البارت صادم سامحوني
وتفاعلو لياتي لكم الجديد.سريعا
وبانتظار توقعاتكم عن القادم
#نهاية_ماساوية
#البارت_السادس
#فراس_ابن_الليل
#ثناتي_النار_والعشق
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
في دار فودة وحسنه
بعد ان شعر فودة بالتهديد يعود الي حياتهم البسيطة مرة اخرة، خوفًا من وفاة فوز زوجة العمدة طريحة الفراش، لذلك طلب من زوجتة الرحيل خارج البلد هربًا من العمدة الذي ما زال يرغبها من كثرة سؤاله عنه بداعي او بدون،
وافقت حسنه علي الرحيل مرغما لشعوره بالمسؤولية تجاة اطفالها فراس وموهجة،اللذان قد ياخذوهم العمدة ذريعة ووسيلة ضغط عليها لأستسلامها ويؤذونهم،
دخل فودة يجهز بعض ما يلزم للسفر وكذلك حسنه الا انه سمع صوت عويلها وصراخها فجاة،خرج يجري فرأها تمسك راسك خلدون ابن جارهم الحج رجب لكي توقف نزيف راسه وتسال اخية الاكبر الذي اتي به عن سبب جرح راسه الغائر هذا،
ولماذا أتي اليهم ولم باخذه علي الصحة ؟!
اجابها وهيب الغاضب بشدة :
يا عما انا مش جاي اطلب منيكي تعالجيه،انا جيت لجل اريكي افتري ولدك علي خوي، انا لولا بعزكم كنت قطمت وسط فراس عن اللي عمله في خلدون
شهقت حسنه بذعر وتسال ابيه بحيرة:
وولدى فراس هيشج راس خوك ليه وهو دايما بيحب يجعد معاكم ويلعبو وياكم،
اثناء حديث فودة مع ابن جارهم يدخل فراس وبيده اخته موهجة التي دفعها برفق لكي تدخل الي غرفتها وقال بحدة:
ادخل اوضتك دلوك يا حسنه ومرايدش منيكي حديت كتير
اؤمت الفتاة الجميلة حسنًا كأمها وذهبت من امامه فنظر فراس الي ابن جيرانهم وقال بغيظ:
واه عليك يا وهيب، لما انت عامل فيها راجل ، ليه جاي تولول كي الحريم وتشكيني لاهلي، مش انت اللي طلبت من خوك يحطب بدالك، بعد ما خفت اجيبك الأرض
امسكته حسنه بعنف وجذبته بعيد عن ابناء جيرانهم للذي يكبرونه سنًا وقالت بغضب:
مالك يا واد فودة انت رايح تتعلم منيهم ولا تفتري عليهم، وليه اكده ياولدى تخسرنا عشرتنا الحلوة مع اهل بيت الحج رجب، هي دي الاصول يا واد الاصول
احتد فراس علي اتهام امه له بعدم اتباعه الاصول ورد عليها:
هي الاصول يا اماي انه وهيب يخطف مني نبوتي لما وجعت خوه وبدل ما يجول اني فوزت عليه ، يعطي نبوتي لخوه يضربني بيه
ثار وهيب علبه وقال موضحًا:
ايوه خطفته منيك لانك كنت هتجطم وسط خوي، ولانك كسرت نبوته، خدت نبوتك واديتهوله علشان يجدر يجف في وشك مش يضربك، وانت عملت ايه خطفته منيه وكسرته، و بيدك شجيت راسه وسيحت دمه
نظر فودة وحسنه الي ابنهم الذي ينظر الي وهيب واخيه بعيون غاضبه يملاءها الثقة والتحدى، دنا ابيه منه وادار فراس اليه وسأله بتعجب ودهشة:
انت شجيت راسه بيدك كيف، كنت بحسبك ضربته بنبوتك علي راسه شجيتها ، لدرجة دي انت عافي وشديد
رد عليه وهيب الحانق علي قوة فراس قائلًا:
ايوه يا عم فودة ولدك عفي ويتخاف منيه لانه هيفتري علي الناس بصحته وعافيته، انا جيت احذركم من انه يبجي ظالم
لو معملش حساب ضعف اللي جدامه خلي ولدك يتجي الله وميستعفاش علي الغلابة، لجل ربنا يبارك ليكم فيه
ام انا وخوي مظنش بعد النهاردة هنلعب مع ولدكم لجل ما يجي يوم ويجتل حدا فينا ويجول كنا بنلعب
اخد وهيب اخيه السائح دمه وخرج لكي يداوىه وترك حسنه وفودة ينظرون الي ابنها بتعجب فضحكت حسنه وحضنته بفرحه جعلت فودة ينهرها بعنف:
فرحانه يا بنت الاشراف ان ولدك هيبقي ظالم ومفتري علي خلج الله بعافيته، جرالك إيه يا حسنه دي ربيتك فيه
هزت راسها بالنفي واحتضنت ولدها بقوة اكبر وقالت بفخر:
لاه يا فودة انا مفرحناش ان ولدى هيبجي مفتري، لاني مربياه زين واللي دخل جوفه حلال عمري ما يفتري علي خجل الله بالظلم، لكني فرحانه انه شديد وعصبه ناشف وعوده جوي ميجدرش حد يكسره،وبكده هيكون السند والضهر لخيته اللي ماليها غيره بعدنا بالدنيا،هيبجي جوتها واهلها وعزوتها اللي ما يجدر حد يكسرها ويجل منيها
فهمت ليه فرحانه،لكن جبلها انا هسالك يا فراس، ليه يا ولدى جيت علي خلدون واد الحج رجب بالجوي اكده وانت كنت رايح ضيف حداهم، بتحب تلعب معهم، اكده خسرتهم وانا مريداكش تكون مكروه بين الناس
هز فراس راسه بالنفي ورد علي امه مفسرًا :
والله ما افتريت عليه يا اماي،انا دخلت خيتي عنديهم وخرجت احطب معاهم، لول كنت بلعب بس
لكن لما خلدون خرج من الدار بعد ما كان راح يشرب وجالي ان المية من يد خيتي زي السكر زيها ، زعط فيه غيرة علي خيتي من حديته، فجاة لجيت وهيب بيرفع نبوته في وشي ويجولي، لاه راجل ودمك حامي يا واد حسنه وريني تجدر تجف جداامي كيف، مدام بتزعط في خوي وانت بدارنا
ما حستش بحالي غير وانا بعاركه لحد.ما وجعته، بعدها وجف خوه بوشي وجالي مش هصغر نفسي جدامك مش خوي اللي زعلك خطب معاه، بس هي ضربه من نبوتي كسرت نبوته خوه وجولت خلاص خلصنا وحاولت اهدى نفسي
لكن وهيب ولعه لما خطف نبوتي مني وجال لخوه اضربه انت جريب من سنه ومحدش هيلومك لو ضربته، لكن انا كبير عنيه وهيعيبوني، يلا اضربه واكسر عضامه وهو ممعهوش اللي يدافع بيه عن نفسه،
كلامه فور دمي، واخدت النبوت من خوه وكسرته،وجولتله دلوج هو اعزل وانا اعزل ونشوف دراع مين ياكل التاني،
وضربت خوه بسيف يدي علي راسه ليجت الدم خارج من راسه كي النفوره زي ما ريتي، مقصدتش ااذية كنت رايد اادبه علي غلطه هو وخوه في حجي،،
بعدها هملتهم ودخلت جيبت خيتي من دارهم وجيت فين غلطي وافترايا عليهم وهما اللي كانو رايدين يضربوني ويكسرو عضامي
ربت فودة علي كتف ولده وشد عليه بقوة وقال:
زين ما فعلت يا ولدى، بس انا بحذرك، ربنا وهبك نعمة لجل تحمد وتشكره اوعاك تفتري بيها علي الناس، الافتري اخره ظلم والظالم منه لله عقابه، اوعاكي يا ولدى تكون ظالم، كفاية اللي جاسته انا وامايتك من الظلم والظلومه
ويلا هما جهز حوايجك لاننا هندلو مصر بعد.الفجر لجل نزور اولياء الله الصالحين ،وندعي ربنا يباركلنا فيك انت وخيتك
تهللت اسارير فراس وقال بمرح:
جد يا بوي بس هندلو بدرى نزور الاوليا ليه والشهر الجاي مولد السيدة زينب، اوعدني ندلوه وجته تاني
اؤما ابيه بالموافقة لانه يعلم جيد انهم لن يعودا الي الصعيد
دخل فراس الي اخته ليخبرها ونظر فودة الي حسنه وقال:
الحمد لله ربنا عوضنا خير في ولدنا ومن صغره راجل وليه هيبه، بكره لما يبجي راجل الكبير والصغير هايهبوه ويخافو منيه ومن انهم يغضبوه
يلا بجي نهمل البلد ونرجع ليها لما يكبر ويجدر ياخد حجك اللي عالم هو مع مين واولها ارض دار عيلتكم اللي اتحرجت
وخدها العمدة ليه بدون حج
هزت راسها بالموافقة وبدات تجمع ما قد تحتاجه في غربتهم
وبعد وقت ليس قليل من تجميع اشياءهم وتجهيز نفسهم للسفر يسمعا صوت شيخ المسجد بيعلن عن وفاة زوجة العمدة فوز ، لطمت حسنه خدها وصرخت بعويل:
ياسواد عيشتك يا حسنه راحت اللي كانت بتحميكي من شرهم الله غالب بحمينا منيهم وبعمي عيونهم عني لحد ما نهمل البلد يلا يا فودة نمشي دلوك مش هنستني للفجر
امسكها فودة يدها وارجعه عما تفكر به وقال:
عيب يا بت الاشراف مدام ماتت نجدم واجب العزا وبعديها نرحل جبل ما يفكرو في اذيتنا
هم البسي خلجاتك والملث وروحي عز بناتها والست حسيبة مرت ولدها لاجل العشرة وحج حمايتها لينا السنين اللي فاتت
شعرت حسنه بالقلق من ان تظل بالبلد ليلة اخري بعد موت فوز، لكن ما باليد حيلة ستقدم واجب العزا وبعدها ترحل
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
تم دفن فوز واقيم سرادق كبير للعزاء،وذهبت حسنه لتقديم واجب العزاء الي بناتهم وزوجة ابنها حسبية التي تزوجت من عواد ورزقها الله منه بنت وولدان، وكانت علي علاقة جيدة بها، ثم عادت بعدها الي دارها لكي تنهي استعداها الي السفر، وظل زوجها في سرادق العزاء الي ان انتهي
دخل العمدة الدوار ووراءة بعض الغفر ومنهم فودة وقبل ان يستاذن لكي يعود الي داره هو الاخر طلب منه العمدة الانتظار قليلًا، ثم طلب من الغفر انتظاره بالخارج وحدثه قائلًا بحقد:
اسمع يا فودة من بكرة مرتك تجي تخدم في الدار،الست حسيبة حامل ومحتاجة وحدة بتثق فيها تساعدها
طالعها فودة بغضب وقال ساخطًا عليها وعلي ظلمه وقال:
لاه مرتي بت الاشراف متخدمش وانا علي راسها لو كلنا تراب اشرف لينا من انها تخدم في دوارك يا عمدة
امسكه العمدة من جلبابة وصاح فيه:
انا جولت كلمة وهتنفذها ياابن الرفدى،حسنه تكون في الدوار من الصبح بدل ما ابعت الغفر بجروها دلوك من دارك فاهم
رفع سلاحه الميري في وجه العمدة بتحدى وقال محذرًا:
يبجي حدا يجرب منيها وانا ادفنه مطرحه، وبجولهالك ولاخر مره يا عمدة علي جثتي لو دخلت مرتي دارك
استدار مغادرًا دواره، عازمًا علي مغادرة البلد قبل ان يطلع النهار، ضحك العمدة ونادى احد رجالة واعطاه امرًا وقال بشر:
ارمح ورا فودة ولاما تجتله لتكسر عضامه، ماعايزيش يجدر يمشي عليهم تاني رايده كي الرمه مالوش عازه
واكمل حديثه لنفسه بتهكم بعد ان انصرف الرجل لينفذ ما امره به :
انت اللي جولت يا فودة مش هتدخل دواري اللا علي جثتك، وهيوحصل باذن الله، يا واد المحروج
كانت حسنه ترتب بعض اغراضها والخوف يملاء قلبها لا تعرف لماذا، نظرت الي اولادها فراتهم نائمان بعد إن طال انتظار عودة ابيهم لكي يسافرو كما وعدهم
جلست علي احد درجات السلم تدعو الله ان يعيده اليها، واذا بها تسمع طرق شديد علي الباب جعلها ترتجف فسالت بتوتر من الطارق ، فرد عليها الطارق بارتباك:
افتحي يا ست حسنه انا جارك الحج سعد،
فتحت حسنه ونظرت اليه فرات الخضة علي وجهه فسالته:
جري ايه يا حج رجب ولدك خلدون جراله حاجة،انا محجوجه ليك علي اللي عمله فراس معاها بس لسته صغار وبيلعبو
نكس راسه بحزن وقال بتردد :
سيبك من فراس وخلدون دلوك، الحقي فودة جوزك لجوه دمه سايح علي الزراعية، والرجالة طلعو بيها علي مستشفي المركز همي نحصلهم، ربنا يسترها عليه وتجي سليمة
لبست طرحتها علي شعرها وارتدت الملث فوق عباءتها السوداء وخرجت تجري معه مذعوره علي زوجها،
وصلت مستشفي المركز وكان بعض رجالة البلد بالانتظار خارج غرفة العمليات، اقتربت منهم وسالتهم بلهفة وقلق:
جراله إيه فودة كان زين في عز مرت العمدة جراله إيه جولو
ربت علي كتفها شيخ المسجد وقال:
اهدى يا حسنه ان شاء الله خير ، لجوه غرقان في دمه علي الزراعية ، والرجالة كتر خيرهم حملوه وجبوه للمستشفي بسرعة وباذن الله ينجدوه
ضربت بيدها علي صدرها واخذت تنتحب بحرقة وقالت:
حسبي الله ونعمة الوكيل في اللي كان السبب انتجم منيه يارب ووريني فيهم يوم اكيد مفيش،غيره العمدة الظالم
بعد.فترة انتظار طويلة من القلق والترقب خرج الدكتور من غرفة العمليات وسال عن اهله فردت عليه حسنه بعجل:
انا مرته طمني عليه يا دكتور جراله ايه وعامله إيه
اخذ نفس عميق وزفره بضيق وحزن وقال:
للأسف حالة جوزك كانت مدمرة ورجلة تقريبًا مكنش في عضمة سليمة فيها، واضطرينا نعمل بتر علشان نوقف النزيف
سندت بظهرها علي الحائط ونزلت منهارة وقوست اقدامها امامها واخذت تلطم خدودها بعويل ونحيب:
ياعمرك اللا ضاع يا راجلي، يا شبابك اللي فنيته في خدمة الكلاب واذوك يا نضري ، يارب انتجم من كل ظالم
امسك يدها الدكتور وساعدها علي النهوض وقال:
انت كده بتموتبه بالبطئ جوزك محتاج مساندتك ووقوفك جمبه بكل قوتك، ربنا يصبركم ويصبره
كانت صدمة فقد زوجها لاقدامه فوق قوة احتماله لكنها لم تتواني عن خدمته ،ومرت الايام وخرج فودة من المستشفي
بعد شهر خرج وهو لا يقوي علي الحركة، وقد تم احالتة الي المعاش واصبح معاشه لا يكفيهم قوت يومهم
لم يكن امام حسنه الا العمل لكنه رفض،وخرج يزحف ويلم اعقاب السجائر لكي ياتي لهم بقوت يومهم
كثيرًا كان يعطفون عليه ويعطوه الاحسان وهذا ما جعل حالته تزداد سوء والتهب جرحه واصبح مهمدد بالاصابة بالغرغرينه فلم يكن من حسنه الا إن تلجأ الي العمدة الظالم
الذي طردها من بيته بعد بلاغها عنه بانه هو كان السبب وراء اصابة زوجها، هذا وقد حفظة النيابة التحقيق لعدم وجود الادلة التي تثبت ضلوعه في الحادث
حاولت كثيرا ان تنزل الارض مثل اغلب بنات البلد لتحصد القطن لكنها كانت لا تجيب هذه الاعمال
سنه مرت عليهم واصبحت حالتهم عدم لا يوجد ما تعالج
يها زوجها او يقتات منها اولادها
فذهبت ذليلة الي العمدة تطلب الخدمة بداره، وبضغط من حسبية وافق العمدة وكان ولده عودا سعيد وقال لابيه:
جت لينا برجليها، واللي مجدرناش نخدوه منيها زمان ، دلوك هنجدرو نخده وهيكون بكيفها
ضحك ابيه بشر وضربه في كتفه:
مش دلوك لسته عفيفة وكرامتها وجعها، اصبر لما تتذل اكثر وتنكسر بعديها هتسلم وهتكون تحت رجلي وطوع امري
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
كانت خدمة حسنه في دار العمدة الالم الذي لم يعد يتحمله فودة،ومن خوفه عليها لعلمه بنيتهم طلب من فراس مرافقتها كظله وحكي له عن ما ارد ان يفعله به عواد ابن العمدة زمان قبل إن يتزوجها،
كان فراس شديد المراس رفض عمل امه كخدامة، لكنه كان صغير علي ان يتحمل هو اعانتهم فاستسلم لامر ابيه،
وصار مرافق لامه وهذا ما منعهم من النيل منها شهور مرت وكثير حاول العمدة ان يستفرد بيها لكنه لم يستطيع، حتي انه يأس من ان ينال مبتغاه منها
وذات ليلة استيقظت حسنه علي صوت زوجها يأن من الالم، فوضعت يده علي جبينه تحسسه فصدمت من حرارة جسده العالية ، انتفضت من جواره وخرجت مسرعا من الدار وطرقت الباب علي جيراتهم ، لعل احد ينقذه وياتي بدكتور المركز
ذهب وهيب بصحبة ابنها واتو بالطبيب الذي قال:
للاسف الغرغرينة وصلت لمرحلة خطيرة وجسمه كله اتسمم
لازم ينزل مصر يتحجز في المستشفي العام، لحد ما تتتحسن حالته ويتحمل اجراء جراحه ، غير كده جوزك هيموت،
لم يكن معها ما يجعلها تستطيع السفر به الي مصر وعلاجه،
تركت ابنه واخته مع زوجها وهرعت مسرعا الي دوار العمدة تستنجد به لمساعدته في علاج زوجها
وكان من سوء حظها ان حسيبة وزوجها في مصر من يومين
ذهبت الطاهرة الي الذئب تستنجد فكانت فرصته لينال منها ومن شرفها ، لم يراف بحالها وحال زوجها الذي تسبب بما حدث له او،اعطاه من مال جدها الذي ينعم به،لكنها لم يفكر كيف ينتقم منها لرفضه له
دخلت من الباب مهرولا الي دواره واخذت تنادي عليه:
يا حضرة العمدة يا حضرة العمدة، ارجوك انقذني وانقذ جوزي
رابدة جرشنات اسافر بيه لمصر الحجني بيهم الله لا يسئك
نظر اليه بخبث وقد رأها فريسة سهله بدون ابنها الذي كان يحرسها وقال لها باشتهاء:
وماله با حسنه اطلعي لستك حسبية خدي منيها اللي انت ريداه، هي باوضتها جت تعبانه من السفر ، اطلعي ليه هي بتعزك ومش هتبخل عليكي يلا هما خلبكي تلحقي راجلك
لهفتها علي زوجها وخوفه عليه لم يجعلها تلاحظ نظرات العمدة الخبيبثه اليه ،
صعدت مسرعه الي غرفة حسيبة فراتها فارغة وقبل ان تخرج جذبها العمدة الي غرفته بالقوة واغلق عليهم الباب ونظر اليه بشر وقال:
كنت رايدك بالحلال لكنك اتمسخرتي بي وجليتي مني علشان خاطر العويل جوزك، دلوك هاخد منيكي اللي انا رايده وهدنس توبك الشريف يا بت الاشراف
ودفعها علي الفراش كانت منهكه ومحطمة نفسيا وقلبها كسير وجسدها هزيل من قلة الاكل، لم تستطيع مقاومته كثير لينال منها ومن شرف زوجها وينتقم منها علي ذنب لم تقترفه
نهض عنها بعد ان انهكمها وهتك عرضها ، القي في وجهه مبلغ كبير من المال وقال وهو يبتسم بشر:
خدي دول هيكفوكي وزيادة ، ولما تريدي تاني اديكي عرفتي الطريج السهل اللي يغنيكي وانا هرضيكي واصل، واوعدك اللي حصل بينتنا هيفضل سر محدش هياخد بيه خبر، يلا هما روحي لجوزك ويارب بموت وترتاحي منيه لجل تعيشي لنفسك
اخذت المال ولملت شرفها المدنس وهرعت الي زوجها وقد انطفأت روحها بعد ان نهش جسدها الخسيس ودنسها بالعار.
ام هو فاخذ يضحك بانتشاء لنيله ممن ارداها سنوات طوال، غير ظنه بانها ستكون له كم يربد وبدون عناء او زواج يقيده
دخلت حسنه علي زوجها المسلوب شرفه وطلبت من اولادها إن يتجهزو الي السفر وطلبت من جارها ان يحجز له للسفر الي القاهرة، باسرع وقت او يحجز لها عربة لسفر خصوصي
نظر اليه فودة باعياء وسالها كثيرا، من اين اتت بالمال، وحين اخبرته ان العمدة عطف عليها واعطاها له رافتًا بها،
لكنه لما يقتنع واخذ يسالها لماذا اعطاها العمدة المال ،
وكانت اجابتها عليه البكاء والنحيب والهروب منه لانها لم تقوي علي مواجهته بعد ان دنس شرفه بسببها،
لم تقول له او تتكلم معها، لكنها علم وحس بالمها وما قد يكون حدث له مقابل هذا المال فقال
دنست توبك بمرضي يا شريفة، ياريتني كنت موتي جبليها
لم ترد عليه وظلت تبكي الي ان وصلت بها العربة التي استاجرها جارها الي القاهرة، دخلا بها الي المستشفي وبداو يفحصوه وهي ظلت بالخارج مع اولادها تنتظر النيجة
من الممكن ان يقهر المرض الجسد لكن يستطيع الانسان ان يعيش ايام وسنوات بمرضه
لكن حين يقهر الرجل الحر في اعز ما يملك، وهو شرفه وكرامته لا يستطيع ان يحي دقائق او ساعات بدون شرف
مات فودة كمدا وقهرا وحزنا علي حسنه التي ضاعت ودنست وسلب شرفها عنوه، ولم يستطيع ان يحميها كم كان يفعل
خرج الطيب الذي كان يفحصه وهو يستغرب حالته وقال:
للاسف المريض مات حتي قبل ما نفحصه كانه رافض الحياة
وواستسلم الي الموت مرحبا بيه البقاء لله المريض مات
تجمدت الدموع في عيناه وتحجر الالم في قلبها الذي مات مع هتك شرفها لم تعد تقوي علي اي شئ بعد أن سلب مع سرفها روحها علي يد العمدة الخسيس
عادت الي البلد لكي تدفن زوجها، وبعدها حبست نفسها بدارها وباول ليلة بعد وفاته وابناءه جلسون من حولها يبكوه
اتت بمال العمدة وحرقته فسالها ولده فراس بحيرة من امره:
ليه يا اماي حرجتي الجرشنات واحنا محلتناش غيرهم
قالت له بيباء وعزة نفس اهدرت غدرًا:
لانه مال حرام اول ما دخل علينا خدا الغالي معاه، بوكم مات لان جسمه متحملش الحرام
رابدين اوكلكم حرام واحرق جوفكم بيه واموتكم بيدي لاه
يحرم عليا المسه او نصرفه علينا منيه ميلم
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
مرت الايام واشتدت قسوة علي حسنه، ولم يكن لها ملجا الا الي الخدمة لدى بيت العمدة او ابو حسبية الحج بدران، فطلبت من حسيبة ان تتوسط لها عند ابيها لتخدم بداره، وافق بدران بعد ان كان رافض بشده خدمته لدية،
علي ان يعطيها احسان لكنها رفضت وفضلت الخدمة علي ان يعايرو اولادها باحسانهم اليها
لكن الغريب انه رفض تخدم في داره وطلب ان تذهب في دار اول اليلد توضبها لانه سينتقل اليه قريب
استغربت في بادى الامر طلبه واخذت ولدها معها كم هي العادة وتركت ابنتها مع الجيران
لكن حين وصلت للدار رات فيها بعض النسوان يعملون علي توضيبها وتركو لها اعداد الطعام فارتاح قلبها واطمئن قليلًا
انتهو النسوة من التوضيب ورحلو، وظلت هي مع ولدها تنهي اعداد الطعام واثناء ذلك حضر الحج بدران ومعه شيخ الغفر والعمدة الذي لم تراه من يوم ما حدث بينهم بداره
فكان هو السعي الي لقاءه ، دخل اليه المطبخ وقال:
واه بين وكلك زين كي فراشتك يا حسنه ، هما خلصي عندنا ضيوف وعلي وصول
اطمئن قلبها بعد ان قال ان في ضيوف سياتون اذان لم يخدعها الحج بدران واتي به اليه
بعد وقت ليس بالقليل حضر رجل له هيبه عرفت إن اسمه منصور الراجل الذي يساعد اهل البلد في مجلس العموم ومعه اثنان من الحرس الخاص به
دخل اليه شيخ الغفر وقال لها بعجل:
هما يا حسنه حطي الوكل البية مستعجل، رايد يمشي
خرجت حسنه لكي تضع الاكل لهم بسرعه وتركت ابنها فراس ينتظرها بالمطبخ حتي ترحل معه بعدما تضع الاكل لهم
الا ان العمدة طلب منها ان تصعد به الي الاعلي لتضع الاكل لمنصور بيه بغرفته التي يستريح بها في الاعلي
صعدت حسنه مرغما ودخلت الغرفة التي اشار له بها العمدة
فرات منصور بيه ممددًا علي الفراش وقال له عند رؤيتها:
حلوة يا عمدة ذوقك اتحسن عن زمان كتير يلا اخرج انت وسيبني معاها، وخد الباب في يدك
طالعته حسنه العمدة والبية بغصب وحيرة وثارت عليهم:
يهملني معاك ليه وبتاع ايه الوكل وجدامك وانا خارجه،
نهض منصور بية من علي الفراش ووقف امامها وسحبها اليه وقال للعمدة بغضب:
قصدها ايه يا عمدة هو انت جايب واحدة شريفه وغاصبها ولا عايزة زيادة انا موافق دي فرسه مثيرة
ضحك العمدة وقال بشر وخبث:
شريفه ايه يا سعادة البية،دي كانت في فرشتي من شهر وقضيت معها احلي ليلة بالعمر كله، كنت نفسي تكون ليك لول بس جولت اشوف معاها سكة الاول ووافجت واسالها حصل ولا لاه انها كانت معايا وعاشرتها
هزت حسنه راسها بعنف ورحت تحاول تخليص نفسها من يد البية وهي تتوسله ان يرحمها فساله البية بغموض:
هي كلمة يا حلوة كنت مع العمدة في فرشته ولا لاه انطقي
ارتبكت ونظرت الي العمدة بغضب وحسرة:
حوصل بس مش كي هو ما بيجول انا والله شريفففف.....
لم يدعها تكمل كلامها والقها بعنف علي الفراش وقال للعمدة اخرج انا هعرف الين دماغها وكفاية انها كانت ليك قلبي
وهجم علبها وهي تصرخ وتستغيث وتتترجاه ان يستمع اليه لكن لا حياة لمن تنادي لقد القها الذئب الحقير الي اسد جائع لكي يلتهمها وينهش جسدها ويكمل عليها تحطيمها وتدنيسها
خرج العمدة وهو يهني نفسها علي الانتقام منها كان بينهم ثار قديم يخلصه منه وليس مجرد رفضه لها وتفضيل زوجها عليه
اخذت حسنه تصرخ فوصل صوت صراخها الي المطبخ فسمعه فراس وخرج مسرعا يبحث عنها فلم يراها لكنه سمع صوتها ياتي من الاعلي فصعد والعمدة يطلب منه الا يصعد لكنها لم يعيره اهتمام فاخذ ينادى عليها وهي تستغيث الي ان خفت صوته
تتبع الصوت فراي باب وعليه الحرس الخاص للبية فقال لهم:
بعد منك ليه عن الباب اماي جوه لازم ادخل ليها انجذها
ضحك الحارسان عليه وقال له بسخرية:
يلا امشي يا ولد العب بعيد ولما تخرج ماما هتجيب ليكي حاجه حلوي يا شاطرة
رمقهم بغضب وتقدم منهم ودفعهم بكل ما اوتي من قوى ودفع الباب فوقع تحت قوته فراي امه في منظر لم يستطيع عقله استعاب او عيناه التي رات امه وهي تقهرة ويغتال شرفها غصبا وعنوة شهق بقهرة وصرخ من اعماق قلبه:
اماي جوم عنيها يا ولد الكلاب
راته امه فاغشي عليها من صدمة ان يراها ابنها اثناء هتك عرضها ونهش جسدها العاري هكذا
قبل ان يقترب منهم دخل الحارسان وطوقاه بالقوة وتاسفا من البية الذي اكمل ما يفعله براحه بعد ان اغمي عليها
كان عنفوان فراس وقوته شئ غريب عليهم لصغر سنه ولم يستطعان وحدهم ان يقيدانه وانضم لهم العمدة وشيخ الغفر
وثبتاه بصعوبة علي الارض وهو يصرخ فيهم:
انقذو اماي حرام عليكم يا ظلمه، الله في سماه ما هرحمكم
يا خسيس يا ظالم منك ليه انا هجتلكم كلتكم واحرج جلوبكم
خلو عني با ظلمه انقذو اماي انقذو اماي
ظل يعافر ويحاول معهم كثيرا ولم يهدا الي ان نزل البية
من الاعلي وهو منتشي وقال للعمدة :
اسمع يا عمدة انا مشبعتش منها طلعت حاجه جامدة اووي ، ابعتهالي كمان يومين علي فيلتي بمصر تكون المدام سافرت هي والاولاد، ومكافاتك اعتبر العمودية من النهاردة ورث ليك ولاولأدك يلا سلام علشان اتاخرت علي الاجتماع
خرج وتبعه الحارسان بعد ان ترك فراس الذي اتعبهم واصابهم الاجهاد من الامساك به وتقيده في محاولة منعه الصعود الي امه،
فك فراس قيده وصعد الي امه المنتهك بضراوة،فهربت منه كي لا يلمسها وصرخت فيه بالا يقترب منها ونزلت تجري الي المطبخ وقالت له وهي تسكب الكيروسين علي نفسها:
امايتك ضاعت يا ولدى،والخسيس والعويل دنسوها وريدين يتاجرو بعرضها وتكون محظيتهم
سامحني يا ضي عيني وخلي بالك من خيتك، اما انا اللي انكتب عليا زمان وهربت منيه هنفذها لانه امر الله ويارب
يسامحني وكي ما مات اهلي انا هموت لانه قدري
لم يفهم فراس كلامها لكنها راها تشعل النار في نفسها ولم تتحرك ساكنًا كأن النار لم تحرق جسدها، لان روحها قد فارقتها وما جسدها الا بالية، لقد ماتت روحها قبل ذلك وقتلت الف مرة ومرة بعدما راها ولدها وهي تنتهك ومات زوجها كمدا علي شرفه وشرفها الذي هتك وضاع
تعالي صراخ فراس والنار المشتعله في امه تتاجج في عيناه حتي احرقته قبل ان تحرق امه، وقتلت فيه طفولته وروحه الطيبه لتحوله الي وحش كاسر لن يكون لاحد قدرة علي ردعه ....
وللحديث باقية
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
يتبع
تعليقات: 0
إرسال تعليق