-->

رواية عشق من رحم الحياة البارت الثالث عشر

 البارت الثالث عشر



عودة_الروح

#البارت_الثالث_عشر

***____**_____***_____&&

تتلاعب الافكار السوداء بعقل مريم  وهي بسيارتها في طريقها الي بيت ابيها بعد اتصاله بها، وهو يصيح بها"

الحقي ابنك يا مريم، لتنقطع المكالمه قبل ان يكمل ويبلغها ما إلم بابنها ، وكم حاولت ان تتصل به عدة مرات  لكن دون جدوى ، لتترك لقائها مع الدكتور المشرف علي رسالتها وتهرع  مسرعه إلي البيت لتعرف ما حدث لأبنها "

تصل البيت لتفتح الباب بيد مرتجفه خائفه بعد أن عصف بها القلق وجعلها علي حافة الانهيار، لتلجمها الصدمه بسبب ما تراه امامها لتقف محلها ساكنه تتأمل منظر أبنها  القابع في حضن ابيه بسعادة وراحه"

تخرج من حالتها عند سماع اسمها المحبب لها من بين شفتاه حين ناداها بتلقائية وبراءة مطلقه"

مرمم اشتجتلك يا جلبي ، اتوحشتك جووي 

ليترك ابنه النائم بين يد عمه الذي تجسد علي ملامحه الفرحه بكل معانيها، ويقترب منها بتمهل كانه لا يصدق وجودها أمامه

ليجذبها لصدره بقوة ويده تلعب في شعرها بطريقة همجيه

وهوجاء ليبعدها عن صدره ويضع كفيه علي وجهها لينظر لها بقوة متاملآ ملامحها المذهوله  ليهتف"

اتوحشتك يا جلبي ، كل جطعه فيكي مشتاج ليها وللمستها، كاني كنت ميت وحيت علي نظرة عيونك الحلوة

تاخد مريم نفس عميق لتنطلق صائحة بقوة"

صهيب حبيبي رجعت ليا اخيرآ،اه يا قلبي اللي رديت في الحياة من جديد لتلقي نفسها علي صدره  تتوسده وتبكي منهارة

يضحك صهيب ويحوطها بذراعيه ليضمها إليه بقوة ،ويحملها ويلف بيها بطريقة هيسترية تعبيرا عن فرحته بانها حيه"

لينزلها ويكفكف دموعها بيده وهو يبتسم لها بحنان"

واه بتعايطي ليه يا زينه، انت اللي كنتي بتموتي مش انا، ولو رجعت فانا رجعت ليكي ولابني اللي سمعت من خشمه احلي كلمه بابا في الدنيا وهو بيصرخ عليا  لاجل انقذه من البسه


تتطلع مريم لابيها لتسأله بحيرة"

بسة  او قطة ايه اللي صهيب بيقول عليها، وعرفني ده حصل ازي ، انا سايباه الصبح مكنش في اي تغير في حالته

يربت ابيها عليها بحنان ، ليسحب يدها ويجلسها امامه " اللي حصل يا بنتي مع صهيب  معجزه بكل المقاييس انا لحد دلوقتي مش مستوعبها لكن فعلا عاطفة الأبوة كانت أقوى من كل الحقائق والتجارب الطبية  المعروفه

تنظر له مريم تراه يتأملها بحب وشوق تنهض وتحتضنه بقوة وشغف وتاخذه ليجلس بجوارها "

كمل يا بابا ازاي بتقول عاطفة الأبوة وصهيب مش حاسس بينا أو شاعر بوجودنا ولا يعرف أن ليه ابن حتي


يهز ابيها رأسه مستنكرٱ ويعطيها ابنها ليكمل حديثه"

لا يا مريم اللي حصل يخليكي تفكري الف مره هل كل المراجع الطبية قادرة فعلا علي أستبيان خفايا النفس البشرية وحقيقة

الارتباط الأبوي بأولادهم اكيد في جانب مجهول بالنسبه لينا وده اللي رجع صهيب من حالة اللاوعي بالسلامه


تتنفس مريم بقوة  لتسأل أبيها "

ازاي يا بابا ايه اللي حصل لحمزه خلي صهيب يفوق بسببها  ويرجع لينا اكيد كان حمزة  في خطر مؤكد


يضحك أبيها بقوة "

مش هتصدقي  اللي حصل كان ابسط مما تتخيلي لكنه موقف ارتبط بفكرته عنك وعن حملك وعن الامومه نفسها


تطلع إليه بتفحص لتري تامله فيها تحتضنه "

انت  كنت وحشني اوووي ونفسي احكي ليك عن كل لحظه بعدت فيها عني ، بس قولي  ازاي حسيت بابننا وكان سبب لرجوعك

تطلعت إلي صهيب بتفحص لتري تامله فيها وتحتضنه "

انت  كنت وحشني اوووي ونفسي احكي ليك عن كل لحظه بعدت فيها عني ، بس قولي  ازاي حسيت بابننا وكان سبب لرجوعك وايه اللي حصل لحمزه  


يرد ابيها بهدوء"

اقعدى وانا هحكيلك اللي حصل ،، بعد ما خرجتي لمقابلة الدكتور لتحديد  ميعاد لمناقشة الرساله ، خرجت صهيب من غرفته وقعدته في الفرانده ، بعدها جت جارتنا مدام حنان بتطلب مني استضيف القطط بتوعها لحد ما بتوع العفش ينزلو عفشها انتي عارفها انها  سكنت في مكان تاني وخايفه ان حد يدوس  علي القطط الرضع، انا خدتهم وحطيتهم في الفرانده  ، المشكله ان امهم شرسه اي حد بيقرب منهم بتبخ فيه، وصحي ابنك حمزه وكالعادة بقي يدور علي صهيب ويعيط ونسيت خالص موضوع القطط ودخلته ليه اول ما شافه قعد جمبه وفضل يلعب معاه كالعادة، ودخلت  غرفتي اقرأ بحث ، وفجاءة سمعت صراخ ابنك وهو بيقول بابا بابا وبيعيط خرجت اجري لقيت صهيب بيوطي يحمله وبياخد القطه اللي كان ماسك فيها والقطه بتشدها منه منظر عمري ما شفته طفل بياخد وليد من امه وهي بتاخده بفمها منه كانها هتاكله وهو مصر ياخده وبيصرخ لقيت صهيب بيطبط عليه وبياخد القطه من ايده اللي كانت امها هتاكله علشانها وبيقوله

سيب البسه امها هتاكلك ، هي بتخاف عليهم كي امك بتخاف عليك وانا كمان بخاف عليك يا جلب بوك 

انا مقدرتش احبس دموعي زيك كده، وشوفت قد ايه رحمة ربنا بينا كانت كبيره ، لان خوفه علي ابنه رجع الغياب ،وفهمت لما الدكتور قال لازم يتعرض لموقف مشابه للي اتسبب في صدمته، و زي ما خوفه عليكي ضيعه منا،خوفه علي ابنه من شراسة القطه رجعه،شفتي ان شفاءه كان ابسط من اننا نتوقع وان حمزة الطفل ببرائته  قدر يرجع  صهيب اللي زيه"


تنظر مريم لصهيب بعيون تتلاءلاء بها الفرحه والدموع التي انهمرت بغزاره متذكره حديث صهيب عن القطه وخوفها علي اولادهم فتاخدهم بفمها  لتهرب بهم ، حين وضحت له ما هو الحمل لتتاكد ان هذا الموقف هو ما ذكر صهيب بان حمزه ابنه وواجب عليه حمايته مثل القطه  ما حمت وليدها"

يقترب منها صهيب ويمسح دموعها ليقول لها بتلعثم"

بتبكي ليه يا زينه انا خلاص فهمت، وعرفت عمي فهمني ان الولادة فيها عذاب للأم ، ولازم تجاسي لحد ما  وليدها يتولد و يوصل بالسلامه، سامحيني لبعدى عنيكي، بس توعديني من اليوم مفيش عايط تاني اللي لما اموت


تضع مريم يدها علي فمه لتمنعه من تكملت حديثه"

بس يا صهيب اوعي تكررها انا من غيرك  ميته، انا النهاردة ليلة عيدي وفرحتي اللي كملت برجوعك ليا


يضحك صهيب ويضمها ليسمع صراخ ابنه ياخذه منه ،يصمت حمزه لابيه بويبتسم له كانه كان يعترض علي ضم ابيه

 لامه واهماله هو

يضمه لصدره بحنان "

علشان اماتيك كانت هتروح مني، ولاجل عيونها انا هحفظك من كل شر علشان ما تعايط وجلبها ينخلع عليك

لتضم مريم  الاثنين بقوة "

انتو الاتنين احلي حاجه  في دنيتي ربنا ما يحرمني منكم

***************

تعود حياتهم الي سابق عهدها ويعود صهيب لتلقي دروسه وكان حمزه يدوم علي رفقة أبيه ليتعلم مثله ويظهر علامات من النبوغ لسرعة استيعابه ، واصبح هو وسيلة ابيه في ترديد بعض الكلمات التي يتعلم  صهيب نطقها "

رغم عودة صهيب لحالتة الطبيعته  الا انه هجر مريم في الفراش وعاد لمعاملتها معاها  ايام زواجهم الاولي 

حاولت مريم كثير استمالته واثارته لشوقها له لكن كان ابعد ما يكون عن ان يشعر بالاثارة، كم كان يحرص علي اخذ حمزه في حضنه لتفقد مريم قربه منها وحضنه الدافئ ايضا"

وكل يوم يمر بها يزداد.تعلق حمزه بابيه كانه ملاذ الأمان لانه الوحيد الذي يستطيع ان يفهمه جيدا ويعرف احتياجاته التي تماثل احتياجات صهيب تماما، يلعبان معآ  ويلهوان سويا بالألوان والرسومات وتركيب المكعبات، ليعيش هو وصهيب  داخل عالمهم الخاص المفعم بالنشاط واللعب ممتزج بالبراءة"

________

ظل بعد صهيب عنها يؤرقها،الي ان استبد بها الشوق فقررت ان تعيد زوجها الي احضانها من جديد ،الي أن جاء يوم وبعد  ان خلد الجميع الي النوم "

حملت طفلها القابع في حضن ابيها براحه،و ذهبت به الي حجرة خاصه جهزتها له وعادت الي صهيب ،لكي تحتل حضنه الا انها راته جالس علي الفراش ناظرا لها بغضب "

فين وديتي حمزه كان  نايم بحضني ، انطجي فين  راح

تقترب منه مريم وهي تحل حزام روبها لتصبح امامه بملابسها المثيرة وتلقي نفسها علي صدره تتشممه وتحسسه بعذوبة"

وحشتني يا صهيب وحشتني اووي، ضمني لصدرك


يضمها بهدوء  لكن ليس كم اعتادت منه  سابقآ"

ترفع راسها من علي صدره وتنظر له بحيرة لساله"

جرالك ايه يا صهيب ، ليه بتعاملني ببرود كده انا زوجتك وليا حقوق عليك وبصراحه مشتقالك ايه مش حاسس بشوقي ليك ولا حتي بالاثارة ، مالك فقدت احساسك بيا ليه


يضحك وهو يقبل شعرها بحنان وليرجعها الي حضنه"

مفيش حاجه يا مرمم، انا جصرت معاكي في ايه وليه خدتي حمزة من حضني ، وجوليلي  ايه بس مضايجك يا زينه

تقرب  شفتاها من صدره وتقبله وتستمر في تقبيله كثيرا لعله يتجاوب معها ، لكنها كان ساكن لا يتحرك كانه لا يشعر بلمساتها علي جسده تاركها تفعل ما تريد"

تبعد عنه بعد ان شعرت بالاهانه لتصيح فيه"


انت ايه جرالك بقولك انا ليا حقوق عليك، عارف يعني ايه حقوق ولا لازم، افسر ارحمني يا صهيب ، ورجعني لحضنك

يضمها صهيب بقوة لتشعر مريم بجسدها يتحطم تحت قوة احتضانه لها لتأن من الالم فيبعدها عنه ناظرآ إليها بحنان"

انت في حضني وجوه جلبي ،ومش محتاج  تفسرلي او تشرحي حجوجك عليا بس انا مجدرش ابعد عن ولدى هاتيه ينام جاري وكلي ليكي


تثور مريم  بعصبية"

ابنك ايه بقولك محتاجه حضنك تقولي   مش قادر ابعد عن ابني طيب من النهاردة حمزه هينام في غرفته، لان مينفعش ينام بينا انا ليا خصوصيات مينفعش تنكشف علي ابني، وانت مكانك هنا جمبي دي اقل حقوقي عليك"

يقطب صهيب جبينه  ويوليها ظهره ويخرج من الغرفه، ويعود حاملآ حمزه بين يداه ، ليرقده ويتمدد بجواره "

ليرفع راسه وينظر لها باسما امام نظراتها المذهوله من افعاله"

اطلعي نامي يامرمم ، ولدى مش هيبعد عن حضني واصل 

ولا هبعد  عنيكي يا زينه يلا اطلعي خلينا ننام

ويغمض عينيه ليتركها تتاكل مع نفسها غيظآ منه"

وفي اليوم التالي يخرج صهيب مع ابيها لاداء امتحان محو الامية من اجل الحصول علي شهادتها لكي يستطيع ان يلتحق بالمرحله التاليه في مشواره لاكمال تعليمه"

وفي أثناء ذلك تقوم مريم بتهيئة غرفة الاطفال لابنها حمزة لكي يبات فيها من اليوم،


بعد عودة أبيها وصهيب اطمئنت مريم علي اداءه في الامتحان ولكي تؤهله لانفصال حمزه عنهم ، أولته أهتمامآ مفرطآ ،تريد ان تستميل قلبه الذي هجر حب قلبها بدون سبب، و حتي لا يغضب عليه مثل امس،يلاحظ ابيها اهتمامها الزائد به ليسالها"

في أيه يا مريم هو صهيب زعلان منك في حاجه،  بتحاولي تصالحيه،و لا  فرحانه أنه اخيرا تعبك معاه بقي بفايدة، بعد ما وضع رجله علي اول طريق النجاح بتحصيل العلم"


تتطلع مريم لصهيب وحمزه المنسجمان مع بعضهم بتناغم رائع كأنهم شخص واحد،، لتشعر بالسعادة تغمر قلبها بكل زهو، لانها استطاعت ان توهب لصهيب الحياة والسعادة التي يستحقهم

لتبتسم لهم بمودة وتستدير لأبيها تحدثه"


لا يا بابا انا مزعلتش صهيب، لانه بالنسبالي الحياة، بس فعلا صهيب بدأ يتغير في حاجات كتير جدا،حتي في علاقتي معاه

وانا عايزه اشعره بالأمان ان  اللي بينا عمره ما هيتغير  ابدا لحد ما يفهم ويستوعب،هيفضل حبيبي وزوجي وعشقي الاوحد


ينهض ابيها ويربت علي شعرها"

ربنا يسعدك بحياتك ويديم عليكي الرضا، انا هقوم انام وانتي خليكي مع جوزك وابنك 

تقبل مريم يداه وتنزل لتلعب معهم ويفرح صهيب لمشاركتها لهم الي ان يغفو حمزه بين يدي ابيه وكم حاولت مريم اخذه لتهدهد حتي ينام لكنه يتشبث بابيه ويبكي ليطلب منها صهيب تركه له ،الي ان غفا، ليحمله ويدخل به  غرفة نومه ليرقد علي فراشه مثل كل يوم "

تدخل عليه مريم وهو يمدده تطلب منه  ان  يتركه ويذهب لياخذ شاور قبل النوم ، يدخل صهيب الحمام وتحمل هي ابنها وترقد في غرفته الجديدة وتضع بجواره كل العابه 

تذهب إلي غرفتها وتغير ثيابها بمنامه حريرية تظهر تناسق جسدها ورشاقتها وتتعطر وتنتظر خروج صهيب من الحمام

الذي خرج وبيده  منشفه يجفف بها جسده وشعره"

تنهض لتاخذها منه وتقوم هي بتجفيف جسده، لتلقي المنشفه وتحتضن جسده البارد وتضمه بقوة تريد تدفئته واحتوائه

يحتضنها صهيب بالمثل لتترنح بين يداه هائمه به من فيض مشاعرها الثائرة المشتاقه له ليحملها صهيب كطفل صغير ويرقدها علي الفراش لتجذبه الي ثغرها كي يقبلها"

الا انه ينتفض بقوة ويتركها وهو ينظر لها بحيرة"

فين راح حمزه ، بردك خدتيه الغرفة التانية ، ليخرج مندفعآ لكي يأتي بابنه وتلحقه مريم وتمسك يداه قبل ان يحمل حمزه

وتهتف بعصبيه فيه بصوت خافت كي لا يستيقظ ابنها"


اسمع يا صهيب ده مكان حمزه، من النهاردة مش هينام بينا تاني دي اسس التربية السليمه، لازم يتعود ينام لوحده ويبدأ يعتمد علي نفسه في بعض الاشياء، فبلاش تدخل في تربيتي لابني لان نومه بجوارنا اكبر غلط هيعلمه الدلع والاتكال علي الغير لازم ينام لوحدة ويتعلم الاستقلالية من صغره علشان شخصيته تكون قوية وميكونش انسان مهزوز"

تري حيرته في عينيه لتفهم انه غير قادر علي استيعاب ما تتفوه به عن التربية وتقويم الشخصية منذ الصغر"

تجذب يداه وتلف ذراعيها  حول وسطه"

يا صهيب افهم انا انانية فيك وعايزاك ليا لوحدى ، خلي الصبح لحمزه والليل ليا ها اتفقنا"

ينزع يداها من حول وسطه"

لاه ما مشش ههمل ولدى لحاله روحي نامي لوحدك انا هنام اهني جاره لاما اخده ينام جارنا جولت ايه

تصيح مريم فيه غير عبأه بازعاجها لابنها"

خلاص يا صهيب براحتك انا مبقتش فاهماك ولا عارف فين حبك وعشقك ليا، وخوفك علي زعلي كل ده راح وخدك حمزه مني، بس افهم زي ما حمزة محتاج لحبك و وحنانك ووجودك  في حياته ،انا كمان محتاجالك كزوج وحبيب ومحتاجه استغني عن كل الدنيا بحضنك اللي بيحتويني"

انا خلاص يا صهيب مش هسعي لطلب حقي فيك تاني، بس يارب متندمش بعد فوت الاوان لما تخسر حبي ليك

وتخرج والدموع تنهمر علي وجنتيها بغزارة تعبير عن حزنها لخساره زوجها الي ابنها ،لتتسائل مع نفسها كيف تكره الذي منها بسبب هجر من  ملكت نفسها اليه وكان سبب لوجوده  

لتعود الي غرفتها خائبة الرجا مكسورة الفؤاد لتدفن وجهها في وسادتها وتترك لدموعها العنان لتغسل همها"

****************

تمر بينهم الحياة رتيبه علي رتم واحد لا يتغير

في الصباح هي بالجامعه بعد التحاقها بالعمل فيها كدكتورة تدريس ،،وفي العصر بين طلبات ابنها وصهيب مع حرصها التام علي تدريبات صهيب للادراك والكلام

وفي المساء تتسامر مع ابيها عن احوالها وتطور حالة صهيب

الي ان يخلدو الي النوم ليدخل صهيب غرفة حمزه الذي زاد تعلقه بابيه اكثر من ذي قبل ، وتدخل مريم غرفتها تجتري الاحزان وحدها لفراق صهيب لها بدون سبب واضح،

والغريب تعامل صهيب معها بحب وشوق ولهفه عليها ، كم في السابق واكثر تشعر دائما بنظرته الحنونه عليها كانه يضمها لصدره ويهدهدها بعشق وحنان ،ليؤكد لها انها مازالت في قلبه حبيبته وعشيقة روحه ، كله هذا تشعر به الا ان يكون لها زوج مره أخرى  في فراش الزوجية الامر الذي اصبح يحير مريم

لتلاحظ زميله لها في هيئة التدريس وتسالها عن سر وجومها الدائم  وشرودها كانها تحمل فوق كاهلها ما يؤرق سعادتها

تبتسم لها مريم في حزن"

نفس افهم ايه السبب اللي يخلي زوج يهجر فراش الزوجية

وهو بيحب ويعشق زوجته بجنون ويعبر عن هذا باستمرار


تتنهد صديقتها  لتجيب عليها"

ساعات بيكون نوع من الفتور، اقولك شوفي مناسبه حلوه

واحتفلو بيها سوا وجددو عهد حبكم


وكان كلام صديقتها اتي في وقته لانهم ابلغوها اليوم بحصول صهيب علي شهادة محو الامية واصبح متاح له الالتحاق بمرحلة التعليم الاساسي


تشكر صديقتها وتذهب للبيت وقلبها يحدوه  الامل في استعادته وبعد العشا تزف خبر نجاحه  إليهم ليفرح ابيه وصهيب يهلل سعيدا بفرحته اكثر من  نفسه"

لتهمس له في اذنه، نفسي احتفل معاك  بنجاحك علي طريقتي الخاصه، تعالي نام بحضني النهاردة اشتقتلك

يرجع صهيب راسه للخلف  لينظر لها بعشق"

حاضر يا مرمم  بس بعد ما حمزة ينام

وبعد ما خلدو جميعآ للنوم تنتظره كثيرا ، الي ان اتي قبل ان تغفو لشعورها باليأس من حضوره

يقترب منها لياخذها بحضنه لكنها تتمادى في احتضانه لتطلب المزيد من قربه يبتعد عنها ويبتسم"

يلا نامي عندك شغل بكره وانا كمان هروح مع عمي نجدم بالمدرسة ، مبدكيش اصير دكتور زييكي


تصيح فيه مريم وقد اشتعلت بداخلها نار الغضب مع الرغبه"

لا ياصهيب انا مش عايزه حضنك بس انا عايزة علاقتي بيك اللي بابا كان معرفك عليها انها حقي عليك، عايزه كل حاجه  كانت بينا من قرب وامتزاج عايزاك زي ما كنت في فراشي كزوج ليا مش حبيب بس انت جوزي يا صهيب افهم بقي

نظر لها صهيب بأستغراب"

واه ما انا جوزك يا مريم كي يعني عايزاني جوزك ما انا اهني اهوه معاكي وبحضنك وعلي فرشتك


تقترب منها وتملس بيديها ذقنه الخشنه ليقشعر بدنها من لمسته له وتلثم ثغره بشوق جامح"

يبعد صهيب يدها عن ذقنه ويبتسم لها بهدوء"

نامي يا مريم الله يهديكي ،وانا هخدك بحضني  زي ما طلبتي


تخبط صدره بقبضه بعصبيه "

انا عايزاك انت عايزك كراجل ليا تحميني من الفتنه، حتي لو كل يوم زي ما كنت بتعمل، افهم بقي انا ليا احتياجاتي ، وانا عايزاها منك من جوزي وراجلي، قبل ما تضطرني الجأ لشئ انا بكرهه علشان اتقي نفسي شر الفتنه، 

يغمض عينيه مقضبآ جبينه  ضاغط علي اسنانه بغضب"

لاه  ما عايزش المسك  ولا هلمسك، بس تجصدى  ايه بحديتك الماسخ دا يا مريم ايه هتخونيني يا بت عمي يا بت الاصول


تبكي  بحسرة علي نفسها وتاخذ نفس عميق لتكبت غضبها"

لا يا صهيب مش انا اللي اخون واكون عابده لرغباتي، يمكن لو عارفه ان مليش راجل كنت اتاقلمت زي السنه اللي كنت في معايا ومش حاسس بيا، لكن وجودك جمبي بيخلق احتياجي  ليك كامراة وتجسد  للرغبه قويه مع اشتياقي لاحضانك الدافية وحنانك، وعلشان اقي نفسي الفتنه هنفصل عنك علشان اتعود علي كبت مشاعري واحتياجي وعدم وجود راجل في حياتي  

لتشرأب براسها شامخه معتزه بكرامتها وكبريائها"

اخرج يا صهيب روح لابنك ، انا هلغيك من حياتي هعتبرك كابن ليا مش زوج ، والغرفه دي متفكرش تدخلها تاني، خلاص يا صهيب انت اخترت حياتك اللي ترضيك، وانا هعرف اعصم نفسي واتناسي احتياجي ليك  كزوجه

انا دلوقتي فهمت ليه الزوجات بتتفرض عليهم الخيانه، لما يكون الازواج اللي المفروض عليهم يحتوهم ويلبو اقل  احتياجاتهم ويشعروهم بانوثتهم ، بيبعدوا  عنهم و يحرموهم حقوقهم اويهملوهم ، بتكون النتيجه البحث عن التعويض ومن اقل كلمه بيقعوا فريسه ، مش تبرير للخيانه لكنه سبب

زي ما عملت معايا لكن انا هسلك الطريق الصح، وبدل مقدرش انفصل عنك، هبعد. نفسي عن اشتياقي واحتياجي ليك'

اتفضل مع السلامة انا خلاص مش عايزاك وفقدت رغبتي فيك

لتوليه ظهرها لتخفي عنه ضعفها ودموعها التي لا تتوقف

لتشعر بجسده يحتضنها من الخلف ويحكم سيطرته عليها

ليهمس في اذنها برومانسية حالمه"

انا بعشجك وجربك هو منايا ، الواضح من حديتك اللي ما فهمت نصه ان هجري لفرشتك جرحك، لكن مش بكيفي يا زينه انا عجشك ورب العالم ما يبعدنيش عنيكي غير خوفي عليكي ، انا كمان نفسي اكون وياكي كي ما كنت واتنفسك واحس بيكي وبملمس جسدك حتي لو مليش رغبه فيكي

لاني مجدرش المسك واتسبب باذيتك تاني


تخلص نفسها من يده التي تسجنها بحضنه وتلتفت له"

خايف من ايه وازاي تاذيني، مش بابا فهمك ان ده بيحصل اول مره وبس ومش بيحصل تاني يعني قربك  مني مش هيأذيني بالعكس بعدك هو اللي بيتعبني ويكويني

يضمها لصدره ويربت علي شعرها الحريري"

لاه مقصدتش  ليلتنا الاول مع بعض، جصدي بعد اكده بسبب عشجي ليكي حبلتي، وتعبتي واتعذبتي جوي وانت بتولدى

وانا خايف تحبلي مني تاني ويحصل اللي حصلك


تضحك وهي ترفع راسها عن صدره"

يعني هو ده سبب هجرك ليا، طيب كنت قولي كنت عرفتك ان في وسائل لمنع الحمل، وكمان ده طبيعي اي ام لازم تتعب علشان تنجب وتكون ام ، انت متعرفش ان ربنا جعل الجنه تحت اقدامنا بسبب الوجع ده،انت مش عايزني ادخل الجنه

وكمان انا مكنتش تعبانه،انا كنت سعيدة بكل دقيقه وابنك بيكبر جوايا وبياخد منك احلي صفاتك"

يخبط يده بجبهته دليل علي صدمته"


واه يعني جاصدك ان في طريجه تمنع حبلك ، لو كنت اعرف كنت ريحتك ومتحرمتش منيكي، سامحيني يا جلبي، ومين جال انك مش هتدخلي الجنه، لاه  انت هتدخليها باذن الله، بس انا اللي ماعيزش اشوفك بتتوجعي تاني  ، مهجدرش اتحمل وجعك والمك يا زينه ارجوكي بلاش تحملي بيكفي علينا حمزه حبيب جلبي لانه منيكي يا غاليه


تضم راسه علي صدرها"

حاضر يا عمري لو ده اللي هيخليك ترجعلي حاضر رغم اني كنت اتمني احمل منك تاني وثالث واعوض وحدتي ووحدتك باولادي منك لكن خلاص هعمل اللي يريحك المهم متحرمنيش منك ومن حنانك وحضنك"

يبستم بابتسامه جميله تحتل محياه"

بس اكده من عيوني بس اتحملي شوجي ليكي بجي ، ورغبتي في ارضائك ، حتي لو كسرت عضامك بس توعديني ان دموعك الغاليه دي مشوفهاش بعيونك تاني


لتضحك مريم ضحكه مثيرة وتفتح ذراعيها لتتلقي عشق زوجها لها الذي اشعل  فيها النار وجعله بركان ثائر لا يخمد

*********

وفي الصباح تستيقظ مريم شاعره بالالم يجتاح جسدها، لكنه الم لذيذ ،وقليل يكفيها شعورها بالسعادة التي عاشتها بين يد زوجها ،بعد أن عوضها صهيب غيابه عنها واشبع ظمأها إليه اليه ،وسيطرته عليها التي جعلتها تشعر بالنشوة المطلقه، لانها  اخيرا ملكت الدنيا بعشق زوجها الحبيب لها


تتثاب بتكاسل وخمول ليجذبها صهيب لحضنه"

راحه فين يا كسلانه كل ده نوم ، عمي جهز لينا الفطار انا وحمزه وكان غضبان مني، لاني سبته لحاله، لكن جولت ليه سريره صغير بيتعبني، جالي انام معاكي والصبح اجعد وياه

ها يرضيكي اكده يا زينه"


تلثم ثغره بقبله خفيفه"

يرضيني ويسعدني اووي اووي، اقوم اخد شاور واصلي واحصلكم، بس اسمع خف شقاوتك عليا، بقيت عنيف

يقطب جبينه ويغمض عينيه،بزعل"

اكده خلاص مش هلمسك تاني مدام شيفاني بستجوي عليكي


تلعب في ذقنه بخدها وذقنها"

انتي زعلت يا صهولتي انا بضحك معاك، اعمل كل اللي انت عايزه المهم مبعدش عن حضنك الدافي ده

وتنهض قبل ما يضمها لصدره وتذوب في عشقه من جديد

وتمر الايام وتخيم السعادة علي حياتها وعلي اسرتها الصغيرة

لتعود في يوم من الكلية والارهاق متجسد علي محياها بجلاء

يحتضنها صهيب اول ما تدخل عليهم لتقبله وتبتسم مرغمه

وتظل طول الوقت صامته ليسالها ابيها عن سر صمتها"

تطلب من ابيها ان تختلي به وتدخل الي غرفة المكتب بعد ان طلب من صهيب ينيم حمزة ويسبقهم علي غرفتهم"

تغلق الباب خلفها وتبكي بقوة ليحتضنها ابيها"

مالك يا مريم فيكي ايه مش عجباني ، في حد زعلك

تهزر راسها  بالرفض "

ياريت يا بابا بس الحكاية اكبر من كده، وخايفه من رد فعلا صهيب ،خايفه منه بطريقه مرعبه،وقلقانه من اللي ممكن يعمله لو عرف اللي انا فيه


ينظر اليها ابيها بأستغراب"

 مالك  يا مريم ،فيكي ايه وليه خايفه من صهيب

تنام علي صدره وتنطق بتثاقل "

انا حامل يا بابا في شهرين

تعود الي غرفتها بعد ان افضت الي ابيها بمكنون قلبها، الذي يثقل كاهلها ويتسبب بحزنها وقلقها

تبتسم عندما تري صهيب بانتظارها ، ينظر الي بنظرات حاده

لينهض من الفراش ويقترب منها بطريقه مريبه

 وبكل  ما أوتي من قوة  ينزل بقبضته يده علي بطنها بقوة وعنف لم تتوقعه مريم

 تنظر له بصدمه وتشغر بالم شديد يقطع أحشائها

لتصرخ بهلع بسبب الدم الذي يسيل علي رجلها...


 البارت الرابع عشر من هنا.

   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : رواية عشق من رحم الحياه

  1. رووووووووووووووووووعة ومستنين الفصل الجديد

    ردحذف
  2. روووووعة خوف صهيب علي مريم رائع بس للاسف طريقة تعبير خوفه ممكن تسبب اذى تسلم اديكى

    ردحذف
  3. قلبى بقى يا سلمى بارت ولا اروع من كدة صهيب وجمالة وخوفة على مريم من انها تحمل تانى وكان حيموتها من شوقها لية وهو حس انها حملت فاراح ضربها على بطنها علشان يسقطها ولا اية ابدعتى يا لوما😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘

    ردحذف
    الردود
    1. جميل قوى هانتزلى الناقى امتى

      حذف