الحلقة_العاشرة (الجزء الثاني)
_ في منزل حازم ...
أنتهت علا من إعداد الطعام وترتيب ونضافة المنزل بشكل مرتب وأنيق ماعدا غرفته التي حذرها من دخولها مهما حدث ... نظرت إلي ساعة الحائط لتجدها الخامسة مساء ... تنهدت بتعب وقالت :
ده لسه بدري عقبال مايرجع من الشغل ... ياتري هاجيبلي بلوة جديده الليله دي ... وأنا مالي أهم حاجه يبعد عني
إتجهت إلي غرفتها وقبل أن تولج إلي الداخل توقفت أمام باب غرفته يتآكلها الفضول تريد أن تعلم لماذا يحذرها من الدخول إليها ع الرغم إنه يستقبل فيها عاهراته ... ترددت قليلا وبالنهاية عزمت أن تكتشفها فالممنوع دائما مرغوب حتي لو علمنا إنه هلاك .. فهذه طبيعة البشر ولن تتغير ...
وضعت يدها ع المقبض لتتعجب إن الباب مفتوح وغير موصد ... أتاها شك بأنه تعمد ذلك !!.. فتحت الباب ودلفت إلي الداخل لتجد غرفة ذات مساحة كبيرة جدرانها مطلية باللون الأسود والرمادي مما جعل قلبها ينقبض ... يتوسط الغرفة مضجع تحاوطه أربع أعمدة تنتهي بسقف تتدلي منه ثريه ذات إضاءة بللون الأحمر وتتدلي ع جانبي التخت ستائر شفافه ... وباقي أثاث كالمتعارف عليه من طاولة زينة تعلوها مرآه وزوج من الكومود ع جانبي التخت ...وهناك خزانه ضخمة بعرض الحائط بالكامل تفتح ضلفها ع مجري معدني ... أتجهت إلي الخزانة وفتحتها لتجد ثيابه ثم ذهبت للضلفة الأخري لتجد ثياب نسائية تعجبت وقالت :
مش الجدع ده عازب !! بيعمل أي بكل الفساتين والهدوم دي ... ممكن بتوع أمه أو أخته بس الي عرفته إنه ملهوش غير أخ عايش بره وأهله متوفين ... يخربيتك ياعلا بطلي تحشري نفسك فالي ملكيش فيه ... صمتت لتعبث ف الثياب المعلقه حتي أنبهرت من ذلك الثوب الحريري ذو اللون الأحمر القرمزي مرصع ببعض الفصوص الكريستاليه من الصدر وأطرافه .. أخذته من المشجب المعلق عليه ووضعته عليها... لمعت عينيها وقالت :
اه ده لو بتاعي .. صمتت لثوان فألقته ع مقعد طاولة الزينة المخملي وخلعت ماعليها من ثياب وأرتدت ذلك الثوب الذي كشف عن زراعيها وظهرها بالكامل وأعلي صدرها التي شهقت بخجل عندما رأت إنه يكشف من جسدها أكثر ما يغطي ويصل إلي منتصف فخذيها ... أسدلت خصلاتها الكستنائية وظلت تنظر لصورتها ف المرآه بإنبهار قائلة :
يالهوي ع جمالك يابت ياعلا ده أنتي خساره ف الخدمه الي زيك المفروض تبقي هانم ف قصر
_ وف ذلك الحين وصل مبكرا وفتح باب الشقه ودلف ف صمت حيث كان يفكر ف أمر ما ... إتجه نحو غرفته وقبل أن يدلف تعجب إن الباب مفتوحا عقد حاجبيه بضيق متأففا ليدرك إنها هي من قامت بفتحه وكاد ينادي عليها فوقعت عينيه عليها وهي تتراقص بذلك الثوب العاري أمام المرآه وتغني ... إتجه نحوها بدون إصدارصوت ... بينما هي تلتفت لتجده يجذبها بين زراعيه محاوطا خصرها ... شهقت بذعر :
حازم بيه !! أنا آسفه إن دخلت هنا و... صمتت لتجد نظراته التي تفترسها بكل شهوة ورغبة ... حاولت التملص من يديه وقالت :
عن إذنك أنا ..
.قاطعها بالإنقضاض ع شفتيها فأخذت تقاومه وتكيل له ضربات ف صدره لكنه لم يتزحزح فهناك فرق قوة جسديه فهي كالعصفورة بين يديه وهو ذو بنيان جسدي قوي وعريض المنكبين ... أبتعد عنها لاهثا وتركها تلتقط أنفاسها التي كادت تنقطع ...
فقال بصوت لاينذر سوي بالشر :
مش حذرتك قبل كده ممنوع تدخلي الأوضه دي
رمقته بخوف وبنبرة رجاء وتوسل :
أنا آسفه والله ماهتتكرر
أقترب بأنفاسه نحو عنقها وبنبرة أرتجف جسدها خوفا منه :
وأنا يفيدني بأي آسفك ده ... أنتي عيبك الفضول ياعلا ولازم أخليكي تبطلي فضولك ده
قالت بخوف وتوتر :
حقك عليا ياحازم بيه والله ما هخطيها برجلي تاني .. سيبني أروح ألم هدومي وأمشي ومش هاتشوف خلقتي تاني
إبتسم بجانب فمه بخبث وقال وهو يزيد من قبضته أكثر ع خصرها :
تمشي !! هو دخول الحمام زي خروجه !!
_ أرجوك سيبني أنا محلتيش غير شرفي وسمعتي ... قالتها لتنهار باكيه
نظر إلي عبراتها وهمس إليها ومازال شيطانه متملك منه :
متخافيش أنا مش هاسيبك هاتفضلي عايشه معايا ومحدش هيعرف حاجه ... قالها وأنهال ع عنقها وجيدها بالقبلات متجها بها إلي فراشه ...
تعالي بكاءها لتجثو أمامه ع ركبتيها ممسكه بيده بتوسل :
أبوس إيدك سيبني ... أهلي يموتوني
أبتعد عنها ووضع يديه ف جيوب بنطاله ورمقها بإزدراء وهي تواري جسدها بيديها وتبكي فقال بتهكم :
لما أنتي خايفه أوي كده ع نفسك ومن أهلك أي الي خلاكي تشتغلي ف شقة واحد عازب وسمعتي إنه بتاع نسوان وخمرة !! كنتي فكراني هاطبطب عليكي مثلا !! كل الي إشتغلو قبلك كانو معايا ع السرير الي وراكي ده وبمزاجهم
نظرت إليه بعينيها الباكيتين وقالت :
بس أنا مش زيهم ... أنا جايه أكسب لقمتي بالحلال
قهقه بسخرية فقال :
بت أنتي بطلي إستعباط أنا مبيدخلش عليا التمثيل ده ... أومي أقلعي الفستان ده ورجعيه مكانه وغوري ع أوضتك مش عايز أشوف خلقتك طول ما أنا موجود
نهضت مسرعه إلي غرفتها فأوقفها :
ورجلك لو خطت الأوضه دي تاني مش هقولك أنا هاعمل فيكي أي إلا لو كنتي عايزه كده
أخذت ثيابها التي خلعتها وذهبت إلي غرفتها ع مضض ... أغلق بابه خلفها .. إتجه نحو الكومود وأخرج إطار خشبي تتوسطه صورة لفتاة ف بداية العشرينات ذات جمال خيالي عينيها كاللون البحر بتدرج ألوانه وبشرتها كالحليب ووجنتيها مثل التفاح الأحمر وشفتيها مثل الفروالة لايقاومها الزاهد ... يحاوط وجهها خصلاتها الذهبية ... إنها حقا حورية ...
أخذ يتلمس الصورة بعشق وحنين وتنهد لتسقط منه عبرة وقال بإشتياق :
وحشتيني أوي يا حبيبتي ...وحشتيني أوي يا روح ... قرب الصورة من شفتيه وقام بتقبليها ثم ضمها إلي صدره وتمدد فوق التخت ليغفو ودمعته ع وجنته تتلألأ.
******"""""""*******"""""""*******
_ فكر طه بسرعة بديهة وتذكر أن آدم لديه صديق ضابط مباحث ... هاتفه وسرد كل ماحدث فطمأنه آدم إنه سوف يخبر صديقه ع الفور ... طلب منه طه أن لايخبر خديجة حتي يطمأن ع شيماء ...
وبعد مرور بعض الوقت ....
ف المنطقة العشوائية وتلال النفايات ...
تصنعت شيماء النوم بعدما أرغمها ع تناول الطعام رغما عنها فأذعنت له خيفة أن يعاقبها بالإعتداء عليها مرة أخري حيث هددها بذلك ...
_ أنتي يا حب أومي جايه تنامي دلوقت ... يلا غيري هدومك وإجهزي عشان شويه ومسافرين ... قالها عبدالله وهو يربت ع وجنتها ... تصنعت التعب حتي تكتسب وقتا إلي أن يصل رجال الشرطة أو يأتي طه وينقذها ...
أجابت بوهن :
مش قادره ياعبدالله جسمي كله واجعني وتعبانه أوي خليها بكره
عقد حاجبيه وقال :
مينفعش لازم نسافر الليله دي المكان هنا كله وغش وبعدين أنا أتفقت خلاص مع الي هيسافرنا
قالت بإعياء مصتنع :
بقولك تعبانه حرام عليك
دق قلبه بالخوف عليها فمهما قسي عليها لكنه مازال يعشقها بجنون وهي تلعب ع ذلك الوتر وبالفعل قد وصلت لمبتغاها ... أنتفض من مكانه وجثي نحوها يتفحصها ومظهرها المزري ووجهها الشاحب ساعداها ف كذبتها ...
_ مالك يا قلبي حاسه بإي ؟؟... قالها عبدالله بقلق وهو يلمس جبينها ليشعر ببرودة ف جسدها ... أرتجف جسدها رغما عنها فالطقس بارد وثيابها ممزقه ..
قالت وأسنانها تصتك ببعضها البعض :
بردانه .. سقعانه أوي
ضمها عبدالله إلي صدره ليدفئها ..شعرت بتقزز من لمساته ومن عناقه لها لكن تحاملت ولم تظهر ذلك حتي تكمل خطتها ...
نهض وقال : ثواني ياقلبي هاطلعالك الهدوم الي جبتهالك ... أخرج من كيس بلاستيكي ثياب مستعملة قد أبتاعها من إحدي البائعين ع الأرصفة .. كان ثوب أنيق من الصوف وحجاب قطني ... وضعهما جانبا وأقترب منها ليهم بخلع بقايا الثياب الممزقه التي ع جسدها ... أنتفضت إلي الخلف وقالت برجاء :
أرجوك كفايه أنا هاعرف أغير لوحدي ممكن تفكني ومتخافش مش قادره أتحرك أصلا من مكاني
تنهد بسأم وقال :
حاضر عشان تعرفي إن بحبك ومبتهونيش عليا ... قام بفك الأصفاد من يديها
إبتسمت بتهكم وقالت :
وممكن تطلع برة أو تديني ضهرك لحد ما أغير
غمز لها بعينه وقال :
أي ياحبي بتتكسفي ده أنا حافظ كل سنتي فيكي
صاحت بحنق :
عبدالله !!
_ حاضر هاقف برة وعقبال ماتغيري هاكون ولعتلي سوجاره .. لما تخلصي إندهيلي
خرج لتتمتم بخفوت :
يارب صبرني ع الأرف ده ...
أسرعت بتبديل ثيابها وأرتدت الثوب وجمعت خصلات شعرها المبعثرة وأرتدت الحجاب وإن إنتهت حتي وصل لمسمعها صوت بريق الأمل وهو إنذار سيارة الشرطة التي داهمت المنطقه . .دلف إليها عبدالله ع الفور وعينيه تنظر بالشر ... قبض ع عنقها وقال :
البوليس عمره ما جه هنا إنتي ...
قاطعته وهي كادت تختنق :
أنا هابلغ إزاي وأنت مكتفني وواخد مني كل حاجه
قام بفك قيد قدميها وصاح بها وهو يمسك بها يجذبها لتسير برفقته :
يلا مفيش وقت
_ اااه براحه دراعي هيتخلع ف إيدك ... صاحت بها بألم
وكاد يفتح الباب ليجد رجال الشرطة ف وجهه ... يصوب الضابط سلاحه ف وجه عبدالله وقال بأمر صارم :
إثبت مكانك
أخرج سكين من طيات ثيابه ووضعها نحو جيد شيماء وقال :
الي هيقرب مني هخلص عليها
_ أعقل ياعبدالله أنا شيماء .
همس إليها :
معلش ياحب إن جالك الطوفان بقي
صاح به الضابط :
أرمي المطواه الي ف إيدك دي وسلم نفسك أنت كده كده هيتقبض عليك ملهوش لازمه الي أنت بتعملو ده
تراجع عبدالله إلي الوراء مقيدا شيماء بساعده ع عنقها وقد جاءته فكره ليتمكن من الهروب وهي إشعال قداحته وألقاها ع جدار الغرفة المكون من البوص والقش فأشتعل ع الفور ... تراجع الضابط وأعطي الأوامر إلي العساكر بإطفاء النيران المشتعله ... صرخت شيماء بذعر :
يخربيتك هنتحرق
عبدالله : متخافيش ... ترك عنقها ليجذبها من يدها مقتحما إحدي الزوايا بجسده فتحطم البوص وأخترقه دافعا إياه بقوة جسده ليقع أرضا وهي معه ... أستغلت شيماء الموقف وتملصت من قبضته وركضت بكل ما أوتيت من قوه فصاح بغضب وهو ينهض :
يابنت ال.....
ركض خلفها وكاد يلحق بها ليتفاجئ بضربة قوية من إحدي الضباط أصابت أنفه وفمه ليذرفا دماء غزيرة وشعر بدوار ليمسك بها الضابط وذهب به إلي سيارة الشرطة وتم القبض ع بعض المجرمين الهاربين بداخل تلك الأكواخ ... بينما شيماء التي خارت قواها وجدت إحدهم يحاوطها بزراعه قبل أن تقع ع الأرض نظرت نحوه وجدته طه مبتسما إليها ووجهه مليئ بالجروح ...
قالت له بللهفة وخوف عليه :
مين الي عمل فيك كده!!
رمقها بإبتسامة وقال بسخرية مازحا :
عبدالله حب يباركلي مقدما ... سيبك مني دلوقت إنتي كويسه ؟؟
وإن تساءل لتتذكر ما أقترفه معها عبدالله فأجهشت بالبكاء ... ضمها إلي صدره وربت ع ظهرها ...
_ معلش يا أستاذ طه هتتفضلو معانا حضرتك ومدام شيماء ع القسم عشان المحضر ... قالها الضابط
نظرت شيماء إلي طه ليومأ لها بعينيه يطمأنها إنها لاتقلق فهو لن يتركها .. ذهبا إلي داخل سيارة شرطة أخري لتنطلق السيارات إلي قسم الشرطة .
*****""""""""***********"""،،،،،********
_ في مشفي البحيري ... وبداخل مكتب علياء ...
_ ينفع الي حضرتك عملتيه ده !! ... صاحت بها علياء بغضب
أجابت عليها هاجر بتوتر :
عع عملت أي ... وبعدين أنتي بتزعئيلي ليه
رمقتها بنظره حاده :
عشان عيب الي عملتيه ف دكتور آسر وكمان ف مؤتمر مليان صحافه وإعلام والي حصله ف وش المستشفي يعني سببتي لنا إحراج وكمان يوسف أتضايق و....
قاطعتها هاجر وهي تضم ساعديها إلي صدرها ورفعت إحدي حاجبيها وقالت :
قولتيلي بقي دكتور يوسف يعني الهليله الي عملهالي من الصبح عشان حبيب القلب بالتأكيد أتضايق
صاحت بها بحنق :
هاااااااجر
_ سوري مش أصدي بس أنتي الي إستفذتيني ... وبعدين مين قالك إن أنا الي عملت كده ف آسر ... قالتها هاجر
رمقتها علياء بنصف عين وقالت :
عشان شوفتك وأنتي بتجري ع البوابة قبل المؤتمر مايبدأ بدقايق وطلعتي برة وقابلتي كريم الي عمرك ما بتقابليه غير ف المصايب .. ولاقيته بيديكي حاجه ودفستيها ف جيب البالطو بتاعك ودخلتي بسرعه وفضلتي مراقبة مكتب آسر لحد ماخرج أومتي دخلتي ع طول معرفش كنتي بتعملي أي جوه وبعد دقيقتين لاقيتك خرجتي وإبتسامتك من الودن دي للودن التانيه ... وطلعتي ع قاعة المؤتمر بعدها ... ساعتها إتأكدت إنك بتدبري مقلب
إبتسمت هاجر بسخرية وقالت :
ماشاء الله دكتور علياء سابت مهنة الطب وبقت المحقق كونان
_ تصدقي خساره وقتي الي بضيعو معاكي فعلا ع رأي خالتي مهما كبرتي هتفضلي عيلة ومش هتعقلي ... وعموما أنا الي غلطانه وأستلقي وعدك بقي من آسر لما يعرف ... صاحت بها علياء
توترت ملامحها بقلق وقالت :
وأنا مالي ... ولا أنتي ناويه تقوليلو ؟؟
أجابت بتهكم :
ليه شيفاني بالتفاهه دي ... الي أنتي متعرفهوش إن الممرات كلها مليانه كاميرات مراقبة
_ وف أثناء ما كانت تتحدث علياء ... يجلس آسر بجوار المسئول عن أجهزة المراقبة حيث طلب منه مراجعة الفيديوهات منذ الأمس وخاصة ماتم رصده أمام غرفة مكتبه قبل وبعد المؤتمر ... أخذ الرجل يراجع التسجيل ...
أوقفه آسر وقال :
بس أقف عندك هنا .. ثبت الفيديو وكبرلي الصورة ...
أقترب آسر من الشاشة ثم ضغط العرض البطئ ليجد هاجر تتلفت من حولها ثم دلفت إلي غرفته ومرت دقيقة أو أكثر ثم غادرت تضحك وتنظر إلي عبوة صغيرة بيدها ووضعتها ف جيب معطفها وأخذت تقفز بسعاده ثم ركضت متجهه إلي غرفتها ...
همس آسر بصوت لايسمعه الحارس :
آه يابنت اللذين ... بتردلي الي عملته فيكي وفضحتيني أدام الصحافة والدكاتره وخليتي شكلي مسخره أدامهم ... وربنا ماهعديلك الي عملتيه ده بالساهل وهخليكي تتحايلي عليا عشان أرحمك .
""""""؛؛؛؛؛؛؛؛""""""""؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛""""""""''
_ في فيلا البحيري ...
يتجمع ف الحديقة كل من عزيز وجيهان وملك وآدم وخديجة وياسين الذي جاء إلي المنزل ليأخذ بعض الأشياء الخاصة به ...
يتبادلون الأحاديث والضحك ... حينها وصل يوسف من المشفي .. ركضت نحوه صغيرته ...
_ باااااابي ... قالتها ليفتح لها زراعيه مبتسما وقال :
روح وقلب بابي
عانقها بقوة وقبل وجنتها الوردية ... ثم أنزلها وألقي السلام ع الجميع ليردوا جميعهم ...
فقال:
أي اللمة الحلوة دي ؟؟
_ تعالي أنضم لينا وقولنا أي رأيك ... مامي بتقترح إننا نتجمع كلنا ونقضي أسبوع ف الجونة .. قالتها ملك
يوسف :
بصراحه هتبقي رحلة حلوة بس ياخسارة زي ما أنتو عارفين وقتي مش ملكي من كشوفات لعمليات مبتخلصش
أحاطت لوجي عنقه وقالت برجاء :
بليز بابي خد أجازه عشان خاطري
أجلسها يوسف ع فخذيه وقال :
والله يا حبيبة بابي نفسي أخد أجازه كبيرة وهافسحك ونروح البحر والملاهي بس أنا مش فاضي غصب عني .
رمقته بإمتعاض منتفخة وجنتيها بطريقة طفولية مضحكة ونزلت من ع فخذيه وذهبت إلي جدها وعانقته قائله :
خلاص أنا هاخد معايا جدو حبيبي وخليك أنت أدبح ف العيانين بتوعك
ضحك الجميع ع كلماتها البريئه
ضمها عزيز بحنان وقال :
حبيبة جدو أنا تحت أمرك وهوديكي المكان الي أنتي عيزاه
عانقته بقوة :
حبيبي يا جدو أنا بحبك أوي
يوسف :
بقي كده !! خلي جدك ينفعك
ضحكت جيهان ثم قالت :
دول متحاولش تدخل مابينهم أنت الي هتخسر
ملك :
أيوه ياست لوجي أخدتي مكاني خلاص وبابي مبقاش يدلعني زي زمان
_ ياختي نوغه وأنتي فاكره نفسك لسه صغيره ... قالها ياسين بسخرية مازحا
رمقته بحنق وقالت :
ملكش دعوة خليك ف حالك
جيهان :
أهو أنتو الأتنين بالذات مهما كبرتو هتفضلو عيال
ضحك آدم وقال :
عندك حق فعلا يا ماما
ياسين بسخريه قال: سيبنالك العقل والرزينة ياعم الكبير
تدخلت خديجة بمزاح :
بصراحه يا ياسين عندك حق ... آدم خلاص من كتر الرزانه هيبقي أرسطو
ضحك الجميع ... أمسك يدها وهمس لها :
بقي كده !! لما نطلع أوضتنا ... هاعرفك مين أرسطو
إبتسمت بخجل وقالت :
وطي صوتك فضحتنا
_ كويس إنكو متجمعين عشان عايز أقولكو ع خبر حلو ...قالها يوسف لينتبهو إليه بإنصات
فقالت جيهان : خير يا حبيبي ؟؟
أجابها والسعاده تنضح من إبتسامته الغامرة :
خير بإذن الله يا جيجي ... بصراحة أنا قررت أتجوز
نظر الجميع إليه بفرح وقال ياسين :
أيوه بقي يا جو
فقال عزيز :
ودي تبقي بنت مين ومن أنهي عيله ؟؟
ردت جيهان :
أهم حاجه الأخلاق وتكون بتحبك وتخاف عليك والحسب والنسب ده ف الأخر
أجاب يوسف عليهما :
أطمني يا ماما دي بنت محترمة جدا ودكتورة وبتحبني من زمان
رمقته بتعجب وقالت :
بتشتغل معاك ف المستشفي ؟؟
قال يوسف :
اه وكانت معايا ف الجامعه ... الوحيده الي حبتها وأتمنيت تكون ليا وشاء القدر ورجعتلي بعد سنين ولسه عايشه ع حبنا
نظر إليه آدم وقال :
آوعي تقول البنت الي كنت هتخطبها وباب.....
قاطعه يوسف قائلا :
أيوه تبقي علياء .. الدكتورة علياء
حدق به عزيز وهو يتذكر :
مش دي بنت الراجل الي شغال موظف ف المعاشات؟؟
زفر يوسف وقال :
أيوه يا بابا ربنا يرحمه ... هي بقت دكتورة نسا وجراحة ومن أكفأ الدكاتره الي عندي ف المستشفي
نهض عزيز وأمسك بيد الصغيرة وأبدي عدم الإهتمام :
تعالي يا قلب جدو هوريكي اللعبه الجديده الي جبتهالك ... أخذ الصغيرة ودلف للداخل
أثار حنق كل من يوسف وجيهان وأيضا ياسين الذي أدرك موقف والده من ذلك الزواج ...
_ شوفتي يا ماما ... عمره ما هيتغير أبدا ... صاح بها يوسف بحنق
زفرت جيهان بسأم :
معلش يا حبيبي ما أنت عارفه
قال ياسين بسخريه :
أبوك لسه عايش أيام نظام الملك
رمقته جيهان بعتاب :
ياااسين ... عيب ده يبقي باباك
وقف يوسف وصاح بغضب :
ياريت يا ماما تفهميه أنا هاتجوز علياء يعني هاتجوزها وإن كنت ببلغو مش أكتر وأظن أنا مش يوسف بتاع زمان الي هدده بدراسته ومستقبله وقتها وخلاني أتجوز إنجي وأنا مرغم عليها
حاول آدم تهدأة الوضع فقال :
قعد بس يا يوسف وإحنا هنتكلم معاه ونتفاهم
يوسف :
أنا مش هاضيع سنين من عمري تاني يا آدم ... أنا هاروح الجمعه الجايه هاطلب إيدها من مامتها وف خلال شهر هانتجوز
جيهان بتهكم قالت :
وأي لازمتها بقي إنك تقولنا ما أنت مرتب ومخطط كل حاجه
شعر يوسف بالحرج وقال :
يا ماما أنا مقصدش طبعا أهم حاجه رضاكي بس مش هاستني قرار بابا وأديكي شوفتي لما عملت الي عايزه حصلي أي الحاجه الوحيده الحلوة الي طلعت بيها هي بنتي غير كده حياتي كانت جحيم
قالت خديجة :
أهدي يا يوسف الأمور دي بتمشي بالعقل مش بالعند وإنك تقف قصاد باباك ومتنساش رضا الوالدين أهم حاجه ومن غير رضاهم بتبقي حياتنا شقي وتعب
قال ياسين بسخط :
ده لو كان أب عادل ويحب يشوف ولاده مبسوطين لكن ده عزيز البحيري الي ديما بيحسبها بالعيلة والفلوس
_ ياااسين ... لم نفسك وإتكلم عن باباك بإحترام ... صاحت بها جيهان
نهض ياسين وقال بإمتعاض :
كلمة الحق ديما بتزعل ... عموما أنا ماشي عن إذنكو
آدم : أستني بس رايح فين
ألتفت إليه قبل أن يغادر :
رايح لمراتي الي أبوك مش طيقها ولاهي ولا مرات أخوك يونس والدور ع يوسف هينضم للقايمه ... سلامو عليكو
قالها وغادر ع مضض
_ عن إذنكو طالع أريح شويه ... قالها يوسف ودلف للداخل
ربتت خديجه ع يد جيهان وقالت :
متزعليش يا ماما منهم ... أعذريهم
قالت جيهان :
أنا عمري ما زعلت منهم بالعكس أنا بتمنالهم السعاده من كل قلبي ونفسي أشوفهم فرحانين كل واحد مع الي قلبه أختارها وبيحبها وهي بتحبه ومش مهم تكون من عيلة مين .. كل مشكلتي دلوقتي مع عزيز للأسف مش قادرة لحد دلوقت أغير تفكيره وإنه يفهم خلاص إن ولاده إتجوزو وده بقي أمر واقع .
_ كانت ملك تستمع لكل ماحدث وتنظر لآدم بقلق وخوف وكأنها تقول له ماذا سيفعل والدها عندما يأتيه مصعب لطلب يدها ... لتدرك ردة فعله التي تعلمها جيدا .
"""""^^^^^^^^"""""""^^^^^^""""""^^^^^^^""""
_ فتحت عينيها بضجر ع صوت طرقات الباب ورنين الجرس ... نهضت وصاحت بضيق :
حاضر ... حاضر ... الدنيا ما طارتش
فتحت الباب ونظرت للطارق بعينيها الناعستين ...
_كل ده نوم ياشيخه حرام عليكي ... قالها علاء ويحمل بيديه للعديد من الأكياس البلاستيكيه
رمقته بإمتعاض وقالت :
أي الي جابك
رفع حاجبه بتعجب وقال :
أنا جاي شقتي والحق عليا بدل ما أروح أريحلي بعد وقفة شغل طول النهار صعبتي عليا لما أفتكرت إن الي ف التلاجه أكل قليل ومش هيكفيكي غير يوم
تنهدت مريم وقالت :
متشكره يا أستاذ علاء لكرمك وزوءك ياريت تديني الشنط وتتكل ع الله لأن زي ما أنت شايف أنا لوحدي
دفع الباب وتركه مفتوحا ... ووضع الأكياس ع الطاولة وقال :
ع فكرة أنا بفهم ف الأصول والحمدلله أنا واثق من نفسي ... وبعدين أنا جاي كمان عشان هاخد هدوم ليا وحاجات محتاجها
قالت مريم :
أتفضل خد الي أنت عايزه البيت بيتك فعلا وأنا هنا يادوب ضيفه بتعطف عليها
تنهد علاء وقال :
ليه بتقولي كده ؟؟... أنا زعلتك ولا قولتلك حاجه تضايقك !!
أومأت له بالنفي ... فأستطرد حديثه :
طيب ف أي مالك مش طيقاني كأني جوز أمك ...
وما أن تفوه بأخر كلمة توترت ملامحها بخوف وقالت :
لا أأ أنا مفيش حاجه ... بس لما بقوم من النوم ببقي أرفانه ومش طايقة نفسي
لاحظ علاء توترها فقال :
خلاص أنا مش هاطول عليكي هاخد حاجتي وهاتكل ع الله ... أخرج هاتف ن جيبه وقال :
ولما تفوءي كده ومزاجكك يتظبط أبقي كلميني طمنيني عليكي ... أعطاها الهاتف
أخذته مريم وقالت :
أي ده ؟؟
أجابها بسخريه :
ده إسمه موبايل جيبهولك عشان أعرف أطمن عليكي ولو ف حاجه تكلميني ع طول
كادت تتفوه بشئ لكنها ترددت ... رمقها منتظرا وقال :
عايزه تقولي أي ؟؟ متتكسفيش
أبتلعت ريقها وقالت :
أنا مش هينفع أفضل عايشه كده عاله عليك يعني أنت متغرب عن بيتك عشان تشتغل وملكش ذنب تشيل مسئولية واحده متعرفهاش ... أنا بصراحه عايزه أشتغل وأول ما كون قرش هأجر مسكن خاص بيا
إبتسم علاء وقال :
بصي يا مريم أولا أنا مش مضايق خالص إن بساعدك لأن بعتبرك زي ماقولتلك قبل كده إنك زي أخواتي البنات ثانيا بالنسبه للشغل من غير ماتقولي أنا فعلا كلمتلك المدير عندنا وقولتله إنك قريبتي وافق إنك تيجي تشتغلي ف تقديم الطلبات للجيست بس المشكله طبعا عايز صورة بطاقتك ومؤهلك
ذهبت إلي الغرفة وجاءت إليه وقالت :
بطاقتي أهي لكن شهادتي مش معايا
علاء :
مش مشكله ممكن نعملك مستخرج ليها بس طبعا لازم ننزل القاهره
شحب وجهها قائلة :
ننزل القاهرة !!
رمقها بتعجب وقال :
أنا لحد دلوقت معرفش حاجه عنك ومحبتش أضغط عليكي ... بس لاحظت إن سيرة نزولنا للقاهرة خلت وشك أصفر وملامحك أتغيرت ... أنتي هربانه من أهلك ؟؟؟
جلست ع إحدي مقاعد الطاوله وتنهدت ثم قالت :
أنا بابا مات وأنا صغيرة وماما ماتت من أربع سنين وسابتني أنا وأختي وأخويا مع جوزها ... صمتت لتترقرق عبراتها مثل السحاب بداخل عينيها فأردفت :
ربنا ينتقم منه هو السبب ف كل الي إحنا فيه ... لن تتحمل أكثر من ذلك لتجهش ببكاء مرير ...
أقترب منها علاء وربت ع ظهرها وقال :
خلاص أهدي متكمليش وأدخلي أغسلي وشك عشان تفطري أنتي شكلك ماكلتيش من إمبارح
نظرت إليه بإمتنان وقالت :
أنا مهما شكرتك مش هاقدر أوفيلك حقك ... ربنا يكرمك زي ما أكرمتني ف بيتك ويحفظك من كل شر زي ما أنقذتني من إيد المجرمين
قال مبتسما :
أنا كفايه عليا الدعوتين الحلويين دول مش عايز أكتر من كده ... ومعلش بقي لوسببتلك إزعاج
إبتسمت وقالت : خالص أبدا أنا أصلا يعتبر منمتش غير قبل ماتيجي بساعتين تقريبا
تعجب قائلا : .
كنتي خايفه ؟؟
أومأت له بنعم وقالت ببراءه :
طول الليل الهوا عمال يخبط ف الشبابيك والباب وكنت خايفه أوي .. فضلت صاحيه لحد ماغلبني النوم
قال بمزاح :
أومال لو سمعتي صوت الديابه هاتعملي أي
ذعرت ملامحها وقالت :
ديابة !!!
قهقه علاء وقال : ماخدتيش بالك إن المدينه هنا قريبه من الجبال يعني ممكن تلاقي ديب ... عقارب ..تعابين ... أي حيوانات وزواحف تختر ع بالك مش بعيد تلاقي قرش من أبو زعنفه ف دماغه طلعالك ف البانيو
أدركت إنه يمزح فألقت عليه وردة من المزهرية وقالت :
ماشي يارخم
علاء :
خلاص الرخم ده مش هيجيلك تاني ولا هيعبرك حتي ف الموبايل وخليكي بقي لوحدك يطلعلك العو أبو رجل مسلوخه
قالت بإندفاع وهي تمسك بساعده :
لاء بالله عليك ده أنا مليش غيرك متسبنيش
وبعد تلك الجملة التي تفوهت بها بنبرة أرتجف لها قلبه ... ليحدق ف عينيها ذات خليط لون البحر بالسماء ... تعالت أنفاسه بتهدج وشعر وكأن الكهرباء مسته من لمستها ...
عادت من شرودها فتركت ساعده وقالت :
آسفه مكنش أصدي
أبتلع ريقه بتوتر وقال :
ولايهمك ... أنا ماشي دلوقت ولو ف أي حاجه اتصلي عليا رقمي متسجل عندك .
مريم :
طيب وحاجتك مش هتاخدها ؟؟
بدون أن ينظر إليها :
بعدين .. بعدين ...سلام
قالها وغادر مسرعا ودقات قلبه كانت تصارع خطواته .... توقف بالأسفل وهو يتذكر وجهها ونظرة عينيها لتتعالي خفقات قلبه ... هل ياتري هذه بداية عشق جديد!! هل قد نسي حبه لرحمه !! وماذا سيفعل عندما يعلم حكاية مريم وهل سوف تخبره الحقيقة أم الكذب !!!
♥يتبع♥
تعليقات: 0
إرسال تعليق