-->

نوفيلا( رحل بلا وداع) الجزء الثالث والاخير




قصة قصيرة
رحل بلا وداع
الجزء الثالث والاخير
*************
أشرقت شمس صباح يوم جديد وأحاسيس جديدة لدى خلود أرادت أو تمنت أن تتخطي رحيل عادل   واختفاءه من محور حياتها
لكن كيف تنساه وقد مرت ست سنوات وهو ساكن قلبها البريء، الذي لم يعرف طعم الحب أو يستطعم ألمه وعذاب العشق إلا مع كل نبض قلبها عند رؤياه
كيف تدفن قلبها المكسور وهو ما زال ينزف ألما ووجعا عليه
هنا تذكرت كيف غفر لها أبوها ذلتها وسامحها في هدر كرامتها وكرامتهم بفعلتها، فقالت لنفسها بعزيمة:
هو باع حبي وخذلني، لكن فضل بابا سندي يقويني وكمْ أقسمت سافي بوعدي وأكون طوعا لأبي
سأنجح وأتفوق وأشق طريقي وأحقق طموحي وأمل أبي بي، وساترك النصيب لصاحب النصيب
خرجت من غرفتها وقد كفكفت دموعها ودفنت مشاعرها مع قلبها المكلوم، وتناست ما فات وتعايشت مع ما هو آت
لم يتغير معها أبوها بل زاد من عطفه وحنانها عليها، كأنها يعوضها حرمان قلبها من عشيق روحها
وكذلك أمها وأخواتي الذين أصبحوا يكثرون من زيارتهم مع زوجاتهما وأولادهم
حتى أخوها شادي أقربهم إليها سنن أخذ إجازة من عملها وقضاها معها، يروح عنها ويخرجها مما هي فيه
مر بعض الوقت حتى اعتادت علي غيابه عن حياتها، وكان ذكر اسمه فقط  يسبب لها إلم حاد بقلبها

كانت عيناها تبكي فراقه دون أن تشعر حتى إن كان الاسم ينطق لأي شيء عابر
مرت ستة شهور وانتهت من دراستها ونجحت بتفوق كم هو عادتها، وكانت فرحة أبيها لا يماثلها شيء وهذا ما جعلها تشعر ببعض السعادة لأنها محت الحزن الذي سكن عيناه يومًا بسبب فعلتها

وبدأت تقضي السنة التكليف بالمستشفى، لكن ما أخذ يؤرقها هو بد توافد الخطاب علي أبيها
من أصدقاء لها أو أبناء عمومتها أو أصدقاء لأخواتها
وهذا ما جعلها تشعر بالحنين إلى من تخلي عنها،

كانت تخاف ان تذكر اسمه بينها بين نفسها، فقد كان صوتها يتهدج وتشتاق اليها بجنون وتبكي رحيله

وذات يوم اتصلت باخته التي اوشكت علي الوضع تساله، عنها فكانت صدمتها ان اخباره انقطعت عنها وطلب منها ان تعيش لزوجها وبيتها فهم اولي بها؛

وكان هذا اقسي شئ عليها، هل هانت عليه الي هذه الدرجة حتي انه قطع علاقته بأخته كي  لا يعرف  عن اخبارها شئ
لهذا استسلمت تمامًا لغيابه عن حياتها، وتعايشت مع حاضرها كم كتب له الله
صبت كل اهتمامها علي عملها الذي كلفت به وكان هو مصدر سعادتها، وبدات تحقق النجاح تلو الاخر حتي تعوض حزنه وتضمد كسرة قلبها علي فراقه

الي يوم اتصلت بها ايمان تبلغها بانه تريد رؤيتها،   لانها خائفة من ان تموت وقت الولادة
دخلت الي اليها تطلب منه السماح لها بزيارتها فسالها والدها باهتمام:
هي ايمان لسه بتتواصل معاكي بعد ما خلصتو، ولا لاء وطمنيني هي عملت إيه في امتحاناتها 

ردت عليه خلود بتوتر لانها تعرف سبب ما يقصد ابيها من المؤكد يعني اخيها فطمأنته قائلة:
مش زي الاول هي بتتجب الكلام معايا من يوم سفر اخوها بالذات ان اخباره اتقطعت عنه وانا بفكرها بسبب سفرها وتركها، كانها بتلومني علي سفره
بس هي الحمد لله نجحت رغم الحمل اثر عليها لكن جوزها ساعدها والحمد لله انه عوضها اخوها بزوج متفهم وداعم ليها 

ربت ابيها علي شعرها وضمها الي صدره:
هو ده اهم شئ في الزواج التكافؤ وان الاثنين بكملو بعض، والحمد لله ان ربنا وفقها في راجل بيحبها وسند ليها وقت الشدة ومقدرة طموحها وبيساعدها
انا موافق تزوريها وخدي معاكي هدية للمولود 
أومات له وفي اليوم التالي ذهب لزيارتها، وجلست معها كثيرا وكانت إيمان سعيدة جدا بحضورها،  وهذا أسعدها لأنها تناست بأنها السبب في هجر أخيها لها
وطلبت منها أن تبلغها بموعد ولادتها حتى تكون بجوارها، فطمأنتها ايمان وأبلغتها بان زوجها مهتم بها ويراعي كل أمورها الصحية جيدا
عادت خلود إلى البيت وقلبها سعيد بان اخت حبيبها مستقرة وسعيدة في حياتها وهذا كان كفيل بتدخل السرور إلى قلبها لان من المؤكد هذا يسعد قلبها هو الآخر،

ومرت الأيام وأصبح شغلها بالمستشفى يبتلع كل وقتها، ومعه تناست احساسها بالشوق والحنين اليها
الي ات اليوم الذي تمنت الا ياتي  فاقت علي كابوسا كانت تهرب منه كثيرا وكان ذلك بعد سنه من سفر عادل وخذلانه ليها بقسوة،
ذلك اليوم عادت من عملها منهكه كالعادة قابلتها امها بضحكة بشوشة وقالت لها:
ادخلي لبابا عايزك ضروري علي ما احضر ليكي العشا

دلفت الي غرفة ابيها فراته يقرأ في المصحف، اشار اليها لكي تجلس، جلست خلود بجواره فضمها الي صدره وقبل راسها وقال بجدية:
كنت دايمًا بتساليني، سبب رفضي لكل عريس يجيلك
رغم عدم اعتراضك بس كنت مستغربه،
النهاردة اقدر اقولك ان اخيرًا جالك العريس اللي يرضي طموحك ويكون ليكي الاب والزوج والصديق
انا مش عايز اديكي لراجل تكوني شريكته وبس عايز اديكي لراجل تكوني كل دنيته بنته وطفلته وزوجته وحبيبته، اللي يفضلك علي نفسه كانك نفسه ويكون ليكي كل حاجة،   
الف مبروك يا خلود، وانا وافقت عليه زي ما وعدتيني انك هتكوني طوع ليا، بس بردك مش هغصبك عليه وليكي حق القبول او الرفض، بكرة جاي يتعرف عليكي وتتعرفي عليه، وهنتظر ردك بعدها

لم تعلم لماذا جرت الدموع في عينيها وبكتب بحرقه ودفنت وجهه في صدر أبيها وتسالت:
كيف أرفض من قال عنه أبي إنه يرى نفسه فيه، لقد وعدته وأقسمت له بأني ساترك له اختيار من يراه مناسبا لي وقد رفض الكثير إلى أن آتي من ارتضاه زوجًا لي، رفضي ما هو إلا تحايل علي قدر سيقع لا محال، فقررت أن أوافق عليه لعل الله يرضي عني ويهديني إلى من وهبه لي زوجًا وقلت له:
مفيش داعي يا بابا أنا موافقة مدام أنت شايف أنه الزوج الصالح اللي يا ما أتمناه ليا، ومناسب
وزي ما أقسمت ليك انا علي وعدى وقسمي بأني هرضي  باللي تقول عليه

هز ابي راسه بسعادة وقال وهو يملس علي شعري:
ربنا يباركلي فيكي يا بنت عمري، مدام كده انا هتصل بيه وباخواتك وبكرة تكون قرات الفاتحة والخطوبة والزفاف اول الشهر إيه رايك لانه مستعجل 

رفعت راسها الي ابيها بذهول وصاحت بذعر:
اول الشهر بس ده بعد اسبوعين هلحق اخلص طلباتي، خليها شهرين ثلاثه سنه

ضحك ابيها بمرح:
عروستي وبنت عمري مش عايزه تفرح ابوها بحفيدها ولا ايه، انا اللي عرضت عليها فرحك يكون مع اخوكي شادى، طبعا لو وافقتي وهو ما صدق، والحمد لله انت موافقة ناجل ليه
يلا قوم اتعشي وادخلي نامي واتجهزي لخطوبتك بكرة وبعد ما تلبسي شبكته هسيبك تقعدى معاه وتتفقو علي ترتيبات الزفاف، الف مبروك يا بنتي

نهضت من جواره وأنا شاعرة بأني غائبة عن الوعي فاقدة للزمن والإحساس، لا أعلم متى دخلت غرفتي وتمددت علي فراشي إلا وصوت زوجة أخي الكبير
توقظني بفرح وتقول:
عروستنا الحلوة نامية ليه قومي يا قمر العريس علي وصول هو وأهله

ضاقت حدقتاها غير مصدق أن اليوم هيكون فارق بحياته وتكون لأحد غير عادل، لكن هل يوجد لها مفر قامت مرغما اغتسلت وارتدت فستان جميل يظهر جمال قدها الممشوق، وقامت زوجة أخيها بتزينها، ومشطت لها شعرها الذي تركته منسدلا علي ظهرها، ثم ربتت عليها كتفها بمودة عند دخول أمها عليها، التي عانقتها وقالت بسعادة:
قلبي هيرقص من الفرحة أبوك ما صدق قال للعريس إنك موافقة وجاب معاه شبكتك و الخاتم ده شوفي شبكتك يا عروسة
فتحت لها علبة مخملية فرات بها خاتم من الماس مرصع بفص كبير من الياقوت، اسبلت عيناه بحزن واغلقت العلبة وقالت لأمها:
حلو يا ماما شكله انسان راقي ومحترم، ياريت تسبيني اجهز نفسي واحصلك

عانقتها بقوة وقبلتها بفرحه وخرجت وتركتها، وقفت خلود امام المرٱة تبكي بصوت مكتوم وامسكت صورة صديقتها ايمان التي كانت مع اخيها عادل فيها وبكت علي حبها المهدور وقالت له:
من سنه فاتت فارقتني وكسرت قلبي، والنهاردة هكون لغيرك وهقتل روحي، اه يا عادل ليه خليتني احبك مدام هتتخلي عني بالشكل ده
مش قادرة اكرهك ولا الومك، لكن هلوم قلبي اللي سمح ليك تسكنه وسلم ليك، واليوم هيموت كدمًا وقهرًا علي فراقك

خرجت وهي منكسا رأسها وحزينه، مدت إليها والدتها صينية عليها المشروب ودفعتها كي تدخل على أبيها وأخواتها الذي قابلوها بترحاب،

لما تقوى على النظر إلى الشاب الذي نهض ما أن دلفت إلى الداخل ونظرت إلى الأرض ولم تري غير حذائه اللامع، تناول منها اخيها شادي الصينية، وأخذ يدها وأجلسها بجواره على أريكة الصالون وقال له:
عروستك يا عريس لبسها شبكتك بعد ما نقراء الفاتحة

قراؤ الفاتحة ومد يده اليه يطلب يدها  من اجل الباسها الشبكة، مدمت يدها اليه فالبسها الخاتم في اصبعها، واسورة ووراها دبلة الخطوبة وهي كذلك البسته دبلة الخطوبة  فزغردت امها وكلهم هناءوها

شعرت بالدوار يكتنفها والخاتم يحرق اصبعها، اردت ان تخلعه وتلقيها لتتخلص من شعورها بالحرارة،
جذبها ابيها الي حضنه وقال لها بحنان:
الف مبروك يا بنت عمري ربنا رضاكي باللي يستحقك
اقعدي مع عريسك وانا هخرج واسيبلكم مع بعض تخططو لليلة زفافكم
يلا يا ولاد ادولهم فرصه يتفقو علي اللي جاي

جرج الجميع وانهارت خلود جالسه وعيناها لم ترتفع عن حذائه كانها طوق نجاتها وفجاة مسك يدها التي بها الخاتم ولثمها وقال بصوت منشرح:
وبعدين يعني مش هشوف بسمتك الحلوة ولا لسه زعلانه مني يا حلم عمري

هزت رأسها بذهول هل هذا صوته أم تتخيل رفعت عينيها عليه، ونظرت إليه بدهشة وصاحت بهستريا:
عادل أنت عادل هنا وفي بيتنا وخطبتني بمباركة بابا وأهلي أنا مش بحلم صح أنت قدام عيني

نهضت ونهض بدوره وأمسكته من بدلته، ووضعت يدها على صدره تتأكد من وجوده:
عادل أنت خطيبي معقول، أنت حقيقي هو أنت هنا،
رجعت ليا وهتكون نصيبي قولي انا مش بحلم وانك حقيقي، عادل بجد  عادل انا عادل 
وغامت عيناها وسقطت مَغْشِيًّا عليها بين أحضانه؛

فاقت على فراشها ونظرت فيما حولها تبحث عن عادل ولم تره فسألته أبيها بتردد:
هو أنا حصلي ايه، بابا هو اسم خطيبي ايه شكلي كنت بحلم هو انا خرجت من الاوضة اصلا

ضحك اخيه وجلس بجوارها وقالها بمزاح:
يا شيخه حرام عليك وقعت قلب عريسك في رجله من الخضه عليكي،
ايوه يا ستي خطيبك هو نفسه عادل اللي عمل علشانك المستحيل لجل تكوني من نصيبه

انهارت خلود باكية وقالت بتردد:
عمل ايه بعد ما خلاني اتهور واخذلكم واروح ليه وهو هرب مني سنه بطولها قاطع كل اخباره حتي عن اخته، انا مش عارفه فرحانه ولا حزينه لكن مش قادره انسي انه اتخلي عني

جلس ابيها بجوارها وضمها إلى صدره يهدا من روعها وقال بحزم:
عمره ما تخلي عنك بالعكس حافظ عليك واللي عمله يوم هروبك هو نفسه السبب اللي خلاني انتظر رجوعه، وأتمناها يكون من نصيبك لو قدره ربنا
نظرت إليه بحيرة وسألته:
أنا مش فاهمة هو عمل إيه، وانتظرته ازاي هو أنت كنت عارف أنه راجع

ضحك بحنان وطلب من أخواته أن يخرجوا إليه  ويتركونهم سويا بعد خروجهم قال لها:
ايوه كنت عارف أنه راجع أنا هحكيلك اللي حصل يوم هروبك، بعد ما سيبتي جواب تقولي فيه انك اسفه لعصيانك لكن قلبك مش متحمل فراقه وحسا انك هتموتي لو سافر وسابك وانك هربتي علشان تكوني معاه وليكي حق تختاري شريك حياتك؛

بعد ما قرات جوابك حسيت اني اتكسرت وطلبت من اخواتك يروحو لصديقتك ايمان ويتاكدو اخوها سافر ولا لاء، وقبل ما حد منهم يتحرك لقينا عادل داخل علينا، اخواتك وانا قومنا مسكنا فيه وسالته عنك قالي بحزن وانكسار:
خلود في المحطة بتستناني نسافر سوا، كنت نفسي اخرج بيها من بيتك وتكمل معايا رحلة حياتي،
مش هقولك عملت ايه وبسعي لايه علشانها، بس كل اللي اقدر اقولهولك اني مستحيل اسرقها منك، زي ما اختي غالية عليه وبحافظ عليها، خلود غالية عليا وبعتبرها بنتي وشرفي ومستحيل اتحمل عليها كلمة تمسها زيها زي اختي، ولاني بحبها لازم احافظ علي حبيبتي حتي من نفسها، خلود طلبت تجي معايا واتوقعت في اخر لحظه  ان عقلها هيغلبها،
لكن لما روحت ولقيتها بالمحطة حجزت سوبر جيت وجيت ابلغكم تروحو ليها وترجعوها، من غير ما تعرفوها اني جيت ليكم،
مش عايزها تعرف اني فضلت كرامتكم علي حبها،
لان مكنش ينفع اكسركم واحرمكم من فرحتكم بيها ، انا حبيتها والا بيحب مبياذيش وانا مستحيل احملها ذنب لحظة ندم لما تعيش حياتها وحيدة، وافراحها من غيركم، انتم مرايتها اللي بتشوف فيها دنيتها، يمكن تكونو صح ويمكن يكون حبنا حقنا لكن انت ابوها، امنها وعزوتها من غدر الزمن، اجدر انسان علي اختيار الصالح ليها، ومدام شايف اني مش مناسب ليها تبقي خلود مش من حقي غير برضاك،

واتنهد بالم واغروقت عيناها بالدموع واكمل:
ياريت تسامحها لو قلبها عماها عن حقكم عليها، واعتبرها غلطه والاب دايما يسامح طفلته عن اغلاطها، والحمد لله اني راجل بيصون العشرة وبنات الناس وبحترم البيت اللي دخلته ومخذلتهاش،
بس انا ليا طلب وحيد ومش هنتظر منك تنفذه او تقبل بيه يعني انت غير ملزم باي وعد تقطعه،

انا مسافر سنه وراجع لو رجعت وكانت لسه بنتك في بيتك، هعرض عليك عملت ايه علشانها، لو ناسبك وافق علي زواجي منها ولاخر مره هطلبها منك،
من غير خلود ما تعرف، ولو رفضت انا ههاجر ومش هتشوف وشي تاني ابدًا، انا وراجع بعد سنه هي سنه اللي محتاجها علشان اخلص اللي بداتها علشان اكون جدير بيها، أتمنى يشفع ليا اني حافظت عليها وشريها وباقي عليها وعلي كرامتها لابعد مدا قبل حبي وقلبي، 

خرج عادل من بيتي وكلامه اثر فيا وحسيت فيه الراجل اللي يصون ويحفظ  علي بنات الناس، لكن ياتري يناسبك هو ده كان الاختبار ليه وليا
طلبت من اخواتك يراقبوه ويتاكدو انه مسافر فعلا مش مجرد لعبة منكم، اخوكي محيي جالك المحطة وتابعك بدون ما تشوقيه لحد ما ترجعي واقسمت عليهم لو حد مسك لاكون غضبان عليه ليوم الدين

فضلوا أخواتك حواليكي لحد ما رجعتي بنفسك مكسورة وحزينة  بسبب تخليه عنك لمصلحتك؛

ولما رجعتي رجعو طمنوني وطلبت منهم ينسوا اللي عملتيه لأني عفوت عنك، سامحتك بسببه لأنه حافظ عليك وعلي اسمي واسمك،

وانتظرت السنه علي امل ارجع البسمه لقلبك لحد ما رجع من يومين وقدم ليا اللي يخلينا اسلمك ليه وانا واثق انه هيكون ليكي الاب والزوج والاخ والسند
انا هسلمك لاب يراعاكي ويحافظ عليكي من نفسك ويخاف عليكي كطفلته وهتفضلي دايما ساكنه قلبه 
ولو سالتي ليه اب، لان الأب هو الشخص الوحيد اللي بيحب اولاده يكون احسن منه ومش بيغير من نجاحهم، ودخ اللي حسيته في عادل نحوك،

واخرج مفتاح من جيبه وقال له:
ده مفتاح العيادة بتاعتك عادل قدمها مهرك، وكمان شهادة تخرجه من كلية التجارة، صحيح مش دكتور زيك لكنه خريجة كلية ومتعلم
ده غير مديرذه كافئة علي فناءه في العمل واصبح مدير احد فروع الشركة الاسثمارية بشهادته، يعني مركز مرموق ومستوي معيشة ومتعلم والاهم بيقدر نجاحك وطموحك وهيكون ليكي السند، ها اقول مبروك ولا لسه زعلانه منه

هزت راسها بالموافقة واحتضنت ابيها بقوة وقالت:
نجاح عادل في كسب رضاك ، وحاربه علشاني كان سبب لعلو سقف طموحاته، وكفاح علشان ينال رضاكي قبل ما  اكون زوجة ليه،

وضمت نفسها الي ابيها بقوة وهتفت بحرارة:
 بابا هتفضل انت سبب رئيسي لسعادتي،زي ما كنت طول عمرك سندى وقوتي بعد ما حفزت ودليت عادل علي الطريق اللي يسلكه علشان ينالني زوجة ليه، 

ضحك ابيها بفرح لتقدير ابنته لما فعل من اجلها، وتاكيدها بانه لم يسعي الا الي سعادتها المطلقة وحين اصبح عادل ملائم لها ، فكان  هو اول من رحب به،


انتهي ابيها من سرد ما حدث وخرجت خلود لترحب بخطيبها وتملي عيناها المشتاقة اليه من رؤياه:
فاكد اليها عادل انها سعي الي اكمال دراسته من اجلها، من اول يوم رأها فيها لكنها خاف ان يعشمها ولا يستطيع المواصلة بالذات انه كان لا يزال بالصف التاني الثانوي وقت ما وفاة ابيه، الي ان حصل علي شهادتها من خمس شهور مرت، فعل ذلك حتي يكون ملائم لها، وحين طلب منه رئيسه انتدابه للعمل بالخارج ،ومقابل نجاحه في مشروع ما، سيكون مكافاءته منصب كبير في احد شركاته، وافق بلا تردد
فكان كسب المزيد من المال والمكانة المرموقه سبب سفره، حتي يستطيع ان يشاركها طموحها ويكون هو السباق بفتح عيادة خاصه لها، لكي يؤكد لابيها بانه لن يكون عائق لنجاحها وقد كان؛ 
تمت الخطوبة وبعد اسبوعان تزوجا وكانت حياتهم مسيرة نجاح دائما لأنسان مجتهد وانسانه طموحه،
 
وبعد مرور  عشر سنين علي  زواجهم  كان ابيها وامها بنظران الي التليفزيون ليري احتفال ابنته بافتتاح المستشفي الخاص بها بادارة زوجها الذي اصبح من رجال الاعمال المرموقين
ومعهم ولديهم الذي كان اسما احدهم علي اسم ابيها والاخر علي اسم ابيه ( جمال و محمود)
فنظر الأب الي زوجته وتنهد براحة:
عارف يا فادية احسن حاجة عملتها في حياتي ايه

ردت عليها زوجته بابتسامة حنونه وسالته:
ايه يا جمال ، اكيد حاجة تخص خلود مدام سعيد

نظر الي الشاشة وابتسم  الي صورتها المجسدة امامه بالتليفزيون،والابتسامة والفرحه لا تفارق عيناها، ويدها ممسكه بيد زوجها وقال:
اني انتظرت عادل سنه علشان اسعد بنتي العمر كله

ربتت فادية علي صدره وقالت:
طول عمرك صح، ياريت كل البنات يعرفو ان اباءهم عمرها ما بيدورو غير علي الصالح ليهم
حتي لو هما شايفينه صح ساعات في رتوش لازم نصححها علشان تكمل الصورة وتبقي حلوة وجميله تستمر الحياة صح ، وده اللي انت عملته مع عادل في زيادة سعيه علشان يستحق بنتك
وزي ما بيقولو الرجال افعال وليس اقوال

اؤما الاب اليه بالايجاب واكد بسعادة مقولتها :
فعلا الرجال افعال وليس اقوال نصيحة لكل اب انظر لما يعشق ابناءك بعين المستقبل واختار من يناسب حتي لا تحاسب ابناءك علي اخطائهم واخطاءك فالوالدين مرٱه للأولادهم حتي ييرو فيها عيوبهم ويصححه كل منهم  قبل فوات الٱوان،...
دمتم لي سالمين 
*******
تمت بحمد الله
كنتم  مع سلمي سمير

   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : نوفيلا ( رحل بلا وداع)