فريسة_الشيطان
#البارت الاربعين والاخير
*************
قصت ضحي علي سامر معاناتها، ولماذا خدعته بفقدها للذاكرة، واكدت عليه انه معه تناست فاقدة للذاكرة، بعدما منحها بحنانه واحتوائه لها سبب لكي تنسي ماضيها وتعيش معه حاضرها ومستقبلها لهذا اختارت حياتها الجديدة، التي شعرت فيها بالراحة والامان والاستقرار، الي ان ظهر شيطانها الذي هدد هذا الاستقرار، ففضلت ان تموت علي ان تسقط من نظره بعد معرفته بسرها وخداعها الغير مقصود،
لكن ردها الله اليه فاقدة للذاكرة لتعيش معه وتحبه من جديد لتتاكد بانه قدرها، لهذا وهبها الله طفل اخر يعوض طفلها الذي فقدته ويدعم علاقتهم المهددة بالانهيار بسبب اكاذيبها وخدعها،
قابل سامر اعترافاتها بجمود ودون تعبير يوضح موقفه، وانتظرت ان يمنحها السماح حتي ان انفصل
حتي تحافظ علي الود موصول بينهم من اجل اولادهم، ليصدمها سامر بحقيقتها التي تجهلها وهي انها اخت لزوجته الاولي نجلاء وابنه لوالدتها نادية
لم تستوعب ضحي ان علاقتها بسامر اصبحت محرمه لانه يجمع بين اختان كم جمعت هي بين زوجين لكن موقفها كان بالغصب ولهذا شعرت بان زواجه منه حقها، حتي ان خالف الشرع،
لكن كيف ستتعايش مع اختها كزوجه لابو اولادها وهي ماتزال تعشقه
نظرت اليه بحزن عميق والم يمزق نياط قلبها، فاندفعت الدماء من انفها بغزارة تعبيرًا عن صدمتها بخسارة زوجها، وهذا ما لم تعد قادرة علي احتماله
لتودع حملها الثقيل هذا بنزيفها وسقطت بعدها
في غيهاب الظلمات، مغشيّا عليها
حملها سامر قبل ان تهوي ارضًا وممددها علي الفراش
وربت علي وجهه محاولًا ايقاظها
بدات فتح جفنها بتثاقل فتنهد براحه واتي بمحرمه مبلله ومسح نزيف انفها وقال:
ها وبعدين الواضح انك مضحيه بالبيبي، فين خوفك عليه، اسمعي لو انت مش مستعده تحافظي عليه انا مش هسمح ليكي تحرميني من اخ لحسام وابن ليا
رفعت راسها عن الوسادة فاعادها سامر، امسكت يده ونظرت الي عيناه الغامضه وقالت بامل:
بجد يا سامر انت عايز الطفل ده، يعني مش كاره اني امه، هو ممكن يكون سبب ويجي يوم وتسامحني
اخذ نفس عميق وزفره بحده ورد عليها بهدوء مربك:
انا مش ملاك يا مدام ضحي، وكل واحد منا ليه اخطاءه، مش هقدر اوعدك اني ممكن اسامحك او لاء لكن اللي واثق منه، فجاة وضع يده علي بطنها واكمل اللي هنا ده طفلي من لحمي ودمي، سواء انت امه او لاء فانا متمسك بيه وعايزه يخرج لدنيا بخير
ثم غامت عيناه بحديث عامض مريب:
واظن انت قولتي ان وجود الطفل ده ادالك امل في حياتنا سوا، مش يمكن ده الامل اللي انت محتاجاه علشان تكمل حياتنا
رفعت راسها والقتها علي صدره وبكت بحرقه:
سامر انا بعشقك وحياتي عندك، اديني فرصه اكفر فيها عن خداعي ليك، بلاش تطلقني علشان اختي مش عايزه اكرهه لانها هتاخدك مني
انا عشت وحيدة ومعني ان يكون ليا اخت ده حلم اتمنيته مش معقول يوم ما يبقي حقيقي تكون سبب في حرماني من اغلي ما ليا بالدنيا وهو انت
ابعدها عن صدره، ونهض من امامها وولاها ظهرها وقال بدهاء حارق:
الموقف متازم وبسبب جوازي منك طلقت اختك، بس حاليا انا اتاكدت باني ظلمتها
وبفكر جديا في الانفصال عنك، وبعدها هشوف مبن اقدر اكمل معاها ،او يمكن ابدا حياتي مع واحدة غيركم، واظن ده اسلم علشان ميبقاش في عداوة بينك وبين اختك ايه رايك
استدار فجاة خوفا من صمتها فراها تبكي بلا صوت دموعها تنهمر كانها شلال وملامحها تقطر حزنًا،
ابتسم بتهكم وقال:
انت غبية يا نونه، انت عارفه وواثقه ان حكايتي مع نجلاء انتهت من سنين، ومعني اني اردك ليا ده دليل اني اختارتك وطلقتها مدام عرفت انها اختك
اجهشت بالبكاء سعيدة بان الود بين اختها لن ينتهي بسبب سامر، وكذلك لانها زوجته الوحيدة،
رفعت راسها اليه تريد ان تفهم سبب تجريحه فيها رغم ثقتها انها مازالت تسكن قلبها فاردفت بتودد:
طيب ليه الانفصال مدام مش مجبر تطلقني، وكمان ايه حكاية واحدة جديدة دي ،
هو انت ممكن تتجوز ترتاح مع غيري با سامر
ضحك بسخرية:
وهو انا مرتاح معاكي، يامدام ضحي انا بقالي سنه تعبان من تصرفاتك، وكله بسبب خداعك، وخلي بالك كل يوم ببعد عنك فيها بتكبر بينا هواة البعاد وبعتاد علي غيابك، والجفاء بيقلل من مقدار حبي ليكي
ومع كل مشكله او حقيقه غايبة بتظهر بيضيع معاها جزء من مشاعري نحوك لحد ما هبجي يوم وافقد كل احساس بيكي، علشان كده محتاج ابحث عن وجودك جوايا، واشوف ياتري لسه حبك بقلبي بنفس القوة ولا لاء، وفعلا هيصدم قدام الحقيقة اللي عرفتها، ولا خلاص اقدر اتعايش باقي عمري من غيرك وانا مرتاح
علشان كده انا بفضل تعيشي مع مامتك واختك، الفترة الجاية، فرصه ليكي تتعرفي علي اخواتك عماد وعادل وبالمرة تحضري فرحه ولما تقربي منهم، اكيد هيقدرو يساعدوكي تصمدي في حياتك بعد انفصالنا
اغمضت عيناها بقوة تكتم حسرتها وقالت:
حاضر يا سامر هحاول، بكرة هكلمك نجلاء واحاول اشوف مدي تقبل اخواتها ليا، واشوف موقف مامتها، قصدى مامتي، بس الواضح انك حاسم قرارك والحكاية بينا انتهت وبقت بالنسبالك مسألة وقت
علشان كده لازم اأهل نفسي لحياتي بعدك، واهمها احافظ علي ابني منك، لانه فرصه يقربني من حسام
اكثر ويعوضني فراقي عنك
تنهد سامر براحه وعدل من هندام واستعد للخروج
لكنه عاد ونظر اليها:
اكتر حاجه بتعجبني فيكي، قوة صمودك وتفكيرك، بس كلمه اخيرة، انت مصيبه معرفش ازاي قدرتي تخدعيني، وخلتيني صدقت فعلا انك فاقدة الذاكرة، بصراحه برافو عليكي يا مدام ضحي
انا هسيبلك الاوضة خدي راحتك فيها النهاردة، بس اتمني ارجع بكرة ميكنش ليكي وجود هنا
تصبحي علي خير يا مدام ضحي، وخلي بالك من ابني سلام
خرج واقفل الباب خلفه كأنه اغلق علي حكايتهم. وجعل الباب فاصل بين ماضيهم ومستقبلهم القاتم لعدم وضوح ملامحه،
تبكي ضحي بحرقه شاعره بان ما بينها وبين سامر انتهي ورغم وجود الامل في احشاءه لكن بروده معها وعدم رغبته فيها اكد لها ان ما بينهم انتهي بلا رجعه
********************
تقلبت ضحي في الفراش التي ظنت انها سيجمعها بسامر من جديد، لتاتي الحقيقة وتبعدها عنها للابد,
سمعت اذن الفجر قامت وتوضأت وظلت تدعو ربها ان يرده اليها ويمنحها السماح والغفران
بعدها تمددت علي الفراش، وظلت تتذكر كل ما مرت به من يوم لقاءها بسامر ، صاحب القلب الحنون الذي عشقته وذابت في هواه عشقًا
غزت الابتسامه ثغرها الحزين وغفت سعيدة علي تلك الذكريات الجميله التي عاشته معه
في الصباح خرجت مسرعا من غرفتها تبحث عنه لعلها تلاقه فبل ان بنصرف الي عمله،
لتصدم بوالدته تبلغها انه خرج في مهمة طارئة بعد الفجر واوصاها بالاهتمام بها هي حسام
جلست بتهالك،واثقه ان بعده هذا مقدما لفراق طويل
دنت منها نجلاء باسمه تواسيها، بعدما شعرت بحزنها،
نهضت ضحي واحتضنتها بقوه واخذت تبكي بحرقة
صدمت نجلاء من فعلها فضمتها اليها بحنان وقالت:
ضحي اهدى متقلقيش سامر هيرجعلك بالسلامة باذن الله، ارجوكي اهدى علشان اللي في بطنك
رفعت ضحي راسها عن صدر نجلاء الذي احتوي حزنها وتفحصت ملامحها ورات كم هي حنونه وتحبها بصدق دون زيف او خداع فقالت بانتحاب:
بتتمني يرجع ليا رغم اني سرقته منك، وبقيت انا ام لابنه، وخايفه علي طفله مني اللي هيزيد من ارتباطه بيا، انت بجد بتحبيني لدرجة انك تفضليني علي نفسك يا نجلاء
تنهدت نجلاء بحرقه واخذت بيدها واجلستها وقالت:
انا مش ملاك يا ضحي زي ما انت متخيله،
مش هنكر اني كنت غيرانه منك، وفي فترة حقدت عليكي، لكن سامر طلاقني مش بسببك، بسببي انا، لان غبائي ضيعته مني، علشان كده اول ما رجعت قبلت اعيش معاه حتي لو علي ضره
لاني واثقه انه مستحيل يتقبل خيانتي ليه حتي لو مكنش حصل علاقه، اكتفيت باني افضل زوجته،
لحد ما ظهرت حاجه خلت من المستحيل يكمل معايا وقتها بس اختفت مشاعري نحوه لانها مبقتش من حقي، لاني بقيت ليه ماضي صفحة وانطوت، ده غير ان سامر بيعشقك انت بجنون فوق انك ام ابنه
هزت ضحي رأسها باسي وقالت بثقة:
حقيقة اني اختك ومينفعش لراجل يجمع بين اختين هو ده سبب انك اتنازلتي عنه ليا، ضحيتي بحبك علشاني، بس انا كمان مستاهلش سامر لاني خداعته صحيح مخونتهوش مع راجل غيره، لكن كذبت عليها وعشت معاها علي كذبه كبيرة، طول جوازنا
القيت نفسها علي صدرها وصرخت بالم:
سامر خرج المهمة هروب مني، انا وانت خسرناه انت بغبائك وانا بخداعي انا هموت من غيره يا نجلاء
ضمتها نجلاء بقوة وحنان اكبر وقالت بمودة:
ايوه با صحي ضحيت بسامر علشانك، لكن هو كان خلص مني قبل ظهورك، افهمي سامر عاشق ليكي ولو علي خداعك مدام مفيش حاجه مست شرفه وكرامته هيسامحك بس هياخد وقته الصبر،
هو كده الراجل الشرقي ممكن يسامح في اي حاجه الا سمعته وشرفه وكرامته
اهدى يا ضحي وقوليلي، عرفتي ازاي اني اختك ومن امتي وايه حصل بينك وبين سامر علشان يبعد عنك بعد ما كان شوقه ليكي فوق احتمال صبره،
قصت عليها ضحي ما حدث منها وموقف سامر، وتوضيح حقيقة انها اختها، وطلب سامر بان تقضي فترة مع اخواتها وامها بعيدًا عن الفيلا لفترة،
نهضت نجلاء غاضبة وقالت بعصبيه:
هو سامر فاكر انك مقطوعه، قومي انت هتجي تعيشي معايا من النهاردة، دي ماما ما هتصدق انها تقرب منك وتعوضك اللي فاتك
قومي هاتي كل اللي يخصك وحسام لانه من حقك، ولو فكر يمنعك عنه مش هسمح ليه
انا هتصدر ليه ومعايا ماما واخواتك ده حقك علينا
وبكرة يندم لان عمره ما هيلاقي حد هيحبه قدك،
بكت ضحي واستسلمت الي الامر الواقع، وطلبت من والدة سامر التي تعزها واعتبرتها ام لها طوال زوجها من ابنها، بان تسمح لها باصطحاب حسام معها
لم تستطيع دولت رفض طلبها، في ان تحرم ام من ابنها، رغم انه صعب عليها فراقه وهو وحيد ابنها،
غادرت ضحي الفيلا برفقة نجلاء وقلبها يدمي الم وحسره علي فراق سامر،
وصلت نجلاء الي فيلا ابيها الذي رحب بها سعيد بعودتها واستغرب من الشبه بينها وبين صديقتها
وكذلك اخواتها عماد وعادل وزوجته اخيها التي اوشكت علي الوضع،وبدا يتسالون عن كنيتها،
ما ان علمت نادية بحضور نجلاء وضحي سويا الي الفيلا، اتت مسرعا ترحب بهم،
فعانقتها ضحي بقوة كي تستمد منها القوة وتتمتع بحنانها الذي حرمت منه،
طالع كاظم زوجته وشغفها بضحي وسالها:
ايه ده يا نادية انت تعرفيها، انا بظن دي اول مره اشوفها، بس في حاجه غريبة اللي يشوفها يقول انها اخت نجلاء الشبه بينهم كبير جدًا،
ارتبكت نادية وهربت بعيناها من النظر اليه، نكست ضحي راسها ارضا حزينه علي وضعها، وموقف امها الذي يوحي بالاحراج من الاعتراف بانسبها اليها، فكتمت حزنها بداخلها وتقبلت ان تعيش بينهم كضيفه وليس كابنة واخت لاولادها ،
لكن نجلاء لم يروقها هذا الوضع علي اختها بان تحرم من انتسبها الي والدتها وتنعم بحب اخواتها
فدنت من ابيها وقالت لها بتصميم:
بابا قبل ما اقولك مين تبقي ضحي، انا عندى سؤال وعايزاك تجاوبني عليه وبصراحه
جفل كاظم من حديث ابنته الوحيدة والغالية علي قلبه اكثر من اخواتها ورد عليها بابتسامه حنونه:
اكيد هجاوبك يا نجلاء انت عارفه غلاوتك عندي، بس من امتي سالتيني عن حاجه ومكنتش صريح
امسكت نجلاء يد امها واكملت ما شرعت فيه:
ماما حب حباتك كتير دافعت عن حبكم ووقف ضد اهلها علشانك، لكن رغم كل ده طلقتها ثلاث مرات، وكله بسبب خيانتك ليها، رغم كده سامحتك وغفرت ليك ووافقت انها تكمل معاك رغم خذلانك ليها حصل ولا لاء، وقولي سماح ماما ليك كان بالنسبالك ايه
اغمض كاظم عينها خجل من افعاله في حق امها وقالوه وهو يجذب يدها من يد نجلاء ويقبلها:
عايز اقولك ان حب والدتك ليا كان واحة الامان من غلطي في حق نفسي، وفعلا لولا غفرها ليا كنت ضعت، ده غير انها السبب في كل نجاح حققته، بس انا دايما بعترف بفضل والدتك عليا وان اهلها احترموني وقدرو نجاحي ،بسبب والدتك بنت الاصول والبشوات والنسب العالي
تنهدت نجلاء براحه وتشجعت ان تكمل :
طيب قدام تضحيات ماما دي، ممكن تقدم ليها ايه قدام غلطه وحيدة انت كنت سببه فيها تسامحها ولا ممكن تحاسبها عليها وتلومها وتبعد عنها
غامت عيناه وحدق في ضحي بشدة، وبالنسبة الي رجل خارب الحياة كثيرًا، مع احساسه انه سياتي يوم وسيدفع ثمن ما اقترف من ذنوب قال بلوعه:
مستحيل عايزه تقولي ان ضحي اختك، بس ازاي انا واثق اني عمر علاقتي ما وصلت الي الحد اللي ممكن يحصل فيه حمل، ثم قصدك ايه بغلط امك في ذنب كنت انا السبب فيه، قصدك ان والدتك هددت واحده حملت مني واخذتها منها ضحي وبعدتها عنى علشان تنتقم مني، مستحيل اصدق ان نادية تعمل كده
هزت نجلاء راسها برفض وقالت :
لاء يا بابا، ماما هي اللي حرمت نفسها من بنتها علشان خافت تخسرك لما تعرف انها حملت من الراجل اللي انت جوزته ليها محلل علشان تقدر ترجعلك بعد ما طلقتها تلت مرات،
ماما وضحي ضحية افعالك وخيانتك لماما ، فهمت
امسكت ضحي وقربتها منه وقالت :
قولي يا بابا ضحي بنتها بعد ما اتحرمت منها سنين عمرها والنهاردة جوزها بيتخلي عنها، ليها مكان في بيتك ووسط اخواتها، ولا اخدها واخرج اعيش معاها انا وامي ونحاول نعوضها اغلاطك اللي دفعت هي وحدها ثمنها واتحرمت من امها واتربت مع انسانه كانت بتبيع وتشتري فيها، لولا جوازها من سامر انقذها منها
حدق كاظم فيها وكذلك اخواتها الذي علما الان ان والدتهم تزوجت محلل كي تعود الي ابيهم،
لم يحمل ضغينه علي اختهم بل علي ابيهم الذي تسبب في كل ذلك،
تقدم منها عماد. وملس علي وجهه وضمها الي صدره بقوة وقال بحنان:
احلي اخت والله ماشاء الله عندى اختين انتو نعمه من ربنا اهلا بيكي بين اهلك واسرتك
تعالي اعرفك علي مراتي سوزان، قرببا هتبقي عمي
بس استني افهم من كلام نجلاء انك انت مرات سامر التانية بس ازاي ده حرام شرعا
اخدت نجلاء نفس عميق واوضحت الحقيقة الغائبة عنهم لكن ليس بفضح سرها الذي صانه سامر:
متقلقش يا عماد، انا اطلقت من سامر من ست سنين، بعد ما طلبت منه الطلاق وغلطت في حقها،
بعد ما عرفت قيمتة وندمت طلبت يردني لكنه رفض حصلت ليا صدمه عصبيه وفضلت اتعالج علي حسابه في مصح نفسي ببلاد بره، فهمت قد ايه ظلمتوه،
لكن الحمد لله ربنا عوضه بضحي وابنهم حسام،
اخذت يد حسام الذي كان ينظر اليهم بتعجب وريبة وقالت وهي تشير الي اخواتها :
سلم علي خالك عماد يا حسام ودي مراته شوف هي حامل هتجيب ليك نونه تلعب معك ومع البيبي اللي ماما حامل فيه، وده خالك عادل
اقترب حسام منهم بحذر وابتسم لهم قائلًا بذكاء ورثه عن ابيه وجده:
انت خالو بجد يعني انا عندى اتنين خالو وخالتو زي ما عندى عمو وعمتي ،الله انا فرحان اوي
ضمه عماد بقوة وضم اخته كذلك، فتقدم منهم عادل و قال مشاكسًا اخيه بمزاح:
ما تسيب لينا شويا يا هندسه ولا هي اختك لوحدك،
بعد عنها عادل فالقت ضحي نفسها بحضن اخوها الصغير فضمها عماد ونجلاء اليهم بحب ومودة
متقبلين وجودها الذي تسبب فيه ابيه وليس امهم،
ظل كاظم ينظر اليهم بحزن، ثم نظر الي نادية بالم تنهد وامسك يدها وقبلها باجلال وقال:
مقدرش الومك انت كنتي زوجه لمحمود بشرع الله وكنت انا سبب الجوازه ده، وافقتي وضحتي بسمعة عيلتك واتجوزتي شخص ادني منك علشاني وعلشان اولادنا، مبقاش من حقي احاسبك او الومك وانا الغلطان في حقك، كفاية انك اتحرمتي من بنتك. بسببي ،
صغط علي بدها بقوة وقال بندم:
نادية سامحيني، قدام اولادك وبنتك بطلب منك السماح، وياريت تسمحي ليا اعوض بنتك حرمانك منها اللي كان خوفك علي خسارتي السبب
بكت نادية والقت نفسها علي صدره وقالت:
انا مش عارفه اقولك ايه، بس خوفي منك خلاني ظلمت بنتي وسبتها لمحمود يربيها، لكن خلاص بنتي رجعتلي وهتعيش مع اخواتها وان شاء الله هنعوضها كلنا عن اللي شافته مع مرات ابوها محاسن
اثني الجميع علي كلام نادية، فتقدم كاظم منها واخذها في حضنه وقال بمودة:
انا كنت سبب في انك تعيشي حياتك القاسية مع زوجة والدك فياريت تسمحيلي اعوضك واول حاجه انك تعبريني والدك زي ما دول اخواتك وامك
هزت ضحي راسها بالايجاب، وطلبت منه علي استحياء خدمتها :
قولت انك عايز تعوضني، انا ليا طلب وحيد لو تقدري تساعدني فيه تبقي خدمتني وعوضتني بجد
ضحك كاظم وقال بثقة:
طلبك هنفذه واعتبري ثروتي كلها تحت امرك بس انت اامري يا ست البنات، واسمعي حسابي مع سامر جوزك هيكون كبير هو بيحسب نفسه مين،
ارتبكت وتوتر اعصابها وقالت برفض واحتجاج:
سامر مش غلطان كفاية اللي شافه معايا، اما بالنسبة لي طلب هو مزدوج، عايزاك تساعدني اغير اسمي من ضحي لنوران، وكمان تخرج لي شهادة ميلاد باسم امي الحقيقة، انا عارفه انه صعب لكن مش مستحيل مدام زواج امي من بابا شرعي وسليم
تقدر تثيت من تاريخ زوجهم بميعاد ولادتي وبالذات ان محاسن مرات بابا كاتت شايله الرحم
صمت كاظم مفكرّا وقال بحماس وثقة:
متقلقيش انا ليا علاقاتي ونفوذي اللي تخليني اعملك كل اللي نفسك فيه، وفعلا نوران احسن كتير من ضحي كفاية تضحيات وكمان تبقي زي نجلاء نون واخواتك عين كده العدل
وضم الاربعة الي حضنه وقال :
وفرصه فرح اخوكي الاسبوع الجاي ونعمل ليكي حفلة تعارف نعرفك علي كل معارفنا واهلنا
ابتسمت له بامتنان، فقالت له نادية شاكرة له موقفه مع ابنتها وكذلك اولادها الذين رحبو بها وبابنها:
شكرا ليك يا كاظم، موقفك من بنتي جميل عمري ما هنساه، وباكدلك قدام ولادنا اني سامحتك علي كل اغلاطك معايا
اؤما لها وهو يضمها الي صدره بحب:
الحمد لله اني قدرت انال رضاكي بعد ظلمي ليكي ولبنتك سنين، وربنا يقدرني واعوضها حرمانها منك
لتنال ضحي السعادة اخيرًا مع اسرة تحبها وستمنحها الامان الذي افتقادته طوال عمرها،الا ايامها مع سامر
****************
تعليقات: 0
إرسال تعليق