-->

رواية عشق من رحم الحياة/ الفصل الاخير ج١

 

#عودة_الغائب



#البارت_الاخير_ج١
**___**___**__**___**__&&&&
رفض حمزة أن يضع يده في يد قتله والده ؛ صحيح هو  رضي بقدره لكن استحاله  يتساهل ويضع يده في يده من اغتال طفولته وحرموه من ابيه ، حتي انه رفض  محاولات المأمور والعمده التدخل لإتمام الزواج ، قاىلآ بانه يكفي انه تنازل عن دم ابية وجده وشرف أمه الذي أهين ، وفي المقابل ينقذ هو شرفهم  من اجل ان يكون ابنه ليه شرعية، وكذلك حفاظآ علي صورته ووضعه الاجتماعي كاستاذ في الجامعه و غير عمله في السلك الدبلوماسي
 
ليقف شخص مجهول على باب  القاعه ويتحدث بصوت غاضب انا من العيلة وهحط يدي في يدك  غصب عنك  جولي كيف   هتقدر ترفض يا حمزة"!!
ينظر له  حمزة  بعدم تصديق مين  من العيله  اللي يقدر يقف  في وشي يتحداني أو يجبرني على حاجه ويذهب بخطي ثقيلة وذهول  غير  قادر علي ما سمعت اذناه لتلجمه الصدمه ويتقدم خطوة خطوة  وهو يحدق به بدهشه ليضع يده علي وجهه ويلتمس محياه بذهول ليهتف وجسده يرتجف بشدة
من هول الصدنة وما يراه امامه"
انت حقيقي.. بجد حقيقي وواقف قدامي !

لنترك حمزة  في حالة الذهول الذي انتابته و ننتقل لمريم التي كانت لا تزل  تهدأ سلمي بعد اتصالها بهنادي لتنقذها من أيد حمزة واخبرتها انها لن تتزوج الا في وجودها وتدخل جويريه لمساعده سلمي في تجهيزها  للزفاف علي أخيها وحاولوا معها كثيرا لتطيب خاطرها ولكنها كانت مجروحه جرح شديد فهي مجرد انسانه نقيه خلقت من الطيبه فكان جزؤاها دفع ثمن  ذنوب أبيها واعمامها وتكون هي ضحيتهم لتبكي حالها"
حرام عليكم.. انا معملتش فيكم حاجه ليه بتعلموا  فيا كدا !!
تاخدها مريم لحضنها وتربت علي ظهرها بحنان"
قولتلك سامحيني يا بنتي اللي حصل كان غصب عني وعنك بس ابوك اللي فتح باب الشر مش احنا وكان لازم نمشي الطريق لاخره والنهارده هيكون نهاية كل شيء
لتكمل حديثها  بالم وحزن عليها"
صدقيني يا مريم انا موجوعه زيك وعارفه يعني ايه بنت تتغصب علي الجواز يمكن انتي اتغصبتي بدون ما تشعوري، لكن انا اتغصبت بكامل إرادتي علشان انقذ ابويا اللي في الاخر مات وسابني لوحدي في الدنيا بدون وداع
حتي جوزي اللي كان نعمه ربنا ليا علي رضائي بقدري اتحرمت منه بدون سابق،كلهم كانوا بيقولوا عليه المبروك بس هو كان بالنسبه ليا هديه من السماء
اوعي يا سلمي تكوني فاكره ان حمزة مرتاح لا هو بيعاني أكثر منك ومفيش اي حاجه هتهدأ ناره علي قتل ابوه قصاد عينيه  مهما عمل، ده عذابه اللي اتخلق علشانه،كان صعب عليه اوي ولسه الصعب ما انتهاش؛ بس متقلقيش هفضل جنبك مهما يحصل ،وحفيدي لازم يجي للدنيا لانه صهيب الصغير الرحم اللي هيتولد من رحم الحياه اللي هيمدنا بالحياه من جديد وتحضنها مريم لتهدا نفسها الحزينه  بحنانها عليها "
يدخل زيد عليهم فجاه بدون  ان يطرق علي الباب هاتفأ
ماما تعالي.. مش هتصدقي!
لترد مريم بلهفه
في ايه يا حبيبي؟ مالك مرتبكه ليه اخوك  جراله حاجه؟!!
يرتبك  زيد من هول الصدمه قائلآ بتعجل"
تعالوا شوفوا مين اللي هيحط أيده في ايد حمزة ويكون وكيل سلمي مش هتصدقووو!!
تعالوا مش قادر اقول مين..  لازم تيجوا تشوفوا بتفسكم
هو مين انا لحد دلوقتي  مش قادر اصدقه  انه حقيقي
يخرجوا الثلاثه مريم وجويريه وسلمي اللي الدموع رسمت خطوط علي وجهها الملائكي وتخرج لتجده يحضن حمزة بقوة واندهاش تجري ناحيته ،تلقي نفسها علي صدره باكية"
" شوفت يابابا.. ابنك عمل فيا اية"؟
ينظر إليها الرجل المجهول الذي لم بكن غير صهيب المبروك
ليحتضنها ويضمها لصدره بحنان "
قولتك طول مانا عايش محدش هيقدر يضرك
ويربت علي ظهرها بحب واحتواء هاتفآ بحمزة الذي يحضنه بذراعه الاخر  ليضمهم سويا الي صدره"
شوفت قدرك يا حمزة بوك هو وكيل مرتك !!
كل ذلك وحمزة مازال واقف مصدوم ومش قادر يصدق او يستوعب اللي بيحصله بعد ١٥ سنه من وجع وألم ويرجع صهيب ويكون لسه حي !
ايوة بس ازاي صهيب لسه عايش دا السر اللي محدش يعرفه غير هنادي وصهيب وسلمي اللي رباها علي ايده علي الطيبه والنقاء واخدت منه صفاته وملامحه وشافت فيه زيد ؛ بس مقدرتش تنطق وتقول بسبب تأثير حمزة عليها. 
نرجع للحظه لما حمزة شاف صهيب ووضع يده علي وجهه انت حقيقي.. بجد مش بحلم الالم والوجع اللي جوايا مش  متجسد  قدامي او انا بتخيل انك  واقف قدامي بشحمك ولحمك ارجوك انكق و قولي فعلا انك هنا ولسه عايش؟!
يبكي بنحيب وانهيار غير مصدق هاتفا باستنكار"
لا اكيد انا بحلم مستحيل حد يقولي ان اللي شايفه حقيقي
ويرتمي في حضنه كالطفل الصغير؛ وتنهمر الدموع التي ظلت حبيسه بداخله علي مدار ١٥  سنه وبكي بكاء السنين التي عاشها في العذاب  والفراق والالم
يحضنه صهيب بقوة غير مصدق أن ابته صار رجل "
اهدي  يا ولدى مفيش راجل بيبكي؛ اهدي يابن صهيب يا ابن الحق وابن العذاب ربنا ردك ليا في اليوم اللي كنت مسافر لك فيه تعال في حضني هحكيلك بعدين كل اللي عشته في غيابكم  وعذابي في بعدى  عنيكم
ويضمه لصدره بقوة اكبر يتمنا لو يدخله بجوفه ليعوضه عذاب فراق السنين ويؤكد لنفسه ان ربتا رد ولده اليه"
واه يا ولدى  كبرت وبجيت راجل  تملي العين وترفع الراس
ودموعهم تسيل كهدير سيل لا ينتهي تعبر عن شوق سنوات
من الفراق الذي كتب عليهم القدر ،
والكل مصدوم من عوده الغايب بعد ١٥ سنه
يتحدث صهيب  بطريقة ثقيله  حاسما"
حمزة سلمي دي مراتك واللي في بطنها ولدك رايد تنازل عنيهم يا حمزة وتوجع جلبي وتغضبني منيك؟
يهز حمزة  رأسه بالنفي"
لا يا بابا خلاص كل وجعي راح النار اللي عاشت جوايا هديت بمجرد رجوعك ليا ويضحك ويبكي في نفس الوقت من الفرح
ليهاف بحماس وحرارة"
النهارده اتولدت من جديد، ورجعت لتفسي  عايز الناس كلها تسامحني  وتغفر ليا اخطائي بسبب رغبتي في الانتقام،أمنيه حياتي اللي عمرها ما كانت هتحقق اتحققت ،المستحيل اصبح حقيقي ملموسة بابا رجع ليا وطفي ناري ورجعني لنفسي
يضمه صهيب بشده  ليقبل حمزه يده بلهفه واحترام"
تدخل  مريم  لتري من سيضع ولدها يده بيدم وتنظر إلية بذهول  ودهشه تتعدى قوة احتمالها لتنطق كلمه واحده "
صهيب!!
وتسقط مغشيا عليها فاقده للوعي ويجري حمزه نحوها ليحملها ويمنعه صهيب من ذلك
أبعد يدك يا حمزة انا راجلها واقدر اشيلها واحميها  بيكفي اللي حوصل زمان اتحرمت من حملها لياخذها الي أحدى الغرف يريحها علي الفراش متاملأ ملامحها الهادئة التي تغيرت بفعل السنين لكنها لم تتغير في عيناه التي عشقتها وقلبه الذي هواها ،يمددها قبل يداها  بعشق قائلا"

ارتاحي انتي يا زينه عندي حديت كتير جوي  رايد اجولهولك رايد أصرخ بعشجك وحبك ،رايد اجولك كل اللي جوايا   من شوق واشتياق  بس الاول ورايا مهمه صغيرها هخلصها وارجعلك ، لازم ارجع حج البنت الغلبانه اللي اتظلمت معاكم
بذنب مش ذنبها ، يتركها وهو خارج يصتدم بجويريه وزيد
الناظرين إليه بذهول غير مصدقين عودته إليهم لتهتف  جويريه بحيرة وارتباك لم تعيشه سابقآ"
معقول بابا رجع  لينا بعد ما عشنا عمرنا علي ذكراه وانه مات!!
معقول انت بابا اللي ياما حمزة اتكلم عنك ووصف حبك ليه؟
ينظر إليها صهيب بحيرة ليهتف بدون وعي"
معجول  أنتِ بنت مريم وبتي انطجي ،
اؤمت جويرية  برأسها بالايجاب"
ايوه انا بنتك  وارتمت في حضنه باكية بانهيار وفرحة"
بابا بجد انت بابا قول انك بابا ؟
يهتف صهيب والفرحه لا يساعها قلبه النقي "
ايوة يا بنت الزينه، انا بوكي اخر حاجه كنت اتوقعها اني ارجع الاقي عندي بنيه حلوه و شابه وجميله كي امها  تعالي في حضن بوكي، يا ضي عين بوكي،
يضمها بقوة ليعتصرها بداخل صدرها من لهفته عليها، ويلمح زيد الذي يحدق إليه بدهشه  وهو صامت تماما""
يستغرب صهيب قوة شبه به ليساله "
طب ازاي اللي يشوفك يجول انك مني كأنك ولدى واللي في حضني بنتي انت مين وولد مين ؟
يبتسم زيد بهدوء وبداخله رغبة جامحه لاحتضان أبيه"
انا انت انا الحقيقه انا العشق اللي اتولد في رحم امي علشان يجي الدنيا ويجسد حبها ليك،  انا أبنك ومن صلبك انا زيد
أنا  توأم جويريه يا بابا

ينطق صهيب كلمه واحدة لتخرج حارقه من اعماق قلبه "

ياااه جد أيه  انت رحيم اوي يا رب، بجي عندي عائله وزوجه وابن ناجح واغلى هديتين وكلتهم ردتهم ليا في يوم واحدة وعليها  هدية ولدى حفيد  يحمل سلسالي ، الله يارب كثير  عليا  جوي كرمك يا رب ، احمدك يا الله
يجذبه صهيب لا حضانه بقوه ويظل يقبل فيه هو وجويريه 
صائحا بفرحه تطير العقل "
معجول كل اللي بيحصلي ، اجسم برب العزة كل ده فوج الخيال وغير جابل للتصديج لكنه نصيب الراضي بالمجسوم

يخيم السكوت علي الدار  ليس بسبب الحزن ولكن استغراب من هول الصدمه، حمزه مصدوم جويريه وزيد اللي تمنوا يشوفوا ابوهم وكان زيد باستمرار  ينظر للمرآه ليرى صوره ابوه
وينظر صهيب لاولاده ويضحك احمدك يا رب رضيت بقضائك ادتني كل حاجه حلوه اديتني نعمه اغلى من كنوز الدنيا وياخذ اولاده الاثنين  تحت جناحه ويدخل القاعه وكأنه طاووس يتباها بذريته وكل الرجال في انتظاره
وحمزه جالس بجوار عروسته وممسكا بيدها يضغط على يدها بقوه وكانه يطلب منها السماح و العفو
عايز ارجع حمزه كويس تاني ويدخل صهيب شوفتوا كرم ربنا انا اخذت الرضا و انتم اخذتوا المال؛  الرضا جاب العيال وانتم بالمال ضيعتوه عيالكم شوفتوا كل واحد ربنا بيجازيه كلكم جدركم اتقطع وانا ربنا مد في جدري وذريتي
الجدر اللي كنتوا بتستعروا منه هو اللي هيرجع اسم العائله النهارده بعيال زي الفل وزوجه وفيه
شوفتوا يا عيله سمعان ربنا كريم ازاي وايه ده عوضني المال بيعوض الضنا لكن الضنا ما بيعوضش المال
ويقوم حمزه يحضنه
انا خلاص رضيت وارتضيت وعايز الكل يسامحني حتى لو ليا حق عندهم وانت كمان عايزك تسامحني انا ابنك ومشيت على دربك اللي ربتني عليه
يمسك صهيب يدي حمزه ويقول له
اقعد انت من النهارده هتكون كبير العائلله اللي ضاعت بسبب الجشع والطمع في المال
واكتب يا سيدنا زمان اعتبروني فاقد الاهليه يا ترى النهارده هتقبلو اكون ولي بنتكم؟
يهز ناصر راسه
يا ابن عمي كلنا فقدنا الاهليه انت بقيت الوحيد العاقل اللي فينا حط يدك في يد ولدك ابنك وجوزه سلمى ومبروك عليك كل حاجه يا صهيب أنت وولادك
وزي ما قالتها بهانه زمان "شوبين شوب" عليكم يا اولاد سمعان ويضع صهيب يده في يد حمزة و يكمل اجراءات كتب الكتاب ويسأل الماذون مين وكيلك يا عروسه؟
ترد سلمى
بابا صهيب اللي رباني وهو الوحيد اللي كنت اتمنى انه يجوزني والحمد لله اتحققت  امنيتي
ويتم كتب الكتاب وياخذها حمزه لتجلس سلمي  في الزفه وسط العائله؛ اما مرعي ظل متابع لكل حركات جويريه وكأن القدر لعب لعبته  وتحلو جويريه في عيونه ويراها الشابه الجميله ويطلب صهيب من اولاده الجلوس مع حمزه حتى يرى مريم ويطمئن عليها
يدخل ويراها نائمه كالملاك يمسك يدها ويقبلها
ياه ياه مريم اشتجتلك يا زينه ويكفف  دموعها المنهمره حتى وهي نائمه و يضمها لصدره كانه يحدثها
جومي انا لساتي  ميت  ما رجعت للحياة،مستني منيكي تحييني  وتردي لي روحي بحبك وحنانك
تفوق مريم وهي في حضنه و تبعده عنها
وتنظر إليه بقوه غير مصظقها كانها فاقت من حلم"
صهيب انت عايش بجد انت هنا وفي حضني ؟!
قل لي اني مش بحلم عشت العمر كله موجوعه وانت عايش وعدتني اني معاك مش هبكى ثاني 15 سنه يا صهيب وانت بعيد عني، كنت فين يا صهيب ليه خليتتي اسيبك وامشي
يضيع يده علي فمها يتلمسه  ويسرح بعيناه علي محياها بعشق وهيام ،"
أسكتي  بالله عليكي اسكتي  سيبيني يا مريم املي عيني منيكي واجدلك شعرك واحسك والمسك يا مريم سنين طوال وانا مشتاج لحضنك وبحلم واكون وياكي  من تاني
كل ذلك و مريم مصدومهلتهتف وهي تلقي نفسها بحضنه" الاهه اللي خارجه منك عشتها سنين طويله ليل ونهار كنت ببكي على فراقك، حسبتك ميت ، لكن انت كنت عارف اني عايشه،ليه خلتني اتخلى عنك واسيبك في الصحراء عملوا فيك ايه؟ وكنت فين ولما انت حي ليه الفراق و اللعنه!!
عايزه افهم حاجات كثير يا صهيب لما انت حى ليه خلتني اسيبك واتوجع عليك، ليه عشيتني اقاسي الفراق وانت حي!!
ينظر إليها بحب وعشق عادر من عيناه لا يستطيع اعظم من جسد المشاعر ان يوصف حالة صهيب او مريم ليهتف"
اهدى عليا يا زينه مين جال اني كنت حي انا لولا ربنا كتب لي عمر جديد  مكنتش نضردك  تاني  يا جلبي
تتوتر مريم من نظراته وعشقه لها لكن فضولها يسيرها "
لا مش ههدأ و لازم اعرف كنت فين وليه ماحدش عرف انك حي، ليه مجتش ليا  مع انك عارف اني مسافره النمسا ليه سبتني اتوجع عليك كل السنين دي و دموعي مش بتقف ، وانت عايش وبخير فاهمني يا صهيب
لتسمع صوت من خلفها يول بهدوء"
اهدي عليه يا مريم  اللي شافه مشفهوش حد  واللي عاشة وقاساه كان واعر جوي جوي  عليه

تحنلق فيها مريم  لتهتف بذهول "
معقول هنادي، كده صح  كنت لازم اتخيل انك انتي  اللي كانا معاه ، لا ما حدش صدق رجعوه او  انه يكون عايش بسبب الصدمه اللي شوفتها في عيونهم وتأكدت  انهم كانوا فاكرينه ميت بس ازاي وانا شايفاه بيموت قدام عيني!!
تجلس هنادي بجوارها وتربت علي يدها بمودة"
اتوحشتك جووي يا بنت عمي تاخذها بالحضن هحكي لك كل حاجه بس الاول نكمل جواز بنتنا على ولدك
و تكمل مريم عايزه اعرف بابا مات ازاي وصهيب قدر يعيش بالرغم من اللي حصل له في اليوم المشئوم ده؟!
قالت لها حاضر بس نحضر بس زفه سلمى واقول لك على كل حاجه وتزف سلمي علي حمزة ونرجع على نشوف حكايه صهيب وتدخل هنادي وتاخد جويريه في حضنها يا جميله كه امك وزيد ما شاء الله عليه ما اعرفش ازاي سلمى ما عرفتش انه  ابن صهيب تتنهد هنادي وتعود بذهنها للوراء  من ١٥ سنه في اليوم اللي رجعت فيه البلد  لطلب المال من ناصر بعد تدهور حاله  سلمى الصحيه والدكتور اخبرهم انه ولو عدى ال 24 ساعه الحرجه هتكون بخير وطلب جرشنات كثير لانهم كانوا محتاجين الجرشنات لتغيير الدم ولقيتهم شايلين عمي وهو بينزف جريت عليه
مالك يا عمي سالم كان نفسه ضعيف ومش قادر يتكلم قالي  انت الوحيده اللي اقدر امنك علي سري و الوحيده اللي سمح لي  ادخل معاه
قالي جوزك كان عايز يغتصب بنتي ومات في البئر
ردت قائله
يلا في داهيه مش عايزه  يعايرونى وقالوا لي انتي ارض بور وياما كان عايز يتجوز عليا بس ما حدش كان راضي به و طول عمره كانت عينه من مريم وكان كل شويه يقول كنت هتجوز زينه البنات بس اخويا جوزها للمبروك وهو كان نفسه فيها
وياما  سبب لي مشاكل يلا قدره كده واخد عاره معاه
سألته بلهفه
فين صهيب يا عمي
رد علبها سالم  بخوف ورهبه"
الحقي صهيب بسرعه انت ربنا بعتك ليه نجدة من السما
الخوف ملاء جلبي وسالته"
ماله  صهيب يا عمي عملوا فيه المجرمين المؤذيين ؟
حكالي كل حاجه وجالي  انهم ضربوه بالنار وضربوا على دماغه كثير جوي واتصفي دمه
جولته طمني يعني هو لسته عايش
رد عمي سالم بحزن كانه خايف من الرد "
حي بامر الله عد وقال  على سر ما حدش يعرفه ووشوشني في ودني وقال لي روحي بسرعه وانقذيه لو فضل  ينزف للصبح   اكيد هيموت 
ليتنهد بصعوبة بسبب جراحه وألمه "
كنت عارف انه حي بس خفت اقول لحد وقلت ادور على اي وسيله انقذه بها لانهم لو عرفوا انه لسه عايش كانوا قتلوه
روحي يا هناد، انت الامل الوحيد في انقاذة
وتستكمل هنادي حديثها
خرجت اجري  وسالت ناصر فين جوزي قال لها مات هو وصهيب قالت لهم عاوز اطلع الجبل اشوفه
رد ناصر
لا  وقولي فين البنت ما جبتهاش ليه؟
قالتله بنتك تعبانه وطالبين فلوس لتغيير الدم لها و خلي امها تيجي تعيش معها
قال لها بعصبيه
هي امها فاضيه انتي ارض بور وجوزك مات لو تحبي لو نطردك انتي كمان
خافت وردت لا خلاص هانزل وفضلت تجري لحد ما وصلت لبهانه العرافه اللي بتطلع الجبل ليل ونهار من غير ما تخاف الحقيني يا خاله بهانا ابن عمي هيموت في الجبل ورموه في الصحراء وخايفه عليه يموت ساعديني انقذه
وخرجت معها بهانه ليجدوا صهيب فاقد للوعي
وينزف من كل مكان من جسمه وبهانه كانت شاطره  وعرفت تفوقه ووضعت له عسل على شفايفه وبعدها فاق على طول ونظر الينا وضغط على يدي بقوه وقال لي قولي لولدي يوصل رحمه دي وصيتي وغمض عيونه تاني
بهانه فضل تصرخ منهم لله واخذت حفنه من التراب الملون بدمائه الطيبه وعوزت عليها وقاله لعناتكم يا اولاد سمعان  هتتقلب عليكم وهتتحرموا من  الضنا زي ما حرمتوه من ضناه وحسرتوا سالم علي ضناه هتخسروا كل اولادكم  خذوا لعنه الام ولعنه الزوجه اللي اخذتوها بالغصب ولعنه الاب اللي حرمته هتعيشوا بلعناتكم وهتتوجعوا لحد ما يعدي عليكم 40 يوم و 40 سبوع و40 شهر و 40 سنه واللي هيعدي منكم  ويعيش هو اللي هيجدد نسلكم لعناتكم هترتبط بافعالكم وتخبط بيديها على الارض وتعزم
وبدأت  هنادي تصرخ وتلطم على خدودها وتبكي على موت صهيب واقول الطيب فيهم خلاص مات والخير اللي فيهم مات واللعنه من اليوم  هتطول حملكم هيسقط وبناتكم هتموت هتقعدوا 40 سنه ولا هتشوفوا صريخ جوه الدار شيلوا شيلتكم لحد ما لقيت صهيب بيتتفض في حضنها الحقيني يا خاله صهيب لسه مامتش
طيب اصبري عليا ونزلت وبعد ١٠ دقايق عادت ومعها ثلاثه من الرجال حملوه ونزلوا به
وقالتلي : اتوكلي علي الله ونفذي  اللي عمك قالوهولك، ولو عاش يمكن اقدر افك اللعنات؛ ولو مات يبقي خلاص يشيلوا شيلتهم لانهم يستاهلوا كل لعنه لعنتهم بها
وتستكمل هنادي
نزلت به مصر وروحت لدكتور صديق عمي سالم زي ما قالي وسألني عن عمي سالم وحكتله علي اللي حصل  وقالي لازم يتعرض علي الطب الشرعي ولازم يتدخل البوليس بس انا خفت وقولته لو حد عرف انه لسه عايش هيقتلوه
اترجته هنادي
ارجوك يا دكتور انقذه
وافق الدكتور علي مساعدتهم امتنانا للدكتور سالم وبالفعل عالج صهيب والحقيقة اللي عرفتها عن حاله صهيب انه من اصحاب القلب اليميني
(حقيقة علمية)
القلب اليميني (Dextrocardia) عبارة عن حالة طبية نادرة يكون فيها القلب أقرب إلى الجهة اليمنى من الجسم بدلاً من يساره. القلب اليميني عبارة عن عيب خلقي، بمعنى أن الشخص يولد بهذا العيب علماً عندما يوجد القلب فى الجهة اليمين غالبا ما تكون بقية أعضاء الجسم منعكسة تماماً وتكون فى حالة طبيعية ومنسجمة مع الجسم، رغم أن وجود القلب فى اليمين هى من الحالات النادرة فى العالم، والتى تصل نسبتها إلى واحد بين كل مائة ألف شخص فى العالم. لهذا
أن التكوين الفسيولوجى المعقد لجسم الإنسان يؤدى أحياناً إلى مثل هذه الحالات الغريبة والاستثنائية، بعضها ناجم حسب آراء علماء الطب والبيولوجيا عن طفرات وراثية أو خلل ما فى أداء جينات وراثية معينة، أو عن تشوهات خلقية للجنين أثناء فترة الحمل ، مشيراً إلى وجود حالات أخرى لم يتوصل العلم الحديث إلى تعليل علمى لها حتى الآن
في بعض الحالات قد تكون الحالة أكثر تطوراً، فيولد الإنسان بحالة تدعى القلب اليميني المعزول، أي أنه من الممكن أن تترافق مع هذه الحالة تغيير أماكن الكبد والطحال وبعض الأعضاء الأخرى في الجسم إلى الجهة المقابلة للموقع الأصلي.
لها يتم تحديد إذا ما كانت هناك حاجة لإجراء عملية جراحية
او يكون منعزلا كم هي حالة صهيب ؛

هما كانوا متخيلين انهم قتلوه بسبب ضربهم ليه بالرصاص بالجلب ، لكن جلبه ربنا حافظه ومصابوش رصاثه لانه في اليمين،لكن الضرب الشديد اللي اتعرض  له علي رأسه وظهره تسبب له في نزيف ادي الي دخوله في غيبوبه لمده ٥ سنين
وبقيت بصرف من الفلوس اللي كنت باخدها منهم لعلاج سلمي، لكنه اول ما فاج كان كل همه يسال عليكي والأطباء طلبوا الرعايه الكامله له لحد ما يتعافي ، بعد ما اطمنت عليه
سافرت الصعيد وعرفت بموت البنات بسبب اللعنه اللي كنت عارفها؛ وسألت بهانه ازاي سلمي لسته عايشه!

ضحكت في وشي وجالتلي ده امر ربنا لانها موهوبة للمظلوم
وجالتلي السبب ان اتكتب لها عمر جديد لما غيرت دمها بس اتكتب عليها انها لازم تتجوز حد من دمها علشان تتفك اللعنه وبقي قدرها هو حمزة ابن صهيب ووصتني احافظ علي العهد اني اخلي سلمي لحمزة وبس علشان تنفك لعنتا لانه الوحيد اللي يستاهل تتفك عنه اللعنه وقبل ما هتعدي السنه بعد جوازها من حمزة هتكون سلمي  حملت واتفكت اللعنه
لكن حالة صهيب كانت صعبه ودخل  الإنعاش وتدهور وضعه الصحي وحتي صحه عمي اتدهورت بسبب اهمالهم فيه تركوه بدون علاج لانهم كانوا عايزن يخلصوا منيه وخصوصا بعد ما عرفوا انه كتب لك كل المال لكي لوحدك وعرفت انه اتوفي بعدها شهرين وحزنت عليه جوي لكن مجدرش اعمل ليه حاجه بعد ما وصاني اخلي بالي من صهيب وبس
تتنهد  هنادي لتكمل  باقي الحكاية "
وجبل ما تتم السنه  روحت تاني لبهانه وقولتها سلمي خفت وعايزن نرجع البلد
جالتلي لاه سلمي  مش لازم تعاود الصعيد ابدا ،لانها مبقتش ملك نفسها بسبب ان مصيرها مرتبط ببنت تانيه ويوم لما تتجوز حمزه هتتفك اللعنه عنيها وهتعيش ، وجالتلي بالحرف
روحي يا هنادي شوفي صهيب خليكي جاره يا رب يجوم بالسلامه ويارب هما يعملوا خير عشان تتفك اللعنه ؛
انا بس صعبان عليا ان حمزه هيدفع من عمره وحياته ثمن دم ابوه وذنب مرتكبهوش  هو وسلمي لكنه جدرهم
تطلب بهانه من هنادي
ادعي ليا افك اللعنات عنيهم غير كده مش هسامح نفسي وكانت دائما بحس انها  بتتهرب مني من بعد هاليوم
لما فاج صهيب ظل لمده سنه علشان يجدر يمشي من تاني وفضل لسانه ثقيل مش عارف يتحدت كي الاول؛
وبعدها سافرنا للنمسا ندور عليكم وبقى زي المجنون لانه  مش عارف طريجكم؛ ة انجطعت كل طريج يوصله ليكم  ورجع مصر  تاني يدور عليكم، لحد.ما فجد اللمل انه يلاجيكم و ما بجاش ليه غير انه يكمل  تعليمه ويشتغل وفعلا اشتغل ولما كان بيعرف ان حد منيهم جاي يزورنا كان بيمشي ويغيب عن البيت  باليومين علشان ما يشوفوه"
لحد ما وصلت له أخبار  انكم في المانيا واحد صديجك جابله في الجامعه  اللي كان كل فترة يروح يسال عنك يمكن تكوني رجعتي ،وجالوا الدكتوره مريم عايشه في المانيا وأعطاه  اسم الجامعه والنهارده خلص اجراءات السفر وكان رايح لكم لحد  لما اتصلت سلمى وجالت انها النهارده هتتجوز  ولد المبروك فرحت وجلت الجدر اتحجج ورد للظالم حجه وهتتفك عنيكم اللعنه ولما جيت البلد اكتشفت ان البنت المقصودة ومصيرها مرهونه بمصير سلمي كانت هي بنتك  جولت دي جدرهم سبحان الله انه  ربط بين بنتهم وبنتك لاجل تنقذ بت المظلوم

تتطلع إليها مريم باستغراب لتسالها"
انت عايزه تقولي ان صهيب كان مسافر النهارده المانيا !!
لكن وكمان  لو كنت فضلت في النمسا وما سافرتش مع خالد كنت  رجعت ليا من سنين
ينظر إليها صهيب باستغراب ويسالها بحدة"
خالد مين اللي سافرتي معاه؟
تبتسم  مريم بارتباك"
اللي كان خطيبي زمان وقف جمبي وجمب ابني وانا ساعدته لان مراته  كانت صحبتي وكانت بتعانى من السرطان
ينظر إليها  باستغراب
يعني ايه كنتي عايشه معه في دار واحده وتحت سجف واحد كي يعني وانت حرمه وهو راجل غريب عنيكي  ؟!
تضحك مريم وتضمه لصدرها بحب"
لا عمر ما جمعنا سقف بيت واحد من يوم لما عشت مع ناديه خالد ساب البيت وبعدها عياله جاءت عندي و كان بيجي يزورني فقط علشان كده الاولاد مرتبطين بيا واللي ما متعرفوش ، وهيعمل لينا مشكله ووهيتسبب في  وجع قلبي  من اللي جاي ان حمزه بيحب بنته وكمان خطيبته
يتطلع اليها  صهيب بغضب"
يعني ايه رايداه بهمل بنت عمه وام وابنه لاجل خاطرها؟
انا مش هقبل فاهمه يا مريم!! لترد هنادي انا جولت اللي عندي مبروك رجوعكم لبعض وتخرج وتتركهم سويا
تروح مريم وترتمي بحضنه
يااااه انت لسه غيور  عليا طيب ومن مين ؟
ما انت عارف انك ملكت قلبي يسالها صهيب بنبره حزينه
سيبك من غيرتي ، دلوج  وجوليلي هو فعلا حمزه ناوي يطلج سلمى ويهملها هي وولدها حفيدي وحفيدي يا مريم؟!
اوعى تنسي ان سلمي دي بتي واتربت على يدي  كي حمزة ما هو ولدي وانا مش هسمح لابنك يوجعها

تتنهد مريم بحيرة "
بس احنا كده عندنا مشكله كبيره،  خالد له فضل كبير على حمزه وكان سبب في انه يوصل لمنصبه الجديد بفضل نفوذه لان  خالد حاليا هو وزير الخارجيه ومش عارفه النار اللي هتفضل محاصره ابني طول حياته أخرتها ايه  مره نار فراقك ومره بعد رجوعك ونار خطيبته وحبيبته ودلوقتي نار ابنه
يتنهد صهيب شاعر بالقلق يعود الي قلبه خوفآ علي مصير ابنه ومستقبل الغير واضح الملامح"
هي الراحه مش مكتوبه لنا!!  قومي تعالى نشوف الولد مشتاج اسمع لهم واتحدتت معاهم نفسي اعرف كل حاجه عنيهم
تحتج مريم بدلال رافضه الخروج " م
لا مش هامشي انا عايزاك تدلعني بالاسم اللي كنت دائما بتناديني به
يحضنها بقوه ويتنهد مع كل حضن بينهم ليقول لها بحدة" راجعه البلد بشعرك يا  ليه يا زينه فين حجابك وصونتك  لذكري جوزك  مش جولت شعرك ما يظهرش لحد غيري

تبتلع مريم إرياقها بصعوبة وتهتف مبررا"
انا  دكتوره يا صهيب وكنت لازم اظهر بمظهر اجتماعي مختلف بس وعد هستقيل من كل حاجه عشانك وهكون لك لوحدك وهعيش ايامي معك وهانسى الوجع والبعد خلاص ومش  هعيش غير معك كزوجه ليك مسؤولة منك مش مسؤولة عنك هعيش تحت ظلك وحبك وبس ،
لكني  مش هخرج الا لما ترجعني  ليك
يتطلع إليها صهيب بحيرة "
واااهه انا مطلجتكيش علشان ارجعك يا زينه!
تضحك مريم  وتغمز له بعذوبة"
ايوة  بس لسه مردتش ليا روحي ونفسي اسمع اسمي من بين شفايفك  نفسي احس بانك رجعت لحياتي من جديد
يضحك  صهيب  ويقترب منها معانقآ لها بقوة"
حاضر يا جلبي حاضر يا زينه حاضر يا مرمم
وحشتيني جوي جوي جوي جوي  يا مرمم
تفرح مريم وتبتسم ابتسامة رضا وتتنهد بقوة قائلة"
اه اه ه ه كده اقدر اقول صهيب رجعي ليا من تاني...!!

الجزء الثاني من الفصل الاخير من هنا

   سلمى سمير
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع روايات سلمى سمير .

جديد قسم : رواية عشق من رحم الحياه

  1. مش ممكن انتى يا سلمى جبارة بمعنى الكلمة

    ردحذف
  2. مش ممكن انتى يا سلمى جبارة بمعنى الكلمة

    ردحذف
  3. عنجد انتي مبدعه ياسلمى وملكة الابداع والتميز وبالتوفيق دائما وابدا

    ردحذف