#فراق_الروح
#البارت الرابع والاربعين
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
اشرقت شمس صباح اليوم الموعود زواج اولاد جاد، علي من فرح ابنة سناء اخته ودنيا علي ناجي ابن عمهم سويلم
كانت الحركة دؤوبة لكل من بالدار ونحرت الدبايح التي اشرف رياض عليه بنفسه وتزينت البلد بالزينات والكهارب التي امتدت الي كل دار
اثناء وجود رياض بالدار حاولت ورد التحدث اليه ولكنه لم يعطيها فرصة، لتواصل معه كأنه يتهرب منها وهي لن تستمر علي هذا الوضع شهران مروا علي طلاقه لها، وباقي شهر وتنتهي عدتها ويصبح طلاقهم حقيقي وتحرم عليه
وهذا ما لن تقبله هو زوجها الذي من اجله تخلت عن زوجها كي تعود إليه ما ان علمت بعشقه وحبه له
كيف تترك عشقهم يضيع لمجرد كذبة لم تقصد بها عدم ثقتها في حبه لكن عدم ثقتها في نفسها وخوفها من خسارته
ظلت تحاول وتحاول الي ان غادر الدار لكتب الكتاب الذي سيكون بعد صلاة العصر في المسجد كم طلب علي ووافق ناجي علي ذلك
عادوا الجميع بعد كتب الكتاب الي الدار وتجهز وتجمع الشباب لتجهيز علي لزفافه وقامت البنات بتجهيز دنيا وفرح وحضرت حنان متاخرة عن الجميع وهي واطفالها الثلاثة فسالتها ورد"
كنت فين يا حنان من الصبح ،كل النسوان بالدار بيجهزوا البنات بعد كتب الكتاب و انتي اختفيتي
انزلت صغيرها الذي اخذته فجر هي وبدر ليلعبوا معهم وقالت"
حجك عليا يا عما بس بعد كتب الكتاب ابا رياض اجي مع عبد الرحمن الدار وكنت بجهز ليهم الغدا لانه جالي هيريح جتته هبابه جبل الزفة وعبد الرحمن جالي اجهز الوكل
يدوب خلصت الاكل وعملت ليه كوباية شاي وجيت جري
ابتلعت ورد ارياقها وتنهدت بحرارة"
يعني رياض عندكم بالدار طيب مجاش يتغدا مع الرجالة ليه
اقولك سيبي ولادك مع فجر وبدر وادخلي للبنات ساعديهم في تجهيز العرايس انت عارفة ياسمين بدات التاسع وتعبانة
وانا هروح اجيب شوية طلبات ومش هتاخر علشان لو حد سأل عليا يلا
ودخلت غرفتها ارتدت احدى عبائتها وخرجت مسرعة بعد ان استاذنت من حماتها التي كانت تشدوا بمواويل اهل الصعيد
وسط نساء العائلة المتلفين حولهم
ذهبت الي دار عبد الرحمن وقلبها ينبض بقوة خوفًا من رد فعل رياض لحضورها لكنها اخذت قرار الا تعود الي الدار من غيره، لن تسمح له ان يزيد الفراق عن ذلك، وستعمل علي ان يجتمع شملهم من جديد حتي تكمل فرحتها مع ليلة فرح ابناء العائلة التي هو كبيرها وستعود هي زوجته
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
هناك في دار عبد الرحمن
ظل رياض يتقلب بملل ونهض وبدا يرتدى ثيابه قائلًا لنفسه"
مبينش فيها راحة بعد اليوم، الفرح اللي كان شاغل وجتي هيخلص اليوم، ولازم اخد جرار في طلاجي من ورد
لياخذ نفس عميق ويقول باشتياق محموم"
اه يا ورد اشتجت ليكي يا جلبي ولاحضانك ونفسك وريحتك الحلوة اشتجت لياليا معاكي لكن اللي عملتيه كان واعر جوي وكسرت جلبي بعملتك
لو كنت اجدر كنت كسرت عضامك وادبتك علي عملتك معايا وكذبك عليا لكنه مش طبعي ولا يهون عليا اوجعك كي ما وجعتيني، طلجتك صوح لكن طلجت روحي جبلك
جيت اادبك واحاسبك علي افعالك،جلدت نفسي وعذبتها ببعادك اه يا جلبي لو تعرفي كل كلمة كنت بتجوليها كيف كانت بتجطع في ما كنت عملتي اللي عملتيه
واخرج حافظته وتطلع الي صورتها معه وتنهد بقوة متذكرًا كل ما حدث ليلة طلاقه لها .....فلاش باك
بعد اصراره علي ان يزوج علي من دنيا واستعطاف ورد له
امسكها من ذراعها وهزها بقوة صائحًا"
لاه الحكاية مش حكاية جوز علي من دنيا انت في حاجه تانية واعرة مدرياها علي انطجي يا ورد جبل ما يحصل اللي اندمك عليه العمر كله مالها دنيا بولاد خوي جاد انطجي
ارتجفت ورد بين يداه بشدة وقالت بانهيار واستسلام"
دنيا متنفعش لحد من ولاد جاد لا علي ولا ياسين لانها اختهم
من ابوهم
راته ينظر اليها بحدة وغضب لكن الغريب انه لم يصاب بالدهشة ليقول بتهكم"
اكده صوح جاد هو علي حسيتها واصل من اول يوم ضميته لصدري مش مجنون انا، كتير كذبت نفسي وجولت ليه خوي يداري نفسه عني، لكن لما فجد الذاكرة لجيتني بعذره في كل حاجه نسيها بناتنا انت بجي يا مرتي وعشرة عمري ليه دريتي عني كذبته ، ومن ميتي عرفتي انه جاد وكيف ؟!
ولو خابره ليه دس حجيجته عني جوليلي وريحي بالي انا صوح يمكن مكنش بعلم الغيب لكن ربنا منور بصيرتي زين
انطجي يا ورد وافتكري زين اني جولتك لو في حاجه اكتشف انك دساها عليا مش هيشفع ليكي حاجه وهتكتبي علينا الفراج واديكي طلعتي دسا عني سر عمرك كله يعني اختارتي الفراج علي انك تكوني صريحه معايا،
جثت ورد تحت اقدامه وصرخت بلوعه "
لاء فراق لاء انا خوفت ومش هنكر بس غصب عني،لاني عرفت انه جاد قبل حتي ما تخدني زوجه ليك
خوفت يارياض ترجعني ليه علشان ولادنا وبالذات ان الخطر زال عنه،لو كنت قولتلك وعملتها كنت هموت نفسي وده سبب اني دريت عليك ولما فقد الذاكرة حسيت انه ملهوش لزمه لانه اصبح بشخصية جديد لا هو علي ولا جاد
زفر رياض بضيق ونهض واقفًا وجذبها لتقف أمامه وقال لها بحدة ازعجتها ولم تعتادها منه وهو ممسك بها "
انا رايد اعرف كل حاجة حصلت بينك وبين خوي وجولتيله اية خلت دس عني شخصيته انطجي يا ورد
تركها فجاة لتجلس علي الفراش وتبدا تقول لها ما حدث"
حاضر هقولك كل اللي حصل، فاكر يوم عيد ميلاد ياسين ، يومها اتصل بيك وعيد.ابنه ودخلت يمها عليا وقولتلي خدي كلمي جاد رايد يطمن منيك علي ولاده
اول ما كلمته اطمن عليا وعلي الاولاد وسالني علي حالي معاك، قولتله من غير ما اقصد حاجه
ان حالي معاك نفس حالي قبل جوزي منه، أستغرب وسالني بحيرة "
ليه دي رياض راجل عارف ربنا ومظنش هيظلمك بجوازه منك غير لو فعلا هياخدك زوجه ليه اللول كان لتعليمك لكن ايه سبب عزوفه عن اتمام زوجه بيكي دلوقتي، معقول اتجوزك بس علشان طلبت منه
رديت عليه "
للاسف يا جاد مش ظلم، اخوك لسه شايفني مراتك لانك حي حاسس انه بيتعدي علي حقك فيا بجوازي منه كانه بيحفظني ليك، لما سالته قالي انه مش قادر يلمسني لاني بنظره مرات اخوه الحي لو ارملتك كان ممكن
اتنهد بضيق ورد عليه بغضب"
مفيش فايدة في مثالية رياض الزايدة عن اللزوم، عمره ما بيقدر يفكر في نفسه ابدا، من حقه يعيش كفاية عايز في رحاب خديجة سنين اسمعي يا ورد لاني واثق من حبك لرياض لازم تقنعيه انت كمان انا مسامحك عرفيه كده وساعته هيتقبل بيكي شريكه لحياته ويا عالم لو كنت هقدر اكلمك تاني او لاء بس الجاي عليا صعب خلي بالك من علي عوضيه حرمانه من امه ومني دي امانه عندك ياورد
بعد ما قفل معايا حسيت انه في شر هيصيبه ولما جيت وبلغتني بانه مات في محاولة انقاذه عرفت انه كان بيودعنا
لكن بعد اسبوع رجع علي اول ما شفته محستهوش غريب عني ونظراته ليا خليتني اخاف منه
لحد ما قعد وكلمني ولما لاقني مش متقبله كلامه صارحني بانه جاد وحكي ليه ازاي اتبدل باخوه التؤام ساعتها حسيت اني في دوامة ورجعنا لدوامة رفضك ليا
اول لما لاحظ تعبير وجهي اللي اتغيرت الف لون ولون سالني بصراحة "
ورد اظن بعد خبر موتي جوازك من رياض اصبح حقيقي
كان ردي عليه صادم وقولتله"
للاسف لاء رياض لسه حزين عليك بس بدات احس انه تقبلني كزوجه لكن ظهورك دلوقتي مع حل مشكلتك مع المخابرات
هتعرض جوزي منه للانهيار
سامحني يا جاد بس انا فعلا مقدرش ارجعلك تاني ولو رياض فكر يطلقني علشانك انا هاخد ولادى وانزل مصر
انا مش هقبل ابقي شوخشيخه بينكم، ده غير اني مش هقدر اكون ليكي زوجه تاني واخدع نفسي انا بعشق رياض
يومها طبطب عليا وضحك بحزن وقال"
لو حصلت اموت يا ورد هموت وامنك السعادة مع اخويا علي انك تعيشي مقهورة وبعيد عنا
اطمني يا ورد انا هتنازل عن شخصيتي وهغيش بشخصية علي بس توعديني انك تعوضي ولادى غيابي بحبك ليه وتكوني جمبهم دايما في الازمات
وفي حاجه كمان لازم تدوريلي علي عروسة علشان اخرج من الدار بسرعه لان اخويا مش غبي وممكن يكشفني بسبب قربه لعلي عني وبالذات ان علي كان بيعشق الزراعه عكسي كنت بعشق العلم خلاص يا مرات اخويا ارتاحي جاد مات ومش هيرجع تاني وده عهدي قدامك عمري ما هكسره
بكت بحرقة وامسكت يده برجاء"
هو ده كل اللي حصل ارجوك سامحني يا رياض مقدراش اقولك بعد ما فقد الذاكرة حسيتك هتلومني
دريت السر وعشت في دوامته ولما ربنا رزقه بدنيا فكرت ان ممكن يجي الوقت اللي تطلبها لياسين، اترعبت من الفكرة
ووقفت العلاج بعد ماكنت خلاص قرب اللبن يجف في صدري وبقيت ارضعها وعرفت هداية علشان لو حصل تقف جمبي وتمنع الجوازة ونسيت ان علي اتربي معاهم وممكن يتجوز دنيا لو منفعش ياسين هي دي غلطتي
عارفة اني كذبت ودريت لكن صدقني الخوف هو اللي كان بيحركني مش عدم ثقتي في حبك
ونسيت مع الايام لحد ما حصل اللي مكنش علي البال وجه جاد يطلب يجوز ابنه لبنته من غير ما يعرف
طالعها رياض بغضب وضرب يده بالحائط"
واه ياورد كل ده جدرتي تدسيه عليا، خرجتي سر علاجتنا لخوي وكمان اتفجت معاه علي دس نفسه عني كل العمر ده
افرضي وانت بتولدى جرالك حاجة كان ايه الحل لو جوزت علي لدنيا مدام هداية هترفض جوازها من ياسين لانه خوها وراضعين علي بعض
انت خابرة كان هيوحصل ايه، لدرجة دي انا صغير في عهدى ليكي لما اجسمتلك اني يوم ما اتجوزتك اني عمري ما هملك
وان اللي حوصل كان لسبب خارج عن اردتي
ظلمتيني يا ورد وظلمتي حالك وظلمتي ولادك من حرمانهم من بوهم وهو حي حتي علي اليتيم هان علي بوه لاجل يرضيكي ويرضي انانيتك فيا
لاه يا ورد انا مجدرش اسامحك ولي حساب معاكي لما اعود
يعود رياض من ذاكرة هذه الليلة علي صوت ورد.... باك
رياض وحشتني
التفت بسرعة كانه لدغته عقربة وصاح فيها بحدة"
واه انتي اهني بتعملي ايه يا ورد اتجنيتي و لا اتخبطي في راسك، كي تخرجي من دارك جبل عدتك ما تخلص يا مرة
امسكت يده وقربتها من قلبها وقالت باستعطاف"
عدتي خلصت يا رياض لانك هترجع معايا النهاردة لدارك انا خلاص مبقتش متحملة فراقك اكثر من كده
لو مش عايز ترجع ليا نكمل حياتنا سوا، براحتك انا مش هغصب عليكي لكن ، رجعني لعصمتك مش عايزة اموت وانا مش مراتك ومتحرمه عليك وحياة ولادنا بلاش وحياتي مدتم مش قادر تغفرلي غلطتي
وناسي قدر ايه اتعذبت لحد ما رجعت ليك بعد ما وهبتني لاخوك كنت دايما بتفكر في مصلحتي من غير ما تفكر في احساسي، ودلوقتي بتعاقبني من غير ما تعرف عواقب عقابك
انا بموت يارياض ارحمني وارجعلي
غامت عيناه وتحاشي النظر اليه وقال بحدة"
عاودي دارك يا ورد ولو حصل وهملتيها جبل عدتك ما تخلص انت الجانية علي روحك ويلا مشي وهمليني دلوج
ابتسمت بحزن ونظرت اليه باشتياق كانت تمني نفسها ان يمنحها عفو او عطف والا يتخلي عنها هكذا الا ان غلطها كان من الصعب ان تمحي بسهولة فردت عليه قائلة بلوعة"
حاضر يا رياض انا همشي بس افتكر انك جنيت عليا مرتين مرة لما وهبتني لغيرك علشان تسعدني رغم ان وجودي جمبك بس كان كل منايا، وتاني مرة لما حرمتني من اني اموت علي ذمتك، لو جرالي حاجه يا رياض انا مش هسامحك
ويارب تفوق قبل فوات الاون لانك هتتجرع مرارة فراقي طول عمرك لكن انا هفارق الدنيا كلها لانك مش فيها وهرتاح
وقبل ان يرد عليها تخرج مسرعا تغلق خلفها الباب ليجلس رياض علي الفراش منهار حزين ويقول لنفسه"
مش هسمح ليكي يا ورد تفارجيني حتي لو الموت سبجني ليكي هروح معاكي يا منية النفس
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
يتبع....
تعليقات: 0
إرسال تعليق