-->

رواية المؤامرة(الفصل السابع عشر) رهينة فراشة / الجزء الثاني

 


#لقاء_ناري

#المؤامرة

#رهينة_فراشه(الجزء الثاني)

#البارت_السابع_ عشر

... .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆

في حي الوراق من داخل بيت سمير القديم

كان فؤاد والد سمير يجلس مع مؤمن وامه نحمده وقال له:

وبعدين في مراتك اللي قلباها مناحة من امبارح دي يا مؤمن ، مش سمير طمنها واقسم انه يرد...


قاطعته نحمدة بحزن وقالت:

- سيبها في حالها يا فؤاد غصب عنها يا خويا اعذرها، انا نفسي قلبي واكلني علي سمير وهموت من القلق عليه

ورغم اللي قاله ابنك علشان يطمن قلبها ويطمنا عليه، لكني مش مرتاحة وخايفه اتحرم منه ،ومشفهوش تاني 


صاح فيها فؤاد بضيق وعصبيها لفألها السئ عن سمير وقال :

-الف بعد الشر عليه ما تتلمي يا نحمدة دايما كده نكدية ومشائمة ، قومي صلي ركعتين لله وادعي ان ابنك يخرج من محنته علي خير ويرد الغايب لان فيها نجاته 


اخذت تبكي بحرقة خوفا علي ولدها مما بنتظره وقالت:

-انا من ساعة ما شفت الرصاص اللي كان نازل زي المطر علينا من الارهابين اللي كانت جايين يقتلونا وانا مش قادره اتلم علي نفسي دا ربنا كتبنا عمر جديد علي ايد ابنك واصحابه،

واللي وجع قلبي وخلاني اموت في جلدى، الدم اللي كان مغرق كتف ابنك، ولا صاحبة اللي شالوه ميت، 

بصراحة كده حسا ان اللي جاي صعب ومش هيعدي بالساهل، وابنك مش هيقدر يعمل حاجه، سمير ضاع يا ابو سمير قلبي بيقولي كده 


نهض مؤمن من جوار امه وقال بجزع:

-حرام عليكي يا ماما كفاية اللي احنا فيه، انتي لو قاصده تقتلينا من الخوف والرعب علي سمير مش هتعملي كده


ثارت عليه امه بغضب وصاحت فيه قائلة بعصبية مفرطه:

حبيب قلبي هيضيع مني وعايزني اهدى، علي فكرة مراتك هي السبب في كل اللي حصل لينا، لو مكنتش ضحت باخوك واصحابه زمان للارهابين وجوز أختها، مكنش كل ده حصل ولا بعد أبني عن بيته وحياته ومراته سنين ،

منها لله ينتقم منها ربنا، هي سبب الخراب اللي احنا فيه، 

وبالاخر هتتسبب في موت نور عيني سمير حسبي الله

ونعمة الوكيل فيكي يا زبيدة 


ضرب مؤمن الطاولة التي امامه بقبضة يده وصرخ فيها معنفًا غير عابئ من غضب امه او الترفق بيها لمرض قلبها وقال:

-ارحميني يا امي ارجوكي وارحمي زبيدة وكفاية اللي هي فيه ، هتلقيها منك ولا من اختطاف هند ولا كارثة سمير وانت عماله تندبي وكمان بتحمليها ذنب كل حاجه، اللي فات مات وسمير سامحها ، ليه بقي مصره تقلبي علينا المواجع 


وقبل ان ترد عليه نحمده او يوقفها ابيه فؤاد عند حدها حتي لا تتمادى في ظلم زبيدة المكلومه، كم كانت تظلم فدوى لاته لا يرضيه ما تفعل، يسمعا صوت عميق وقوى وحازم يقول:

-اهدى علي ماما يا مؤمن، اللي مرت بيه امبارح كان صعب عليها وفوق طاقتها، 

وبالنسبة لزبيدة  انا حاسس باللي بتمر بيه، لاني اكثر واحد عانيت منه،علشان كده أنا مقدر حالتها،ووعدتها ان كل حاجه هترجع زي الاول و اكثر بس الصبر 


احتضن مؤمن اخيه الذي جفل من ضغط له وقال:

-براحة عليا يا مؤمن اصابتي لسه ملتهبة، المشكلة اني مش قادر ادخل مستشفي اتعالج فيها،وبعالج حرجي بنفسي

المهم يا مؤمن عايز منك تقنع زبيدة تكلمني وتقولها اني محتاج ليها ضروري، عايز اعرف منه شوية حاجات تخص الشيخ مقداد عم عجمان وابن عمه المشد


رد عليه إبيه فؤاد :

-بلاش النهاردة يا سمير، زبيدة تعبانه من اللي حصل،وبالذات 

بعد سقوط حملها اللي مكنتش تعرف عنه حاجة


غمغم سمير ومسح جبينه، كانه يريد ازاحت هم اثقل كاهله وليس له من حيله، حتي يخفف ما يعاني من حمله، تنهد بقوة وعمق ونظر الي اخيه قائلًا:

-للاسف إي تاخير في خطر علي الكل واولهم هند، عايز اقولك يا بابا أنهم ببجهزوها تتزوج وهي طفله من راجل تعدى سن الاربعين، أنا حاسس انه هيموتوها بطريقة شرعية وكده هيخلصو منها ومني، بعد ما ثبتو عليا تهمة الخيانة


ربت مؤمن علي كتف أخيه وقال بمحبة واحترام جام إليه:

-حاضر يا سمير إن هطلع لزبيدة، واقنعها تهدى وتحاول تسمع ليك، مع إني واثق انك لو طلبت منها روحها مش هتتاخر بيها عليك كفاية وعدك ليه 


هز سمير رأسه بأمتنان لاخيه تقديرًا له وقال:

-انا واثق من ده، بس بعد اللي مرت بيه بيتهيألي ان نفسيتها مدمرة، دعمك واحتواك ليها هو السبيل للخروج من حالتها دي، و طلبي منك اقناعها، ده لانك انت اكثر واحد حاسس باللي هي فيها  لان وجعها وجعك، فانت اللي هتقدر تحدد من كلامك معاها هتقدر تفيدني ولا صعب في الوقت الحالي 


استوعب مؤمن مغزي طلب إخيه واثني علي حسن تفكيره لتميزه بالذكاء الفطري ورد عليه بفخر:

طول عمرك صح وسابق الكل بتفكيرك، انا هطلع اتكلم معاها واشوف وضعها وهقولك ازي كانت هتقدر تفيدك ولا لاء


تركهم مؤمن وصعد الي زوجته وجلس سمير بجوار امه وابيها الذي ساله بحنين:

مش ناوي تجيب اولادك يزرونا، او تخلي فدوى تجيبهم وتجي علشان ظروفك الصعبة اللي انت فيها

وحشني مالك وشقاوته، وروح الغلباوية اشتقت لاولاد يا ابني


تنهد سمير بألم لحرمان إبيه من احفاده، بالذات بعد فقد مؤمن وزبيدة لاحد احفاده بدون ذنب وقال مؤاسيا ابيه ونفسه:

حقك عليا يا بابا بس صعب فدوى تجي هنا بعد اللي حصل، كفاية الضغط اللي هي فيه، وكمان لازم محدش يبلغها باللي حصل هنا لانها هتعيش في رعب وخوف ليل ونهار، وبالذات وان حاليا مفيش حد مرافق ليها بعد اصابة نضال،


هز ابيه راسه بتفهم وضمه الي صدره بحزن عميق يسكن قلبه 

الكهل الذي اثقلته كثرة الاحزان للفراق الاحباب عنه وقال:

حاضر يا ابني مقدر اللي أنت فيه، وكويس ان فدوى في وسط اهلها ياخدو بالهم منها ويرعوها


ابتسمت لهم نحمده بخوف وقلق علي ولدها فلذة كبدها مما ينتظره من مصاعب لاظهار براءته والعودة لحيانه وقالت:

-سمير إنا حسا باللي بيك، وبهم مؤمن اللي شيلته زي ما طول عمرك شايله، بس انا مليش في الدنيا غيرك انت واخوك صحيح اولادكم غاليين عليا زي ما بيقول المثل اعز الولد ولد الولد لكن عمرهم ما هيكونو في معزتكم بقلبي

وحياة ولادك توعدني تخلي بالك من نفسك قبل اي حاجة كفاية اللي ضاع من عمرك وحرمانك منهم  سنين


ربت سمير علي يد امه برفق وقبلها بأحترام وجذبها الي حضنه وقبل راسها قائلًا بتاثر:

الحمل كبير اوووي يا ماما واللي اتخطف لازم يرجع ،والحقيقة تظهر علشان اقدر ارجع لحياتي ودنيتي السعيدة وسطكم،


تنهدت امه ودعت من قلبها بان يفك الله كرب ابنها، اثناء ذلك ينزل مؤمن وبصحبته زوجته زبيدة التي انتفخت عيناه من كثرة البكاء ونظرت الي سمير بحزن وهرعت اليه والقت نفسها بحضنه لانه تعتبره اخ لها اكثر منه اخو زوجها وقالت:

-سمير سمير واجهشت بالبكاء بطريقة هستريا


مسد سمير غلي ظهرها وقال بحنان:

-اهدى يا زبيدة، اللي راح باذن الله هيتعوض، وربنا يخلي مؤمن وبدل الطفل يبقي عشر، ام بالنسبة للي حصل امبارح وهند، مش هيرتاح لي بال  غير لما...


شد مؤمن علي يد سمير وقطع حديثها اخذًا زوجته من حضن اخية الي حضنه وقال :

-مش وقته الكلام ده يا سمير، أنا مصدقت هديت اقعدى يا زبيدة وافهمي من سمير هيقولك إيه ويسألك عن ايه


ابتسم سمير له وربت وشد علي يدها مواسيًا وبدا يسالها عن كل ما يريد معرفته وهي تجاوبه في حدود ما تتذكره

الي أن انتهي سمير ونظر الي ساعته بقلق وذلك بعد إن وصلت له رساله علي هاتفه وقراء فحواها وقال :

-تمام كلامك ساعدني بعض الشئ وان شاء الله مع فريق التحريات المسؤول عن جمع المعلومات هتتجمع الصورة وهتبقي واضحه، وهنقدر نوصل ليهم بسهولة في عقر دارهم


اؤمات له زبيدة بالموافقة وامسكت يده وضغطت عليهاقائلًا:

-سمير كنت زمان بتحميني حتي من نفسي، وجوزتني اخوك وامنت حياتي، وعندى ثقة انك هترجع هند بس وحياة اغلي ما عندك ...


فجاة انتابها حالة ضيق في التنفس واخذت تنهج بقوة وتسعل بعدها بشدة وتحشرج صوتها واغشي عليها 

قبل إن تكمل حديثها،

حملها مؤمن وممدها علي الاريكة وقامت امه بافاقتها وقالت لابنها سمير الذي كان ينظر بتعجل الي ساعته :

-امشي أنت يا سمير باين عليك وراك حاجه مهمة، اتوكل علي الله واحنا كلنا معاها،وإن شاء الله ربنا هيعدلها


امتعض سمير من نفسه لاستعجاله في ترك اهله، من أجل الاطمئنان علي فدوى بعدما علم بزيارتها الي المستشفي، ابتسم علي استحياء ورد علي والدته:

غصب عني والله يا ماما ،بس وجودي هنا خطر عليا وعليكم 

انا همشي دلوقتي وهبقي اتصل اطمن علي زبيدة


وامسك يد امه فجاة وضغط عليها بقوة وقال:

-ماما زبيدة ملهاش حد غيرنا، وحاليا هي محتجالك واوعي تنسي انها ام احفادك سمير ونادين 

بلاش تقسي عليها زي ما قاستي علي فدوى اليتيمة وعمرك ما حاولت تكوني ليها الأم في وقت شدتها

انا دلوقتي اللي بقولك علشان تلحقي الباقي من حبنا قبل ما تخسري مؤمن لانه مش هيتحمل اللي تحملته  انا زمان علي مراتي،  ارجوكي يا امي زي ما احنا ولادك اعتبري زوجاتنا بناتك صدقيني هترتاحي وتريحينا، بحبك وحنانك لانك هتبقي ام لينا كلنا


انكست رأسها ارضا خجلًا من حديث ابنها الذي عاتبها باللين دون إن يهين كرامتها او يقلل من احترامها وقالت:

-سامحني ياسمير أنت واخوك، انانيتي وحبي ليكم الزايد عن اللزوم هيخسرني حبكم من غير ماحس

كان ده سبب في حرماني من احفادى لفترة طويلة وكمان دلوقتي اتحرمت من اغلي احفادي بسبب اللي حصل وبيحصل، حاضر يا سمير هاخد بالي من كلامي وافعالي وربنا يقدرني ارجعكم ليا ويعود ليا احفادي الغالين 


قبل سمير راسها وويده ابيها وربت علي اخيه برفق ووعدهم بزيارتهم مره اخري للاطمئنان عليهم ، وغادر لكي يذهب الي صديقه من اجل الاطمئنان عليه 

. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. ..

ذهب سمير الي المستشفي، وتسلل بمهارة الي غرفة نضال

دلف الي غرفته فرأه نائم، دنا منه وجلس بجواره

ارتسمت شبة ابتسامة علي طرف ثغر نضال وقال بثقة وهو مازال مغمض العينين:

أهلا بالضابط الهمام وامير الجماعة ، واخي بالدم 


ضحك سمير ومال عليه قائلًا بغموض:

هو في زيك ضابط همام، اظن مايسة سعيدة بوجودك معاها اكثر من حزنها علي اصابتك اوعي تنكر 


فتح نضال عيناه ونظر الي سمير بدهاء وقال وهو يقترب منه الي الحد الذي جعل العيون في المواجهه:

عرفت إن مراتك كانت هنا الصبح وزاريتني ، بس انا اكتشفت شئ مذهل من عشرتي ليك في حضورها ، واخيرًا فهمت ليه بعدت فدوى عنا بعد رجوعك ليها 


ضغط سمير علي فكه بقوة ومال علي نضال بشكل خطر

وقال بغضب مكتوم:

-نضال بلاش تخسرني إلا فدوى، النظرة اللي في عيونك مش مريحانا، لولي ثقتي فيك كنت رفضت مشاركتك في العملية

متخلنيش اندم لاني قبلت مساعدتك


وزفر بضيق واكمل:

ثم إيه اللي حصل من مراتك ده معاها، هي اتجننت بتخاف عليك منها، إيه هتخطفك، لو حد يتخاف عليه  انا اللي اخاف علي فدوى منك ومن تفكيرك بيها 


ضحك نضال بتهكم واعاد جسده الي خلف وقال بغموض:

كل كلامك ده ميمنعش، اني فهمت تصرفك الغريب في قطع العلاقات بينا واتصدمت فيك، بس مش بلومك الدراسة اللي قرأتها عن فدوى تخليك تخفيها عن الكل بس مش عني

ياريتك خليت صداقتنا موصوله مكنش حصل بينا اللي حصل


ضغط سمير علي قبضة يده بقوة حتي كاد يدميها وثار عليه:

-قصدك إيه يا نضال، اسمع كلامك ده دخل منطقة خطر ومش هسمح ليك، الا فدوى وبحذرك دي فيها موتك لو فكرت مجرد تفكير أنك......


قطع كلامه دخول مايسة عليهم التي نظرت اليهم بريبة بسبب 

نظراتهم الحادة والغضب التي يتبادلانها فيما بينهم وقالت:

-هو في إيه مالك يا سمير إنت جاي تطمن علي نضال ولا تتعبه معاك هو انت غضبان منه ولا إية.؟

مش كفاية اللي حصله بسببك،  رغم اني عارفه ان نضال   شايفة ده واجبه نحوك، بس انا بقولهالك اوعي يكون عندك امل إن نضال  يكمل المهمة 


حدق نضال في زوجته بحدة وغضب وقال ثائرًا:

-مايسة مش هسمح ليكي تدخلي في شغلي،والمهمة دي شئ يخصني انا وسمير وبس، واكيد هكملها لحد ما يقدر يظهر براءته ويرد المخطوف 

ثم سمير زعلان منك وكان بيعاتبنا علي اسلوبك مع مراته

هو ده سبب الغضب  اللي علي ملامحه،


ابتلعت أرياقها وردت عليه بغيرة جعلت سمير يثور عليهم:

-اظن انا  قابلتها  كويس، يمكن من قلقي علي نضال مخدتش

بالي من تصرفاتي، اسفه لو كنت ضايقتها 


ثم نظرت الي زوجها بغضب وغيرة :

ثم يا بيه اتت عايز تكمل المهمة علشان صديقك ولا معجب بالمدام انا مش قادرة انسي نظراتك ليه بعد ما جمالها عاد  ليها وانوثتها ظهرت بجلاء


امسكها  سمير من يدها وهزها بغل ونظر الي نضال شزرًا وصاح فيهم بغضب :

اسمعو انتو الاتنين، صداقتي ليكم متسمحش انكم تتكلمو عن مراتي بالشكل المستفز ده،


واشار الي نضال بغضب اوشك علي الأنفجار:

او ان تكون عينك منها يا صديقي واخويا بالدم زي ما بنقول 

انا بعدتها عن الكل خوفًا عليها ، ولعلمك انا بغير عليهابجنون حتي من  قرب نوهير منها رغم حبه الاخوي ليها،

وسعيد بان طارق ابن عمتها  بعيد عنها  اصلا وعايش بالكس


ورفع يدها اليه بالوعيد وقال:

اوعا تتخيل انت وهي، علشان محنتي وازمتي واحتياجي ليكم، اني ممكن  اسكت علي انكم تجيبو في سيرتها او تقلو من احترامكم ليها يبقي بتحلمو،

دي مراتي ودنيتي وحياتي كلها وعلشانها ضحيت بعملي في المخابرات ارضاء ليها، وممكن اضحي بيكم انتو الاثنين لو حد منكم مسها بكلمها تاذيها فاهكين


ثم قال باسف وندم وحسرة تتاكله :

للاسف يا نضال لولا ان معنديش حد أأمنه غيرك علي سري، كنت رفصت تكمل المهمة واتنازلت عن خدماتك 

وكلمة اخيرة اسمعها كويس،  لو عايز تحافظ علي صداقتي معاك لازم تطلع فدوى من دماغك وتحط حدود في كلامك عنها معايا، اوعي تفكر تتخطاها فاهم، ده تحذير ليك 

ولمراتك ولقد اعذر من انذر


عن اذنكم والف سلامة عليك ،واشوفك علي خير لما تخرج

غادر الغرفة وهو في قمة غضبه وشاعرًا بنار تحرق وجدانه لعدم استطاعت حماية زوجة عشيقة روحه من كل العيون التي تترصدها وتستكترها عليه


اما نضال بعد انصراف سمير شعر بفداحة غلطه في حق صديق عمره وتنهد بضيق ، ثم زفر انفاسه بغضب من نفسه ، ونظر الي زوجته المتهورة قائلًا

-مكنش في داعي تقولي اللي قولتيه لسمير عن اعجابي بفدوى، انت عارفه ان ده اول لقاء بيني وبين سمير من يوم ضلوعي بالمهمة، ليه اثرتي غيرته عليها، 

وانت عارفه هو بيعشقها ازاي وبغير عليها حتي من نفسه لشدة عشقه ليها، لدرجة انه فقد ثقته بيا خوفًا عليها مني 

انا صديق عمره واخوه 


ارتبكت مايسة من اتهام زوجها لها بالاندافاع والتهور بسبب غيرتها من فدوى التي سرقت لب زوجها بجمالها الاخاذ

لكنها واثقة تمام الثقة انها تهورت فقالت بندم :

-بصراحه غيرتي سيطرة عليا  ومقدرتش اتحكم في نفسي، بالذات لان جمالها النهاردة يسحر، عن لما كنت عندها امبارح قبل الهجوم مكنتش جميله كده كانت مطفية،

لكن النهاردة تخلي الحجر ينطق، ومدام قدرت تاثر عليا يبقي اكيد هزتك كرجل وبلاش تقولي انها بالنسبالك مرات صاحبك وبس زي ما بتقول


غامت عين نضال بغموض وشرد في تذكر دخول فدوي عليها بطلتها الجديدة وكيف انبهر بها وبجمالها الهادى وانصدم من مظهرها بنفس الوقت ، اخذ نقس عميق ورد علي مايسة قائلًا:

-بطلي هبل يا مايسة،مش فدوى اللي اثرت فيا وانت عارفه كويس مهارتي في قراءة لغة الجسد، لكن اللي صدمني كلام عيونها واللي كان جسدها بينطق بيه فدوى عايشه حالة عشق

ده معناه حاجه واحدة من اثنين، لاما اتاكدت إن سمير عايش لاما سمير كشف ليها نفسه وبيخدعني وده اللي لازم اعرفه


اخذ نفس غاضب واشاح بنظره بعيد عنها تعبيرًا عن ضبقه من افعاله التي احرجته أمام صديقه وقال بنفور:

اتفضلي اخرجي وسبيني ارتاح، وياريت بعد.كده تخلي بالك من كلامك كويس لاني مش هقبل تدخلاتك وافعالك تخسرني شغلي أوصديقي فاهم يا دكتورة


قضمت مايسة شفتاها بندم وقالت اسفا:

-اسفة يا نضال بس إنا مراتك ومن حقي اغير عليك، وبالذات من مرات سمير، لان بسببها أنا محرومه منك ،بصراحة ليه حق جوزها يخفيها عن العيون

-انت مشوفتش عيونك كان بتحوم عليها ازاي كنت نفسك تلتهمها، او كانك اول مره تشوفها لدرجة دي سحرتك

واخذت تبكي بألم لكي تنال شفقته 


لانت ملامح نضال الغاضبة وابتسم لها بعفوية سعيد بغيرتها  عليه التي بث الغرور في نفسه كرجل وقال لها:

-لا يا مايسة مش اول مره اشوفها، بس لو واثقة فيا وفي نفسك مش هتغيري منها بالشكل ده، هي ليها وضع غيرك ومكانتها عندى في منزلة تانية خالص،


ثم ضحك بايغاظة وقال لها: 

-لكن متنكريش ان فطرتها مع هدوء جمالها جعلها مثيرة بطريقة تجذب  أي راجل 


دفعته في كتفه بغيظ وغل وثارت عليه محتده:

هي بقت كده ماشي يا نضال، خليها ترعاك وتاخد بالها منك

صحيح رجاله ميلاش عينها غير التراب


جذبها اليه وضمها الي صدره بترفق علي نفسه وقال بحب:

-يا قلب وروح نضال يا ميمو هو انا ليا غيرك،انا بس بحب انكشك، انت اللي في قلبك يا روح الروح 

يلا بطلي دلع واتفضل علي شغلك وسبيني أرتاح علشان افوق للي جاي لانها هتبقي حرب ومعركة وجود

وحدث نفسه بخبث:

بيني وبين سمير صديق الامس ، وضحك بتهكم

. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. 

خرج سمير من المستشفي وهو في قمة غضبة، ولم يري امامه غير شوقه الي زوجتة التي حكم القدر بالفراق بينهم

ولم يكتب عليهم الراحة والاستقرار

لم يشعر بنفسه الا وهو يدخل فيلته هاربًا من الحراسة المفروضة علي الفيلا لتامين زوجته واولاده

دلف إلي الداخل يبحث عنها بعيون مشتاقة وعاشقة  وقلبه ينبض بشدة شوق ولهفه 

لكنه لم تكن موجودة في الفيلا لا هي ولا اولادهم، فالقي جسده علي احد الارئك ليريح جسده  في انتظار عودتها 

.........

هناك في فيلا الدكتور فهمي

تجلس فدوى مغصوبة في فيلا عمها بناء علي طلب عمتها من أجل قضاء يوم معها هي وأولادها 

ظلت فدوى كالطير الحبيس تبحث عن سبيل للخروج، الي إن وقت العشاء وخرج عمها الي المستشفي وصعدت مشيرة إلي غرفتها بصحبة نوهير الذي يريد تعويضها بأهتمامه بها،

ام عمتها فحرصت علي الجلوس معها وعدم تركها وحدها،

إلي إن طلب منها مالك العودة الي الفيلا لينام رافضًا المكوث ليلة اخري بعيد عن غرفته،


كانت فرصة لتطلب فدوى المغادرة  الي فيلتها ،هروبًا من عمتها وتمسكها بها التي وقفت حائل للذهاب وقالت:

-لا يا فدوى مش هتخرجي من هنا،  انا  مصدقت اطمنت لانك موجودا معانا ، بلاش ترجعي وتعيشي تاني لوحدك لولا تعب مشيرة كنت جيت عشت معاكي يا بنت الغالي


عانقت فدوى عمتها وقبلت وجنتاها بحب :

يا عمتو انا مش برتاح غير في بيت سمير، حتي ولادى مش بيرتاحو غير في غرفهم، ورحمة بابا وغلاوتة عندك سبيني براحتي، وادعيلي ربنا يرد سمير ليا وانا هبقي بخير دايما


تنهدت عمتها وزفرة بقلة حيلة بسبب تمسك فدوى بالرحيل ولم تستطيع ارغامها اكثر من ذلك فوافقت علي مضض وطلبت من نوهير ان يذهب معها حتي يطمئن قلبها،


لم يرفض نوهير طلب عمته وأستاذن من زوجته لكي يرافق فدوى الي فيلتها، رغم رفضه عودتها لكنه لم يستطيع ارغامها علي البقاء معهم ضد رغبتها 


وصل نوهير وفدوى بصحبة اولادها الي الفيلا وسلمها الي الضابط المكلف بحراسته وانطلق عائدًا الي زوجته بعدما اطمئن علي الوضع الامني  في فيلة سمير،

دلفت فدوى الي الفيلا وبداخلها شعور قوى بان سمير سيزورها الليلة لكي يطمئن عليها وعلي اولاده بعد إن حرم من رؤيتهم بالامس ....؟!

. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆

يتبع.....  .

الفصل الثامن عشر من هنا


   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : رواية رهينة فراشه

إرسال تعليق