرة أن يعكر شيء آخر صفوة حياتها مع عشيق روحها سمير، الذي أعاده الله إليها سالمًا معافى، وتمنت أن تعود أيضا هند لما لها من معزة لديه لأنه هو من قام بتربيته علي إنه أبيها طوال أيام طفولتها،
كانت تمرح في ذكرياتها وأحلامها ولم تلتحظ دخول نوهير عليها ونظرته لها التي كانت تعبر عن حيرته من تغير حالها في خلال الساعة التي تركها فيها، كانت حزينة ومنهارة تماما والآن ملامحها تنضح بالسعادة والفرح والراحة،
واقف أمامها لعلها تراه بعد إن تاكد من شرودها التام في حالة من حالة النشوة التي تتملكها، كأن روحها عادت اليها فجأة فسالها بحيرة قائلًا:
ياتري سرحانه في ايه كان سبب السعادة المرسومة علي وشك كده، لدرجة محستيش بيا لما دخلت عليك
جفلت فدوى ونظرت اليه باسمه لم تستطيع اخفاء سعادة قلبها عن ملامحها البريئة التي تنطق بما تحتوي روحها من سعادة وقالت بتروي:
- مفيش بس بعد ما طمنتيني علي إن نضال بخير قلبي ارتاح، فرحت لزوجته واولادها لانهم مش هيتحرمو منه زي ولادي اللي محرومين من ابوهم ودلوقتي انت حرمتهم مني انا كمان
ممكن تاخدني ازو عمتي ومشيرة وحشوني أووي
غامت عين نوهير بريبة لكنه لم يتسطيع أن يفهم حالة المصالحة مع النفس التي تعيش بها فدوى وقال:
- انا مقدرش احرمك من اولادك انت واثقه من ده يا فدوى، ثواني اخد اذن من القائد بالزيارة لان عندنا تعليمات بعدم مغادرتك للفيلا لانك هدف
اخذت فدوى نفس عميق وزفرته براحة وسعادة وقالت:
- ياريت لان عمتو ومشيرة وحشوني جدا، اللي حملها مانعها تزورني هي وعمت ، بس أنا مسامحة كفاية اهتمامك ورعايتك بيا أنت وعموم فهمي،
وسكتت فجأة وأكملت حديثها قائلة بامتنان:
- نوهير أنا عايزة اقولك أني متشكرة لكل حاجة، بتعملها وعملتها علشاني وأسفه لو صدر مني حاجة زعلتك
بس أنت أخويا وواجب عليك تتحمل نوبات جناني ولا إيه
طالعها نوهير باستغراب وقلق لا يعرف سببه وقال:
- فدوى هو أنت منتشيه، حاسس إنك مش علي طبيعتك وان في حاجه كبيرة حصلت وقت غيابي،-
اولًا ابتسامتك الجميلة اللي رجعت تنور وشك بعد الحزن والقلق اللي كان طفيه،
- ده غير روح المسامحة وهدوء نفسك اللي كانت غايب عنك واختفت معها طيبتك ونقاءك وعفويتك البريئة
انتِ مش غريبة عليكي ، او اجهلك في حاجه حصلت بالساعة اللي سيبتك فيها لاما انت اخدت حاجه جعلتك في الحالة دي
اقتربت منه فجاة ولثمت خده ببراءة واخوة وقالت:
ايوة حصل وحصل كتير، منها اني عرفت واتاكدت إن ليا اخ حقيقي وسند وامان ليا في الدنيا اسمه نوهير وعمو فهمي
ياتري عندك مشكلة في كده
ممكن بقي تبطل كلام كتير وتتصل بالقائد بتاعك الاولاد وحشوني نفسي اضمهم لحضني واحس سمير فيهم، ممكن
ضرب نوهير يده كف بكف ونظر اليه بقوة وقال بحيرة:
- لااقسم برب العزه إن في حاجه حصلت غيرتك، لاما ربنا هداكي وبعد اللي حصل ليكي ولاولادك، ومن انك ممكن كنت تفقديهم خلاكي تستوعبي ان اولادك هما النعمة اللي لازم تعيشي علشانهم وتحافظي عليهم برعايتك ليهم،
هزت راسها بابتسامة ساحرة، اربكت نوهير الحائر فيها وقالت بثقة ومرح:
- هو ده بالظبط ممكن بقي تتصل الاولاد وحشوني اووي
لم يتسطيع نوهير ان يفهم ما حدث لها،، لكنه اتصل بالقائد كي يستاذن في خروجها الي فيلته تحت حراسته الشخصية لزيارو عمتها وعمها والاطمئنان علي اولادها
وافق القائد بعد. تأكيد ونهير له أنها ستكون تحت مسؤوليته إلى حين عودتها مع أولادها إلى فيلتها مرة أخرى...
ذهبت فدوى مع نوهير إلى فيلا عمها فهمي وما أن دخلت من الباب بصحبة نوهير هرع إليها أبناءها مالك وروح التي قالت لها بحزن وألم لم تتخيله:
ماما بابا مش مات صح، هو غمز ليا بعينه وضحك وشجعني قبل ما يقع على السكينة والدم يغرق الأرض
ارتجفت فدوى من صدمة ابنتها، وخلطها بين أبيها وبين نضال، واحتضنتها بقوة وضمتها إلى صدرها بحنان وقالت:
روح حبيبتي اللي أصيب أو نكل نضال مش بابا، وهو بخير متقلقيش وهيرجع تأني لمايشفي، أم بابا سمير فهو عايش وبخير وقريبا هي رجع لينا ونعيش كلنا في سوى سعادة
صفقت روح بكفاحها بطريقة طفولية وقالت بمرح:
- هاهنا بابا عايش بابا عايش، ماشي يا ماما انا هروح العب بقي مع جودي ولما يرجع خليه يفسحنا ماشي
تركت حضنها وهرعت الي غرفة جودي ولحقها مالك بعد ان اطمئن من والدته علي وضع نضال الذي يعتبره صديقه
القت فدوى جسدها علي اقرب مفعد واجهشت بالبكاء، دنت منها عمتها دولت واحتضنتها بحب وربتت علي كتفها بحنان:
- اهدى يا فدوى اللي مر بيه الاولاد مش سهل، مجرد صدمة ويومين وهترجع لطبيعتها وكويس أنك طمنتيها،
كفكفت فدوى دموعها والقت نفسها في حضن عمتها وقالت:
- تعبت يا عمتو ونفسي ارتاح ليه الحزن والحرمان والدموع نصيبي، انا طمنتها لكني محتاجة اللي يطمني ويقولي امتي سمير يرجع ليا وللاولاده وحياته
هو الهم اللي انا عايشة فيه من يوم ولادتي مش هينتهي بقي
ضمتها عمتها بقوة ولمست علي شعرها وقالت بجنان:
- أنت كنت في محنة زمان ووحيدة ورغم كده صبرت وربنا عوضك، ودلوقتي وأهلك معاكس وكلنا حواليكي وعايشه في عز والدك بتقولي هم
- اصبري يا فدوى كلها أيام ووضعك يستقر، ونهير قال إنهم شاغلين لكشف الحقيقة وبإذن الله سمير هير٠علك وتعيشي السعادة اللي تستحقيها معناه ومع أولادكم
ابتسمت علي مضض وشكرت عمتها علي مساندتها لها، وقامت لتجلس بجوار مشيرة التي أوشكت علي الوضع، وسألتها عن وضعها وحملها، وظلت طويل تتسامر معها
مر بهم الوقت سريعًا إلى إن عاد عمها فهمي من المستشفى،
وسعد برؤية فدوى ونضارة وجهه الصبوح وقال:
ما شاء الله بنت أخويا بترجي علي الخضة، اخر حاجه اتوقعتها انك تكوني في احسن حالاتك النفسية
نهضت فدوى وعانقة عمها بحب وردت علي تعليقه بانها في لحسن حالاته بقولها:
- يا عمو لما يكون كل اللي حواليا بيدعموني ويساندوني ويخافو عليا لازم اكون في احسن حالاتي،
المهم طمني علي نضال عدي مرحلة الخطر ولا لسه
ربتت عمها علي ظهرها وضمها الي صدره بحنان وقال:
- نضال بخير خرجنا الرصاصة، وعالجنا جرح صدره وعوضنا النزيف الحمد لله، وقبل ما اغادر المستشفي كانت كل مؤاشرتة الحيوية مستقره، لو فضل علي تفس الوضع هيخرج الصبح غرفة عادية باذن الله اطمني
تنهدت فدوى تنهيدة تنم عن الراحة والأطمئنان وقالت:
- طيب يا عمو ياريت تبقي تطمني اول ما يخرج، وليا عندك طلب يا نوهير أنك تاخد اذن ليا بزيارته، ده حقه عليا كفاية أنه كان بيضحي بحياته لانقاذي وانقاذ اولادى
طالعها نوهير ووضع يده تحت ذقنه بتفكير وقال:
- مفيش داعي يا فدوى تزوريه، مراته مش طايقاكي وخايف توجه ليكي كلمة تزعلك او تضايقك بسبب اصابة جوزها
ضحكت فدوى علي حرص نوهير عليه وخوفه من تعرضها للاهانة علي يد زوجة نضال وقالت بجلاء:
- لو قالت اي حاجه تزعلني ده حقها، جوزها كان هيموت وهو لسه مشافش ابنه وكله بسببي، وعمتنا انا واثقه انها مش هتغلط فيا او تقول حاجه تضايقني احترامًا لصداقتنا الوليدة،
غمغم نوهير وزفر بضيق من تكفيرها الطيب في اخلاقيات الناس ورد عليها معقبًا:
- صدقيني اللي زي مايسة دي مش سهله، وعندها استعداد تنبش اظافرها في جلدك بلحظه، عمتنا لو علي الزيارة بلغيني قبلها وانا اقدر اخد ليكي اذن بالمرة تطمني علي مربية الاولاد
وضعت فدوى يدها علي فمهم لتكتم شهقة قووية مدت تفلت منها وقالت بندم:
أنا ازاي نسيت هنية طمنوني عليها حالتها إيه، انا ندلة اووي
ضحك عمها فهمي وهو يربت علي وجهه برفق وقال:
- الحمد لله انقذناها لكنها نزفت كتير بس حالتها مستقره، متقلقيش احنا قومنا بعملنا والامن قام بعمله
كفاية عليك لحد كده ويلا اطلعي نامي مع اولادك، انت هتباتي معانا هنا لحد ما يتم تكليف حد تاني مكان نضال
هزت راسها برفض تام علي امل بزيارة سمير له في وقت ما من اجل الأطمئنان عليها وعلي اولادها وقالت:
- معلش يا عمو، مشيرة تعبانه ومحتاجة راحة، وانا مش هكون علي حريتي، دا غير في قوات بتامن الفيلا، وأكيد الإدارة هتتصرف لحد ما يرجع نضال أو تكلف غيره صح يا نوهير
زفر فهمي بضيق وقلة حيلة من إصرار فدوى علي العودة إلى فيلتها وقبل إن يرد تدخلت مشيرة في الحوار وقالت برجاء:
وحياتي عندك يا فدوى باتي معايا النهاردة بس، وحشني الكلام معاك والحكاوي والسهر قولي آه وغلاوتي عندك
تبسمت فدوى ووافقت علي مضض مع إلقاء شرط علي زوجها نوهير وقالت بتصميم:
تمام فرصه مدام هبات هنا خذني معاك بكره يا نوهير، اطمن علي نضال وازور مراته واساندها في شدتها اتفقنا
اؤما له الجميع بالموافقة فضحكت بسعادة وحضنت عمتها ومشيرة بحب شاعرة بالراحة لما الت اليه الامور اخيرأ بعودة حبيبها وانقاذ صديقةخ من الموت...!!
........... ............... .... .
في صباح اليوم التالي بالمستشفى الاستثماري،
دخلت مايسة مسرعة إلى غرفة زوجها بعد نقلها إلى غرفة عادية واحتضنته بقوة وقبلته بجموح وقالت:
- وحياتي عندك وحياة ابننا اللي ليه مشفش نور الدنيا، كفاية يا نضال أنا خلاص مبقاش عندي طاقة للبعد عنك
ملس نضال على خدها بحب وحنان وجذبها إلى حضنه برفق وقال بصوت أجش خافت يكاد يسمع:
- سامحيني يا ميمو غصب عني صديقي اللي قدم لي الحياة احتاجني كان صعب التخلي عنه، ولاني الوحيد اللي يقدر يامينة على سره كان واجب أقف جنبه وأسانده لو بروحي، كان صعب ومستحيل اتخلي عنه وقت شدته
انهمرت دموعها خوف وقلق علي زوجها الانتحاري وتوسدت صدره من الاتجاه الغير مصاب فيه وقالت بنزق:
- عارفة أنه ده واجبك، لكن ولادنا وحياتنا وسعادتنا ليه حق عليك، لو بتحبني بجد ابعد عن العمليات الخاص، مش رافضة تستمر في المخابرات بس بعيد عن العمليات الخاصة
ربت علي شعرها بحنان ثم انزل يدها علي بروز بطنها وقال:
- اوعدك بحياة ابننا اني مش هطلع المهمات العادية والبسيطة بس صدقيني صعب ابعد عن شئ بيسري في دمي كالعشق، ولعلمك مش انضمامي للعمليات هيكون هو سبب موتي،
ده لو حصل هيكون مجرد سبب بس، غير كده لكل اجلًا كتاب، ياريت تثقي في الله وتفوضي امرك والامور هتعدى، بس ليكي عندي اخدعملية او اتنين في السنة علشان مبعدش عنكم كتير، ده لو القيادة تقدر تعوض غيابي
اتفقنا يا زوجتي الشرسة
هزت راسها باستسلام واخذت تنظر الي وجهه الذي اشتاقت له ولأبتسامته التي تعشقها وتنير حياته بالسعادة والراحة
الي إن غفي ونام بين ذراعيها
بعد قليل خرجت وترك نضال ينال قسطًا من الراحة وذهبت هي الي اداء مهامها عملها كطبيبة بالمستشفي
واثناء مرورها اتاتها ممرضة وبلغتها قائلة:
- في واحدة سالت عنك اسمها مدام فدوى، ولما عرفت انك في المرور سالت عن غرفة المقدم نضال وزمانها عنده حاليا
،
حدقت بها مايسة بذعر وصاحت فبها:
انا مش قولت ممنوع الزيارة ازاي تسمحي ليها تدخل عنده
ابتلعت الممرضة ارياقها بصعوبة رهبة من ثورة دكتورة مايسة عليها واجابة باضطراب وقلق:
انا قلت ليها كده، لكن العقيد اللي معاهم قدم نفسه ليا وقال انها هتدخل تطمن بس عليه دون ما تزعجه
تأففت مايسة بضيق وغضب، وتركت المريض الذي كانت تفحصه وهرعت الي غرفة زوجها وكانت فدوى في طريقها الي دخول غرفته، ولم يكن باستطاعتها منعها، فدلفت قبلها ومن خلفها دلفت فدوى بصحبة ونهير،
ما أن راها نضال حدق بها بذعر وقبل أن يقوم بأي رد فعل لزيارتها له بالمستشفى اقتربت منه مايسة بعصبية، ووضعت علي فمه جهاز التنفس وقالت:
- معاش يا مدام فدوى أصل نضال تعبان وعنده ضيق في التنفس وخفت يكون الجهاز فصل وجبت جري أطمن عليه
ابتسمت فدوى لها بعدم فهم وقالت بامتنان وشكر:
- أنا مش جاية أزعجكم بس حبت أطمن علي المقدم نضال،
والحمد لله أن حالته مستقرة وبخير، أول ما عمي أكد عليا أنه خرج من الرعاية أطمنت وقلت اجي ازوك واشكرك انت وهو
وأتمنى ان صداقتنا تتوطدت بما اني زوجي وزوجك اصدقاء واخوات واللي بينهم اكبر من الاخوة كمان
ونظرت الي نضال الذي يطالعها بغموض وقالت:
ام انت يا حضرت المقدم معنديش كلام يوفيك حقك، بس أتمنى لما سمير يرجع بالسلامه، ربنا يقدره علي رد جميلك فيا وفي اولادى أنت انقذتنا من موت محقق
اؤما له بايماءة بسيطة وغامت عينها بطريقة مريبة جعلتها تهاب من اكمل الحديث معه، فابتعدت عنها الي الخلف لكي تترك المجال لنوهير لكي يشكره هو الآخر
اقترب منه نوهير وربت علي كتفه ومسده برفق وقال:
انت طلعت عند حسن ظن الإدارة بيك، وانا بتأسف ليك عن اي موقف حصل بينا واتسبب في حدوث فجوة بعلاقتنا
واتمنا الفترة الجاية يكون في تعاون مثمر بينا عن السابق
هز نضال راسه بالايجاب وشكرا لتفهم موقفه بعدها غادر نوهير اخذًا فدوي وخرجا سويا بعد ان ودعهم وشكرا مايسة علي صبرها وصداقتها لابنة عمه
مع استغرابه علي طريقة تعاملها معها لكنه ارجع ذلك حزن علي اصابة زوجها وإن فدوى هي السبب الرئيسي
ما انا خرج نوهير مع فدوى من الغرفة واغلقا الباب خلفهم كم طلبت منهم مايسة، رفع نضال جهاز التنفس عن وجهه ونظر الي مايسة بدهشة من تصرفها وقال بعدم تصديق:
دي فدوى مرات سمير يا مايسة
زفرة مايسة بحدة في وجهه وصاحت ثائرة عليها لنبرة الاعجاب التي تجلت في صوته وقالت:
عارفه انها فدوى مرات سمير اللي اتقذ حياتك، بس اللي عايزة اعرفه وتفسره ليا، عينك اللي كانت هتاكلها اكل، دي معناها ايه، مالك يا حضرت المقدم مش مالية عينك انا ولا إية
ضحك نضال بتهكم من غيرة زوجته الحارقة وقال يراضيها:
لا يا حب عمري أنت مالية عيني وقلبي وروحي وحياتي كلها،
واكمل مع نفسها بخبث ودهاء اشتهر به:
بس فدوى دي حكاية تانية خالص.؟!
وضحك بلؤم وهو يضم مايسة إلى صدره حتى لا ترى البريق الذي لمع في عيناه لرؤيته فدوى التي كانت جميلة على غير العادة ومثيرة حد اللعنة، بعد أن بث عودة سمير إلى حياتها فيها الروح من جديد فأشرق وجهه وظهرت نضارتها وجمالها الخلاب الذي يأسر القلوب،
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
يتبع.......
Despite reality that|the reality that} it doesn't accept US gamblers, you might utilize this site without making a profile. There are also several of} banking and 카지노사이트 deposit options available to fulfill your gambling needs. If a on line casino is licensed and regulated and their video games are audited for equity, find a way to|you probably can} rest assured that the slots are not rigged.
ردحذف