-->

رواية( بنت الوادي) الفصل الأخير ج٢

 




الاصل الطيب

البارت الاخير ج٢

***********

دعني أترجم لك قصائد عشقي بكل اللغات، أدونها في كل الأساطير والحكايات، حبيبي من عينيك بدأت ثورة حروفي والكلمات، وسطرت رواية عشق بلا‌ أكاذيب أو خرافات، وعلى دقات قلبي غفا حنيني وبات في حبك، أنا لا‌ أعرف هزيمة، ولا‌ أرفع الرايات، فدعني حبيبي أريك عشقي بكل اللغات.!!!


تلقت فرحه صدمه تلو الأخري منذ وطئت قدامها فيلا الديميري لتواجه فريد وتعرف سر زواجه بها ومع كم الاعترافات والحقائق جاءت حقيقة موافقه ابيها علي زواجها من فريد وأنه كان يطمئنه عليها أثناء حملها صادمه لم تكن تتوقعها فسالته بذهول:

ازاي يا فريد بابا كان بيطمنك عليا، يعني كان شايفني مريضه وبموت واتخلي عني بدل ما يقف جمبي يبقي عينك عليا، انا مش قادرة اصدق


ابتسم لها بحنان وضمها اليه يحتوي صدمتها التي كادت أن تتسبب بانهيارها وقال بهدوء:

أهدى يا حبي وافهمي الاول قبل ما تظلمي ابوكي،

اولًا بعد ما وافق علي جوزنًا أصر يشوفك علشان يتأكد فعلًا انك موجوده معايا بانجلترا،

وده حصل في اليوم اللي تعبتي فيه وخدتك وروحت المستشفي، فاكرة لما سيبتك وقت الكشف وخرجت،

وقتها روحت ليه وجبته لحد غرفتك وشافك واطمن قلبها عليكي وسألني وقتها عن سبب حضورك قائلًا:؛

ماشاء الله بنتي اتغيرت خالص، بس  وشها اصفر كده ليه هي تعبانه ولا ايه، علشان كده جبتها المستشفي، كنت بحسبك جايبها اطمن عليها لكنك كده قلقتني عليها اكثر، مالها فرحه فيها ايه يا فريد بيه


جذب فريد والد فرحه بعيدًا عن غرفة الكشف وقال لها بهدوء وحذر:

بنتك كويسه مفهاش اي حاجه، هي فعلا وشها اصفر بس هي اللي عاملة في نفسها كده

من يوم ما تممت جوزي منها وهي شايفه نفسها اقل مني وبتتعامل معايا بحساسية زيادة عن اللزوم،

مع احساسها بالذنب انها كسرت كلمتك بجوازها مني 

بدون علمك، انا بس منتظر تتقبل اني جوزها مش سيدها وهعرفها  بموافقتك ومباركتك لجوزانا وكمان تعرف بوجودك هنا وتجي تزورك

انا جبتها فعلا هنا علشانك وبالمره اطمن عليها لتكون بتعاني من اي مرض عرضي، او يمكن حامل في حفيدك ياراجل يا طيب


ابتسم عويس وعاد ونظر إليها من طرف الباب لتشبع عيناه من رؤياها، بعد ذلك عاد إلي غرفته طالبًا من فريد الاهتمام والاعتناء بها 

بعد مرور شهرين علي ذلك اليوم عاد فريد اليه وقال لها بحزن عميق:

ازيك يا عم عويس انا جايلك النهاردة ومش عارف اقولك ايه بس في ظروف حصل لازم تعرف بيها، لاني هحملك امانه لحد ما أرتب ظروفي وارجع 


اعتدل عويس في جلسته وانتبه إلي فريد سائلًا:

خير يا دكتور فريد حصل ايه، فرحه جرالها حاجه بقالك مده لا بتزورني ولا بعرف اخبارها


تنهد فريد بقوة وجلس بجواره وقال :

فرحه تعبانه جدًا بس متقلقش عليها،باذن الله هتقوم بالسلامه، هي فترة وهتعدي، لان  إصابتها بالفيروس مع الحمل مآثر عليها بالسلب

علشان كده انت مش قادر اخد اي إجراء لنقلها الي مصر حاليا وده سر لجوئي ليك،


توتر عويس وسأله بلهفه واهتمام ممزوج بالقلق علي وحيدته قرة عين ابيها وفخره:

قولي مطلوب مني ايه وانا اعمله، لو محتاجه روحي فداها بس تقوم بالسلامه 

استني انت قلت انها حامل ليه مبلغتنيش هو ده سبب تعبها ولا ايه الحكاية انا مش فاهم


ااخذ فريد نفس عميق ليلملم شتات نفسه المبعثرة من الحيرة بين عشيقة قلبها فرحه  وبين التزامه نحو زوجته وابنة عمه سوسن فقال مصرحًا:

بصراحه فرحه صدمت بجوازي من بنت عمي اللي هي كمان حامل، وللاسف ملحقتش أوضح ليها أنه التزام نحوها مش زي ما هي فاهمه جواز للتكافؤ،

وده اثر علي نفسيتها مع ضعفها العام أصيبت بفيروس دمر جهازها المناعي، حاليا حالتها مستقره لكن وضعي انا اللي في خطر، لانها لو فاقت وبدون قصد بلغتهم اني متزوج باخري هتسجن فيها، بسبب

قانون البلد  اللي  هنا بيمنع الجمع بين زوجتين حتي لو من بلد تانية أو مسلم،

علشان كده انا مضطر انزل بسوسن مصر قبل ما تقع الكارثة فوق دماغي ووقتها لا هقدر اساعدها ولا اساعدك ولا اساعد سوسن لانها مريضه بالسرطان في مرحلته الاخيرة ومحتاجه رعاية خاصه واحتمال بقاءها علي قيد الحياة شبه معدوم، الا برحمة ربنا، علشان كده هنزلها مصر منها تكون في بلدها لو ماتت تدفن فيها وكمان تنال الرعاية والاهتمام وسط أهلها 


تجلت علامات الحزن والاسي علي وجه عويس ورد باسي علي حالة ابنة عمه:

لا حول ولاقوة الا بالله الست سوسن لسه شابه وصغيرة كان ليه فين المرارة ده

ثم بنتي ايه يزعلها في جوازك من بنت عمك هي نسيت نفسها انت عليت مقامها وبتعاملها بما يرضي الله، وانت راجل ليك حق تتجوز بدل الواحدة أربعة مدام مقتدر وتقدر تعدل بينهم،


تنهد بقلة حيلة واكمل بحزن عميق يتغلل بداخله:

علشان كده كان نفسي تتجوز ابن عمها فاروق

كان هيكتفي بيها وعمره مكنش هيفكر يتجوز عليها ويحرق دمها بجوازه من غيرها، انا عارف بنتي  نفسها عزيزه، وبيصعب عليها روحها بالاوي

بس مدام قبلت بجوازها منك كانت لازم تتوقع أنه هيجي يوم وهتتجوز عليها اللي تناسبك


تافف فريد من حديث عويس الظالم له ولابنته فهو تزوجها لتكون شريكة العمر ومليكة الفؤاد ولن يكون لأحد غيرها الحق فيها لكن ظروفه هي من حكمت عليه بأن  تشاركها سوسن فيه، فرد عليه بضيق قائلًا:

شكرًا يا عم عويس لسؤء ظنك فيا، بس اللي عايزاك تفهمه انا لما طلبت منك انك توافق علي زواجي من فرحه وتبارك جوازنا ، مكنش الغرض منه أتمم جوازها منها وبس لاء، لكن علشان اختارت فرحه زوجه وشريكه العمر كله،

لكن في ظروف خاصه أجبرتني علي زواجي من بنت عمي مش طفاسه ولا لاني راجل مقتدر أو لان فرحه مش مناسبه ليا، بالعكس فرحه الي كتير عليا لانها جوهرة غالية وانا فخور لانها زوجتي 


انشرح قلب عويس بسعادة وارتياح كبير، وتأكد بأن الله قسم لابنته السعادة الحقيقه من زوج  محترم نبيل يقدرها ويحترمها ويفتخر بها رغم فقرها فقال:

الله يعز مقدرك يا دكتور فعلا ابن اصول طيب انا مليش أسألك اتجوزت عليا ليه، بس من حقي اعرف بنتي جرالها ايه ومطلوب مني ارعاها ازاي


عاد فريد وجلس بجواره وقال بإيجاز:

فرحه اتصدمت بجوازي من سوسن ومنتظرتش تسمع مني او أفسر ليها سبب جوازي منها وهربت،

وانا بقالي شهر بدور عليها ولما لقتها تفاجات أنها أصيبت بفيروس ميكروبي اثر علي مناعتها ودخلت في غيبوبة، والسبب الحمل مع الأنيميا خلي مقدرتها علي محاربة الفيروس ضعيفه فتمكن منها

لكن الحمد الله اتاكدت أن كورس العلاج اللي بيطبق عليها مع الرعاية الممتازة  هتشفي منه بدون اي تاثير سلبي عليها أو علي الجنين

لكن المشكلة اني لازم اسافر مصر بسوسن زي ما قولتلك وانا محتاج منك تكون عيني عليها لحد ما ارجع بدون ما تعرف لانها للان متعرفش بوجودك هنا او بموافقتك علي الزواج زي ما قولتلك 


هذا راسه بايماءه بسيطه وعاد وسأله بحيرة:

طيب ازاي هطمنك عليها وأتابع حالتها من غير ما تعرف  افرض فاقت ولقيتني معها أو حد بلغها اني بزورها كل يوم هيكون الحل ايه


ابتسم فريد بجزع فهو مضطر علي الاستعانه بابيها لكي يطمئن قلبه عليها أثناء غيابه  فقال شارحًا له الموقف والمطلوب منه باستفاضة:

فاهم قصدك، انا مش عايزك ترافقها، عايز منك بس تتابعها وعينك تكون عليها انت اكثر واحد هتراعيها وتهتم بيها من قلبك د

في واحد هيكون مرافق ليك هيسهل عليك دخول المستشفي لزيارتها، بس توعدني مجرد ما تفوق تتواقف عن زيارتها، لاني لحد دلوقتي مجاش الوقت المناسب اللي أصرح ليها فيه بانك وافقت علي جوازنا وبتتعالج هنا في انجلترا زي ما قولتلك

وافق عويس مرحبًا بأمتنان حتي يطمئن بنفسه علي ابنته الي حين عودة زوجها ....

هو ده كل اللي حصل بيني وبين والدك وسر أنه كان بيراقبك وعينه عليكي طول فترة غيابي بمصر

**********

جلست فرحه بتهالك علي اقرب مقعد تلوم نفسها فتسرعها حرمها من رفقة ابيها وحنان واحتواء زوجها لها في أصعب فترات حياته

وحرمان اولادها من حنان أبيهم وشعورهم به، وايضا حرمان زوجها من فرحة وجودهم وحضور ولادتهم

وضعت يدها علي وجهها واجهشت بالبكاء المرير، فغباءها وعنادها هو من ضيع منها كل تلك اللحظات الحلوة التي من المفترض تجمعها بزوجها واهلها،

فاستحقت صدمتها وكسرة قلبها بموت ابيها التي لم تعرف إلا بعد لقاءها مع فاروق ابن عمها

أشفق عليها فريد من شدة صدمته فجلس بجوارها وضمها الي صدره بحنان بالغ:

طيب ممكن افهم حبيبة قلبي بتبكي ليه، اظن انا وفيت بمهرك، وكمان ليكي لوحدك ده غير اني بعشقك واتجوزت لنفسك مش لمصلحة زي ما كنت فاكرة، والعمر كله قدامك نعوض اللي فاتنا


رفعت وجهها عن صدره ونظرت إليه بحزن والم يمزق قلبها الرقيق وقالت من بين شهقات بكاءها:

لاني بغبائي وتسرعي ضيعت منك ومن نفسي اجمل وأسعد اللحظات،  ده غير وجع قلبي اللي استاهله لما عرفت بموت بابا،  تسمح تقولي هعوضك كل اللي فات ازاي، وانا اللي جنيت عليكي وعلي نفسي


ابتسم بمرح ووضع يدها علي بطنها وقال بمودة:

اللي ضاع مني في ولادة زينب ويوسف يتعوض في اللي جاي وغيره كتير  وبدون اعتراض ماشي،

ام بالنسبة لولدك اظن حزن يوم يعوضه ضمت صدره ليكي وهو في اتم صحه وعافية زي حالته دلوقتي


امسك يدها وقبلها برقه ورومانسية عاشق تيم عشقًا في عشق محبوبته وطالع عيناه الساحرة التي أسرته بخيالها سنوات وسنوات وكفكفها برفق وقال:

يا فرحه عمري وسعادتي الابدية، لازم تفهمي حقيقة غائبة عنك ، انا كل لحظه بقضيها معاكي بتعوضني عمري كله سعادة وهنا

وكل طفل هيجمعني بيكي هيربط بينا ويوثق عشقًا

وكل منحه بنمر بيه عبرة لسنين عمرنا وذكريات تحفر   في وجدنا عشرتنا الحلوة بطيبها وشرها

خلينا ننسي اللي فات ونبدا من جديد حكاية حبنا

اللي اترسخت بزينب ويوسف و هتزيد مع نعم ربنا علينا بالمزيد من الأولاد بينا


تنهدت فرحه بقوة وراحه تابعه من إيمانها بعوض ربنا الذي تجلي في عشق فريد الجارف لها، وعفوه عنها في جميع اخطائها الرعناء بحقه:

مالت علي صدره وملست علي ذقنه قائلة بأمتنان:

انت حبك رضا من ربنا عليا، جمعني بيك وعشقتني وانا لسه طفله علشان املك قلبك و اكون نصيبك 

ده كله من تدبير القدر، كنت ليك من يوم ما اتولدت ظهر طيفي ليك علشان يسرق قلبك قبل ما حد يسكنه، جيت مصر علشان اطلع شهادة تسنين علشان يجمعني القدر بيك قبل ما اتجوز ويكتب ربنا ليا معاك نصيب، لانك قدري ونصيبي وقسمتي الحلوة


ضمها فريد اليه وقبل ثغرها بعذوبة وقال:

احلي نصيب وقسمه، يا اجمل واطعم فرحه بالدنيا،

ممكن بقي حبيبة قلبي تقوم تشغل وشها علشان ننزل نرحب بي بابا ونقعد معاه شويا قبل ما ياخد امك وأخواتك ويسافر 


طالعته فرحه بدهشه وحزن عميق وسألته برجاء:

هو لازم يسافرو البلد، وحياتي عندك يا فريد خليهم يعيشون معانا، مش انا غالية عليك شوف اي شغل لبابا هنا ويعيشو معانا ، زي ما عملت لاهل مراتك الاولي ولا علشان هو عمك وابويا راجل ف


قاطع فريد حديثها بوضع يده علي فمها وطالعها بغضب مستتر وقال:

بلاش استفزاز يا فرحه علشان مزعلكيش، انا من يوم اتجوزتك وقبلها بعتبر والدك في مقام والدي بقدره وبحترمه ونفس الوضع لوالدتك وأخواتك 


ابتلعت فرحه ريقها بصدمه من غضبه عليها رغم كل ما في فعلت لم تراها غاضب هكذا فسألته:

انا اسفه مقصدتش بس انت غضبت اوي كده  ليه ما انت عارفني مدب  حقك عليا


لانت ملامحه وابتسم لها وهو يضمها قائلًا بتودد:

اللي فات كنت جاهله بحبي ليكي ونوايايا معاكي، مكنش عليكي ملامه

لكن اصرارك علي انك  تحطي من قيمتك عندى انت او اهلك ده يغضبني مش يزعلني بس فهمتي


هزت راسها بالايجاب وأخذت تشاكسها باللعب في ذقنه وتقبيله بدلال:

طيب خلاص انا اسفه، ممكن بقي علشان خاطري 

تخلي بابا وماما  يقعدو معانا، انا ماصدقت رجعت

لبلدى وحياتي معاك ومعاهم مش عايزه ابعد عنهم تاتي، ممكن يا حبيبي


ضمها فريد من خصرها ولثم فمهااللوزي بتملك:

مينفعش يا فرحه ولأسباب كتير، اولا والدك راجل بيعتز بكرامته وعنده عزة نفس تضاهيكي 

وكمان والدك بعد ما صحته اتحسنت واجب عليه يراعي أرضه بنفسه ولا ناسية  باقي مهرك يا فرحتي

والأهم اخواتك مينفعش ابعدهم عن بلدهم موطنهم حياتهم ودنياتهم علشانك

انت ليك ثلاث أخوات كل واحد منهم  لما يكبر هيكون ليه حياته بعيد عنك، ليه عايزاني افرض عليهم حياه بعيد عن موطنهم وأهلهم

وده وضع غير أهل سوسن لاني رجعتهم لبلدهم مش بعدتهم عنها زي ما انت عايزه تعملي مع اهلك

ثم انا بيت بيت ابوكي اكبر من بيت العزبة اللي بقي ملكك وتقدري تسافري تزوريهم في اي وقت وتقضي معاهم يومين فيه اتفقنا


اقتنعت فرحه بوجهة نظر فريد، فابيها لن يستطيع أن يعيش في المدينه، بعدما أصبح ليه بيت فاخر وارض تحتاج الي اهتمامه فهو مهرها الغالي الذي سيغير وضع أهلها واخواتها الي افضل حال

************

نزل فريد يده بيد فرحه دنا من عويس مرحبًا به، 

وقفت فرحه  جوار تطالع ابيها بارتباك واضح يشوبه الشوق والحنين، ابتسم لها ابيها وفتح ذراعيه له،

ألقت نفسه علي صدره واجهشت بالبكاء، ربط ابيها علي ظهرها وقال بحنان ابوي كبير:

ابوكي بخير يا فرحه وكله بفضلك، صحيتي براحة بالك علشان اخف واعيش لإخوانك اربيهم

زي ما فكرت فيكي وكان همي اشترك قبل ما اموت،  فكرتي انت فيا، لكن ربك كريم عوضك براجل عظيم 

اشتراكي بالغالي وعلي مقامك واكرمنا بسببك


ربط فريد علي يده وطالع زوجته القابعه بحب في جوف صدره تروي ظمأ شوقه اليه من حبه واحتوائه فالأب سند وحصن امان وبئر حنان لا ينضب،:

سبق وقولتلك بنتك جوهرة غالية ميقدرهاش غير جوهرجي شاطر واظن استحق افوز بيها لاني عرفت قيمتها وبقدرها هي واهلها اللي اهدوني باجمل واطعم واحلي هدية بالكون 


رفعت فرحه راسها عن صدره ابيها ونظرت الي فريد بأمتنان فحبه لها غير مجري حياتها ليس وحدها بل هي واهلها الذين طالهم خير زوجها الكريم 

ابتسم عويس ومد يدها الي فريد الذي فهم الي ما يرمي إليه فدنا منه فضمه هو وابنته نحو صدره وقال بسعادة:

احمدك يارب انك اديتني العمر وشوفتك يا فرحه في بيت جوزك معززة مكرمه، مع راجل اصيل وابن ناس بيحبك، وهاين عليه يجيللك من السما حته علشان يرضيكي ويسعد قلبك، 

وكمان والدته بتحبك وهي اللي اختارتك ليه بنفسها


صمت ورفع راس فرحه من علي صدره وقال:

مدام قلبي اطمن عليكي يا ست البنات اسافر انا وأخواتك علي دارنا، كفاية كده ضيافه علينا علي الست الكريمه امتثال هانم 


طالعت فرحه اليها بعيون باكيه وقالت:

وحياة الغالي عندك يا بابا خليك معانا يومين ثلاثه انا ملحقتش اشبع منك، ثم الفيلا كبيره وتساعد من الحبايب الف ، 


ألقت نظرة سريعه متوسله علي زوجها ترجوه ان يقنع ابيها بالمكوث معهم فترة صغيرة، لم يخذلها  فريد ولبي رجاءها قائلًا:

طيب يا راجل يا طيب والدتي قامت بضيافة حماتي واجب عليا اناكمان اضايفك وأقوم معاك بالواجب، خليك معانا اسبوع ولا اسبوعين اعتبرهم إجازة قبل ما تسافر وتنشغل في حياتك ومسؤولياته الجديدة


ربطت عويس علي ظهر ابنته بحنان ابوي يمتزج بالراحه والسعادة ورد علي فريد قائلًا:

يا دكتور فريد والدتك الست امتثال هانم قامت بالواجب وزيادة مع اهل بيتي وبنتي، 

كفاية علينا كده يا بخت من زار وخفف، وإجازة ايه اللي اخدها وانا بقالي أكثر من سنتين وزيادة مش بعمل حاجه غير اني برتاح،والكل بيخدمني بأمر منك

ثم انت ناسي انك كلفتني بشغل العزبة


لم تدعه فرحه ينهي حديثه ورمقة فريد بنظره صادمه وسألته قائلة:

فريد هو بابا هيشتغل في العزبة، هو ده مهري اللي قلت انك دفعته، كنت بحسبك ملكته ارض 


ابتسم فريد بمساحه وأخذها تحت جناحه وقال:

بقي كده ؤاراجل يا طيب عايز توقعني في الغلط، وتزعل مني بنتك، 


رفع راس فرحه بوضع يده تحت ذقنه ونظر الي عيناه العسليتان التي يلمعان بوميض مثيرة يشعل نار العشق في قلبه، واكمل حديثه قائلًا:

يا فرحة عمري، والدك هيبقي مسؤول عن العزبة مش شغال فيها، انا طلبت منه يشغل اي عدد عايزه تحت ايده، وهو يشرف عليهم، ده مع رعايته لارضه مهرك 

يا حبي، ياريت تفهمي الاول قبل ما تحكم عليا بنظرة قاسية من عيونك الحلوة اللي سحرتني دي 


نكست راسها بخجل من نظراته الراغبة والشوق الساكن فيهم وايضا من أبيها وكل الموجودين الذين يحيطونهم بنظرات المباركه لذلك الحب النقي بينهم:


اكمل فريد حتي يذهب عنها خجلها الملحوظ الذي جعل وجنتاها تتضرع بالحمرا وقال:

انا وكلت والدك بإدارة العزبة، لان مفيش حد هيقدر يحافظ علي أملاك بنته واحفادها غيره، وكمان لانه اعلم الناس بيها ولأنه كان مسؤول عنها قبل مرضه


رد عليه عويس بترحيب وامتنان:

الله يعز مقدارك يا دكتور، ولو مش علشان بنتي يبقي علشان الست والدتك اللي خيرها مغرقني من ساسي لراسي،  وكمان ثقتها فيا اللي كانت  غير اي حد، وبامانة الله عمرها ما بخلت عليا او علي ولادى، بالعكس دايما كانت كريمه وفاتحه بيتها لينا،


ابتسمت امتثال وردت علي عرفانه بالجميل وقالت:

متقولش كده يا عويس، من ايام حافظ الله يرحمه وهو كان شايفك أهل للثقة وامنك علي العزبة وكنت خير حافظ وامين، يعني انا متكرماش عليك ده اصلك الطيب هو اللي خلاك مصدر الثقه ده

وعلشان كده لما فكرت اطلب خدمه تخص اسرتي طلبتها من بنتك اللي بسبببها بقت زوجة ابني الوحيد وام احفادى يعني الاساس أصلها الطيب، اللي  كتب ليها الخير وليكم معاها


انشرح قلب فرحه بالسعادة من  حديث امتثال الطيب عن أبيها وشعرت بالفخر من انتسابها له، وقالت ردًا عليها:

دا انا اللي نصيب حلو اوي أنه كتب ليا الخير معاكم ومع ابنك اللي ملك روحي وقلبي

بس وحياة كل غالي عندك اطلبي من بابا يقضي معانا اليوم حتي انا ملحقتش اشبع منه


لم يمهل فريد والدته بالرد عليها وقال هو بحسم:

خلاص يا عم عويس مجتش من يوم قضيه معانا ومتزعلش فرحة عمري، ولا ناسي أنها حامل في حفيدك الثالث ومن حقها تدلع علينا وطلياته أوامر


لم يستطيع عويس أمام إصرارا ابنته ورغبتها في قضاء بعض الوقت معهم الرفض بالذات بعد طلب زوجها فوافق بترحاب لاسعادها 

*************

جلس الجميع يتسامرون لكن الغريب كان موقف عادل المحامي كان  لا يشاركهم الحديث وظل صامتًا اغلب الوقت، الي ان تحدثت سوسن قائلة:

مدام يا جماعة اتجمعتو علي خير وكلكم أسرة مع بعض انا مبقاش ليا مكان بينكم

ياريت يا فريد بيه تسمح ليا بمغادرة الفيلا اكون شاكرة ليك ولمعروفك معايا في وقفتك جنبي في كارثة موت ابنك وتقدير تعبي معاها 


هبت فرحه ناهضة من جوار زوجها ودنت منها وقالت بتحفيز لحظي:

انت بتقولي ايه يا سوسن انت مستحيل تسببنا وتمشي،انا يمكن معرفكيش كويس لكن فريد حكي ليا علي حكايتك وتكريس حياتك لحافظ الله يرحمه،

وعلشان كده اتمني تكوني معايا وتساعديني في تربية اولادي ده غير اللي في السكه

وياريت تعتبريني صديقتك واختك من النهارده، وزي ما انت شايفه انا بعد سفر اهلي هبقي وحيدة


قطعت جاكلين حديثها  بنزق وقالت:

اختك وصديقتك ووحيدة وانا روحت فين يا فرحه


ابتسمت فرحه وضمتها الي صدرها بحب:

انت تؤام روحي وشريكة كفاحي، بس مهما طال الوقت هيجي يوم وتسافري بلدك وتسبيني

لكن سوسن ملهاش حد غيرنا، يعني احنا أهلها،

هي محتاجه لينا وانا محتاجه ليها، وبسبب حبها وتضحيتها مع حافظ قدرت تكسب ثقتنا ومحبتنا ليه دلوقتي عايزه تفارقنا، 


عادت فرحه اليه وامسكت أيدها بمودة وقالت:

وغلاوة حافظ عندك خليكي معانا يا سوسن والله محتاجه وجودك في حياتي أكثر ما تتخيلي


هزت سوسن راسها بالايجاب واحتضنت فرحه براحه كبيرة وقالت:

وانا تحت امرك وهفضل معاكي ويشرفني اكون ليكي اختك وصديقه طوال العمر، انت طيبوبه اوي وحنونه وروحك حلوة بجد ليه حق فريد بيه يموت في حبك


نهض فريد علي اثر حديثها عنه وضم فرحه تحت جناحه وقال بزهو:

الحمد لله  أن ربنا اكرمني بيها يا سوسن، اظن بعد كلام فرحه مش عايز اسمع منك حكاية تسيبنا تاني،

الفيلا دي بينك ووجودك فيه شئ اساسي اتفقنا


اؤمات برأسها بالموافقه ومنحته ابتسامة رضا تعبير عن الراحه والسعادة من تقديرهم لها قبل انصرافها،


ما ان غادرت سوسن قال عادل بصوت حازم وعميق:

مدام وصلني بأن كل واحد صرح بالحقيقه وكل شئ انكشف  يبقي يا فرحه لازم تعرفي سر يمكن يكون سبب في تغير أمور كتير واولهم .....؟؟؟؟

*********

يتبع.....

انتظروني مع

الخاتمه اضغط هنا 


   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : رواية ( بنت الوادي)

  1. هو لسه عادل عنده أسرار مش اتقالت شكله كدا هيتجوز صاحبة فرحة

    ردحذف