-->

رواية ملح بطعم السكر( الفصل الرابع والعشرون)

 


#المواجهة_الصعبة

#البارت_الرابع_والعشرون

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

عاد رياض الي دار بعد صلاة الظهر ودخل غرفته يغير ثيابه لتساله امه بريبة"

ايه رجعك دلوجك يا ولدى  مش بعد الصلاة بتمر علي الارض  والمزارعبن ولا في حاجه حصلت 


رمقها بنظرة سريعه وقال لها علي عجل"

غيري انت كمان خلجاتك لاجل تجي معايا نزور مرت ولدك 

متوحشكي احفادك  ياسمينا وباسين


زفرت امه بضيق "

اتوحشتهم جوي وبالذات ياسمينا الغلباوية ، لكن اتوحشت خوك كمان اللي عايش معانا في بلد واحدة وسبوعين بطوله مندرهوش ولا بيجي يمسي عليا 


مسد ظهر امه بحنان وقال "

خوي سافر امبارح لاشغاله وورد بلغتني انه مردش للبلد من يوم نزل مصر وده سبب اننا  هنروح نزورهم رايد افهم منيها ليه خوي سافر من غير ما يودعنا وليه مصر ان مرته تجيم في داره لحد ما يعاود 


ظهر الضيق علي محيا عديلة وقالت بحزن"

الغربة جست جلب خوك حتي علي مرته وولاده، انت لازم تشوف ليك حل يا ولدى انا ههملك اغير خلجاتي واجي معاك ازور مرته وخيتي ولازم تحكم عليهم ياعاودو معانا للدار مدام خوك سافر وهمل مرته بولادها لحالها 


اؤمي لها رياض بالموافقه وقال"

دي اللي في نيتي بس لول اعرف  منيها ايه حوصل وسبب سفره بالشكل ده  ليسمعو صوت عويل وصراخ عالي 


وضعت عديله يده علي قلبها وقلت بقلق"

استرها يارب مين مات علي الصبح، هروح  اندر مين واعود اغير خلجاتي علي ما تخلص انت


تركته وخرجت  لينتهي رياض من ارتداء ملابسه ويهندم نفسه لتدخل علبه امه وعلي محياة علامات الذهول والصدمة والدموع التي تحجرت في مقلاتها تنبا بسوء

يسالها رياض بقلق"

حصل ايه يا اماي مالك سحنت اتجلبت اكده  لية، روحتي تندري مين اللي مات، اية حد مات من العيله ولا حد غالي  


امسكت في ثيابه وصرخت بوجع جعل قلبه ينتفض من الم  علي امه وسالها بهلع"

حصل ايه يا اماي مالك في اية


تحشرج صوتها وانهمرت دموعها لتعبر عن وجعها الغير محتمل

ليضمها رياض الي صدره ويسالها بحيرة"

انطجي يا اماي في ايه مين مات وشندل حالك اكده


ترتجف شفتاه وهي تقول بلوعه"

خوك جاد مات  يا رياض حصل خوه واتحرمت منيه


حدق رياض في امه بقوة وهزها بعدم تصديق "

جاد مين اللي مات وكيف والله في سماه مصدجش اللي لما اشوفه بعيني انا هروح اعرف مين جال ان خوي مات


خرج مسرعا ليذهب الي زوجة اخية ليصتدم بعمه الشيخ ياسين الذي قال له بحزن"

الباجية في حياتك يا رياض ، جولي يا ولدى هتجدر تجيب جتك اخوك ندفنه جار  اهله ولا  لاه


غامت عين رياض وضغط علي اسنانه بقوة ليكبح جماح غضبه وقال له بحدة"

مين جال ان خوي  جاد مات وكيف مات وازاي وفين


اجابه سويلم ابن عمه والذي كان يرافق ابية "

من مرته ورد جالت انه كان في الطيارة اللي انفجرت  النهاردة الصبح والحكومة اعلنت ان كل اللي فيها ماتو وفي عداد المفقودين يعني مستحيل تعثرو علي جتت جاد الله يرحمه


زاد رياض من ضغطه علي فكه وصاح فيهم"

الطيارة اللي انفجرت كانت مسافرة لروسيا خوي ابه هيسفره روسيا واشغاله في امريكا ده حديت فاضي مصدجهوش  انا هروح لورد واستفهم منيها بتفسي

وتركهم وذهب الي زوجة اخية ليعرف منه الي اين كان ذاهب اخيه ولماذا كذبت عليه حين قالت انه في طريقة لامريكا

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

دخل رياض الي دار اخية ليري جميع  النسوة تتشح بالسواد وتصوت وعمته حفيظه جالسة بينهم باكية حزينه  وفي حضنها تجلس ياسمينا التي ما ان رات  رياض نهضت مسرعه والقت نفسها عليه لتنهض حفيظة واحتضنته بحزن"

الباجية في حياتك يا ولدى موت جاد جطع  في جلوبنا كلتنا وورد حابسه نفسيها من وجتها ومريدش تحدت حد فينا


اخرج رياض عمته من حضنها وحمل ياسمينا وقبلها وقال لهم" 

خليكي مع جدتك يا ياسمينا لحد ما احدت اماتيك ولما اخلص هعاود اخدك 

وينظر الي عمته بحدة"

ادخلي استاذني من ورد تخرج تحدتني دلوج وجولي لنسوان دول يكتمو خالص مريدش اسمع صوتهم

تصمت النسوان بعد حديثه  وتدخل حفيظة لتبلغ ورد ان رياض بالخارج ويريد ان يحدثها 


تعود حفيظة ومن خلفتها تاتي ورد وهي تحمل ياسين ومطاطي راسها بالارض

ياخذ منها رياض ياسين ويقبل راسه ويعطيه لعمته ويقول لها" 

خدى الولد يا عما  لحد ما حدت ورد 

اجعدى يا ورد وجوليلي كي اخويا سافر لروسيا وهو شغال في امريكا وليه هملك في الدار لحالك  ونزل مصر انطجي


ابتلعت ورد ارياقها بصعوبة وانكست راسها ارضا لتهرب من عيناه المسلطه عليها وقالت وجسدها يرتجف بقوة"

هو نزل مصر يخلص شغل واتصل بيا امبارح وقالي ابلغك انه هيسافر لشغله من غير ما يرجع للصعيد لانهم عايزينه في شغل مهم والصبح بلغني ان الشغل ده في روسيا هيخلصه وهيسافر علي امريكا يسلمه وبعدها هيرجع للصعيد وده سبب انه اكد عليا مسبش الدار لحد ما يرجع

علشان اكدة انا جولت انه مات لاني متوكدة انه راح  راح


كور رياض قبضته وضغط علي يده بقوة وصاح فبها "

ارفع وشك وهاتي عيني في عينك لما احددتك انت متوكدة انا خوي جاد كان في الطيارة اللي انفجرت


زاد ارتجاف جسدها ودخلت في نوبة بكاء حادة خوفا من موجهتها ليظن رياض انها حزنا علي اخيه وكذلك امها التي احتضنتها بقوة وقالت له بحزن"

ببكفي يا رياض كفاية عليها حزنها علي رجالها، روح شوف طريجة ندفن جوزها بيها حرام نتحرم منيه دنيا واخرة


خرج رياض من دار اخية وقلبه يعتصره الالم ليري امامه عمه الذي ساله وقال برجاء"

طمني يا ولدى صوح جاد مات خلاص اكدة


يصرخ رياض بحزن كسر قلبها وحطم روحه "

انا مابجتش خابر حاجه يا عمي لكن لو كي ما بتجول ورد انه كان بطيارة روسيا يبجي اخويا مات، يبجي جاد.مات مات


بكي الشيخ ياسين وقال له"

طيب هنجيم الصوان وناخد فيه العزا ولا في امل تجيب جتته وندفنه  في ترابنا


نزلت دمعه هاربة من مقلاتاه وصرخ بالم وحسرة"

مخبرش يا عمي انا مطيجش روحي  ، اعملي اللي يلد عليك وانا هدلي مصر اندر خوي جراله ايه


غادر  رياض وترك عمه في حيرة ليقول سويلم"

بوي رياض مش جادر يصدج ان خوه مات واحنا لازم نتصرف انا هنصب الصوان وانت خد العزا فيه لحد ما رياض يعاود


اؤمي له الشيخ ياسبن  بالموافقة "

جيمه يا ولدى اللي راح مش بيعاود وجاد جابل وجه رب كريم وعوضني ع الله فيه ربنا يرحمه ويصبرنا علي فراجه


اقيم العزاء ثلاث ايام ورياض لا اثر له ،كان بكاء امه لا ينقطع جزن علي ابنها الغالي الذي كان برؤياه يعوضه حرمانها من تؤامه لياتي اليوم ويرحل هو الاخر وتتحرم منهم طول العمر

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

بعد اليوم الرابع عاد رياض ليدخل الي دار اخيه والغضب تجسد علي محياه لينظر الي امه المكلومه في ولدها يجثو جوارها ويقبل يدها ويقول بحنان"

اصبري وتجلدى بالجوة والايمان يا اماي الجاي كلته خير


تحتضن عديلة راس ولدها الذي يقبل يده وتبكي عليها بحرقة"

مبجاش ليا غيرك انت واحفادى بالله عليك يا ولدى ما تحرجش جلبي عليك انت كمان


رفع رياض راسه عن يد امه ونظر اليه بغموض "

ملناش في نفسي حاجه يا اماي الاعمار بيد الله وكل واحد ليه ميعاد معلوم هبجابل وجه رب كريم ادعيلنا  انت بس بحسن الخاتمه وراحه البال

ليجول بنظر فيما حول ويري نساء زوجات عمه مجتمعين حول امه وعمته حفيظة ليسالهم"

فينها ورد مجعداش معاكم ليه انا رايد اتحدد معاها 


نهضت حفبظة وقالت له"

كانت بتجهز الوكل هي وسناء وبعدها دخلت اوضتها لاجل ياسين ينعس  هو وياسمينا هدخل اجولكها انك عاودت بالسلامه بس طمني جدرت توصل  لخوك


لتنتبة عديله الي ان رياض نزل مصر ليبحث عن طريق اخبة والعثور علي وسيله لنقل جثمانه الي بلده لتساله بلهفه"

ايوة يا ولدى طمني  جدرت تعرف فين جتت خوك الغالي 


تنهد رياض وظهر علي ملامح الغضب من جديد وقال"

لما احددت ورد هجي اطمنك باذن الله ،روحي يا عمي خفيظة او انت يا هداية جولي لورد تحصلني علي المضيفه


نهضت هداية لكي تذهب مع امها لتبلغ ورد بحضور رياض وطلبه لمقابلتها، دخلت علبها هداية ورات ممددة بجوار اولادها ، همست لها وقالت بصوت خافت"

ورد جومي رياض عاود ورايدك ضرور الظاهر عنده اخبار رابد يجولهالك لول هما يا بت عمي مالك اكدة متخشبه 


ما ان سمعت ورد بحضور رياض اصابها الذعر ورودها هاجس قوى بانه علم بكذبها وقد اتي لمحاسبتها ،وهذا ما جعل جسدها يدخل في حالة من الصدمة ويتخشب ،لتهزها هداية

بقوة وتنهرها بحدة"

بجولك الكبير رايدك همي يا بت عمي هو منتظرك بالمضيفه


نهضت ورد وارتدت طرحتها وخرجت من غرفتها تجر ساقيها خائفة من مواجهتا لكن ليس بيدها حيله تدخل معه امها  الي الغرفة التي كانت بسبب حضور رياض الطاغي صغير لا تساع احد غيره تدخل وارجلها تتخبط في بعضهم البعض  خوفا من مواجهته واكتشاف كذبها علبها لتقول لها بصوت  خافت"

حمدلله بالسلامه يارياض 


غامت عيناه بغضب مستتر ونظر الي عمته وقال "

همليني لحالي مع ورد يا عما وياريت وانت خارجه جفلي الباب وراكي رابد اتحدد معاها من غير ازعاج 


زفرت حفبظه بحزن وقالت"

حاضر يا ولدى بس متتاخرش رابدين كلتنا نطمن علي جاد كي ما هطمن ورد علية

اؤما له رياض بالموافقة، لتغادر وتغلق خلفها الباب الذي فكرت ورد ان تهرب منه قبل أن  تغلقه امها وراءها


 نظر اليه رياض والغضب يتطاير من عيناه وسالها بحدة"

أخويا فين يا ورد


أبتلعت ارياقها بصعوبة وبللت شفتاها التي جفت من شدة الخوف وقالت بارتباك ملحوظ "

ما انا قولتلك اخوك فين يا رياض  جاد مات خلاص


باغتها بدون سابق انذار  ووضع يده علي رقبتها وساقها الي الحائط وثبتها علبها وقال بصوت يملاءه الغضب "

جاد مماتش لانه مركبش الطيارة الروسية ولا كان من ضمن ركابها  ولا حتي طلع تاشيرة للسفر لروسيا انطجي احسلك خوي جاد فين،لما الله في سماه ادفنك حية


ترقرت الدموع في عيناه وهي تنظر الي رياض الذي تحول الي وحش كاسر لم تراه قبل اليوم بسبب عشقه لاخية لتتسال كيف سيقبل بها بعد ان يعرف انها تخلت عن اخية وساقته الي الموت بطلاقها منه، من المؤكد رياض لن يتزوجها مرة اخري بعد طلاق جاد  رغم عاشقه الجارف لها لتقول بحزن علي حالها وظلم قلبها العاشق له وتقول"

واهون عليك يا رياض تموتني انا ورد الشام


غامت عيناه وزاد من ضغطه علي رقبتها ليقول بصوت تجردت منه المشاعر والاحاسيس الإ مشاعر الاخوة والدم"

بعد خويا ما عندى غالي اللي بيجري بعروجنا دم مش ميه و ومش هسمح لمره تكون سبب لحرماني منيه انطجي احسلك ياورد انا معدتش باجي علي حاجه بعد خوي  جاد فينه


اغمضت عيناه شاعرة بالاختناق بسبب يده المطبقه علي رقبته بشدة لتمد يدها تزبحها وقالت بأستسلام "

هقولك كل حاجه بس شيل ايدك ، مش محتاج تموتني تاني كفاية مرة يارياض  اخوك جاد في امريكا


ارخ يده عن رقبتها ونظر اليها برببة "

واما هو في امريكا ليه كذبتي وجولتي انه  مات في الطيارة اللي كانت مسافرة لروسيا وليه هملك لدارك وايه سبب سفره لمصر جولي كل حاجه انامش هرحمك  ولا اهملك لحالك جبل ما اعرف كل حاجه وبالتفصيل 


بعين  خلت منها  الرغبة في الحياة نظرت اليه ودموعها سالت تبكي علي قلبها الذي تحطم علي صخرة رباط الاخوة قالت"

حاضر يا رياض هقولك كل حاجه وبالتفصيل


كفكفت دموعها بعد ازاح يده عن رقبتها لتترنح وكادت ان يختل توازنها رأف بها رياض  سندها الي ان اجلسها وقال"

جولي اية حوصل بينك وبين جاد خلاكي  جولتي انه مات وحرجتي جلوبنا عليه  


غمغمت بحزن وقالت"

جاد سافر من عشرين يوم لامريكا بعد ما طلقني 


حدق رياض اليه بدهشه غير مستوعب ما قالت وصاح فيها"

ومين سمح ليه يطلجك ايه خلاص مبجاش ليكم كبير ورايكم من دماغكم تعملو كيف ما بدكم  كملي ليه طلجك وليه جولتي انه مات انا رايد اعرف كل حاجه


ارتجفت شفتاها من التوتر واكملت"

هو اللي قالي انه بطلاقي منه كانه مات وبلغني اقولك كده لكني مقدرتش اوجههك لحد لما اصريت تعرف فين اخوك

اتصلت بيه وبلغته وقولته يكلمك لكنه رفض وقالي لازم اقنعك بموته، ويوم ما قلت انه مات لقيته بيتصل بيا وقالي افتحي التليفزيون هتلاقي الحل قولي اني سافرت فجاة لروسيا اخلص شغل وبعدها هسافر لامريكا


هز راسه لفهم ما حدث وغامت عيناه وعاد ليساله"

بردك معرفتش ليه جاد طلجك ، وليه محدش منك خبرني جبل ما تعملو المصيبه دي ،

وكيف تلعبو بمشاعرنا انا واماتيه وتحرجو جلوبنا عليه ؟؟

وانت كيف جبلتي تيتمي ولادك وهم لستهم صغار ومحتاجين لابوهم يربيهم  وهو لسته عايش علي وش الدنيا ؟؟


انهارت ورد من البكاء وشاحت بنظرة بعيدا عن نظراته الغاضبة والمتسائلة لتقول "

انا معملتش حاجه كل اللي طلبته من اخوك ياخدني معاه، زهقت اعيش لوحدى بالشهور وهو عايش مع مراته وابنه

ايه كفرت وهو رفض وبقي عليها وخاف علي مشاعرها طلبت الطلاق لاني مجرد زوجة ترضيه طول زيارته ليكم


ضحك رياض بخيلاء وزادت حدة من ملامحه بسبب الغضب الذي عاد يكسوها وصرخ فيها"

بجي بتجولي ان جاد فضل علبكي مرته ،لاه يا ورد مجدرش اصدجك ولا اصدج ان جاد متجوز عليكي من الاساس، خابرة ليه هجولك يا مرت خوي

بسبب الوجع اللي ندرته في عيونه يوم ما خبرته باللي حصلك في حملك الاول كان وجع عاشق مجروح من غدر الزمن لجلبه مش مجرد زوج مرته مش جادرة تحبه

خوي صعيدى ودمه حر لو مكنش عاشجك مكنش جبل علي نفسه تفضل علي ذمته دجيجه واحدة وانت عاشجه اخوه

فضل معاكي لجل يملك جلبك والحمد لله اللي نادره منبكم انك بتحبيه كي ما هو بيحبك، ليه بجي الطلاج بعد ما بجي بينكم بدل الولد اتنين وفضل جارك بحملك لياسبن ،اكثر من ست شهور ،وهمل اشغاله لاجل خاطرك كل ده وتجولي فضل مرته التانية عليكي وولده اتجنيت انت اياك


زاد نحيب ورد علي ظام رياض لها ، كيف يلومها لعشقها له وهو من غدر بها وبقلبها من اجل ان يقدمها زوجه لاخيه تليق به وتحمل اولاده لتذكر تمسكه بان تبقي علي حملها علي ان تتعالج وتعود لحالته الطبيعية، لتتاكد انها ضحي بها  لاخيه من اجل ان تنجب اطفاله ولانها الوحيدة التي تناسبه،

لينتفض قلبها مدافعا عن حبها له وقالت"

ايوة عشقتك يا رياض وندمت علي عشقي ليكي لانك مستحقهوش ،لكن جاد فعلا متجوز وليه ابن اكبر من ولادي مسميه عبد الرحمن علي اسم ابنك وتقدر تروح لية وتساله

بس قبل ما تلومني اخوك طلقني لانه في خطر، انا رضيت بزوجه من واحدة تانية لكنه رفض ياخدني معاه خوفاً علبا وعلي ولاده وقال كفاية واحدة متعرض للخطر

انا كده قولتلك كل حاجه واتصرف زي ما تحب عن اذنك زمان ياسبن صحي وعايز يرضع


همت بالخروج ليمسكها رياض من ذراعها بعنف وحدق بها بقوة وقال بعنف وغضب"

جولتي اللي عندك بس لازم تسمعي اللي عندى جبل ما تهمليني وتخرجي، انا هسافر  اعاود بجوزك فاهمه جوزك

انت لستك في شهور العدة وهيردك ليه بكيفك او غصب عنيكي فاهمه انتظري رجوعي بزوجك يا ورد


ابتسمت نصف ابتسامه حزينه وقالت"

اللي عابزة تعمله اعمله بس لازم تعرف ان اخوك وقع الطلاق رسمي وبعتلي ورقة طلاقي يا كبير


ضغط علي اسنانه بغيظ وقال"

لستك مرته وفي عدته وليه حج يردك علي يد مأذون ولما اعاود بيه هيردك يا ورد ، معندناش بنات بتطلج هتفضلي 

علي ذمته لحد موتك حتي لو معاودش تاني فاهمه


ترك ذراعها وغادر الغرفة لتنهض امه وتساله"

جولت ابه لورد طمنتها با ولدى طمني انا كمان حجي اطمن علي ولدى كي ما طمنت مرته 


قبل راسها بحب واحتضنها"

اطمني يا اماي انا هغيب كام يوم ولما اعاود باذن الله لبكون معايا جاد ليكون معايا جتته في نعش  لاجل ادفنه

وبخرج مسرعا ليجهز ننفسها بالسفر الي امريكا وترك ورأؤه قلب ورد الذي انكسر وفاقد الامل في ان يعيش الحياة التي يطمح اليها مع حبيب قلبها الذي رفض حبها لثالث  مرة

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

   سافر رياض بعد انتهاء اجراء السفر الي امريكا ليصل بعد ما غادر الصعيد باسبوع الي بيت اخية في امريكا

طرق الباب بهدوء وانتظر الرد "

فتحت ناتالي الباب او كم يدعوها جاد ملك لتنظر الي رياض بتفحص وبدون تردد هتفت وقالت "

انت رياض رايت 


جالت رياض عيناه عليها بغضب وقال"

ايوة زين انك  بتعرفي تتحدتي عربي انا رياض فينه جاد


فتحت الباب علي مصراعبه وقالت له بأدب "

اتفضل جاد موجود  وبانتظارك من يومين


دخل رياض ليري طفل كبير باخية وامه ليحمله رياض ويحتضنه بقوة ويهتف له بحنان"

بجي انت عبد الرحمن الصغير، خابر ان عندى ولدى الكبير اسمه عبد الرحمن كي اسمك


تململ الولد بين احضانه ليسمع صوت ابيه يلومه"

عيب يا بيدو ده كبيرنا وفي مقام ابويا  واخويا الغالي وقطعه  من قلبي ودمي ولادى ولادى ولاه ولا ابه با رياض


انزل رياض الطفل من بين يده وجذب جاد لحضنه وتنهد باه جعلت قلبه قبل عيناه  تبكي واخبه يبكي علي بكاه "

اه يا ولد ابوي اشتجتلك وحرجت جلبي عليك، لما اتخيلت اني مش هندرك تاني اه يا خوي


ترك جاد حضن اخية  وانحني علي يده يقبلها "

حقك عليا بس كان غصب عني ،ورد فرضت عليا الواقع ده 

وبصراحه هي انقذتني وانقذتكم ، لاني كنت اناني في حبي ليها ونسيت الخطر اللي عايش فيه


حدق البه رياض بقوة وقال"

مين جال ان طلاجك من ورد هيستمر انت هتنزل معايا وهتردها وهتربي ولادك ولو علي مرتك التانية تجي معاك والدار كبيرة تساع من الحبايب الف 


يهم جاد بالحديث ليوقفه رياض باشارة من يدة ويقول"

خابر هتجول ايه ، انت مش خابن ولا جاسوس علشان تخاف تلجاء لبلدك تحميك ،وانا والعيلة وكل فرد في بلدك يجدرو يحموك انت صح غلطت لما  استسلمت ليهم ، لكني وراك لحد ما تعاود بلدك سالم غانم بأذن الله


ابتسم جاد بقلة حيلة واحتضن اخيه بقوة وبكي"

ياريت كان ينفع الحكاية مش زي ما انت فاهم،انا مش جاسوس علي مصر ، اعترافي والقضية اللي مدبسني فيها طالع فيها جاسوس علي امريكا من البهود، بعني لو مصر فكرت تحميني هما هيطلبو بيا كجاسوس علبهم ولازم اتحاكم باحكامهم وبالمعاهدة اللي موقعه بين بعض الدول مصر مرغمه تسلمني، هما عرفو ينصبو عليا الفخ كويس، لو بلدى اللي هتعدمني كنت هبقي سعيد كفاية ان هموت شهيدا لاني برئ لكن هكون في بلدى واموت بايد واحد من اولادها مش غدر من خونه ومجرمين 


رياض صدقني انا مش خايف من مصيري اللي عرفته من ٥ سنين وسلمت امري لله فيه وده سبب قلة زياراتي ليكم علشان تتعودوي علي غيابي  

ورد بس اللي نستنا الواقع ده وخليتني اعيش الحياة من جديد واحبها  علشان كده لما طلبت الطلاق افتكرت ازاي

انا كنت اناني وعرصتها للخطر هي واولادى


سامحني يا رياض بس فعلا انا انسان ميت ، كنت اتمني يزهدو في.خدماتي ويتنازلو عني،  لكن ملك حذرتني انهم  يوم ما يزهدو فيا هبغتالوني لو مكنتش وفي ليهم

  

وانا خلاص حليت ورد من ارتباطها بيا،  وحميتها بروحي ودمي لاني لو معملتش كده، مبقاش جاد اخوك الصعيد اللي يفدي اهل بيته بروحه ودمه 


مسح  رياض بيده علي وجهه بضيق غير مصدق انه سيعود بدون اخيه كيف وهو وعد ورد بانها  سيردها له واولاده كيف يتحمل ان يعيشو كالايتام وابيهم خي يرزق ليقول له"

كي يا خوي تهمل ولادك ابتام وانت حي ، كانك بتجولي انك فعلا مبت واتحرمت منك باجي العمر 


مسد جاد ظهر اخبه بقوة وهتف بحرارة وهو يشير لقلبه"

انا هفضل حي في قلبك عمري ما هموت، وولادى عمرهم ما هيبقو ابتام طول ما انت حي يا رياض،انا بحملك امانتهم ، 

وفي امانة تاتي عايز احملها ليك واوعدني مترفضش 


ليدخل غرفته ويعود مع بعض الاورق ويعطيهم له"

دول اوراق بيدو خده معاك وانت مسافر لمصر، ملك امه نفسها طلبت احميه زي ما حميت اولادى من ورد وده حقه يتربي مع اخواته ربنا يعينك ٥ اطفال  حمل كبير بس انت قدها وقدود ام ورد فوصل ليها الرساله دي


اخذ رياض الاوراق ونظر اليه وقال"

كان اولي بيك تسميه علي مش عبد الرحمن كي ولدى


ضحك جاد وقال له بتصميم"

كنت عابز حاجه تربطني  مجاش في بالي غير عبد الرحمن ابنك اللي كنت بحب العب معاه ، بس انا بديلك مطلق الحرية تغير اسمه سمية علي جاد وجدى الاسناوى 

واحتضن اخية وبكي بحرقه جعلت رياض يترنح من شدة وجعه علي فراق اخية ليقول جاد "

قول لامي لو جاد مات فهو عايش في اولاده،وان علي الصغير هيعوضها علي الكبير وياسمينا وياسبن هيعوضوها جاد


ترك حضن اخبه وسلمه ابنه ودخلت زوجته لتاتي بحقيبة ملابسه وقالت له وهي تودع ابنها بكاء يدمي القلب"

خلي بالك من ابني امانه عندك اختصمك فيه  يوم القيامة

ومش تنسي انه ابنكم وبحمل دمكم 

يلا امشي من هنا بسرعه قبل ما يحسو بوصولك ومش تقدر تخرج بابننا من الاراضي الامريكبة


شعر رياض بالياس التام في عدم اصطحاب اخية معه، اخذ الحقيبة وحمل الطفل الذي طلب منه جاد اطاعة عمه  وهما بالخروج ليحتضنه جاد ويوصيه التوصية الاخيرة.....

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

عاد رياض الي الصعيد وبصحبته علي بعد ان قام بتغير اسمه في شهادة ميلادة حتي يكون هو البلسم الشافي لامه بعد فراق ولدها الغالي جاد 

ما انا وصل الدار وعرف ان امه مازالت تقيم عند ورد ذهب اليهم واخذ اولاده معه ودخل عليها لتراه ورد ،فدخلت الي غرفتها حتي تتحاشي الحديث معه

الا ان رياض نداها حتي تسمع ما سيقول لهم"

اماي كنت رايد اجيب خوي معايا وادفنه في ارضه لكن امر الله نفذ ، لكن ربنا عوض حرجت جلبك بولد منية يفكرك بيه وباخوه التؤام علي الصغير

ويقرب منها علي الصغير الذي كان يخاف الجميع الارياض 

تخطفه امه من حضنه وتضمه الي صدرها بقوة 

اه يا ولد الغالي واسم الغالي ربنا يجعلك عوض عن بوك يا ضنايا واخ زين لاخواتك وولاد عمك


يطلب رياض من ورد ان تاتي باولادها جرت عليه ياسمين كالعادة واحتصنته ليجلس بجوار امه وياخذ من ورد ياسبن ويضعه في حضنها ويقرب اولاده منها ويقول لها"

العوض في ولادى وولاد اخويا انت جدتهم ،وكلتهم محتاجين حنانك وجوتك وحبك،لاجل يكبرو علي الحب والحنان منيكي كي ما كبرت انا وخواتي جاد وعلي وسناء


تضمهم عديله بين احضنه وتري فيهم العوض عن حرمانهم من ولديها التؤام جاد وعلي


ينظر رياض الي ورد وقال له ان تحصله علي غرفة الضيافة"

ذهب وذهبت وراة ورد دخلت وطلب منها اغلاق الباب خلفها


ما ان دخلت استدار اليها وقال بايجاز"

جاد وضح ليا كل حاجه، وصعب اجول لاماي انه حي وترجع تتفجع بموته تاني، اما علي ولده هيتربي مع ولاده وولادى 

وانت من اليوم ارملته مش مطلجته، يعني هتجعدى اهني في دارك لحد ما توفي عدة الارملة ، ماريدش حد يعرف ان جاد طلجك ، الفرج بين العدتين شهر وعشر ايام

بعد ما تخلصي عدتك هتجي تجيمي في دار العيلة، كنت رايد افرح الكل واكذبك لكن مليش حيلة وللاسف جاد  اصبح ميت بعيون الكل وانت كرملته لازم تكملي عدة الارملة


انا هاخد اماي وولادى وعمة حفيظة هتفضل معاكي لحد نهاية عدتك وما تخلص تجي دار العيلة 

وكل طلبات هتكون عنديكي من اليوم وطالع  واسمعي ما رايدش  باب الدار ما يلمح توبك فاهمه

يتركها ويخرج لتبكي ورد علي جاد وعلي ولده الذي سيعش محروم من امه وابيه وتعاهد نفسها ان تكون لهم الام التي حرم منها والباقي علي رياض الذي اصبح بمثابة الاب لاولادها

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

مكثت ورد بدار زوجها الي انتهت عدة الارملة التي ارغمها رياض عليها حتي لا يعلم احد بطلاقه لها

وفي في صباح اليوم التالي اخذتها امها وخرجت بها من دار جاد لتشق عدتها، واخذتها لتتجول  بها البلد حتي تؤكد  للجميع نهاية  حدادها

الي وصلت الي دار العيلة قرب صلاة الظهر وما ان دلفت الي الدار راتها خالتها عديله واحتضنها وقالت لها بحزن"

نورتي دارك يا مرت الغالي ، ادخلي وهات ولادك يتعرفو علي خوهم علي ،رايده منيكي تعوضيه حرمانه من  امه

تنهد ورد ودخلت الي الدار واتي لها بعد الرحمن بعلي الصغير لتضمه الي صدره وتحنو عليه وتقول له"

من النهاردة عايزاك تقولي مامي انا هعلمك العربية وهتعامل معاكي زي ما تحب بس المهم لازم تعرف ان كل اللي بالدار هنا اهلك وكل دول اخواتك 

وتشير الي اولادها واولاد رياض الذين اتو لترحيب بها


بعد ان استراحت خلعت عنها ثياب الحداد وقالت لحماتها"

انا هخلع ثياب الحداد ومن بكرة هنزل لكليتي بعد اذنك يا عما كفاية امتحانات الترم اللي راحت عليا وبسببها هعيد السنه


لطمت عديلة صدره وصرخت بعويل"

بتجولي ابه تخلعي توب الحداد ليه، كنت متجوزه فرخ فروج ولا اية،  انت كنتي علي ذمة راجل وسيد الرجاله  ليه اكده يا ورد تزعليني منيكي ده احترامك لجوزك


صاحت ورد بغضب وحرقه"

جوزي مات وانا عندى مستقبل واولاد عايزة اربيهم  لا بالثياب ولا الدموع هيعوضوه ولا بياكدو جزني عليه

انا حدادى علي جاد انتهي ومش هرجع في كلامي كفاية كده


تحتج عديله عليها بحدة  وتصيح فيها اثناء عودة رياض من صلاة الظهر ليسال امه "

في ايه يا اماي مالك حسك عالي اكده لية


تشير الي ورد بغيظ "

شوف مرت خوك الهاملة رايدة تخلع عنيها توب الحداد


طالع رياض ورد بغموض وقال لامه "

حجها يا اماي ، ورد عدتدها انتهت وواجب عليها تخلعه عنيها توب الحداد لاجل ترضي جوزها


شهقت عديله وورد في ان واحد وقالت ورد"

جوزي اللي هو ازاي ابه يارياض انت هتغصبني تاتي  علي الجواز  ولا اية


غامت عين رياض بضيق وقال لها "

مفيش غصبانية لكن انت لستك صغيرة والارملة اللي في سنك لازم تتجوز ، انت مش ملك نفسك يا ورد والليلة  كتب كتاب علي عريسك وعمك الشيخ باسبن هيكون وكيلك


لينادى علي ولده عبد الرحمن ويقول له"

عبد الرحمن روح لجدك الشيخ باسين واكد عليها يجي ومعاه ماذون البلد واتنين من عمامي لجل يشهدو علي زوج ورد


ثارت ورد بغيظ وضرب الارض بعصبية وصاحت"

لاء يا رياض مش هتجوز ولا انت ولا عشرو غيرك هيغصبوني

علي الجواز كفاية بقي ، واذا كنت بتخلي مسؤوليتك عني

انا هروح لداري واقفل عليا بابا واربي ولادى ومحدش ليه دعوة بيا فاهم  ولا لاء دي اخر كلام عندى ومعنديش غيره


لتصيح فيها عديله وامها بغضب"

اكتمي يا ورد ومتعرضيش رياض  اللي يجوله هبتنفذ 


ليسالها رياض بغموض وملامح لا تظهر ما يخفيه"

جصدك ابه اني اتخليت عن مسؤوليتك كي يعني


نهصت  ورد ووقفت  امامه بتحدى تحسد عليه"

مدام وكلت امري لعمك ياسين كده  معناها  انك بتخلي مسؤوليتك عني 


ضحك رياض وقال له بدهاء "

كيف اكون وكبلك وانا هبجي جوزك.......!!!

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

بتبع.......

الفصل الخامس والعشرون من هنا


   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : رواية ملح بطعم السكر

إرسال تعليق