#ابتلاء_أم_بلاء
الفصل الثالث والعشرون
***********
تلاشي الضباب وانقشعت الغيوم وظهرت الحقيقة جالية، بعدما كانت بعيدة كالسراب،
في غرفة نوم فريد
نظرة اليه فرح بذهول وهي تعيد كلماته في راسها لعلها تتفهم قوله بانها هي زوجته الثانية
لكن كيف هي زوجته الثانية وزواجه منها كان لإنقاذ ثروته من الضياع كم قالت والدته امتثال هانم؟!
وان كان هذا صحيح لماذا تزوجها إذا ؟ زاد هذا من حيرته، اول الامر تكتشف انه كان بكامل وعيه وقت إتمام زواجه منها والان يصدمها أنها لم تكن زوجته الأولى وكونها زوجته. الثانية التي تغني بعشقه لها
لكن السؤال الان متي تزوج سوسن؟ ولماذا تزوجها؟؟
رفعت نظرها اليه وسألته بحيرة اربكتها:
انت بتقول ايه يعني ايه انا مراتك التانية، طيب ليه اتجوزتني مدام متجوز ومن بنت عمك اللي كان عايز يسرقك ويقتلك وانت صغير،
اخذت تلف في الغرفة كالمجنونه وهتفت بحنق:
انا مش فهماك، الاول اعرف انك رجل تقي ومتدين وعمرك ما شربت خمر وكذبت عليا ليلة جوازنا، يعني تممت جوازنا وانت في وعيك
ودلوقتي اكتشف اني زوجتك التانبة، اللي هو طب ليه كان جوازنا مدام متجوز، واتجوزتها امتي وليه ظلمتني معاك وفرضت نفسك عليا، في الاخر رجعت ليها ولابنها وعايش معاها انت عايز مني ايه بالظبط
ضمها فريد من ظهرها وهتف في أذنها بحرارة:
عايزاك انت ومش عايز غيرك، بحبك وانانيتي فيكي كانت سبب في ظلمي ليكي
لكن غصب عني مكنش عندي استعداد أتنازل عنك بعد ما لقيتك اصرارك علي الطلاق هو اللي خلاني فرضت نفسي عليكي وتممت جوازنا منك ضد ارداتك ، يا فرحه افهمي انت حبي واختياري
فكت يدها من علي خصرها واستدارت تعنفه بحتق:
اختيارك ازاي انت هتجنني، والدتك هي اللي عرضت عليا اتجوزك علشان تنقذ ثروتك مقابل أنها تعالج ابويا، وفي الاخر خسرت نفسي وخسرت ابويا
وبكل بساطه تقولي انك بتحبني واختيارك الا هو ازاي وخطيبتك اللي اكتشفت دلوقتي انها كانت مراتك الاول، طيب ليه هربت منك ليلة فرحكم،
فهمني ازاي انت هتجنني ، بقي انا اختيارك وبتحبني
امسك يدها واحلسها علي الفراش وجلس امامها وقال بحنان وعشق جارف:
ايوه انت حبيبتي وروحي وعشقي وحلمي، بس قبل ما اعرفك ازاي انت اختياري، لازم تعرفي اتجوزت سوسن قبلك ليه وامتي ، رغم أن ابوها اللي هو عمي زي ما قولتي كان عايز يسرق ثروتي ويقتلني
اخذت نفس عميق شاعرة بالحيرة من كلامه فقد رأت في عيونه الصدق لكن ما هو الدافع وراء أفعاله وكذبه عليها هذا ما تريد معرفته، فقالت له:
ماشي رغم انا مش ملزمه اسمع منك لانك خدعتني لكن يمكن لما اعرف ارتاح واديلك الامان
غمغم فريد بريبة وغامت عيناه بشكل خطر وقال:
قبل ما اقولك اي حاجه،،،، سامتنا
ابتلعت ريقها وردت عليها بسؤال:
مالها سامنتا
امسك ذراعها وقال بهدوء مريب وحذر:
بنتي
نكست راسها أرضا فهزها بقوة وكرر حديثه:
سامنتا بنتي ويوسف ابني انت خلفتي تؤام صح
رفعت راسها اليه ورأت شرر من اللهب تتراقص في عيناه، وتأكدت انها المواجهه التي لن تستطيع الفرار منها، والطريقة الوحيد للنجاه هي الصراحه فقالت:
ايوه سامتنا بنتك لكن اسمها زينب وانكتب باسمك
حدق فيها فريد وضحك بمرح:
زينب انت مش هتجبيها لبر لا خليها سامتنا لحد ما نشوف طريقه نرضي بيها ماما،
بقي اول أحفاده تسميها باسم والدتك وهي لاء انت كده بتخسريها رسمي،لكن مش ده المهم دلوقتي مدام سامنتا بنتي فين بنت كاثرين، وليه بعدتيها عن اخوها وكل واحد اتربي في مكان
فلتت ذراعها منه ووضعت وجهه بين يداها وهتفت:
مكنش ينفع يتربو مع بعض، اولًا علشان المصاريف لان مليش تأمين يغطي طلبات اطفالي، انت غني متعرفش حاجه عن معاناة الام المعيله
وكمان علشان اقدر اكمل في دور كاثرين اللي ولدت بنت والإدارة والكل كان عارف كده
انا ولدت بعدها بيومين لما فوقت اكتشفت موتها، مفيش يومين وبنتها حصلتها
وزي ما دفنا امها دفنها معاها، وبقيت انا كاثرين وزينب سامنتا بنتها، ولأن صعب اشتغل ومعايا طفله
بعد ما جاكلين اتكفلت بيوسف وخدته تربيه
سام طلب مني اعطيها لأسرة معيله تكون مشتاقه للاطفال، وافقت لاني كنت لازم اشتغل علشان اكفي مصاريف جاكلين ويوسف، ومن حسن حظي ربنا بعتلي جيسي وجوزها اللي احتاجوه بنتي لمساعدة بنتهم علشان تشفي من التوحد
واديك جيت وشوفت بعينك ازاي بيحبوها وبيرعوه
لما سالو عن اسمها جاكلين قالت فرحه لانها اعتبرتتي موت علشان متغلطش قدام حد وتكشفني
وكانت فرصه تقول اسمي علي بنتي اللي اتكتبت في السجلات زينب فريد حافظ الديميري زي يوسف
اخذ فريد نفس عميق وطويل وقال:
قلبي كان حاسس من اول مره خدتها في حضني،لكن لما بحثت اتاكدت أن كاثرين عندها بنت وده اللي اثر علي تفكيري ولخبطني لفترة
لكن لما خدتها في حضن تاتي امبارح قلبي اقسم انها بنتي، وكان لازم اتاكد هي اللي بنتي ولا يوسف ولا الاتنين علشان كده رتبت كل حاجه وولادنا حاليا في مركز تحاليل بيتعمل تحليل DNA كنت لازم اتاكد هي بنتي ولا لاء خوفًا من انكارك
ارتجف جسد فرحه بقوة وسألته بصدمه:
الاولاد معاك ازاي انا سايباهم في الفندق تحت رعاية انت بتقول امبارح، كده فهمت يبقي انت الدكتور اللي سامتنا قالت عليه تعرفه، بس انت وصلت لينا ازاي
ضمها الي صدره في محاولة لاحتوائها وقال بهدوء مرح يبعث عن الثقة بالنفس والغرور:
زي السكر في الشاى، في ايه يا فرحه انت متخيله كنت هسيبك تهربي مني تاتي، انت من اول ما نزلت مصر وخطواتك محسوبه عليكي
من اول ما روحتي الفندق وسافرتي البلد وآخرها ذهابك للمحكمة وبعدها الي مكتب عادل صديقي
وحاليا جاكلين عنده، نخلص كلامنا وابعت اجبهالك،
لازم تعرفي انت مرات فريد الديميري كان مستحيل اهدى اللي ما اوصلك انا مش فاروق يا فرحة عمري
سلمت أمرها في انها لن تستطيع الهروب منه بسهوله لتعود الي السؤال الذي لم يجب عليه الي الان:
ماشي يا فريد اتاكدت انك بمالك تقدر توصلي بسهوله، وده يرجعنا لما انت تقدر تعمل كل ده ليه سبتني سنتين بعيد عنك ، اعاني مشقة الحياة في بلد غريبه، ولما انت اتجوزت سوسن قبلي وبتحبها
وبجوازك منها أنقذت ثروتك ونفذت شرط جدك
ليه اتجوزتني وبعدها سافرت بيا وبعدتني عن اهلي
حقي اعرف منك انا بالنسبالك ايه
مش قلت لما ترجعي مصر ادينا في مصر وفي فيلتك وباوضة نومك اتفضل فسرلي وفهمني
وقبل ما تقول اني حبيبتك واختيارك عرفني امتي حبتني، وازاي انا اختيارك
جذبها اليه ولثم ثغرها بشوق وقال :
انا وضحت ليكي ليه سبتك في إنجلترا ونزلت، بس موضحتش سبب اني فضلت سوسن عليكي، علشان كده لازم تعرفي اتجوزت سوسن ليه وامتي؟!
اقعدي كده هادئة ياريت بلاش تقاطعيني لحد ما اخلص اتفقنا يا فرحة قلبي وام ولادي
اؤمات له بالموافقة فضمها الي صدره وبدأ يقص عليها حكايته مع سوسن متي بدأت وكيف؟!
*****************
بدأ فريد يحكي لها قصة زواجه من سوسن وكيف بدأت علاقتهم واتطورت الي زواج رغم المعوقات
حكايتي بدأت مع خوف والدتي عليا من غدر عمي، مجرد ما نجحت في الثانوية فضلت اكمل دراستي بره مصر، من هنا بدأت حكايتي مع سوسن بعد ثلاث شهور من سفري لانجلترا اكمل دراستي كان عمري وقتها ١٨ سنه تقريبا وموضوع الميراث مكنش في دماغي اطلاقا،
من اول يوم ليا في انجلترا طارديتني بنت في كل مكان ، كنت بشوفها في كل حته اروح ليها كانها ظلي لحد ما شغلت تفكيري، كانت تقريبا في نفس سني كنت بشوفها بريئة وملامحها هادئة بطريقة تخطف، وبسبب تديني مفكرتش حتي اكلمها لكن كنت بنتظر حضورها كأن الشمس بتشرق بوجودها قلبي اتعلق بيها من غير حتي ما اعرف اسمها،
وفي يوم كانت بتجلس ع طاوله قدامي وأخذت قرار انا اتقرب منها واتعرف عليها،
فجأة وقفت بيني وبينها سوسن منعت عني رؤيتها، مكنتش اعرفها، لقيتها قعدت وعرفتتي بنفسها:
حضرتك فريد حافظ الديميري، احب اعرفكم بنفسي انا سوسن حسن الديميري بنت عمك
رمقها فريد باستغراب وحاول تذكرها فقال بود:
سوسن بنت عمي ياه انت كبرتي وبقيتي عروسة انا تقريبا مشوفتكيش من وقت موت جدي،
هزت سوسن راسها بثقه:
فعلا من وقتها وانا عايشه بره مع بابا في المانيا، المهم انا هكمل دراستي هنا وهنبقي جيران ايه رايك اظن واجب عليك تراعيني بما انك قريبي وفي مكان اخويا ولا عندك اعتراض
ابتسم فريد علي مضض وتقبل حديثها لانه هذا وجبه نحوها فقال:
اكيد ياسوسن اعتبريني هنا في مقام عمي، ماما هتفرح اووي بوجودك، تعالي معايا نروح ليها سوا
نهض فريد وبحث بعيناه عن جميلته لكنها كانت قد اختفت تافف بضيق لكنه كتم بداخله حتي لا تشعر سوسن بأنه تضايق من حضورها
ذهب الي بيته وعرفها علي أمه التي ارتابت في حضورها لكنها لم تظهر لها ذلك ووتقبلتها بود
ومرت الايام وأصبحت سوسن ملازمه لفريد لا تتركه الا وقت النوم، تجلس في بيتهم باستمرار حتي يظن الغريب أنه فرد من أسرتهم
كانت تبعد عنه فقط ايام إجازته التي يقضيها بمصر،
بدأت والدته تكره التعايش في انحلترا، فكانت تتركه
وحده بالشهور وهذا ما جعل التقرب بينهم يزيد
لانه اخذت دور والدته من اهتمامها به وتلبيت كل طلباته الضرورية
كل ذلك كان يخلق بينهم نوع من المودة والعشرة لكن الغريب كان اختفاء البنت التي شغلت فكره وقلبه وصار يبحث عنها في كل الوجوه وكل يوم بلي كلل أو ملل، لكن انتبابه شعور بانها اختفت من حياته بعد رؤية سوسن معها ذلك اليوم
فكان يكره وجود سوسن برفقته واثقًا بانها سبب ابتعاده واحتفاءها من محيط حياته
مرت ثلاث سنوات وفريد لا بري تلك الفتاة التي سرقت روحه وقلبه وصار لا يتمني غيرها
ذات يوم وهو مع سوسن في المطار أثناء انتظاره طائرة للقاهرة، وهي تنتظر طائرتها الي المانيا
ودع سوسن حين أعلنت المذياع الداخلي عن اقلاع الطائرة المتجهة الي المانيا
ابتسم لها وهو يشير بيده مودعا الي ان اختفت سوسن عن نظره استدرا مغادرًا لتقع عيناه عليها
لم يصدق نفسه انها نفس الفتاة التي يبحث عنها منذ ثلاث سنوات تقدم منها وسائلها بدون تردد:
كنت فين اختفيتي ليه
طالعته بريبة وتعالت بينهم النظرات، وصدم فريد من نظرتها اليه التي كانت حزينه ممزوجه بلوم وعتاب،
عاد وسألها بارتباك:
اسف لازعاجك بس انا اعرفك كنت بشوفك كتير في
الجامعه والكافية وفجأة اختفيتي
لما ترد وظلت تنظر إليه بنفس اللوم والعتاب، شعر فريد بالضيق من نظراته تلك وسألها بحدة:
ممكن تردي عليا انا عمري ما فكرت اكلم بنت او افرض نفسي عليها بس حقي اعرف ليه بتلوميني نظراتك كلها عتاب، قوليلي انا عملت ايه زعلك،
قبل أن ترد انطلق المذياع معلنًا اقلاع الطائرة المتجهه الي القاهرة، فكر كثيرا أن لا يلحق بها حتي يستطيع أن يحدثها ويعرف من تكون
لكن هي لحظه اغمض فيها عيناه ليأخذ قراره كانت هذه اللحظة كفيلة باختفاءها
فتح عيناه فراءها اختفت ضرب بقضبة يده في الحائط بغضب وحنق من نفسه:
غبي يا فريد غبي ضيعتها منك ، يا عالم هتشوفها تاني امتي
************
نهضت فرحه شاعره بالضيق من مشاعره الجميلة لتلك الفتاة وسألته:
طيب انت شوفت البنت دي تاني ، ولا خلاص كده
استقام فريد وضمها من ظهرها وهتف في أذنها بحرارة:
هتعرفي كل حاجه في وقتها، بس انا بفكر اركز معاكي علي حكاية سوسن معايا لانها لسه طويله
اخذ يدها اجلسها وجلس امامه وعاد لإكمال حديثه:
مرت بينا السنين واتخرجت من الكلية والتحقت بعدها بالدراسات العالية، ونفس. الحال لسوسن، اللي بدأت تبحث عن عمل في انجلترا
وفضلت قريبه منا كانها مكلفه بمراقبتي، لحد ما اخدت اول دكتوراة وبدأت في رسالة جديدة، وكان فاضل سنه علي تنفيذ الوصية،
بدأت تتقرب مني بشكل واضح، انا مكنتش فاهمه لحد ما جه يوم ووجهتها
سوسن ممكن تسمعيني، انا حاسس انك بتتقربي مني يمكن في مشاعر جواكي بطريقة ما انا مش مرحب بيها لاني معنديش المشاعر دي ولا عندى نيه في الارتباط بيكي اطلاقا، حتي لو تنفيذ لوصية جدي، لانه مش فارق معايا، مدام الثروة هتروح لوالدتي وهتعيش الحياة اللي تستاهلها فدها بحد ذاته يريح ضميري، فياريت علاقتنا تكون في إطار صلة الدم والإخوة والصداقه وبس.
نكست راسها أرضا وقالت بالم :
بس انا بحبك يا فريد ووالدتك رغم عدواتها مع بابا متقبلاني، ليه انت رافضني في حد غيري بحياتك
تافف بضيق ورد عليها بحدة:
مش لازم يكون في حد بحياتي علشان ارفض ابادلك نفس المشاعر، انا مش بفكر بالارتباط، كل تفكيري متركز حاليا في دراستي وعلمي وبس سامحيني
كلامه كان قاسي عليها، وفعلا بعدها سافرت المانيا، وفجأة عادت الفتاة لحياتي بس هاجل. الكلام عنها شويا لبعدين ، نرجع لعلاقتي بسوسن
بعد ست شهور فؤجئت بسوسن رجعت لانجلترا ومصره تكلمني في موضوع مهم
وهنا كانت الصدمه، قعدت سوسن وبدأت تصرح بكل خباياها ا وسبب مرافقتها ليا: قائلة بندم:
انا عارفه انك رافضني مش لشخصي لكن علي فكرة الارتباط، بس انا هعرض عليك نفسي مقابل حبي
نهض فريد رافضا اكمال الحديث بينهم، امسكت يدها وقالت برجاء :
ارجوك يا فريد اسمعني للاخر، انا فعلا كنت مدسوسه عليك من بابا، من بعد ما استلم ميراثه وهو حاقد عليك وعلي والدتك ومفيش في دماغه الا أنه يسترده الثروة كلها، لانه شايف انه حقه وحده
طلب مني اتقرب منك لحد ما ترتبط بيا وقبل الجواز اللي افضل ااجله لحد يوم عيد ميلادك واختفي،
فجأة، علشان تخسر ميراثك ويروح لبابا
ابتسم فريد بتهكم:
مش مهم اخسره لان جدي كتب الوصية ليا ولوالدتي ومدام انا مش هنفذ شرطه هيؤول الميراث كله لوالدتي ، وبصراحه ده افضل انا مش بحب المال
بكتب سوسن ونكست راسها أرضا وقالت:
للاسف يا فريد المال كله هيروح لبابا، لانه اتفق مع المحامي يغير الوصية، قبل وفاة جدي بيوم
وانا عندى الدليل علي كلامي، اتصل بعادل صديقك مش هو شغال مع استاذ سعيد وبلغه يحاول يفتح الخزنه الخاصه للاستاذ سعيد وهيشوف ان الوصية اتبدلت بعد موت جدي، لان البند الأول معلوم كان صعب يتغير وهو انك تورث ما أن تبلغ ال٢٥ سنه علي شرط تكون متجوز
لكن الشرط التاتي في حال عدم تنفيذك شرط الزوج تذهب الثروة كلها لبابا وتحرم منها انت ووالدتك
حدق فيها فريد بعدم تصديق وصاح:
مش ممكن هو عمي ده ايه، وانت قصدك ايه بكده اتجوزك انت بتحلمي، لا انت ولا ابوكي ليكم امان
امسكت يده وقالت بحرقه:
انا بعت ابويا واهلي علشانك، جوزك مني هيحفظلك مالك لكن هيخسرني ابويا
بس قبل ما تفكر انك متنفذش الوصية، فكر في والدتك اللي هتبهدل وانت نفسك شايف بتحب المزرعة ازاي وكارهه الغربة ياتري هتقدر توفر بعلمك نفس الحياة اللي بتعشها، انت نفسك هتقدر تصرف علي أبحاثك وتطور علمك، من شغلك بس
ولو علي الجواز انا عارفه انك تقدر تتجوز اي واحدة غيري وتنفذ الوصية، لكن محدش هيحفظ عليك زيا، اتجوزتي يا فريد، واوعدك اكون ليك الزوجة اللي تدعمك وتقف في ضهرك، وكمان يمكن بابا يهدي عليك وميفكرش ياذيك بعد ما تورث لو بقيت مراتك
صمت فريد طويلا مفكرًا وأخذت ملامحه تتبدل بين الغضب والحيرة والسخط والاشمئزاز وقال:
اسمعيني ياسوسن قبل اي قرار لازم الاول اتاكد ان الوصية اتغيرت، يمكن المال بالنسبالي مجرد وسيله للمعيشة مش كل حاجة، لكن والدتي مينفعش بعد العمر ده كله ترجع تعيش في مستوي ادني من حياتها كفاية تعبها مع بابا ورعايتها لجدي وقت مرضه
اؤمات له سوسن بالموافقة علي الانتظار لحين اتخاذ القرار بناء علي معرفته الحقيقة الكاملة عن الوصية
اتصل فريد وطلب من عادل أن يبحث عن وسيله كي يفتح بها خزنة استاذة سعيد ، حتي يتاكد من كلام سوسن وانتظر علي احر من الجمر الخبر اليقين منه بعد اربع ايام اتصل به عادل وهو مصدوم:
كلام سوسن كله صحيح الوصية اتغيرت، وللاسف صعب تطعن فيها، لان المحامي استغل مرض جدك وغيرها، ولقيت كمان تسجيل لمكالمة بين عمك والمحامي بياكد عليه أن سوسن لازم تعشمك بالجواز لحد عيد ميلادك وتهرب منك وبكده هتعدي عليك تنفيذ الوصية ولأنك مطمن انه لامك مش هتهتم
صمت مطبق أصبح هو سيد الموقف بين الاثنين الي سأله عادل :
ها يا فريد هتعمل ايه، لازم تتجوز وتضيع علي عمك الفرصه، بصراحه سوسن انقذتك شكلها بتحبك بجد
رد عليها فريد بعد تنهيدة قوية:
تمام يا عادل شكلي مضطر انفذ الوصية علشان ماما، اسمع الكلام ده مش عايز ماما تعرف عنه حاجه فاهم
وافق عادل واغلق معه بعدم أكد عليه أن ياخذ نسخه من التسجيل وايضا صور لكل الاوراق الخاصه بالوصية
بعدما اعلق اتصل بسوسن واخبرها انه يريد مقابلتها
بعد نص ساعة كان يجلس معها في أحد المطاعم وقال لها بأسف:
اسف جدا يا سوسن اني شكيت فيكي، بس انا في موقف لا يحسد عليه وبقيت مطالب أن اتجوز
ممكن تقوليلي الحل ايه غير اني اجرح مشاعرك لاني للاسف مش هقدر اوعدك اني ممكن احبك وجوزي منك هيكون مقدمه لحياة زوجية مستقرة
امسكت يده وقالت بعشق جارف يجتاح جوارحها:
انا موافقه علي أي وضع انت تختاره، كل اللي يهمني اكون جنبك ونفس الوقت اخدع بابا، بانك مش هتنفذ الوصية بعد ما اغدر بيك
ابتسم علي حبها له الذي لم يستطيع تقبله وقال:
سوسن قبل ما اخذ اي اجراء احنا هنتجوز لكن اوعي في يوم تطلبي مني ابادلك مشاعرك، لو انت نصيبي ياريت تخلي المشاعر بينا تتولد بهدوء بلاش. تطلبيها
ده هو شرطي للزواج وكمان هنجوز زواج اسلامي شرعي مش رسمي علشان عمي ميعرفش اني بوظت خطته وياذي والدتي اتفقنا،
وافقت سوسن بهذا التريبت فهي تعشقه وكل أمانيها أن تصير زوجته حتي ان كان علي الورق يكفيها قربه
#حقيقة( للمتزوجين بالخارج )
(من حالات الزواج بالخارج، بأن يقوم الزوج والزوجة بعمل عقد زواج شرعي إسلامي بدون توثيق، ويكون علي يد أحد الفقهاء بالخارج, يكون ذلك بسبب صعوبة إجراءات التوثيق أو لصعوبة إنهاء إجراءات الزواج بالخارج, فرغبة من الزوج والزوجة في الحلال وعدم الوقوع في الحرام أي الزنا، فيقوم الزوج والزوجة بعمل عقد زواج إسلامي شرعي، ولكن بدون توثيق، ويتم استلام وثيقه بهذا الزواج ويتم توثيقها بالسفارة لإثبات قيام العلاقة الزوجية في اي وقت وهذا ما تم بينهم)
عاد الي شقته وعادت معه بناء علي طلبه فهي الان زوجته ومسؤوله منه من اليوم، ادخلها غرفته وقال:
دي من اليوم اوضتك وانا هنام في أوضة ماما،
بدأ يأخذ كل ثيابها لكنها مالت علي ظهره وقالت:
ما تخليك هنا، انا مراتك يا فريد ليه تحرمني منك
ابتسم لها بجزع ورد عليها بارتباك:
سوسن اتفقنا جوازنا كان لانقاذ موقف، انا اتجوزتك لثقتي فيكي، بلاش تخليني اندم
بعد نقل ملابسه الي غرفة والدته امسك هاتفه واتصل علي عمه وقال لها:
تعالي نكمل التمثيليه انا اتصلت بعمي اطلبك منه
رد عمه بعد عدة اتصالات وقال:
ازيك يا فريد ياه اخيرًا افتكرت أن ليك عم يا دكتور
رد عليه فريد ببرود:
اعذرني يا عمي دراستي واخده كل وقتي اكيد سوسن بلغتك قد ايه انا مشغول، المهم يا عمي،
انا بتصل بيك علشان اطلب ايد سوسن منك، وبإذن الله الجواز بعد ست شهور، وبعد ما استلم ميراثه هكتب نصه لسوسن بما انها هتبقي مراتي وشريكتي
تهللت اسارير حسن فقد وصل الي مبتغاه وقال:
الف الف مبروك طبعا موافق ، انت ابن عمها وأولي بيها، ومتغلاش عليك رغم انها بنتي الوحيدة مبروك يا فريد بس لازم تجي تخطبها رسمي مني ومعاك والدتك ولا ايه يا ابن اخويا
وافق فريد ونزل مصر واقنع والدته أنه بحبها وأنها هي الوحيدة التي يتمناها ، امام إصراره وافقت والدته وسافرت معه الي المانيا لطلب سوسن
وتمت الخطبة وبدا التجهيز للزفاف الذي سيتم قبل إتمامه سن الخمس وعشرون
عاد فريد الي انجلترا لإنهاء العمل علي رسالته التي يقوم بتجهيزها، وكانت سوسن تعيش معه وتساعده
الي ان قدم رسالته وتحدد له العمل علي دراستها في اليوم التالي لبلوغه سن الخمس والعشرون
وخرج في هذا الليلة للاحتفال، وتعبت منها سوسن فجأة وإصابتها الحمي دون سبب فعاد الي البيت وقام فريد بعمل كمادات لها،
لكن حرارتها لم تنزل فخلع عنها ثيابها اللا ثيابها الداخليه ، بعد ذلك حملها مددها في البانيو الي ان انخفضت حرارتها تماما،
حملها مره اخري وعاد بيها الي غرفته القديمه التي تعيش فيها من يوم زواجهم
فاقت سوسن وأخذت ترتعد من البرد فطلبت منه أن يساعدها في تغير ثيابها الداخليه المبتله
رفض فريد بشدة أن تكشف جسدها امامها وأستاذ منها كي يغير ثيابه، تركها وذهب مسرعا الي الغرفة الاخري وبعدما نزع ثيابه سمع صراخها دون وعي منها ذهب إليها وهو عاري تمامًا وهي ايضا كانت عارية لكنها كانت منهارة ارضًا وتبكي بالم فقد ترنح جسدها و قعت دون أن تتفادى الارتطام،
حملها وهو يشعر بالخجل من نفسه ومددها علي الفراش لكن سوسن لم تتركه، فقد تمكنت منه الرغبة
حين لامس جسده العاري جسدها، لم يستطيع فريد رفضها وهي تستجدي قربه وحنانه واحتواءه له، ليتمم زوجه منها وكانت هذا غلطته التي لم يسامح نفسه عليه
منذ ذلك اليوم أصبح فريد مطالب باعطاءها حقوقها الزوجية، كانت بالنسبه لها كالواجب الثقيل علي قلبه لكن تدينه كان يحكم عليه إرضاء رغبات زوجته
في ذلك الوقت مرضها زاد وبدأت تصاب بحالات اغماء كثيرة بالذات بعد كل علاقة بينهم،
فاصر فريد علي الكشف عليها لمعرفة سبب ما تصاب به حتي أنه اقسم بالله بعدم لمسها الا بعد الاطمئنان عليه، وبعد الكشف عليها طلب الطبيب تحاليل واشاعات، وقام بعمل كلما طلب
لكنه لم يسعفهم الوقت لاستلام النتائج وذلك بسبب سفرهم الي مصر لاتمام الزفاف، كم هو متفق عليه
لكن فريد بعد اتمام زوجه منها راي أن واجب عليه أن تكون زوجته برضاء والدها لهذا أصر علي سفرها الي المانيا كي تقنعه وقال له:
سافري يا سوسن لعمي وحاولي تقنعيه ان بجوازنا الثروة هتكون تحت أيده، انا ولد وحيد ومليش حد هيورثني غيرك،كل مالي هيكون ليكي ده غير انا علي وعدي اني اكتبلك نص ثروتي بعد إعلان جوازنا،
تنهدت سوسن بحزن وحيرة من موقفه وردت بقلق:
بلاش يا فريد تعالي نوثق جوازنا وننزل مصر ونعيش سوا، انا بقيت مراتك ومفيش داعي للتحايل علي حد احنا لازم نحط بابا قدام الأمر الواقع
ضمها الي صدره بحنان، فهو يعاملها بما يرضي الله حتي لا يحاسب عليها، فقال له:
اسمعيني يا سوسن، انا عايز اعيش في سلام والدك حاقد عليا وانا عندى استعداد ارضيه، حاولي تقنعيه ولو اتقعدت الأمور انا معايا وثقة الزواج الشرعي
اللي بيها اثبت جوازنا اسمعي كلامي مش هتخسري،،
وافقت مرغما علي طلبه لعل ابيها يبارك زواجهم وصلا الي المطار وركبت طائرتها وانتظر هو طائرته فجأة راي فتاته الجميلة التي اغلق قلبه علي حبها، ودار بينهم حوار لكنه ارجاءه الي وقته
**********
انتهي فريد من سرد حكاية زواجه وقال:
لما رجعت حصل حاجات هتعرفيها في وقتها ومنها هتعرفي سبب جوازي منك
لكن اللي لازم تعرفيه انا لما تمت جوازي منك رجعت بيكي انجلترا كنت خايف من خسارتك، وده سبب اني مقدرتش اعرفك بجوازي من سوسن،
لحد يوم ما أغمي عليكي واتعملك تحليل كانت في نفس المركز الطبي اللي عملت فيه لسوسن تحاليلها ولما روحت استلمها فؤجئت بالموظف بيقولي انت استاذ فريد الديميري احنا حاولنا نتواصل ليك أكثر من شهر محدش عرف يتواصل معاك
سالتها بحيرة:
خير في ايه لكل ده، اسف لاني مقدمتش الكارت التعريفي بتاعي ومعاها السجل التأميني
قال الموظف باسي:
اتفضل دي نتائج التحاليل بتاعت زوجتك،
مدام سوسن، للاسف عندها كانسر في في المخ بالمرحلة الاخير، يمكن الحمل ياخر تدهور حالتها لكن صعب أنها تعيش
زفر فريد بحزن وهو يتذكر تلك الليلة، وقال:
يومها كنت متحطم وانا شايف زوجتي الإنسان اللي تركت أهلها علشاني وضحت بيهم بتموت وهي لسه في عز شبابها، كنت حاسس ان ربنا يعاقبني لاني سرقتك من خطيبك، وامتلكت لنفسي
اتصلت بيها وطلبت منها ترجع لانجلترا علشان ارعيها
ام انت مجرد ما عرفت انك عندك انيميا بقيت خايف وهتجنن عليكي، ومش عارف اعمل ايه علشان تتقبلي فكرة جوازنا وتعرفي مكانتك عندى، وتهتمي بصحتك، فجأة لقيت الدنيا سودة في عيني مكنش في غير بسمتك بتسعد قلبي وتريحني
هو ده السبب اللي خلاني اتعصب عليكي لما كنت بتحاولي تقرائي التحاليل خفت تكتشفي جوازي من سوسن، كنت بس منتظر نقرب من بعض واقسمت اني هكون صريح معاكي واطلب منك ترعايها معايا
لكن مجرد ما رجعتي لحضني جت سوسن هربانه من ابوها بعد ما اكتشاف حملها، وطلبت من نوثق جوازنا وأخذت ميعاد للتوثيق في السفارة
وجهزت كل الاورق والصور مقدرتش ارفض ، روحت معها وثقت جوازنا بالوثيقه الشرعية
اولا لإثبات نسب ابني منها وتأتي حاجه لمواجهة عمي لما يعرف بهروبها
رجعت بيها البيت ودخلتها غرفتي، وانا قلبي ملهوف عليكي وبقي كان كل همي اخليها تنام علشان اعرف اتخلص منها وادور عليكي واحكيلك حكايتنا
لكنك جيتي وانا بحاول ارضيها علشان اقدر اتخلص منها بدون ما اجرحها برفضي مشاعرها
طبعا اتصدمت لما عرفت بجوازي منك، هي كانت عارفه اني اتجوزت لكن فكرت أنه مجرد جواز صوري للحافظ علي ثروتي، زي ما انا بلغتها
لكن ادمرت نفسيا لما عرفت انك عايشه معايا ، فضلت تعبانه شهر وحالتها النفسية أثرت عليها
للاسف بسبب انشغالي عليكي خذلته وسبتها تعاني وحدها في أكثر وقت كانت محتجاني فيه ، مرتحتش غير لما عرفت مكانك
وعلشان اقدر استعيدك كان لازم اسفرها مصر خوفا من المساءلة القانونية للجمع بين زوجتين
لكن للأسف لما رجعت مصر سوسن دخلت في غيبوبه وبسبب حالته اضطر الطبيب يولدها في السادس،
بعدها دخلت حرب شرسه مع الوقت لانقاذ ابني من الموت، كنت بتبرع ليه يوميا وفي بنت ممرضه كانت نفس فصيلته بقت تتبرع ليه مساعده منها لحالتي
لحد ما خرج حافظ من الحضانه،وقتها قررت اسافر ليكي انجلترا علشان ارجعك انت وابني
لكن وانا بحاول اتفادي سجنك أو سجني سبب تنكرك حافظ مات ومبقاش ليا غير يوسف وانت ودلوقتي ربنا عوضني بسامنتا
عرفتي يا ست قلبي سبب جوازي من سوسن وليه سيبتك ونزلت معاها مصر
كانت فرحه تزرف الدموع بلا توقف حزنا علي نفسها وعلي حال سوسن لكنها تذكرت لقاءها في الهول أثناء طلبها الطلاق منه فقالت له بنبره غاضبة:
طيب الوضع بقي ازاي دلوقتي المدام خفت وبقت صحتها ممتازه، ياتري عايزني دلوقتي ليه لنفسي ولا علشان تاخد ابني وتعوض بيه الهانم فقدها لابنها
امسكها فريد من كتفها بغيظ وهزها بغضب :
انت مجنونه ايه اللي بتقوله ده، كل ده ومش قادرة تفهمي اني بحبك انت يا مجنونه
انا عايزاك انت مراتي وحبيبتي وام اولادي يا متخلفه
خلصت نفسها منه وقالت بغيرة:
وسوسن هيكون وضعها ايه، دي مراتك الاولي وبنت عمك وياما عملت علشانك كتير، في الاخر هي اللي ضحت بأهلها ونفسها لإنقاذ ثروتك مش انا
نكس فريد راسه أرضا وقال بحزن يكسر نفسه:
سبق قولتلك أن الدكتور قال سوسن حالتها ميؤوس منها صعب تشفي من مرضها، و سبب ولادة حافظ أن الدكتور حاول ينقذه بعد موت أمه
يعني اطمني سوسن ملهاش مكان في حياتي نهائي لانه ماتت يا فرحه ماتت فاهمه سوسن ماتت؟!
***********
يتبع....
الفصل الرابع والعشرون اضغط هنا
تعليقات: 0
إرسال تعليق