-->

رواية الخطيئة/ الفصل الحادى عشر

 


#مشاعر_صادمة

#البارت الحادي عشر

**_*__**__**____&&&&

يتأمل نور مايا النائمة محتضنة ابنه، ويهوي قلبه لرؤيتها هكذا بملامحها البريئة الجميلة، ليسرح في تقاسيم وجهها 

ويقترب منها يتمنى أن يلثم شفتاها بقبلة تعوضه حرمانه منها 

وتروي عطشه وشوقه لها، ينحني ليقبلها لتفتح مايا عينيها 

وتنتفض مذعورة من قرب نور وتصرخ بهلع، 

ليضع نور يده على فمها ليسكتها وجسده يرتعش للمس شفتاها ويرتبك ويتوتر وهو يحاول أن يبرر لها سبب قربه منها بهذا الشكل

"إهدي، إهدي، أنا كنت هابوس معاذ وهاخرج، آسف إني أزعجتك".

ويتركها ويخرج لغرفته وهو يلهث بسرعة رهيبة، كأنه كان في سباق مارثواني.

ويدخل إلى الفراش بجوار سهيلة و ينظر لها كي يتأكد أنها نائمة ولم تسمع الصراخ أو تشعر بما حدث، ليغمض عينيه وينام. 

تفتح سهيله عينها بعد أن تأكدت من نومه وتسيل دموعها حارة و ساخنة على وجنتيها كي تحرقها كحرقة قلبها.

***

وفي صباح اليوم التالي تخرج مايا لكليتها و تأتي لها ميار لترعاها وتناديها سهيله بإعياء وصوت حزين باكي 

وتعطيها ظرف خطاب "خدي يا ميار، إدي ده لمايا ضروري النهاردة".

وتئن بألم وتتلوى، وفجأة تصرخ وتنزف بغزارة، ترتبك ميار وتشعر بالخوف من منظر الدم وتنزل مسرعة إلى الشارع كي تأتي بزوجها لينقذها ،

يري نور ميار مقبله عليه ووجهها شاحب كأنما فرت منه الدماء 

ويسألها بلهفة "مالك يا ميار حصل إيه؟ معاذ جراله حاجه؟"

ترتعد وتنتفض وهي تتكلم بصعوبة وتبكي بخوف

"إلحق سهيلة تعبانه أوووي، ونزفت كتير".

يتركها نور ويذهب مسرعا ، ويدخل لها ليجدها فاقدة للوعي، ويحملها بين يديه ليقع المظروف من يدها تحت السرير، 

ويهرع بها نور يرافقه مراد، و يذهبا بها إلى المستشفى، و تلحق بهم أشجان، وتتصل بمايا وتبلغها بما حدث لسهيلة، وتطلب منها أن تذهب لشقة نور و تحضر معاذ لترعاه، لأن ميار وحدها معه.

وتسألها مايا بقلق 

"وسهيله أخبارها إيه؟ هتولد وإلا وضعها إيه؟"

تجيب أمها قائلة "لسه منعرفش حاجه محدش طمني عليها".

تقفل معها، و ما أن رأت الطبيب خارجا من غرفة العمليات حتى هرعت نحوه تستفسر عن حالة سهيلة،

ليخبرهم أن حالتها خطرة بسبب انفصال المشيمة، وأصبحت حياة الجنين في خطر و سيضطر لإجراء جراحة قيصرية لإنقاذها وانقاذ الجنين.

يوافق نور على إجراء الجراحة على الفور فما يهمه المحافظة على حياتها، لتلد سهيلة فتاة جميلة و يتم وضعها بالحضان لضعفها، و يطمئنهم الطبيب على صحة سهيلة، وأنها في خلال يومان سيسمح لها بالخروج، لكنها تصر أن تظل بالمستشفى لتكون بجوار طفلتها، وتستطيع أن تزورها يوميا. 

عاد نور إلى شقته بعد أن اطمئن على سهيلة وابنته، ومر ليأخذ معاذ من شقة عمها، لكنه لم يستطع رعايته، فيأخذه ويعود به لهم مرة أخرى، و يستأذن في المرور عليه يوميا. 

وينزل إلى الورشة وهو حزين ومهموم لما آلت إليه حياته.

ويدخل عليه مراد ولم ينتبه له إلى أن فرقع أصابعه بوجهه

"مالك يا ابني؟ مش مراتك قامت بالسلامه والبنت هتبقى كويسه، شايل ليه الهم كده زي ما يكون مات ليك ميت؟"

تنهد نور والحزن لا يفرق محياه

"تعبان يا مراد و مشوش، ومش فاهم، لأول مره أشوف في عيون مايا اللي ياما اتمنيته، لكن سببها ده اللي مدمر نفسيتي، 

مش عايزاني كحبيب، عايزاني كرغبه حاجه نفسها فيها، إعجاب مقنع، أنا إمبارح كنت هغلط وأبوسها، وصدقني لو كان حصل مكنتش هقدر امنع نفسي، اللي زرعته فيا سهيله خلت الرغبه عندي اقوي من تحكيم العقل وبعدها عني طوال السبع شهور اللي فاتوا خلوني مشتاق ورغبتي مثاره دايما واللي تاعبني أكثر إني بقيت أشوف مايا كل يوم، وقريبه مني جدا وحاليا ابني عندهم هي اللي بتهتم بيه، لما سلمته ليها كان نفسي اشدها لحضني، وانسى نفسي معاها، أنا تعبان ومحتاج ابعد وانسى حبي لمايا، و إحساسي برغبتها فيا بيقتلني و بيعذبني". 

يجلس مراد بجوار ويهزه برفق 

"نور، فوق، لا أخلاقك ولا أخلاق مايا يسمحلك باللي بيدور في بالك ومهيئه ليك الشيطان، وبصراحة سهيلة غلطانه لأنها حفزت حواسك ليها أكتر وخلت رغبتك فيها تزيد ويبقي تفكيرك فيها شهواني بالطريقه دي، اسمع انت من النهارده لا تروح ولا تيجي وابنك هما هيراعوه كويس متقلقش، وكلها يومين ومراتك تخرج بالسلامه وابنك هيبقى في حضنك، وفكرك يشغله بيتك ومشروعنا، وطلع مايا من دماغك خالص، لازم تقتنع إن حبك ليها لازم ينتهي لأن مستحيل تكون ليك، بالذات إنك عندك من سهيله بدل الطفل اتنين، وانت نفسك قلت إنها بتعشقك بجنون وتملك يعني مش هتتنازل عنك بسهوله، حتى لو اتنازلت، استحاله أهل مايا أو مايا نفسها هتقبل بيك، اهدى كده يا صاحبي وفكر بهدوء عشان تقدر تخرج من حالتك المزرية دي، خلينا نفكر في شغلنا ونكبر مشروعنا".

يتنهد نور ويغمض عينه بحزن لاقتناعه التام بكلام مراد

ليأتيهما ذلك الصوت المرح "ميه مسا على شباب الهندسة". 

يرفع نور رأسه وتقع عيناه على غادة بوجهها البشوش، وروحها المرحة ينهض ويبتسم لها 

"أخيرا افتكرتينا، فينك يا بنتي محدش بيشوفك ليه؟"

تدخل وتمد يدها تسلم عليه وتهنئ "مبروك يا بابا بقى عندك بنوته والشباب هيجوا يخطبوها منك وتتشرط بقى وكده".

وتضرب مراد في كتفه مازحة "وانت يا أخ مش قولت هتبقي تزورني علشان اتعرف عليك، وإلا هنحمرق!! شكلك مش قد كلمتك، و خايف اسحب اعتذاري ليك لأنك متستهالوش".

يشدها نور ويجلسها بجواره 

"اهدي على الواد مش حملك يا مصيبه انتِ، داخله حاميه كده علينا ليه؟ قوليلي كنتي فين من يوم سبوع معاذ مشوفتكيش؟"

تقوم من على مقعدها وتقف خلف مقعد مراد الصامت

"إيه يا عم الساكت هو نور وكلته محامي عنك، ما ترد عليا ولا مش ماليه عينك اللي عايز تتخزق دول (و تشير على عينيه بيدها كأنها ستضع إصبعيها فيهما).

ليقوم مراد بفعل غير متوقع يدهش غادة وتحدق فيه بذهول

بعد ما جذبها من ذراعها وثبتها إلى الحائط وهو يصيح فيها

"اسمعي يا غادة أنا ...

ويقاطعه نور ويحاول أن يبعده عنها، ويعنف صديقه بحدة وعصبيه لرد فعله العنيف مع غادة

"انت اتجننت يا مراد إيه اللي بتعمله ده؟ سيبها بقولك".

ترمقه غادة بنظرة تحدي وتقول لنور بهدوء "سيبه يا نور، 

اتفضل يا باشا مهندس قول اللي عندك عايزني أسمع إيه؟"

يرتبك مراد ويرى نظرة التحدي بعينيها ليزيد غضبه

ويقول لها "أنا حاولت أتقرب ليكي مره واتنين وجيت ليكي الكليه لكن صدمتيني بعدم اكتراثك أو اهتمامك بوجودي ومعاملتك معايا بلامبالاة كأني مش جاي ليكي، إيه المطلوب مني أتحايل عليكي وإلا أقع صريع هواكي، وامشي وراكي زي الدلدول، أنا مقبلش على كرامتي عدم تقديرك ليا، صحيح أنا معجب بيكي وكنت أتمنى نتقرب لبعض وآخد فرصه معاكي، لكني انتي معندكيش نيه تديني أي فرصه، فأنا آسف يا آنسه غادة متعودتش أفرض نفسي على حد مبيقدرنيش". 

تتطلع غادة له بإعجاب و تتأمل ملامحه الجادة، وتحس أنها حقا قللت من قدرة واحترامه لذاته و تأكدت أن شخصا مثله لن يرضخ لها بدون أن تهتم بمشاعره وتقدره لتصدم من نفسها ومن مشاعرها الواضحة نحوه من انجذابها له وإعجابها بشخصيته وانبهارها به وتفهم لماذا كانت تستفزه حتى تظهر معدنه الأصلي و تتأكد انه يستحق مشاعرها الوليدة، وتتنهد بهيام لإحساسها بأن قلبها دق لأول مرة بحياتها.

فتهز رجلها بعصبية من احتجازه لها بين يداه و الحائط و تقول له بسخرية كي لا يكتشف حقيقة مشاعرها تجاهه

"ها خلصت اللي عندك وإلا لسه في حاجه عايز تقولها؟". 

يزمجر مراد من ردها البارد عليه وفتورها الغريب منه

"أيوه خلصت، انتي معندكيش رد على كلامي اللي قولته". 

تضحك بتهكم قائلة "لا، ممكن تنزل ايدك لو خلصت اللي عندك".

ينزل مراد يده و يتفادي النظر إليها متوقعا ثورتها عليه مع سيل من الاهانات من لسانها اللاذع له ليتفاجأ بيها تقول

"أنا هاروح اطمن على مايا، لأنها روحت من غير ما تمر عليا ولما اتصلت بيها عرفت إن مرات نور ولدت واضطرت ترجع علشان تهتم بمعاذ ابنه،( وترفع إصبعها في وجه مراد) اسمع نص ساعه هاطمن عليها وهارجع نخرج أنا وانت لمكان هادي نتكلم سوا، ونتفاهم لما أشوف آخرتها إيه معاك، ها هتستناني؟"

تلألأ وجه مراد بابتسامة جميلة أنارت محياه الوسيم

"أكيد هستناكي، متتأخريش عليا، يلا روحي و ارجعيلي بسرعه".

تضحك من حماسه الظاهر و مزاجه الذي تغير في ثواني من مجرد كلمة منها، وتقطب جبينها بغضب وتصيح فيه

"اسمع أول وآخر مره هاسمحلك تشدني كده، وتعمل اللي عملته".

وتخرج مسرعة إلى بيت صديقتها قبل أن يرد عليها. 

يربت نور على ظهره وهو مذهول من كلام غادة له ويضحك

"عرفت تيجي معاها سكه، برافو عليك، غادة كنز إوعى تتنازل عنها وبالذات إنها صريحه وجريئة لكن بالعقل وكل أدب".

تتسع ابتسامه مراد لفرحته بأنه سيخطو أول خطوة إيجابيه في علاقته مع غادة التي سرقت قلبه منذ أن رآها.

"ياه يا نور، سنه ونص وأنا باحاول معاها لما يأست من إنها تحس بيا، لكن الحمد لله غيظي منها واستفزازي ليها جه بفايدة وحست إني أستحق أخيرا آخد فرصه معاها".

يتنهد نور ويشرد في ليلة الامس وهو يرى مايا نائمه في حضن ابنه، وشوقه لها الذي غلب عقله وفقد السيطرة على نفسه، وكاد أن يخسر احترامها للأبد، لينتبه ومراد يناديه

"يا نور ارحم نفسك وانساها، كده مش كويس على علاقتك بمراتك اللي ممكن تلاحظ، ده لو ما كانتش لاحظت أصلا". 

"مش قادر يا مراد، مايا ساكنه روحي وفؤادي وأحلامي، يا ريت كان بالساهل كنت لغيتها من حياتي، لكن ألغيها ازاي وهي أحسن أيام عمري عشتها ليها، وأحلامي بنيتها عليها، انت حظك أحسن مني وحظك جه مع بنت لذوذه بتعرف تعبر عن نفسها ومشاعرها بوضوح وتواجه عكس مايا خجلها ضيعها مني".

وينظر لبيت مايا ويرى غادة مقبلة عليهم ينكز مراد

"اجهز يا بطل، حبيبتك جايه وشكل أيامك معاها هتكون صراع لإثبات من هو الأقوى، اتشجع يا بطل انت لها".

ضحك مراد قائلا " لا ما يغركش الهدوء أخوك رهيب". 

يخرج مراد من الورشة ليلتقي غادة و ينصرفا سويا. 

يغلق نور الورشه ويصعد إلى شقته و يذهب لغرفة ابنه ويرقد على نفس الفراش الذي كانت مايا ترقد عليه، كي يتشمم عطرها و يتحسس مكانه كأنه يلمسها ويشعر بها وينام وهي تتجسد له في أحلامه لينتهل منها كل ما يرغبه ويريده من حضنها الدافئ وقبلاتها الساخنة ويبثها عشقه وحبه المستحيل الذي سيكون حقه في الاحلام فقط. 

*******

وبعد يومان ونور يداوم على زيارة سهيلة وابنته بالمستشفى و يقرر الطبيب أن زوجته تحسنت وسيكتب لها تصريح خروج 

لكن سهيلة ترفض ترك ابنتها والخروج وتصر أكثر علي ان تظل بجوارها بعد أن تحسنت وأصبحت باستطاعتها مرافقتها.

يحدثها نور بهدوء 

"يا سهيلة ابنك كمان محتاجالك، هنا بيراعوا بنتك وهي مش محتاجالك لكن معاذ بيسأل عليكي، وأنا مش طايق الشقه من غيركم، ارجعي معايا ومن الصبح هجيبك، أرجوكي أنا تعبت كل يوم من المستشفي للمكتب للورشه للمستشفي تاني، ارحميني وريحيني وارجعي معايا وحياتي عندك".

قبلته سهيلة في خده وغمرته بحضن قوي 

"مش قادره أسيبها لوحدها وأروح معاك يا نور، سامحني بس أوعدك لو اتحسنت هخرج بكره معاك، وانت روح وارتاح وهستناك بكره بعد الورشه، بلاش تيجي الصبح مادام فيها إجهاد وتعب عليك، روح وارتاح يا حبيبي".

يتنهد نور بنفاذ صبر وقلة حيله 

"خلاص اللي يريحك يا سهيلة، بس اسمعي، اتصلي بيا لو حصل حاجه أو احتاجتيني في أي وقت و هكون قدامك في ساعتها".

تربت عليه سهيله وتجذبه لها وتقبله بقوة

يخجل نور من تصرفه المخجل و المفاجئ ويبعد عنها

"اعقلي، لينا بيت يجمعنا يا مجنونه، يلا تصبحي على خير".

ويتركها ويذهب كي يرتاح من إجهاد اليومين الماضيين لكنه يقرر أن يمر بابنه ليطمئن عليه قبل عودته للشقه.

وهو في طريقه لشقته يقابله صديق له يطلب منه خدمة ضرورية و هي أن يصلح له جدون عجلة ابنه التي يذهب بها إلى المدرسة ولا يستطيع نور رفض طلبه رغم تعبه ويفتح الورشة ليصلح العجله لابن صديقه وبعد أن ينتهي يتملكه التعب، و يأخذ منه مأخذه فيغير قراره ويذهب إلى شقته كي يرتاح.

*******

وهناك في شقته كانت مايا تحمم ابنه وتغير له ثيابه بعد أن قامت بتوضيب الشقة من إهمال نور الواضح. 

ليشفق قلب مايا عليه لتتأكد من عدم مقدرة نور أن يعيش وحده لأنه لا يستطيع أن يخدم نفسه.

وتتبسم لابنه الذي نام على صدرها وتخاف عليه من أن يبرد من ثيابها المبللة من إثر تحميمها له وترقده في مهده،

و تأخذ ثيابه المتسخة وتضعها في الغسالة كي تغسلها، 

وتتذكر موقف أمها من معاذ حين رجعت من كليتها ورأت أمها التي طلبت منها برجاء أن تقوم بتغير حفاضه،

و أخدت مايا منها معاذ، لتغير له لتلاحظ اتساخ ملابسه الداخلية وتطلب من أمها غيار داخلي آخر له بدلا من المتسخ،

توترت أمها وهي تبحث في ثيابه عن غيار داخلي ولا تجد

تنظر لمايا بانزعاج وأسف

"معلش يا مايا انتي عارفه أنا نسيت كل الحاجات دي، واهتمامي بشغلي خد كل وقتي، وأنا باجيب ليه هدومه نسيت، بقولك إيه اعملي معايا معروف وروحي وضبي الشقه، نور شكله ملهوش في شغل البيت و الشقه مقلوبه ومش نضيفه، وممكن بنت عمك تخرج بكره أو بعده مش معقول تدخل على شقتها وهي بالشكل ده، خدي معاذ حميه و غيريله و بالمره نظفي الشقه". 

تتأفف مايا وتبكي بتمثيل كي تحرج أمها 

"يا ماما أنا جاية من الكليه فاصله،( وتبتسم في وجهها وتحتضنها) لكن علشان العسل ده حبيب قلب خالته أنا هاروح أعمل اللي طلبتيه هاتي المفتاح". 

و بالفعل أخذت المفتاح وشرعت في توضيب الشقة وحممت معاذ لينام بعد أن تحمم، وترتاح مايا، وتقرر أن تتحمم هي الأخرى بعد أن اتسخت ثيابها من توضيب الشقة وتدخل الحمام وتترك ثيابها بغرفه النوم لتجف. 

في هذا الوقت يصعد نور إلى شقته بتكاسل من الإرهاق والإجهاد الذي يقاسيه منذ يومان، ويدخل شقته ولا يلاحظ وجود ابنه بسبب نومه ويذهب إلى غرفة نومه ويلاحظ نظافة الشقة يشكر في سره زوجة عم سهيلة لاهتمامهم البالغ به وبزوجته وبابنه الذي يراعونه، يتمدد على السرير بالغرفة الإضافية فهو لا يريد دخول غرفة معاذ لكي لا يفكر في مايا، و لا يريد دخول غرفة نومه لكي لا يستحضر علاقاته الحميمية مع سهيلة ، فهو محروم منها تمدد ينشد الراحة، لكن الأرق لا يعطيه الفرصة لينام، ليقرر أن يستحم حتى يزيل عنه التعب و الإجهاد ليخلع كامل ثيابه ويلف منشفته على وسطه ويذهب إلى الحمام، ليصطدم بمايا أمامه ليصعق من منظرها....

و كأن أحلامه تجسدت أمامه، أيعقل هذا محبوبته تقف أمامه عارية تلف جسدها ببشكير، وشعرها الطويل المبلل ينسدل حول و جهها و على ظهرها جاعلا شكلها في غاية الإثارة، نعم لقد تمناها هكذا في أحلامه، ابتلع ريقه ونظر لها برغبة و الأفكار الشيطانية تتقاذفه كالإعصار، حاول كبح جماح رغباته و صاح بارتباك واضح

"انتي هنا بتعملي إيه وقالعه كده ليه انطقي؟"

يجف ريق مايا وتتشبت بمنشفتها الملفوفة حول جسدها وتضع يدها الأخرى على رأسها كي تداري شعرها وتتكلم وهي تتلعثم و قد سمرتها الصدمة في مكانها و لم تستطع الهرب

"كنت بحمم ابنك وبغيرله ووضبت الشقه متخيلتش ترجع دلوقتي أنا آسفه لاستخدامي حمامك هادخل ألبس وأخرج". 

وتهرب من أمامه مسرعة إلى غرفة نومه و تأخذ ثيابها و ترتعد وهي ترتدي ثيابها وبدون اهتمام تريد أن تخرج من شقته بسرعة وتنجو بنفسها من هذا الموقف المخجل الذي لا تعرف كيف ستضع وجهها بوجهه بعده أبدا. 

وبالخارج يقف نور متسمرا مكانه مصدوما من رؤيتها بهذا الشكل المغري المثير ولا يستطيع أن بخرج منظر جسدها العاري من مخيلته وهي تقف أمامه مرتبكة ،ملفوفه بمنشفتها التي تبرز نصفها العلوي ذو البياض الناصع وقطرات الماء تتصبب من عليه وشعرها الأسود المنسدل خلف ظهرها يثير غرائز جسده ليسمع صرختها مع تهشم صوت لزجاج

ويقتحم نورغرفة نومه بدون تردد ليجد مايا واقعه على الأرض والتسريحه قد سقطت عليها ، تلك التي كان قد سندها في السابق بقطعه من الخشب، لينظر لها ويبتلع ريقه بصعوبة كي يستطيع أن يسيطر على نفسه من وسوسة الشيطان له ليرفع عنها التسريحة ويثبتها بقطعه من الخشب من جديد و يأخذ يداها لتصرخ بعد أن جرحت قدماها، لينحني نور ويحملها وهي صامته في ذهول ليضعها على الفراش، ويقرب نفسه من نفسها ويبعد عنها مرغما ليمد يده ويخرج شظايا الزجاج من قدميها، وينظر لعينيها ليري فيها ما جعله يضعف ولا يستطيع التحكم في نفسه أكتر من هذا ، لتنفجر براكين الشهوة و الشوق،لدية وينحني عليها ويقبلها بقوة ملتهما شفتيها في قبلات جائعة مسعورة، لكنه قد فقد السيطرة، علي نفسه و لا يكتفي ليأخذ منها المزيد وينسى نفسه بعد أن ضمها لصدره ليقع آخر ما يسترهما ليتلاقى الجسدان، و يستسلم نور لشيطانه ورغبته بها وينتهكها بقوة، لأنه مثار جدا وشوقه للعلاقة يحتله بالكامل، و هذه ليست أية علاقة، إنها مع عشيقة روحه وحبيبة قلبه ويعتليها ليتمكن منها وهي مستسلمة له كليا كأنها تنتظر هذا اللقاء مثله تماما لينصدم نور من استجابتها له وعدم مقاومتها ليتأكد أنه ترغبه كرجل كما كانت تخبره سهيلة، وتدق أجراس الخطر تصدح في رأسه ولكنها يتجاهلها ويستمر في انتهاك جسدها المتعرق لتصرخ مايا متألمة بعد أن نال من عذريتها، ولكي يسكتها  نور  وهو يلثم ثغرها بقبلة شرسة قوية يفرغ بها كل شوقه ورغبته بها، 

وبعد أن انتهكها وسلبها أعز ما تملك يثور على نفسه لعدم تحكمه في رغباته، لكن نظرة واحدة لتلكما العينين الناعستين أشعلتا الرغبة فيه من جديد، ليجتاحها مرة أخرى غير عابئ بألمها، إنه يريد أن يروي ظمأه الذي طال شوقه له، إنه يريد أن يثبت سيطرته الكاملة عليها، ليعيش بين أحضانها كل ما كان يحلم محتلا كامل جسدها لينهل منها كل ما يشبع رجولته ويتخلل يداه في شعرها الحريري بتملك ليشدها و يتشممه ويتلذذ من تأوهاتها التي تزيده من إثارته ويغرق في عشقها وينسى نفسه.

ليعود للواقع على صوت شهقة قوية وصوت ارتطام قوي بالأرض و........؟؟؟؟

☆☆☆☆●●●●●☆☆☆☆☆☆

يتبع.......

الفصل الثاني عشر  اضغط هنا


   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : رواية الخطيئة

إرسال تعليق