الخاتمة ج٢
متاهة. العشاق
*************
ليس للحب قوانين، ولا يوجد للأنانيه مكان، فالعشق حين يسكن القلوب ليس علي العاشق ملام؛
عودة للأحداث،
صدمت فرحه حين علمت بنيتها تسميها ابنها وسألتها لماذا العناد مع زوجها وهو مصر علي اسم اخر؛
ردت مريم عليها بان دفعتها في كتفها بمزاح:
اه هيسميها طبعا عبد الرحمن، بس انا اللي بحب اغيظه، بموت فيها لما بيتعفرت ويقعد يتنطط زي اليويو ويقول بعصبيه؛
والله ابني ما هيتسمي غير عبد الرحمن لانه مسلم ومصري, سامحتك في اسم اختك وقلت حقها، لكن مستحيل اسامح في اسم ابني لا انا لا انت يا مريم وهنشوف كلام مين فينا اللي هيمشي؛
ضحك فريد علي تقليدها لحديث عادل حين كانت ترسم نفس تعبير الوجه وقت عصبيته وقال:
حرام عليكي يا مفترية جننتي الراجل، مش كفاية عليه جنان بنتك هتبقي انت وهي عليه
دنا منها يوسف وعاد سؤالها عن ابنتها:
هي فين كاثي يا طنط لو سمحتي
ضحكت فرحه علي لهفة ابنها بالسؤال عن محبوبته الصغيرة فهو من يوم وولدتها يعتبرها عروسه:
اهدي يا يوسف علي طنط تاخد نفسها متخافش محدش خطفها اكيد مع اونكل عادل
ضرب في الأرض بغيظ، وابتسم فريد من لهفته ونظر الي مريم وسائلها بحيرة:
صحيح فين كاثي، عادل فين هو كمان مش معقول سابك تخرجي وانت بوضعك ده
دفعته في كتفه بنزق وجلست بجوار فرحه تلتقط أنفاسها وأشارت الي سوسن لتاتي لها بكوب ماء هرعت سوسن الي المطبخ وعادت وهي تحمل كوب ماء مثلج تناولته مريم بلهفه ارتشفت رشفه صغيرة رطبت به جوفها الحامي وقالت:
هو انت وابنك عليا يا دكتور فريد، مش قادرين تصبرو بس اخد نفسي، ياسيدى عادل وصلنا لحد هنا، واحنا في الطريق اتصل بيه عميل هيسلمه شيكات هيضمها لملف قضية عنده فيها جلسة بكرة
فهو وصلنا وراح المكتب يستلمهم وكاثي مسكت فيه خدها معاه نص ساعه وهيجو علشان نتغدا سوا
ونظرت الي فرحه بمرح وهي تملس علي بطنها البارزة بفخر:
اصل من الاخر كده احنا عازمين نفسنا عندكم، علشان عادل نفسه يقعد معاك قبل ما تسافر قوليلي يا فرحه هتاكليني ايه اصل ابني مش بياكل اي حاجه، فا لو سمحتي اعملي ليه اكلاته المفضله علشان ميزعلش
ضحكت فرحه بمرح وتسالت بسخرية:
ماشي موافقة بس ممكن تقوليلي ايه هو بقي اكلاته المفضله يا ست مريم، اطربيني
راحت تلعق شفتاها بشهية كانها ستاكل في حينه:
بصي يا حبي عايزه كباب حله، وحمام محشي، وكل انواع المحاشي وزيدى عليهم واحدة نجريسكو علي لفايف جلاش او سمبوسه باللحمه والجبنه، علي فراخ مشوية. وبوفتيك يعني معاهم شوية مشاوى بس
حدقت فيها فرحه بصدمه وأتت علي حديثها امتثال التي سمعت ما ترغب باكله، أخذت تضحك بقوة وسألته بمزاح:
كل ده وبس، لا حرام عليكي كده هتجوعي الواد
نهضت مريم بصعوبة لتسلم عليه وعاتقتها بحب فضمتها امتثال الي صدرها بحنان ام، وردت بصعوبة:
عارفه يا طنط ، بس هسيب مكان للحلو، يعني كنافه بالمانجو أو القشطه علي بلح الشام وصوابع زينب بس مش زينب بنتك يا فرحه لتحسبيني مفجوعه
هزت فرحه راسها بإنكار:
لا مفجوعه ايه دا انا اللي مفجوعه، كانت ساعه سواد لما علمتك العربي وخليتك تأكلي اكلنا
ياشيخه ارحمي انت علي ما تولدى هتبقي مرتبه
اخذت تتمايل بجسدها بدلال وقالت:
كرنبة مرتبه بس عاجبه جوزي، خليكي انت كنت كده مسلوعه لما جوزك هيطفش منك
وخير دليل اهو مسافر وساببك يدلع نفسه في بلاد الإنجليز يا خايبه
سخر فريد من حديث مريم وقال:
ملكيش دعوة بمراتي عجباني كده، ثم انا مش زي جوزك عينه زايغه، سبحان مغير الاحوال بعد ما كان مسؤول عن حفلات ملكات الجمال
بقي مسؤول عن تنظيم رحلات تثقفيه للحوامل،
كانك عملت ليه إعادة ضبط مصنع وغيرتي إصداره
ضحكت مريم ملاء شفتاها وقالت بثقه:
الحب بقي يعمل أكثر من كده، عادل بيحبني بعين قلبها مش عين عقلها، علشان كده مش بيهتم غير بسعادتي دون النظر لوضعي او شكلي
بس اوعي تنكري يا فرحه اني محافظه علي أناقتي وشياكتي، أما وزني هظبطه بعد الولادة متقلقيش،
علشان املي عين عقله زي ما ماليه عين قلبه وروحه
صفق فريد بانبهار فمريم لخصت عشق زوجها بكلام سلس وبسيط ونظر الي فرحه بحزن وقال:
برافو عليكي يا مريم انك بتوجدي اهداف وحافز في حياتكم للحفاظ علي زواجكم
تنهدت فرحه بضيق فقد شعرت أنه يقصدها بذلك فقالت لتنهي ذلك الحوار:
بقولك يا مريم اطلعي ريحي في اوضتك علي ما عادل يجي والغداء يجهز ولا تحبي تصبيره
أمسكت طبق الفاكهه اللمملوء بالعنب والموز والتفاح وردت بحماس قائلة:
لاء هستني عدوله حبيبي علشان نأكل سوا، وامري لله هاخد طبق الفاكهه ده اصبر نفسي انا وابني بيه
عن اذنكم بقي اطلع اريح
ضحكت امتثال وفرحه بمرح ساخرين من شهيتها المفتوحه التي ساعدت علي زيادة وزنها عن الطبيعي
شاركتهم سوسن ضحكهم وقالت:
طيب اسيبكم انا واخد الاولاد لغرفة الالعاب عن اذنكم يلا يا يوسف انت وأخواتك
اعترض سيف قائلًا:
لا يا ماما سوسن انا عندى تدريب كارتية في النادي
وزينب كمان عندها حصه بيانو مع ميس جيلان،
عن اذنكم، دادي السواق هيوصلنا انا وزينب،
خرج يوسف بصحبته أخته وأخذت سوسن الاطفال لغرفة الالعاب، ولحقتهم امتثال لتراعي احفادها
طالع فريد فرحه بقلة حيله وتركها وذهب الي غرفته
لحقته فرحه وسألته بحيرة:
ممكن افهم انت قالب عليا ليه، غلطانه اني بفكر في اولادنا، ما احب علي قلبي اكون معاك في كل سفرياتك، لكن يافريد شكلك ناسي أن ام مسؤوله عن خمس اطفال لو طفل أو اتنين كان سهل اتنقل بيهم، لكن انت اللي مصر يكون عندنا اسرة كبيرة،
التفت إليه وبنظرة من عيناه شعرت بضيقه وفداحة ما قالت عن اولادها منه، كانها ارغمها او إجبارها علي ذلك ولم تكن مرحبا مثله فقال لها:
ايوه يا فرحه بحب الاولاد وبحمد ربنا انك في مرتين ربنا رزقنا بتؤام والا كان صعب تخلفي خمس مرات
بس اللي مش واخده بالك منه،
اني اتربيت طفل وحيد ولدي اتوفي وانا صغير حتي علاقتي يعمي وأولاده كانت شبه معدومه، مطلوب مني افكر في إنجاب طفل أو اتنين ليه وانا ولله الحمد عند المال كثير
من حقي يكون ليا اولاد كتير يعوضوني طفولتي، منهم عزوة ليا وبيهم اسس اسرتي وعيلتي
ابتسم فجأة بحنان أمسك يداها وقبلهم:
ولعلمك احلي حاجه أن ولادي منك، ليه عايزة تضني عليا بالذرية وانا وانت لسه شباب وبصحه وعندنا، اللي يخلينا نربيهم احسن تربيه ونعلمهم علي اعلي مستوي متطور وحديث
ثم حكاية انك عندك خمس اطفال وصعب ترافقيني
انا بس عندي سؤال وتجاوبني عليه
اولا سوسن مسؤولة عن رعابة الاطفال، وتعتبر امهم الثانية ودائما معاهم، كمان عندك بدل المربية اتنين، ده غير مرافقة شخصية للبنات تشرف علي اختيار ملابسهم والعنايةالشخصية بيهم
ونفس الحال للاولاد معاهم مرافق ليهم شخصي، ومش كده وبس متوفر ليهم محلل سلوك تربوي بيتابع تطور نموهم النفسي والسلوكي والبيولوجي والسيكولوجي علي نحو تربوي متطور،
وفوق كل ده ليهم طبيب خاص بيزورهم باستمرار،
مختص بالكشف الدوري علي كل ما يخص صحتهم
تسمحي تقولي مسؤولية ايه اللي بتحمليها وتمنعك تكوني مع جوزك وقت احتياجه ليكي في غربته،
اخذ نفس عميق وزفره بحدة جعلتها تشعر بنار الغضب التي تستعير بداخله واكمل:
دول كلهم بيراعو الاولاد وعليهم ماما اللي روحها متعلقه بيهم، إضافة علي صديقتك مريم المقيم عندنا اغلب الوقت وانت بنفسك خصصتي ليها غرفة
تقيم فيها أثناء وجودها هنا،
ممكن بقي تردي عليا وتقوليلي سبب مقنع علشان تحرميني منك غير اني اناني فيك ودي حقيقه لا انكرها، بالعكس أنا بعتبرك نفسي اللي مقدرش ابعد او استغني عنها، وبجد صعب اغيب عنك ست شهور من غير ما افتح عيوني كل صباح علي جنة حضنك
زفرت فرحه بشئ من الضيق، فهي أيضا لا تستطيع الاستغناء عنه، او البعد لايام كيف الحال بشهور،
ألقت نفسها علي صدره ترتوي من حنانه، ضمها اليه فريد بتملك وتنهد بحرارة،
رفعت راسها عن صدره وملست علي شعيرت ذقنه التي بدأت في الظهور وابتسمت بحزن:
فريد انت عشيق روحي وقلبي وكل دنيتي، مين قالك اني اقدر استغني عنك
بس لو انا ليك زوجة فأنا ام لاولادنا مهما توفر ليهم كل سبل الراحه والأمان هيفضلو في احتياج ليا،
الام محدش بيعوضها، واحتياجهم ليا مش لخدمتهم لكن لاحساسهم بالراحه وزرع الامان والدفأ بقلوبهم
وده ميعوضوش حد ولا حتي كنوز الدنيا؛
رغم كل الجيش اللي اتكلمت عنه وتحت خدمة ولادي هيجي عليهم الليل ويدورو علينا انا وانت لأننا امانهم ونظرتهم لبكرة بطمئنينا
وزي ما انت محتاج حضني هما كمان محتاجينه وأكثر منك، ثم لو. جينا للعدل والديمقراطية
هما. خمسه وانت واحد، يعني بالعقل هما يكسبو لكن صدقني اللي هيحرمني منك ،مسؤوليتي تجاههم،
انا تربيت علي حضن امي وحنانه وده كان حصن اماني، ازاي عايز تحرمهم مننا ويحسو باليتم واحنا عايشين، اظن كفاية غيابك اللي هيتحملوه بصعوبة، عايزني أزيد عليهم بغيابي انا كمان
ضغط فريد علي أعصابه بقوة:
انت قولتي هما خمسه وانا واحد، يعني محدش معايا غيرك ولا محتاج حد معايا غير ليكي
عموما يا فرحه انت وضحتي وجهة نظرك، باني اخر اهتماماتك، وكدة انتهي الكلام
لكن علشان خاطرك وعدم قدرتي علي البعد عنك انت وأولادنا انا هحاول اضغط نفسي واخلص رسالتي وابحاثي في فترة اقل، وارحعلكم بسرعه
تقربت منه فرحه لتحاول ارضاءه بعد أن شعرت بحزنه، فهو ليس اناني كم يقول ولكنه يشعر بالوحدة في بعده عنها ولهذا لا يطيق فراقها، فاولادهم سينالو الاهتمام والرعاية الكافية التي ستعوضهم غيابهم لفترة قصيرة، لكنها غريزة الامومه لدية اقوي من حبها الي زوجها التي تذوب بها عشقًا:
لم يتقبل فريد توددها وغادر الغرفة حاسمًا أمره فقال لها بتصميم وحزم:
انا كنت هسافر اخر الاسبوع علي امل اقناعك، لكن مدام مفيش فايدة ، فانا هسافر بكرة الفجر، عن اذنك هنزل مكتبي اجهز اوراقي
خرج وتركها في أحزانها فقد باغتها بسفره في الغد وهي من كانت ترتب لتكريس كامله وقتها له تعويضًا
عن فترة غيابي ،
لكنه ياس من أن تشاركه رحلته رغم ثقته بأنها علي حق، في مسؤوليتها عن أولادهم في غيابه،
فالاولاد لا ينشاؤون بنفسيه سليم الا بوجود آباءهم في حياتهم يوجهنهم دائما ويصححون من اغلاطهم
*********
سافر فريد وأصبحت حياتي فرحه رتيبه ممله، الا من الوقت الذي يعود فيه فريد الي شقته ويتصل بهم فيديو كول كل يوم
كان يحدثهم عن بومه ويطمئن عليه، وينهي المكالمه بحديث خاص مع زوجته يحدثه فيهعن اشتياقه اليه،
كثيرًا طلبت منه الحضور لرؤياتهم والعودة سريعًا لكن كان رده دائما الرفض قائلًا:
ياريت كان ينفع انا بضغط نفسي وبحاول اخلص شغلي علي رسالتي وابحاثي علشان اقدمها في اسرع وقت واخلص وارجعلكم،
وانت عايزاني افصل وانزل يوم كل كام اسبوع لا هيرضيكي ولا يرضيني، وكمان هيشتت انتباهي عموما هي هانت كلها كام شهر وارجعلكم، واعوض كل لحظة بعد عنكم
كان حديثه يقطر الم وحزن وشوق واشتياق قاتل، لكن ما توالي الايام أصبح وجهه أصبح شاحب والارهاق دائما بدايًا عليه، هذا ما دمر نفسيتها:
بعد مرور شهرين علي سفره عادت الي الفيلا مع الاولاد بوقت متأخر، وكان اتصال فريد بهم لا ينقطع أسرعت مع الاولاد بفتح مكالمه كالعادة وهالها مظهره
فقد كان وجهه شاحبًا وعيناه حمراء بشكل عجيب فسألته بلهفه:
فريد مالك انت تعبان ولا ايه
ابتسم بصعوبة ولمس الشاشة بيدها، دون وعي كانه أراد لمسها والشعور بها وقال:
لا يا حبي أن بخير بس من قلقي عليكم تعبت من انتظار ردكم، لاني مرهق جدًا ومحتاج انام
وكنت بقاوم المهم طمنيني كنت فين انت والاولاد وليه بتصل محدش بيرد عليا
ردت عليه بمرح امتزجت بالحزن علي حاله:
مفيش كنت مع مريم أصلها ولدت النهاردة، وكانت محتاجاني معاها وماما امتثال كانت معايا والاولاد تركتهم في رعاية سوسن اللي. خدتهم معاها البيت
وانا راجعه عديت عليهم ورجعنا سوا
لم يرد فريد عليه فقد ارتاح قلبه بعد رؤيته واستلم الي سلطان النوم وهو يحدثهم بوضعيه غير مريحه،
حاولت فرحه كثير أن تحدثه بصوت عالي لعله يستيقظ ويعدل من نفسه وينام بارتياح لكن هيهات
فقد ذهب في سبات عميق بلا عودة
نهضت وهي تقبل الشاشه ولم تغلقها وأخذت الاولاد وساعدتهم علي النوم، ثم عادت الي شاشه الجهاز تنظر الي زوجها المنهك والحزين بغيابها عنه
فهو يقتل نفسه باجهاده في الانتهاء من الرسالة حتي يعود إليها سريعا وينعم بقربها هي واولادهم
ظلت تنظر إليه ولا تتحرك من مكانها الي ان أغلقت الشاشة. فجأة واحتفت صورته
انهارت فرحه باكية فهي تفتقده وتشعر باحتياجه اليه
اكثر من أبناءها الذي ينعمون بكل الرعاية والاهتمام
ممن حولهم، لكن زوجها وحيد ضائع بدونها بالغربة،
ظلت طوال الليل تعاتب نفسها وتجلد ذاتها الي ان غفت بعد معاناة كبيرة من العراك مع روحها المعذبة
********
في الصباح بعد أن اطمئنت علي أطفاله ذهبت الي
مريم لتزورها وتطمئن علي وليدها
وصلت إلي بيت مريم واستقبلها عادل بترحاب وحفاوة وقال لها بمرح:
يرضيكي اصحي علي ازعاج جوزك بيبارك ليا ومصر يبارك لمريم بنفسه ووعدها بهدية مميزة للبيبي
ارتسمت نصف ابتسامة علي محياها ممزوج بحزن دافين تغلغل بداخلها حين ذكر اسم معشوقها وقالت:
ما انت عارف فريد أبو الواجب المهم الماما اللي مغلبانا اخبارها ايه هي والنونو
اشار عادل الي غرفة طفلهم وقال:
مش عايزة تخليني المسه وتقولي لاما تسميه كيفين
لاما مش هتشيله ودخلت بيه اوضة الاطفال وقفلتها عليهم امانه عليكي يا فرحه ادخلي عقليها مش ناقصه جنان بنت موريس دلوقتي
اتسعت ابتسامتها فعراكهم الدائم دليل علي سعادتهم التي تجعل العناد بينهم مشاكسه لذيذة:
طرقت فرحه الباب بهدوء كي لا تزعج الطفل وقالت:
مريم افتحي انا فرحه
فتحت مريم الباب وجذبتها الي الداخل وأغلقت الباب خلفها بسرعه حتي لا يدخل عادل الذي وقف خلف الباب يتوعد ليه:
والله يا كرنبه لو ما فتحتي واديتيني الواد، لاسافر لفريد وادلع نفسي مع الإنجليز
لم تتقبل مريم مزاحه الثقيل هذا ألقت رضيعها الي فرحه واندفعت غاضبة الي زوجها تصيح فيه:
بتقول ايه يا عادل سمعني كده تاتي
ابتسم بقوة وجذبها الي حضنه بخبث:
بقول اني بعشقك وبموت فيكي يا اجمل من رأت عيني أو ستري في يوم من الايام ،ممكن تحني عليا وتمنحيني الرضا وتسمعي الكلام
وحياة كاثي عندك بلاش اسم كيفن ده ابويا الحج هيقطع خبري مش كفاية البنت اسمها افرنجي
تهادت في دلعها عليه ومالت الي صدره تعانقه بتودد:
ماشي موافقه بس علي شرط، اول ما افوق من تعب الولادة توعدني تاخد إجازة نستجم فيها قلت ايه
ملس علي شعرها الحريري وضمها الي صدره بحب وحنان ثم قبل راسها بسعادة وراحه فا معها وجد ضالته هي من بين النساء انشودته الخاصه بين أحضانه يرغد بنعيم الجنة علي الارض:
انت تامري يا قمر، وعلشان خاطر عيون ام عبد الرحمن، انا إجازة من النهاردة لحد ما ترضي عليا يا جميل ايه رايك كده اظن كفيت و وفيت
دفنت راسها في جوف صدره وتنهد بحرارة:
اه يا عادل والله انا بعشقك، انت حبي ودنيتي الحلوة معاك نسيت نفسي وبقيت كل اهلي، كفاية عيونك مش بتشوف غيري ولا قلبك بيسكنه الا نبض قلبي وولادى منك رباطنا لكن مش كل دنيتي
لان معاك بحس بحريتي وفي حضنك بحس بقوتي
انت اماني وضحكتي وفرحتي،
ربنا ما يحرمني منك يا نور عيني وسندي وقوتي
تنهد عادل بقوة ورفع وجهه اليه وهام في عيناه الجميله ورد عليها بعشق:
ولا يحرمني منك يا نبض قلبي، عارفه يا مريم انا معرفتش الحب غير لما شوفتك، خطفتي قلبي وروحي بشقاوتك، وكملت بوقفتك جمب صاحبتك بانك ساعدتيها تعيش بشخصية اختك لا وكمان بقيتي مسؤوله عن ابنها علشان تقدر هي تشتغل وتصرف علي اولادها، بذمتك في حد في زمانا كده ، رغم أن بعملتك دي زودتي عذاب صاحبي لكنها كانت جدعنه ووفاءنادر الوجود منك .يا جميل انت يا نمساوى يا مقطقط، بعيونك الزرقا دي اللي زي بحر بغرق انا فيه، ما تجيبي ب
صمت حين تنحنحت فرحه حين لاحظت اندماجهم سويا بجراءة،حتي أنهم نسيا وجودها، نظر الاتنان إليه بصدمه وخجل من توددهم الي بعضهم دون اعتبار لوجودها، وهتفت مريم باسف:
فرحه احنا اسفين نسيناكي حقك علينا والله
ضحكت واعطت الطفل الي عادل وقالت لها وهي تعانق مريم مودعا إياها:
عادتكم ولا هتشتروها اتعودت بقي، المهم انك بخير وحياتك مع جوزك مستقرة، استأذن انا مدام عادل هيقعد معاكي اظن هو كفاية عليكي
ضحكت ونكست راسها خجلًا منها:
بصراحه هو عندي بالدنيا كلها، بس قوليلي ليه صوت فريد وهو بيباركلي كان حزين،في حاجه حصلت بينكم، رغم اني واثقه محدش منكم بيتحمل علي التاني الهوا، اوعي تكون مزعلاه
هربت دمعه حبيسة بين مقلاتاها، دون وعي منها عند ذكر اسمه ونظرت إليه بالم يعتصر قلبها فتوددها هي وزوجها ذكرها بعشق زوجها الذي افتقدته، ففريد ليس عاشق جيد فقط بل زوج مثالي ، غير أنه صار روحها التي تنبض داخلها بالحياة التي فترت وفقدت لذتها منذ غيابه:
ايوة مزعلاه بس مش بايدى والله، وقبل ما تلوميني انا ماشية لاني مش ناقصة تبكيت، سلام
همت ان تنصرف فأمسكت بيدها كأثي :
أنطي فرحه بليز خديني معاكي، ماما وبابا بيقعدو مع بعض وبينسوني خالص بليز بليز
ضحكت فرحه وكذلك عادل ومريم التي قالت:
فضحتينا يا كوكي كل ده علشان خاطر يوسف اللي بيلعب في دماغك وعايزك تعيشي معاهم
ضحكت الطفله ورجعت خلف فرحه تهرب من غضب.والديها عليها. فينا طلبت، استدارت فرحه اليه ونزلت الي مستواها وقالت:
سيبك من مامي ودادي وقوليلي تحبي تعيشي معانا علشان خاطر يوسف ولا علشان بتحبي حياتتك بينا
ابتسمت الطفله ببراءة ولفت ذراعها حول رقبتها:
انا بحبكم كلكم وبحب زينب اووي وايمي، وتيته امتثال لكن بحب يوسف اكتر منكم لانه صاحبي، بس انا مش عايزه اعيش معاكم،هاجي اقعد شويا بس وارجع، لاني بحب بابا وماما والنونو، وانا بحب اجي عندكم العب مع اخواتي لكن مامي مش بترضي
نزل اليه عادل وخذ بيدها وجذبها الي صدره وقال:
عارفه يا كوكي لو كنتي فضلتي تعيشي معاهم كنت زعلت اووي لان بحبك يمكن اكثر من مامي كمان لانك جزء منها، ثم هو انا بدلع حد قدك يا شقية، بلا قولي لانطي فرحه تروح وانا هقعد والعب معاكي لحد ما تزهقي مني
انحني علي اذناها وهمس بخفوت:
اصلي هسيب بيدو يطلع عيني مامي وافضالك يا جميل ، فجأة علي صوته واكمل اتفقنا يا قمر
هللت كاثي فرحًا بمحبة ابيها وشاكست والدتها:
خلاص يا أنطي فرحه روحي انت وبكرة اجي مع بابي أصله هيلعب معايا النهاردة. يسيب ماما مش كده يا بابا
اؤما له عادل بالايجاب ونظرت اليها مريم بغيظ:
والله انا مش عارفه دي بنتي ولا ضرتي، عموما كلها انا مش فاضية ليكم اصلا بيدو شويا وهيصحي عايز الرضعه وهيطلع عيني لحد ما يرجع ينام تاني
ما ان انتهت من حديثها انفجرت كاثي وعادل في نوبة من الضحك هستيري استغربت منها مريم وفرحه التي قالت:
الظاهر الاتنين اتفقوا عليكي الله يعينك يا مريوم
انتو حوارتكم مش بتخلص سلام انا،
قبل أن تغادر عادت ووجهت حديثها الي عادل:
معلش يا عادل كنت عايزاك في موضوع تخلصه ليا ضروري ، بس مش وقته لما اروح هتصل بيك سلام
**********
في المساء بشقة فريد في لندن
عاد إلي الشقه مبكرًا علي غير العادة، ما ان دلف من الباب ارسال رسالة صوتيه الي فرحه فحواها:
فرحه حبيبتي انا لسه واصل رجعت بدري علشان اعوضكم امبارح، محتاج اتكلم معاكي انت والاولاد وانت بالاخص بعد ما اخلص معاهم عايزك في موضوع اجهزي لاني محضر ليكي مفاجأة ،بحبك
هاخد شاور سريع علي ما تجهزوووو سلام
اغلق الهاتف ونزع ملابسه ودلف الي المرحاض يأخذ شاور سريع يزيل عنه عناء اليوم،
كان في وقت سابق قبل أن يذهب الي عمله اتصل بيها يعتذر منها لانه نام وهو يحدثها ووعدها بعودته باكرًا لتعويضها هي واطفاله،
ما ان بدأ يأخذ شاور سمع رنين اتصالها، الذي استمر بلا انقطاع مما اضطره للخروج والرد عليهم
لف منشقته علي خصره وخرج مسرعًا وصدم حين لم يجد هاتفه في موضعه
واستغرب كيف وصل الي غرفة نومه، دلف مسرعًا واجاب علي الاتصال مع فتح إلكام
راي أطفاله الخمس يصيحون فرحًا بروياه، ابتسم لهم فريد وسألهم:
اومال فين ماما
إجابته والدته وهي تدخل علي الاتصال:
انا اهو يا حبيبي طمني عليك اخبارك ايه
رد عليه فريد بمرح وحيرة،ة
بخير يا ست الكل والله اشتقت ليكم، اومال فين فرحه هي مش بالبيت ولا ا....
لم يكمل حديثه حين طوقت خصره وقالت بحرارة:
ايوه مش في البيت لانها معاك هنا يا حب عمري
استدار فريد اليه وعانقها بقوة غير مصدق وجودها معه وظل يقبلها بشوق ولهفه، دفعته برفق وقالت:
فريد ماما والاولاد ايه نسيتهم
لم يتركها تبعد عنه وقال لوالدته وأطفاله:
كنت بحضر انا ليكم المفاجأة لكنها كانت من نصيبي
معلش يا ماما هتتحملي ولادي يومين ثلاثه لحد ما فرحه ترجع ليهم
مالت فرحه علي صدره وقالت بحرارة وحماس :
مفيش سفر تاني غير رجلي علي رجلك ولا ايه يا ماما قوليله وطمنيه
ردت امتثال وهي تبعد الاطفال عن شاشة الاتصال حتي لا يشاهدا ما يفعل أبيهم بوالدته، ويداه التي تستبيح جسدها بإثارة دون وعي لأفعاله من شدة شوقه اليها ولهفته علي الانفراد بها وقالت:
ملكش دعوة بأحفادى، انا كفيله بيهم ومش لوحدى انا وجدهم عويس وجدتهم زينب وخالانهم اللي بيموتو فيهم، ومعانا سوسن طبعا
لان الصبح هسافر بيهم العزبة وهقعد هناك لحد ما ترجعو بالسلامه، خدو وقتكم وعيشو ليكم يومين لوحدكم ومتقلقوش عليهم ويلا سلام
مدام مش قادر تتحكم في نفسك انت بتكلميني وفقدان ولادك يا دكتور ، خلاص جننتك بنت زينب
أغلقت امتثال الاتصال بعد أن وعد فريد أولاده باتصال اخر بالغد واستدار الي فرحه يسألها:
احلي مفاجأة في حياتي، بس قوليلي عملتيها ازاي وايه غير رايك وخلاكي سيبتي ولادك
ضحكت وهي تتمايل عليه بدلال:
مين قال اني مكنتش عايزه اكون معاك، او ابعد عنك بس انت كنت هتخرب هدية عيد جوازنا بالحاحك بالسفر معاك ولا ناسي أن النهاردة ليلة عيد جوازنا
غامت عيناه بشكل خطير ينم عن اقدامه علي عمل إجرامي ليس مؤذي لكن رومانسي،
فجأة حملها ونزع عنها روبها الذي كان تحته ثوب نوم مثير ومغري حد اللعنه وقال:
مش عايزه تخربي هديتك لكن انت ضيعني مفاجاتي
بس بمفاجأة اجمل واحلي، وحشتيني يا فرحه
وقبل أن تسأله عن مفاجاته التهم شفتاها بقبله جائعة سرقتهم سويا الي عالم من الامتزاج الروحي والجسدي الذي يصل بهم الي ذروة النشوة والمتعة
*****
في الصباح فتحت فرحه عيناها شاعرة بالانتشاء والسعادة تتغلل بداخلها، نظرت حولها تبحث عن عشيق روحها فراته ينظر إليه نظرة رومانسية قائلًا:
حييبتي ،،،،،،
جميلة أنت كمزيج من الشيكولاه الفاخرة التي حين تذوب في الفم تتلذذ النفس بمذاقها الشهي
ناعمة أنت كثوب من الحرير تلفح به جسدى البارد فتلمس النعومه بين جوانحه فهاما به عشقًا
دافئة أنت كموقد نار أشعلته في ليلة شتاء ممطرة فشعر جسدى بالدفء وتلمس الراحة معكي انتِ لا غيرك يا ملاكي وقدري
عذبة أنت كقطرة مياة بللت شفتاي في صحراء قاحله جرداء فأطفأت ظمأي وأرتوت منها شراييني بالحياة
رقيقة أنت كفراشة أزهرت حياتي بألوانها الزاهية الخلابة فجعلتني في شوقٍ دائم وعشقٍ لا ينتهي من النظر إليكي أيتها الأنثى
حدقت به فرحه بصدمه وسألته بلهفه:
ايوه فاكرة كلامك ده كتير كنت نفسي أسألك عنه لكن خفت تكون قصدت بيه سوسن، لاني لما دخلت عليكي كانت ماسك الموبيل وبتكلم حد
أمسك يداها ررقه وقربها من نبض قلبه وقال:
العشق متخلفش غير ليكي يا مليكة الروح، ايو حصل بس كنت بكلم صورتك اللي بقت ونسي في بعدك عني.، كنت بشكي ليها منك وابثها حبي المحروم من البوح بيه ليكي عرفتي يا فرحة عمري لمين اشعاري
عضت فرحه علي شفتاها فضغط فريد علي وجنتها لتطلقهم والتهمهم هو بقبله شغوف وقال:
دول ملكي انا ملكيش تاذيهم وتعضيهم فاهمه
فجأة طوق جيدها بعقد من اللؤلؤ مزين بقلب يجمع صورتهم سويا وحرف F وقال وهو يربها من صدره العاري بتملك :
كل عيد جوازنا وانت معايا يا مليكة روحي وقلبي
قبلت يداه وردت عليه:
علي فكرة أنا كمان جبت ليك هدية يارب تعجبك
نهض فريد من الفراش وهم أن يلبس روبه فسألته:
رايح فين
ابتسم وهو يمزاحها بحك أنفه بانفها :
هروح اجيب ليكي شنطتك علشان اشوف هديتي
أمسكت يداه وقالت بدلال وغنج:
بس هديتي مش بالشنطه هديتي هنا قدامك
أشارت إلي بطنها المسطح الا من بروز بسيط لم يلاحظه فريد في حينه من شده لهفته وشوقه لها
غامت عيناه بحيرة ودنا منها وضع يده علي بطنها وسألها بلهفه وارتباك :
فرحه انت حامل بتتكلمي بجد انا مش مصدق رغم تعبك مع اولادنا الخمسه وأنهم بيسرقونا من بعض، مش مصدق بجد انت حامل معقول حبك ليا يخليكي تجي علي نفسك بالشكل ده،
طب ليه حرمتيني منك شهرين وازاي تسافري وانت باول الحمل ده خطر عليكي وعلي حملك،.ثم انت ليه منبهتنيش لحملك مكنتش ضغط عليكي في العلاقة
وضعت يدها علي فمه تمنعه من الاسترسال وعتاب ولوم نفسه خوفًا عليها وعلي جنينها وقالت:
اولًا محدش يقدر يسرقنا منك، لان وجودي معاك هو الحياة ومن غيرك كنت حسا روحي ميته
لكن كان غصب عني وسبق وقولتلك كنت هتخرب ليا مفاجأة عيد جوازنا،
اللي هي حملي لاني عرفت بحملي يوم ما بلغتني انك محتاج تسافر لعمل بحثك الجديد،
كان صعب اسافر وانا لسه في الشهر الاول وده كان سبب رفضي ومجرد ما اطمنت علي استقرار الحمل
جيت ليك ولاني واثقه أنه صعب تعدي عيد جوازنا وانت بعيد عني، طلبت من عادل يتأكد ليا بطريقته انك حجزتش للسفر بس بعد ما اتاكد من استقرار الحملة ان مفيش مخاطرة بالسفر
حجزت وجيت اقضي احلي ليلة عيد جواز معاك وفي حضنك، ها هتوديني فين علشان نحتفل
نزع عنه الروب وتمدد بجوارها وجذبها اليه قائلًا:
مين قال إننا هنروح في حته، هو في احسن من عشنا الهادي نتحفل فيه بعيد جوازنا،
ولو علي التورته هطلبها تحضر بس بعد ما نحتفل،
دفعته بعيدًا عنه برفق :
نحتفل ايه ما انت طول الليل بتحتفل ولا مشبعتش
ثم انت مش عندك شغل روح خلص شغلك ولما ترجع نبقي نطفي الشموع بليل، يلا قوم وبطل كسل خد شاور علي ما اجهز ليك الفطار،
جذبها اليه ومنعها من مغادرة الفراش وقال وهو يلثم جيدها بقبلات رقيقه:
مش هسمح ليكي تبعدى عني، بالنسبه للشغل فأنا اخدت إجازة ووقفت ابحاثي، ودي كانت مفاجاتي ليكم اني انزل مصر اقضي معاكم يومين
لكنك وفرتي عليا وجيتي ليا برجلك، والإجازة بقت ليكي انت وبس،
وكمان احتفالً بليل كان علشان عيد جوازنا ومدام استقر الحمل يبقي واجب نحتفل ولا ايه
حدقت فيه بقوة فرغبته بها فاقت العقل والمنطق
ولم بعطها فرصه للاعتراض وهما بها عشقًا وهو يغدق عليها بحبه وحنانه ليسرقها الي عالمهم الخاص
منذ ذلك اليوم لم يفارق بعضهم وعاد سويا بعد أن نال درجة علمية جديدة كالعادة بتفوق وامتياز
بعد مرور ست شهور رزقهم الله بتؤام جديد أسماهم فريد كنان وأركان لتزيد من قوة ترابطهم محبه وود
بعد أن صبحت أسرتهم كبيرة مع مسؤوليات اكبر لكن بالحب الذي جمع بين فريد وفرحه استطاع تربية أبناءهم ووصل بهم الي بر الأمان وجعلوا منهم أناس صالحين يخدمون وطنهم بالعلم الذي علمهم أبيهم ميزة اكتسابه، غير انهم يقدمون أنفسهم وماله في الخير لمن يستحق
الي هنا وانتهت رحلتنا مع رواية بنت الوادي
فريد❤️فرحه
*******
الي اللقاء في روايات اخري
انتظروني مع روايات
دفء المشاعر
نسائم عشق
رهان خاسر
ابن الجيران
وعد
تعليقات: 0
إرسال تعليق