-->

رواية عشق من رحم الحياة الفصل الرابع عشر

 الفصل الرابع عشر


من_الحب_ما_قتل
#البارت_الرابع_عشر
**___***____***____**&&&&
بعد عودة مريم من الجامعه التي تعمل بها،وبعد العشاءتطلب من صهيب ان يسبقها الي غرفتهم، حتي تقضي بعض الوقت مع ابيها، وكانت فرصتها لتقص عليه ما يؤرق سعادتها وجعل الحزن منحوت علي ملامحها وبعد ان افضت لابيها عن سبب،
حزنها  تعود بعدها إلي غرفتها التي تتشاركها مع صهيب، الذي عاد إليها كم السابق مع تقدم ملحوظ، لحالته في نطق والفهم والادراك. ليقترر روايدا روايدا من التوافق مع سنه العقلي الذي لايتجاوز الرابعة عشر  وليس الفعلي الذي شارف علي الثاني و الثلاثون من عمره، تلقي عليه نظرة باسمه لتراه جامد الملامح ينظر إليها بغموض ليقترب منها سائلآ"
كنتي بتتحدتي مع عمي في أيه وليه حسك حزينه
تبتسم له لتحتضنه وتضع راسه علي صدرها لترتاح"
مشاكل في الشغل بس كله بيهون لما بتاخدني في حضنك ، ضمني ليك يا صهيب انا محتاجه لحنانك اوووي
يبتعد عنها صهيب ليتأمل ملامحها ويهتف بصوت حزين"
سامحيني يا مريم،لكن انا اتفجت معاكي وانتي خلفتي وعدك معايا ولجل عيونك الحلوة دا،انا مش رايد اشوف فيهم دموع الحزن  والوجع تاني وده سبب اللي هعمله سامحيني يا زينه
لتنظر إليه مريم باستغراب وتسأله"
اسامحك علي ايه وقصدك ايه من كلامك يا صهيب
يتنهد بقوة ليكور قبضته وبكل ما اوتي من قوة ينزل علي بطنها بعدت ضربات موجعه،وقبل ان تستوعب مريم ما يفعل
تصرخ من الالم الذي يقطع أحشاءها منظر الدم الذي يسيل علي ساقها لترجع للخلف مذهوله من فعل صهيب "
تضغط علي احشاها وتنظر إليه بعيون زائغة تملاءها الدموع حزينه تتالم من شدة الوجع  لتهتف بصوت خافت"
ليه يا صهيب دا ابننا ليه يا صهيب تحرمني من ابني منك
لتلقي نفسها علي صدره قبل ان تنهار وبصوت باكي ضعيف"
الحقني يا صهيب الألم هيموتني، والمغص بيقطع أحشائي  انده لبابا بسرعه انا مش متحمله الالم الحقني 
تغيم عينيها وتراه من خلف دموعها يحملها ويمددها علي الفراش ويملس علي شعرها بحنان"
جولتلك سامحيني، وجعك دلوج احسن من الوجع كل يوم
انت علمتيني وخلتيني افهم دنيتكم ، وياريتني ما فهمت كنت فرحت كي ما انت فرحانه لكن حبي ليكي اجوي من حبي لولدى اللي كان في حشاكي، انا مش هنقذك يا مرمم لحد ما أتوكد ان ولدي اللي جواكي نزل،  سامحيني يازينه
تتشبث به مريم لكي يساعدها علي النهوض لكنه يبعد عنها ليري الدماء التي تسيل منها في ازدياد ، وجسدها بدأ يتعرق بغزارة ووجها اصبح يحاكي الموتي ، لتغلق عينيها بتراخي بعد أن هوي جسدها الي دوامة اللا وجود"
*************
تفتح مريم عينيها بتكاسل وتتثأب بخمول لتوبخ نفسها علي قلقها الغير مبرر من رد فعل صهيب علي حملها، الذي جعل  الخوف منه يسيطر علي احلامها ويجعلها كوابيس مفزعه "
ليتملكها فجاءة شعور غريب بالخواء بداخلها،لتجول بعينيها فيما حولها لتلاحظ انها ليس بغرفتها ،وبكل ذراع مثبته كلونا يجري من خلالها في احدهم كيس من الدم  وبالاخري محاليل لتفزع ويصابها الهلع ، هل كان حلمها واقع وليس كابوس كم تمنت هل فعلا قام صهيب باسقاط حملها "
تصرخ بجزع لعل احد.يجيب عليها ويطمئن قلبها "
تدخل علبها احدى الممرضات مسرعه ، وحين تراها مستيقظه تبتسم لها بحنان معبرا عن فرحتها لتهتف بحرارة"
حمدلله بالسلامه يا دكتورة  اخيرا فوقتي ، والدك الدكتور سالم لسه خارج من شويا اكيد  هيرجع تاني علشان يطمن عليكي ، ده من  قلقه عليكي  مكنش بينام"
ترتجف مريم داخليا خوفآ من صدمة الحقيقه لتسال الممرضه  علي استحياء راجيا من الله ان يخلف ظنها"
هو انا جرالي ايه والحمل طمنيني عليه حصله حاجه
ترتبك الممرضه،تتبدل ملامحها ليحل الحزن مكان ابتسامتها ليظهرجليآ علي محياه تجلس بقربها،تربت علي كتفها بعطف"
انت  ام وعندك طفل محتاجلك  وان شاء الله ربنا يعوضك خير عنه ، انتِ لازم تحمدى ربك انها جت قد علي كده ده، لولا ستر ربنا كنتي رحتي فيها ، سقوط جنين في الشهر الرابع شئ مش سهل ، ده غير  كمية النزيف اللي نزفتيه عرضتك للخطر والحمد لله ربنا سترها معاكي علي اخر لحظه"
يبكي قلب مريم قبل عينيها علي خسارتها لجنينها وفقدها الثقه بزوجها وخوفها من ان يكون ادراكه جعل منه عنيف، وهذا ما بث  الخوف في قلبها منه كيف ستعيش معه بعد ان كاد يؤدى بحياته حتي تخلص من حملها هل هذا حب، بعدما عرضها للموت او تحكم منه لانها نفضت عهدها معه وحملت  منه دون علمه واخفت خبر  حملها عننه، فكان جزاءها أن يجهضها بكل هذا العنف ويصدمها فيه لتتاكد بان خوفها منه ليس من فراغ ، وهذا يثبت ان ادارك صهيب جعله منه انسان غير سوا وسهل عليه ايذاء اقرب الناس إليه ليخطر حمزه في ببالها وتشعر بالخوف عليه  من ابيه  لتسال الممرضه بقلق "
هو  بابا عرفك سبب النزيف كان ايه او حصلي ايه بالظبط
تريد ان تقنع نفسها ان صهيب ليس بهذا السوء ،لانها يحبهاولا يجراء علي ايذاءها ابدا، بهذه الطريقه الوحشية العنيفه
تجول  عين الممرضه عليها بتساول مبطن "
هو انت متعرفيش سبب اجهاضك، احنا كنا منتظرين تفوقي وتفهمينا، حتي جوزك منطقش وكل اللي قاله انك وقعتي علي وشك وهو كان نايم لما صحي، لاقاكي بتنزفي ،وبصراحه هو عمل اللي عليه ولولا انه تبرعلك بدمه كان زمان حالتك اسوء 
من كده ، ويا عالم كان هيحصلك ايه، بس من الواضح انك اتعرضتي لضربه عنيفه علي الرحم، والدكتور اضطر يستاصله علشان ينقذوك لانه تهتك بسبب ضربه عنيفه تعرضتي ليها، ، لدرجة ان الدكتور  شك انك سقطتي نفسك بس ليه هو ده اللي محيرنا ومحير والدك وبانتظارك تفهمينا اللي حصل"

تضع مريم يداها علي وجهه بحزع غيرمصدقه انها انحرمت من الانجاب طوال عمرها وكل ذلك بسبب من  حبيبها صهيب،
الانسان الوحيد الذي منحها السعادة والهدوء والسلام الداخلي غير  ان الله رزقها منه بابنها الوحيد، ليكون هو نفسه السبب في نزع سعادتها وشعورها بالخوف من مستقبلها معه بعد ان حل الشك  والقلق محل الامان الذي كانت تشعر به معه"

تجلس الممرضه بجوارها لتبعد يدها عن وجهه الباكي الحزين وتحتضنها بقوة لاحساسها كأمراة بالم ما فقدت  واثره علي اونوثتها وثقتها بنفسها "
يا دكتورة مريم  انتِ ربنا كان كريم معاكي جدا، ورزقك بطفل يعوضك اللي خسرتيه، في غيرك محرومين من نعمة الأمومه واكيد الدكتور سالم حاول انقاذك بكل الطرق، وكان ده الحل الوحيد لانقاذك علشتن يقدر يسيطر علي النزيف،وكمان انتِ محظوظه، جوزك بيحبك بجنون لدرجة لما خرجتي من غرفة العمليات وعرف انك دخلتي في غيبوبة، انهار وجاتله حالة عصبية خلت كلامه ثقيل ومش مغهوم ، الدكتور قال من اثر الصدمه لانه بيعشقك وبيخاف عليكي، بذمتك في واحدة تلاقي جوزها بيحبها كده وتفكر في اولاد
  
تكتم مريم حزنها بداخلها وخوفها من مصيرها مع صهيب  لستغرب كيف تسبب هو نفسه باذيتها وبنفس الوقت ينهار عليها ، هل هذا نوع من انفصام الشخصية، هل اخطاءات في تشخيص حالته وما يحتاجه،هل صهيب جاني ام من مجني عليه ، وانا من جنيت  حين اخرجته من عالمه العشوائي الذي كان يعيش بها وهو راضي وسعيد، لادخله عالمي بما فيه من مسؤوليات وحياه تخالف برائته وتسبب لها بكثر من الصدمات التي قتلت روحه النقيه ،ليعش بيننا بلا هدف او روح تميزه
فاصبح ما هو عليه الان شبه انسان "
تلاحظ الممرضه صمتها لتشعر بالقلق عليها تهزها بقوة٦
دكتورة انت معايا ارجوكي اسمعيني ، بلاش تدخلي نفسك في دوامة الصدمه انت بخير ،ووضعك اتحسن عن الاول كتير"

ترسم علي ثغرها ابتسامه مقتطبه"
متقلقيش عليا انا فاهمه كل اللي قولتيه ، وراضيه بنصيبي بس لو امكن تطمنيني جوزي فاق من صدمته ولا لسه "

تبتسم المرضه من لهفتها علي زوجها لتثق ان ما بينهم ليس حب بل هو عشق يملاء الروح والوجدان"
جوزك خرج من تاني يوم، انت فضلتي بالغيبوبه اكثر من اسبوع بس الحمد لله مؤاشراتك الحيوية كانت بتنبأء بتحسن حالتك وافاقتك في اقرب وقت انا هروح اتصل بالدكتور سالم
اطمنه عليكي وافرحه انك فوقتي واوصيه يجيب معاه ابنك وزوجك ها في حاجه عايزاها تاني "

تسرق مريم ابتسامه مغتصبه لتمنحها للمرضه قبل خروجها
لتضع يدها علي بطنها وتبكي،، خلاص كده اتحرمت ان يكون لي ذراية من صهيب تاني ، لتجفل من نفسها وتتسال"
هل استطيع ان امنحه نفسي مره اخرى بعدما فعل بي لتغمض عينيها وتتمنا اني تصحو من جديد ليكون كل ما مرت به مجرد كابوس لا اكثر لكن هبهات لقد تحققت اسواء كوابيسها
واصبحت واقع مؤلم يجيب عليها التعود للعيش معه يوميا "
لتغفو بعد ان انهك عقلها التفكير وحالة النكران التي تعيشها لعدم تصديقها ان صهيب الحنون هو ما تجراء علي ايذاءها"
****************
تستيقظ مريم علي يد ابيها الحانية التي توقظها برفق"
تهب لتنهض لكنها يرجعها مكانها ويبتسم لها بحنان ليبث الهدوء والطمئانينه الي قلبها الملهوف"
حمدلله بالسلامه كده يا مريم اخر حاجه اتوقعتها منك ، انك تجهضي نفسك معقول كل ده بسبب خوفك من صهيب ولا خوفك عليه من صدمة ولادتك تاني"

تدمع عينيها عندما تتذكر ما فعله صهيب لتكتم سرها ما حدث بداخلها لكذب علي ابيها قائلة"
مش الخوف بس يا بابا  من رد فعل صهيب لكن المسؤولية، انت نفسك قولتلي ان حمل مسؤولية حمزه اخف من حمل   مسؤولية صهيب هيكون الوضع ازاي مع طفل جديد محتاج لاهتمامي ووقتي، انا عارفه اني اللي عملته حرام بس كده افضل للجميع والحمد لله ان  خلاص فقدت قدرتي علي الحمل للابد ، انا راضية بقضاء الله وجزاءه ليا علي اجهاضي 
والحمد لله اني بخير وهكرس وقتي لزوجي وابني"

يهز ابيها راسه اسفآ علي ما فعلته أبنته بنفسها وعلي ما حدث لها نتيجه رفضها هبة الله إليها ليمد يده ويخرج علبه من الحبوب ويعطيعا لابنته "
خدي دي حبوب هتحسن نفسيتك وهتخليكي تاقبلي وضعك الجديد ، من النهاردة اعتبريها صديقتك وقبل ما تنتهي بلغيني اجيبلك غيرها لانها مستوردة زي ما انتي شايفه صعب تعثري عليها بسهوله هنا "
انا هستاذن دلوقتي وبكره هجيب ليكي معايا حمزة، صعب اجيب معايا صهيب بعد ما حالته ساءت يوم عمليتك، لكن هو حاليا احسن وبخير متقلقيش عليه لكن مش عايز حد يكتشف ان اللي حصله حالته الطبيعية وليس حاله وقتية ،"
يقبل راسها ويخرج بعد ان اطمئن عليها وعلي حالتها النفسية
وبعد.اسبوع تعود مع ابيها الي المنزل لتراه قد تم تزينه علي اجمل مما تتصور  لااستقبالها واضفاء جو من السعادة لديها
تدخل من الباب وعيونها تبحث عن صهيب الذي لم تراه من يوم ما حدث لكنه لم تراه لتسال ابنها عنه"
حمزة فين بابا مش هو اللي كان بيساعدك ولا انت  عرفت تعمل كل ده لوحدك اكيد لاء

يحتضنها حمزه بكفاه الصغيرتان ويقبل وجنتاها بحب"
لا باماما بابا هو اللي عمل كل ده لوحده، انا كنت بنفخ ليه البلونات بس ، ولما خلصنا لما كل حاجه وقالي انه هيتحمم وهيلبس لبس نظيف علشان تفرحي بيه "
تبتسم مريم لابنها حمزه شاعرة بالفخر به ،لتضمه إلي صدرها بقوة، وهي تحسد نفسها علي فصاحة لسانه وذكاءة الفطري الذي ورثه عن ابيه ،فجعل منه طفل مميز بين اقرانه ،من هم  في مثل عمره الذي لم يتجاوز الثالثه بعد  لتقول له "
طيب خليك  هنا مع جدو وانا هدخل اشوف بابا لانه وحشني
اوووي وكمان هغير لبسي  
تنظر لابيها شاكر له دعمه الدائم لها ومساندتها في اصعب اوقات حياتها تقترب من ابيها لتقبل يده اعترافا بمحبتها له، لتتركهم وتدخل غرفتها ،لتاخذ نفس عميق استعدادآ لمواجهة صهيب ،لكي تفهم منه لماذا اقدم علي اجهاضها بهذه الطريقة
الوحشية وحرمها من الانجاب مره اخره بدون سبب مبرر"
تجول بعينيها في الغرفه تبحث عنه لتشعر بيداه تحاوط وسطها ويهمس في اذنها بعذوبة"
وحشتيني جوي جوي يا زينه  حمدلله علي السلامه عجبتك الزينه اللي شغلتهالك بيدى ومع حبي وعشجي ليكي"
تنتفض مريم بين ذراعه غير مصدقه كلماته الخالية من تانيب الضمير كأن ما حدث لها شئ بسيط لم يقتل بداخلها الامان والثقه التي كانت تشعر بهما معه"
تفك يداه من حول وسطها وتستدير له لتري بعينيه البراءة المشبعه بالحب والحنان ونظراته التي تتاكلها في شوق ولهفه
تحدق به بضيق لتهتف حانقه عليه"
ليه يا صهيب عملت كده فيا ليه، ليه حرمتني من ابنك احلي نعمه ربنا بيرزقنا بيها واتسببت في حرماني من الامومه تاني 
نفسي افهم ازاي هونت عليك وعرضت حياتي للموت  ازاي قدرت تتحمل منظر الدم وتشوفني وانا بنهار قدامك ، هو ده حبك ليا ،  انطق انا هتجنن نفسي افهم ازاي قدرت تعمل كده في مريم حبيبتك وحياتك زي ما بتقول"

يبتسم لها ببراءة كانه لم يفعل شئ لتشعر بالغضب يتملكها اكثر وهو يرد عليها بكل هدوء"
اكده احسن لينا يا مريم ، انا ما يهمني شئ بالدنيا غيرك ولو ولدى هيتسبب في ألمك انا ماعايزهوش، انا طلبت منيكي السماح لو بتحبيني سامحيني انا مكنش يهمني غيرك
تصرخ فيه بغضب جامح يحرقها من الداخل "
لا يا صهيب اللي عملته ده قتل ابنك كان بينبض في حشايا كنت بدات احس بيه انا داريت عنك حتي  تعب ووجع الحمل علشان متحسش بالمي ، لكن مين سمح ليك تحرمني من ابني حتي لو كان ابنك، هتقول خوفك عليا، وطريقتك الوحشيه في اجهاضي مكنش مؤلم ، ولما سبتني انزف لحد ما اموت مكنش الم لا ياصهيب انا مبقتش عرفاك انت مين

يهز راسه نافيا حديثها ليصيح"
لاه انا متحملتش اشوفك منهاره وحملتك وخرجت اجري بيكي لعمي علشان ينقذك ، كل اللي عملته لما الدكتور جال انه هيحاول ينقذ الجنين  جولتله لاه ماعايزش الجنين حافظ عليها هي عندى اهم، وعمي طمني ودخل معاهم غرفة العمليات علشان يساعد في انقاذك، متصورتش تخرجي كي الميته جلبي اتوجع عليكي وعشت ايام كاره نفسي ، لحد ما عمي بلغني انك بجيتي بخير روحي رجعتلي، وحمدت ربنا انك جومتي ليا بالسلامه ولتاني مره بطلب منيكي السماح
سامحيني يا مريم انا كل اللي كان بهمني متتوجعيش بسبب ولدى ومقصدتش اوجعك كي ما حوصل"
تبكي بنحيب ليقترب منها لكي يمسح دموعها لكنها تبعد عنه وتكفكف دموعها بيدها لتنهره  بحدة قائلة"

اسفة يا صهيب مش هقدر اسامحك ، بحبك اللي بتقول عليه حب انا بعتبره قتل ،انت قتلت ابني وحرمتني من اني اكون ام تاني ، بصراحه انا فقدت الامان والثقه فيك،مبقتش صهيب 
 اللي حبيته وضحيت علشانه بكل احلامي وطموحاتي، انت من النهاردة هتكون زي حمزة بالنسبالي ، ليك عليا حق الرعاية والاهتمام ، لانك مسؤول مني ، غير كده لا من النهاردة انسي اني اعاملك كزوج وحقوقي انا متنازله عنها لاني مش متحمله لمستك ليا او حتي قربك مني،اللي هيحسيسني في كل لحظه بانك دمرتني وقتلت ابني منك
اتفضل اطلع بره والغرفه دي متدخلهاش تاني، خليك مع حمزه وانا هراقبك ليكون العنف بقي طبعك وتاذي ابننا

يحدق إليها صهيب بحسرة"
بجي هو ده ظنك فيا يا زينه ، وكمان بتطرديني من فرشتي وتحرميني من النوم جارك، بعد ما خلاص مبجاش في خوف انك تحبلي تاني ، ليه تبعديني عنيكي انتي خابرة اني بحب انام بحضنك وجربي منيكي كل منايا"

تصرخ فيه بعنف وقوة"
لا لا يا صهيب خلاص انا لا عايز زوج ولا حبيب،انت بالنسبالي  مجرد حاله هكمل معاها تطبيق دراستي، وهرعاك زي ما هرعي ابني لكن من النهاردة اللي بيني وبينك انتهي زي ما قضيت علي ابني 
قضيت معاها علي كل حاجه حلوة كانت اساس اللي بينا.
اخرج يا صهيب من هنا وانسي اني زوجتك اللي بينا انتهي للابد متخلنيش اندم اكثر من كده علي سوء اختياري  ومجازفتي بكل حاجه احلامي علي واقع الم الحقيقه، اللي ظهرت ان احساسي معاك كان مجرد سراب  
تتجلي علي ملامح صهيب الاسي والالم لشعور مريم نحوه
ليتهيئ للخروج من غرفتها لكنه يستدير لها فجأة"
انا هخرج من غرفتك ولو رايدة اخرج من حياتك كلتها هخرج مدام فيها راحتك لكني هفضل احبك وهعمل كل اللي يجدرني عليه ربنا علشان ابعد.عنيكي الالم حتي لو فيها حرماني منيكي كي ما عملتي دلوج ، هيوحشني حضنك يا بت عمي
ويخرج ليغلق وراءه الباب بقوة ليقفل علي  ما مضي من حياتهم سويا،ليبدأ بينهم نوع اخر من العلاقات  الغريبه
__________

منذ هذا اليوم واصبحت العلاقه بين صهيب ومريم غريبه بشكل غير متوقع، اصبح يتجنبها بطريقه جعلتها تشك انه لا يريد ان يراها  حتي لاحظت ان ابنها طول وقتها معهم يرفض ابيه التواجد.معهم ، وتكفل عمه بمتابعته بعد رفضه استمرار مريم الاهتمام به، ومع مرور الوقت  اصبح من الصعب ان تراه مريم رغم انهم يجمعهم بيت واحد لكن من النادر خروج صهيب من غرفته التي يتشاركها مع ابنه  طول ما مريم بالبيت،، حتي وقت العشاء الذين كانو يتجمعون ليسامرو سويا ،كان صهيب يفضل ان ينام بدون عشاء حتي يتجنب رؤيتها،
الي ان بدأت مريم تفتقد وجوده وتشعر بانها تجنت عليه، وان فهمها خيل لها ان اجهاض جنينها كان الافضل لها ، وذلك بعد ملاحظات ابيها بان صهيب مازال علي سجيته وطبيعته لم يتغير في معاملته لابنه بالعكس بدأ تقدمه يشهد تقدم ملموسآ بقوة  ليتخطي كل توقعاتهم "
وبدأ قلبهم يهفو اليه من جديد لان ما بينهم ليس عشق جسد بل عشق روحين وقلبين لا ينبضا بالحياه في البعد
وتعمدت في كثير من الاوقات ان تخرج من غرفتها في الوقت الذي يكون فيه خارج من غرفته لكي تلتقي به وتملي عينيها من النظر إلي محياه الوسيم لكن صهيب ابعد نفسه عن حياتها فعلا كما قال لها مع مرور الوقت اصبح لا يفارق غرفته ، حتي ان دخلت تطمئن علي ابنها لا تراه  لانه كان يتجنب رؤيتها فكان يحبس نفسه بالشرفه الخاصه حتي يتاكد من انها دخلت لتطمئن علي ابنهم وتخرج ليغلق خلفها الباب بالمفتاح
حتي لا تدخل عليهم  فجاءة
واستمروا علي هذا الوضع الذي اصبحت مريم لا تطيقه وتلوم نفسها لطرده له من حياتها التي لا تكتمل من غيره
وكان هو يعاملها كالطفل الغضبان الذي يتجنب امه ليجعلها تشعر بالذنب بسبب عقابها له 
الي ان  جاء اليوم الذي يزيد من صدمتها ويجعلها تشعر بالخيانه والغدر من اقرب الناس الي قلبها
حين طلب منها في العمل تقرير عن حالتها ليتم خصم ايام مرضها من اجازتها المرضيه 
لتذهب الي المستشفي وتحضر التقرير  وتقرء تفاصيل حالتها لتصاب بصدمه جعلتها  تشعر انها غدر بها وطعنت بقلبها الذي ما زال ينزف من فقدان جزء من انوثتها 
تذهب الي البيت مسرعه، وتدخل علي ابيها غرفة مكتبه لتراه جالس خلف مكتبه وينظر لها بحيرة وتسأؤل ، وقبل ما يتحدث تلقي التقرير امامه لياخذه ويقرء ما به ليفهم سبب الحالة التي عليها ،
ينهض من خلف مكابه ليذهب إليها لكنها تجري من امامه لتدخل الي غرفتها وترمي نفسها علي فراشها و تبكي بانهيار"
يقترب منها ابيها ويحاول ان يحتضنها ولكنها ترفض وتبعد عنه"
لا يا بابا مش هقدر اسامحك ، كنت ممكن اعذر صهيب  في تفكيره لكن انت تقضي عليا بيايدك ليه يا بابا ، ليه تعمل فيا كده ،  لتاخذ ورقه من التقرير وتقرأه بصوت عالي
حالة الرحم ممتازة بعد عمل عملية تنظيف من الاجهاض ولا يوجد اي خطر  علي الام بعد التضحية بالجنين
ليتمسك ورقه اخري وتقرأ
اقرار من الزوج بموافقته علي استئصال الرحم ،وذلك بناء علي اقرار الدكتور سالم سعفان بان حالة الرحم سيئة وعدم استئصاله سيؤدى بحياة المريضه ويجب اتمام الجراحه فورا
افهم من ده ايه انت اللي سعيت لحرماني من الامومه ليه يا بابا ليه تعمل فيا كده ، انت بتعاقبني  طيب ليه هو ذنبي اني حبيت صهيب واتمنيت ذريتي تكون منه ومش قادرة استكفي بواحد ،  بتعاقبني يا بابا بطريقتك وتحرمني من اني اكون ام لاولاد منه تاني ، نفسي افهم عملت كده ليه
لتسمع صوت حنون اشتاقت إليه يجيبها "
عمي ملهوش ذنب يا مريم، انا اللي اترجيته يرحمني ويرحمك من انك تحملي ولاد مني تاني ، بوكي نفذ رجائى انا

تقترب منه مريم متخطية ابيها  لتضرب بقبضتها علي صدره بقوة وهي تصرخ "
انت مين مستحيل تكون حبيبي صهيب النقي الطيب البرئ، انت انسان مخادع ووحشي وهمجي انا بكرهك بكرهك
ليضمها صهيب الي صدره في شوق عجيب كانه ما صدق أنه لمسها ، ويضغط عليها بقوة بين  ذراعيه التي اصبحت سجينه بينهم ، ليسيطر علي انفاعلاتها كي لا تبعد عنه وتستكين بين ذراعيه التي كانت تشتاق إليهم بجنون لكن صوت نحيبها يعلو ليعبر عن وجعها من صدمتها فيه هو و ابيها "
يتطلع صهيب لعمه  ليهتف به"
اخرج انت با عمي وسيبني لحالي مع مريم، رايد اتحدتت معها لحالي ، وحجك عليا انا السبب في كل اللي حوصل
يربت سالم علي كتفه "
خلي بالك منها ويقبل راسها بحزن، حقك عليا يا مريم ياريت تقدري تسامحيني بعد كل اللي حصلك ،لكن كان غصب عني
ليخرج  ابيها ويتركهم سويا ، ليختفي صوت بكائها ونحيبها ليشعر بانها انهارت ليبعدها عن صدره يتفاجأ بها تقع بين يداه  مغشيا عليها يلحقها قبل ان تقع من بين يداه"
يحملها ويمددها علي الفراش ويستلقي بجوارها ويضمها لصدره بقوة ليشعر بأنفاسها تعود تدريجيا ،وتبدأ مقاومتها تعود من  جديد اشد قوة لكنه يسيطر عليها"
اهدئ يا مريم اتوحشتك جوي،حرمت نفسي منيكي الكام سبوع اللي فاتو لجل اريحك لكن وانت باحضاني دلوج  خلاص ماهجدرش يا بت عمي ابعد تاني فارجوكي اسمعيني وسامحيني انا الموت اهون عليا ولا اني ابعد عنيكي "
تصرخ فيه بقوة غير مصدقه خداعه لها"
لاء يا صهيب مش هسمعك ولا هسامحك، انا بكرهك اطلع بره انا مش عايزه اعرفك تاني انت راجل تاني  غير اللي اتجوزته طلقني يا صهيب طلقتي وابعد عن حياتي للابد
تغيم عين صهيب ليفعل اخر شئ قد تتخيله مريم ان يفعله
 معها بعد ان .........!!!
 
انتهي البارت  وبانتظار  تفاعلكم وتعليقاتكم
 




   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : رواية عشق من رحم الحياه

  1. رائع يا سلمى بس زعلت م الاحداث بالرغم من ان احساسى ان ده محصلش وان ابوها طلع التقرير لارضاء صهيب ولن يخون مهنته او يدمر ابنته خاصة انه يريد لها حياة اافضل وزوج اخر ياريت تخالفى الاحدات وتوقعاتنا زى كل مره وتبهرينا بحاجه تفرحنا

    ردحذف
  2. ليه ياسلمى مش معقول الاب يعمل فى بنته كده لإرضاء صهيب البارت جميل فى منتهى الروعة والجمال اتمنى لكى النجاح و السعادة على قلبك يا قمر وبالتوفيق ان شاء لله

    ردحذف
  3. معقول اللى بيحصل ده ازاى ابوها يوافق انا تحية أن مش صهيب اللى طلب من والدها كدة

    ردحذف
  4. انا برنسيس تيسير انا مش قادرة اتخيل انهم يعملوا فيها كدة صعبة جدا ازاى صهيب يشوفها بالدم وبسببها وان ابوها يشملها الرحم ازى كتير كدة عليها

    ردحذف
  5. نهار اسود يا سلمى لا يكون طلقاها وتكمل حرقة الدم بتاعت النهاردة لية ابو مريم يعمل كده مهما كان صهيب بيفم وخايف عليها مكنش وافقة على انة يستئصل الرحم بتاعها والله قلبى محروق عليها جدا بس البارت دمار يا لوما

    ردحذف
  6. اعتقد ان دي حبوب منع حمل او مانعه للدورةبس مش معروفة عشان تبين فعلا ان الرحم اتشال

    ردحذف