رواية /ملح بطعم السكر ( الفصل الثالث والاربعين)

#احداث متلاحقة

#البارت الثالث والاربعين

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

جلس رياض مع اولاد وابناء اخيه من ورد الذين وجهو سؤال غريب إليه لم يكن يتوقعه اثناء بحثه عن حقيقة عودة اخية جاد بشخصية علي فكان السؤال قاتل لكنه استطاع الخروج منه بحكمه حين ساله ياسين وياسمينا"

بابا رياض نفهم من كلامك ان كده ماما اتجوزتك وهي  مكنتش  ارملة يعني جوازك منها باطل

  وليه بابا قبل ما يفقد الذاكرة معرفكش انها لسه مراته وانه هو نفسه جاد وليه دارى حقيقة شخصيته عنك كانت ممكن تحصل كارثة لو اتجوز ياسين دنيا 

معقول اتنازل عن ماما ومحبش يحرجك بما انها بقت مراتك

طالع رياض ورد بضيق  كانه يريد توبيخها بسبب ما ظن به اولاده ولانه لم تفصح عن حقيقة اخيه حين عرفت في وقتها وعاد ونظر الي ابناءها وقال"

انا لما اتجوزت امكم مكنتش ارملة خوي، كانت طليجته خاف عليها وعليكم وطلجها لاجل يسلم اذاهم ، ده اللي عرفته لما بلغوني بخبر وفاته 

ولان خبر وفاته اللي وصلنا كان في شهور العدة اعتدت بشهور عدة الارملة، يعني جاد خابر واصل انه ملهوش حج فيها غير انه ابو ولادها اللي حرم نفسه منيهم بكيفه  ولولا فجده للذاكرة كنت لومته وسالته ليه داري نفسه عني رغم اني كنت كتير بشك انه مش علي، لكن متصورتش انه  يكون جاد  واستغربت كيف جاله جلب يداري  نفسه عن خوه اللي رباه ويعرفه انه حي على الاجل انا في لول لو رايد يحميكم

ابتسمت ياسمينا ووضعت يدها علي بطنه وقالت بمرح"

ربنا اعلم كان بيفكر في ايه يمكن خاف علينا من كشف سره

يلا كله خير وبركة يا بابا،كفاية ان ابني هيخرج لدنيا وليه اجمل جدين  بالدنيا بابا رياض وبابا جاد 

وكمان سعيدة ان علي اخويا مش هيشعر باليتم بعد كده،

لاني كنت حسا ان ده سبب بعده عن الكل لاحساسه انه غريب بينا ولا اية يا عريسنا 

جلس علي بجوارها واحتضها من كتفها وقائلًا بحماس"

عمري ما حسيت باليتم  بينكم بالعكس كلكم احتضنتوني،وبابا كان قريب مني رغم عدم اظهار شخصيته، وبصراحة عمي رياض عوضني غيابه، والنهاردة وبعد اللي عرفته عن بابا انا فخور بيه وبانتسابي ليه ولماما اللي فديته بروحها ووقفت جمبه واعلنت اسلامها من عشقها ليه

بجد النهاردة اسعد يوم في حياتي ونواه لحياتي القادمة

اضافت كلمات علي الصداقة النابعة من القلب روح لجلستهم التي استمرت الي مطلع الفجر فطلب منهم رياض ان يجهزوا نفسهم لصلاة قبل ذهبهم للنوم لان غدا سيكون  يوم طويل على الجميع،  ما ان انتهتوا من صلاة الفجر وعادوا الي الدار  ذهب رياض مع عبد الرحمن  ليبيت عنده والكل يظنوا انه من اجل النسوه التي بالدر ولا احد يعلم  بتطليقه لورد

التي تركها  تلوم   نفسها علي كثرة اكاذيبها عليه ولعدم تبليغه بحقيقة جاد حين علمت منه من اول اسبوع اقام معهم بالدار بعد ان اخبرها هو بنفسه وجعلها تشعر بالارتباك من التعامل معه اواقامته معهم، وكان هذا السبب الرئيسي لحثه على ان يتزوج بسرعة ويترك الدار

غير انها خافت من رياض يعلم بعودته فيردها له وذلك اليوم الذي دخل يحدثها فرحًا عن عودة اخيه، فثارت عليه واتهمته بعدم النخوة، فكان هذا سبب ان يتمم زوجه بها واخيرًا اصبحت زوجته وعشيقتها التي القي علي اذانها كل كلمات العشق والغزل والحب الحقيقي بدون انانية

لتصفع نفسها وتصيح عليها قائلة"

ليه مقولتش يومها انه جاد ليه فضلت ساكته وهو بيقولي سبب طلاقه ليا اول مرة ليه وهو بياكد اني ملكه ومستحيل يفرط فيا ماخلاص بقيت مراته كان هيبقي  حساس معايا في الأول لكن مكنش هيرفض يحي بين احضاني ويذيقني عشقه الذي كنت ارتوي منه كم يرتوي هو منه 

ليه وليه والف ليه وانا الغبية اللي ضيعته من ايدى بسوء تفكيري وافعالي وخوفي من اماني وسندى الوحيد

لتضع يده علي راسها وتبكي علي نفسها منتحبا"

اه يا ورد لو رفض يرجعلك يبقي حقه لكن وقتها، هيكون كتب شهادة وفاتي بايده،يارب ترجعلي يا رياض....

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

في وقت سابق بدار جاد وهداية

كانت هداية سعيدة بعودته لشخصيته الحقيقة وبعودة اولاده له وكذلك عودة حق رياض بنصيبه في ميراث علي لانه ليس احق به وحده كام كان سيكون الحال لو لم يكشف عن حقيقته لتساله هداية حائرة عن سر تمثيله فقد الذاكرة رغم انه يعيش بشخصية غير شخصيته بالاساس وعدم البوح لها بسره غير بعد ولادة دنيا بفترة فاتي جوابه كالتالي"

عايزة تعرف سر تمثيل فقدان الذاكرة علي الجميع حتي أنت لحد ما ولدتي دنيا هقولك 

بعد ما رجعت كان عندى استعداد اصرح بشخصيتي لرياض وورد وامي لكن  اكتشفت شئ خلاني اتراجعت  عن تبليغ رياض بعد ما كشفت شخصيتي لورد، اللي نصحتني بسرعة جوزي قلت فرصه ابعد عن رياض وشكه في اوقات كثيرة انه مش  علي اخوه اللي كان  بيفهم عني في الزراعة وكل شغل رياض لقربه منه اثناء سفري للتعليم  في فترات طويلة

وبعد جوازي بيكِ بدات اتجنب رياض لكن مقدرتش اتناسي ورد اللي كان حضوري دايما بيوترها

وبالذات تودودى لياسمينا اللي كانت بتميل لرياض كانه ابوها ومحستش بيا زي علي ما حس بيا واتمسك بالعيشه معايا

لحد ما بدات ورد تحمل وتسقط بعد شهر واتنين، واستمر حالة سقوطها مش هنكر عليكي بقيت حاسس اني انا السبب

وفعلا سالت طبيب نفسي بلغني ان الاجهاض المتكرر بدون سبب ممكن يكون ضغط نفسي

حسيتها مستعجلة تكون ام لابن من رياض قبل ما يعرف شخصيتي وتتعقد الامور

وكمان ملاحقة ماما بانها نفسها تفرح باولادى، كنت لازم امثل عليكي انت كمان رغبتي وشوقي للاطفال  واقدامي علي الزواج للانجاب، يوم عن يوم لقيت الحلقه بتضيق عليا، خوفي علي ورد من سقوطها المتكرر ،شك رياض فيا، طلب الجميع واولهم امي بالخلف

لما اتخانقت معاكي وخرجت مخنوق مش لاقي حل واتصلت بسويلم علشان يقنعك توافقي علي العلاج، مكنتش طبعا اعرف انك سبقتيني  انت وورد  وبدات تتعالجي 

وجت عربية خبطيتني و لما فقت بالمستشفي لقيتها فرصة اهرب من كل ده واريح ورد من الضغط النفسي اللي عليها يمكن ربنا يكرمها بالطفل اللي يربطها برياض

علشان كده قلت ليكم اني فقدت الذاكرة،كان سهل عليا اعيش بينكم بشخصية هترسموها انتم مش انا 

واتقبلت حياتي وكانت فرحتي كبيرة، لما عرفت انك حامل يمكن لو قولتيلي قبل ما امثل فقدان الذاكرة كنت اتراجعت لكني كملت واعتبرت نفسي فعلا شخص جديد اتولد بينكم بذكريات جديدة هتكون لي معاكم بحلوها ومرها 

فهمتي ليه مثلت عليكم فقدان الذاكرة وليه كنت بفكر اتجوز عليكي مش افتري لكن هروب

تنهدت هداية وتذكرت يوم ابلغها بحقيقة كان بعد فطام دنيا وتفكيرهم في طفل جديد،   فلاش باك

كاتت هداية تداعب دنيا واتي وجلس بجوارها وقال"

هداية ممكن تسامحيني لو خدعتك او خنت ثقتك ، عارف انك اتحملتيني لحد ما اصبحت اتعايش معاكي ومع حياتنا لكن مش ناسي اني في  يوم الحادثة قهرتك بفكرة اني اتجوز عليكي علشان اخلف 

هبت هداية ناهضة وامسكت وجهه بين كفاها وصرخت بفرح ممزوج بدموعها التي انهمرت بغزارة علي وجنتيها"

علي انت رجعتلك الذاكرة يا فرحت جلبي احمدك يا رب انك رديته ليا ورديت ليه بداية عشجنا 

انزل يدها من علي وجهه وتحدث بالم مجدول بالتوتر "

لاء يا هداية انت مفهمتنيش علشان قلبك الطيب رفض كلمة الخداع وتمسك برجوعي ليكي وبس

هداية انا خدعتك لكن انت بالذات مينفعش اكذب عليكي لانك شريكة عمري وتقبلتيني بكل عقدى وتشوهاتي النفسية

انا مفقدتش الذاكرة وكمان انا مش علي انا....

وضعت هداية يدها علي اذنها وصاحت بالم"

مريداش اعرف الا حاجه واحدة جبل ما تكمل حديتك، انت رايد تجر بحجيتك علشان بجيت جدرك اللي هتعيش معاه ولا بتجر ليه لاني حبيبتك وشريكتك وانك مجدرش تتحمل تخدعني اكثر من اكده وانه حجي عليك اعرف كل حاجه

جذبها الي حضنه وقال بحنان وثقة"

لو مش بحبك مش هكشف ليكي سري، انا اخيرا معاكي لقيت اللي ببحث عنه انا اتحبيت من زوجتي الأولي لكن مجدرش احبها لان جوازنا كان مكيدة رغم انها ضحت بحياتها علشاني 

وزوجتي التانية عشقتها وطمعت فيها وقلبها مش ملكي وفضلت احارب علشان اكسبه لحد ما كنت هضيع نفسي

لكن معاكي اتجوزتك علشان تكمليني واكمل معاكي حياتي ، لقيتك بتملكي قلبي بحنانك وعشقك ووقوفك جمبي في احلك ظروف حياتي، خطفتي قلبي يا هداية وربنا عوضني منك بالبنت اللي حرمت نفسي منها كل ده وتقوليلي محبكيش

صحيح مثلت عليكي وعلي الكل وده هيفضل سرنا،لكن مجدرش بعد النهاردة وانا شايف قد ايه بتفكري تسعدني وبس انا كمان لازم اسعدك واعرفك ان كل لحظة عشتها معاكي خلقت مني انسان جديد بيعشقك ويعشق الحياة معاكي يا اغلي هداية رضاني بيها ربنا

وقفت هداية صامتة طويلًا امام حديثه المبهم لكنها تاكدت انها احتلت قلبه وكيانه وهذا ما انعش قلبها بالسعادة وسالته بقلق عما كان يقصد بانها مش علي ولديه بدل الزوجة اثنين وهي الثالثة وله ايضا ابناء فاردفت"

هو انت مين ومين دول اللي اتجوزتهم وامتي

ضحك براحة وضمها الي لصدره حتي يستطيع ان يسيطر علي انفعالاتها حين يقول لها عن حقيقته واردفت"

انا جاد يا هداية طليق ورد قبل ما تظني انها لسه مراتي وانها كانت ارملة وهفهمك ليه بس ده سرنا ومن اول ما تسمعيه لحد ما اقرر افشيها او لاء انا هفضل علي وذاكرتي معاكي من حملك لدنيا فاهمة

ارتجفت هداية  بشدة علي ذكره انه جاد  تؤام زوجها وزوج ابنة عمها التي كانت تعلم بمأساته معها

وتركته يقص عليه حكايته وكيف طلبت ورد منه الطلاق او السفر معه وفضل تطليقها علي ان يعرض اولاده للخطر وان رياض سافر له واخذ ابنه ليربيه كتعوض عن بعده عنهم

لكن ظل سر اختياره ان يمثل علي فقد الذاكرة الي اليوم 

ليقرر ان يعترف لها حتي تعود الامور الي نصابها....باك

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

اراحت هداية راسها علي كتفه وتنهدت بحيرة وسالته"

في حاجه مش فاهماها، لية زعلت من ورد لانها  اخدتني عند دكتور نسا  يعالجني وكانت سبب لحملي الحمد لله،

رغم انك عشت بره واتوجعت لم تعرف مش هتزعل كي ما زعلت وجررت تدي ورد درس عمرها 

زفر جاد بضيق وقال مفسرًا سبب ضيقه ومن اقدام ورد على عرض زوجته علي طبيب بدون اذن منه"

الاول هوضحلك حاجه زعلي وضيقي من اللي حصل  كان اساسه عقابك انتِ مش تعليم ورد درس،

رفعت عيناها اليه ونظرت باستغراب سائلة"

تعاجبني انا حجك لاني دريت عنك زيارتي للدكتور ومتابعتي معاه وكمان رضاعة ورد لدنيا اللي كنت وجتها مرعوبة لحد ما جولتلي انك جاد وجولت الحمد لله انها خيتهم ومفيش ضرر  بس لما عرفت معاجبتنيش ولومت ورد

ضحك جاد وضمها الي صدره بحب ومسد علي ظهرها قائلًا "

هفهمك ليه كنت هعاقبك وبعدها فكرت ادي درس لورد

لما روحت اصالح علي على ياسين ورياض قال انه هياخد دنيا ليه انا اتصدمت دي الحاجه اللي معملتش حسابها بس كنت واثق ان ورد هتتصرف لانها عارفة انهم اخوات،فوافقت لحد ما تتصرف علشان ابعد الشك عني، لكن اللي صدمني كان انت لما قولتلها اتصرفي يا ورد، 

معني كده انك انت وهي عارفين اني ابو دنيا وياسين وده معناه انك خنتي ثقتي وبلغتي ورد اني جاد رغم معرفتي الوثيقه انها عرفاني لان ورد استحالة تعرفك اني جاد خوفًا من سؤالك ازاي جاد وكنت ارملته ومتجوزه رياض من غير ما تطلقي منه 

علشان كده صبرت لحد ياسمينا ما دخلت وسالت ويومها عرفتيني السر اللي بينكم ومنها كشفك عن طبيب نسا، انا زعلت فعلا من ورد لان حقي اعرف وده عرفنا،لكن اللي حيرني تفكيرها وانها بتداري سري بمصيبة اكبر لانها لو حمت  

دنيا من زواجها بياسين  مش هتقدر تمنعه من علي ،

بصراحة اتوقعت  بعد السنين دي كلها، لما تعرف بنيته في زوجه بنتي من ابنها،تعترف لاخويا اني جاد وترد ليا حقي في اولادى بما اني فاقد الذاكرة لكنها لعبت لعبة عبيطة زعلتني منها ولما عرفتيني سركم ،بدات افكر ازاي ارد حق رياض الضياع في نصيبه بورث علي ،اللي اخدته بانتحالي شخصيته  وولادى منها اخدو حقي كجاد،وده ظلم ليه بعد اللي بيقدموا للكل، ونفس الوقت ارجع ولادى لحياتي 

رفعت راسها عن صدره وسالته بغيرة "

جاد انت عملت كده تعلمها درس رغم ان ممكن رياض يطلقها فيها علشان ترد لكل واحد حقه ولا علشان لسه بتحبها وبتغير من سعادتها مع اخوك 

اغمض عيناه واخذ نفس عميق واجابها"

عايزة الصراحة ورد سكنت قلبي سنين كتير حتي لما رجعت رغم اني كنت فاقد الامل انها ترجعلي لكن اتمنيتها،تعرفي اني بعدت عن عيالي لانهم بيفكروني بخسارتي ليها، بس جيتي انت وملكتي قلبي وسكنتيه، منكرش ليها مكانه فيه لكن مش زيك انت بقيتي المربعة علي عرش قلبي يا بت عمي وكفاية معاكي بفضي بكل اسراري وبحكي ليكي كل الالمي

اللي بتدويها ببلسم شفتايكي 

بقولك ايه مش نفسك في اخت لدنيا ولا استكفيتي بالثلاثة

ضحكت هداية ليجذبها اليه ويلتهمها بقبله ساخنه بداية لليلة اكثر سخونة علي فراش الزوجية

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

يتبع....

الفصل الرابع والاربعين من هنا